بدأت اليوم بقاعة فلسطين للمؤتمرات الدولية بعدن أعمال الدورة الثانية من المرحلة الأولى لخطباء مساجد الجمهورية التي تنظمها الهيئة الوطنية للتوعية بالتعاون مع وزارة الأوقاف والأرشاد تحت شعار ( نحو خطيب جامع) . وفي كلمته الافتتاحية للدورة أشار وزير الشباب والرياضة حمود عباد إلى أن لقاء خطباء المساجد يجسد المعنى الكريم لطبيعة التواصل بين أصحاب الكلمة الربانية في الاتجاه الذي يحقق التوافق .. مشيرا إلى أن الخطباء هم حملة كلمة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم التي تؤكد أن الأرواح جنود مجنده ماتقارب منها أتلف وما تنافر منها أختلف. وأعتبر الوزير عباد خطباء المساجد بأنهم معنيون بالقضاء على أنواع الاختلاف في مصافي الائتلاف باعتبار إن خطيب الجامع هو الخطيب الذي يسعى للجمع لا للتفرقة . وقال :" ما أحوجنا في هذه الأيام إلى هكذا لقاءات لتوحيد وجهات النظر وتثبيت واحدية المسار الإسلامي في الخطاب العام الذي يمكن ان يقدمه المسجد لمصلحة الأمة ، وأن منبر الجمعة بالأخص هو منبر الأمة وليس الخطيب ، لأن الخطيب يتبرع في هذا المكان تعبيرا عن واحدية الأمة التي يتعامل معها". وأشار وزير الشباب في كلمته إلى أن الخطاب الديني لا يكون لغة مذهب او جماعة او حزب لانه خطاب لله الذي جعل الأمة الإسلامية جميعا مستخلفين في الارض ، وقال : " ينبغي أن تجمع قلوبهم نحو ذكره وأن تتوحد إرادتهم في مصافي مقاومة غواية الشيطان الذي يدعوا إلى الفرقة والإختلاف ، فالتوحد هو مقصد الدين والشريعة وهو المقصد الذي جاء من أجله الإسلام". وأضاف وزير الشباب والرياضة :" أن الخطباء هم من يحملون الكلمة الطاهرة المباركة من خلال ألسنتهم الصادقة" .. لافتا إلى أن أولئك الذين يدعون إلى التكفير هم بحاجة إلى التنوير الذي يواجهون التعمير بالتفجير فضلا عن أنهم بحاجة إلى إعادة صياغة مفاهيمهم من خلال الخطباء بواسطة الكلمة الصالحة والمباركة. وأكد على أهمية مثل هذه اللقاءات لخطباء المساجد في معالجة قضايا الفرقة والإختلافات بواسطة الحوار والكلمة الداعية المؤمنة التي تحصد رأي الجميع في مسارات خدمة الإسلام والمسلمين والسعي قدر الإمكان بالحكمة والموعضة الحسنة لتصحيح السلبيات والأخطاء المتطرفة التي يعتقدها بعض أفراد المجتمع. وأعتبر بأن الرياضة اليوم تعد واحدة من الوسائل التي تعمق مدى المحبه والتقارب بين الناس والشعوب .. مشيرا إلى أن الرياضة أصبحت مبدأ لأجندة التعامل العالمي لأصحاب الفكر والتنوير ، إلى جانب كونها جزء من هموم الشباب . وتطرق إلى الدور الكبير الذي تلعبه الرياضة في إثارة حماس الشباب بوسائلها المختلفة من خلال التنافس باتجاه الخير الذي يمنعهم من الوقوع في الانحرافات والسلوكيات غير المرغوبة أو أتجاهات التطرف الذي تدمر الإسلام ومجتمعاته. وقال وزير الشباب والرياضة مخاطبا المشاركين في أعمال الدورة الثانية من المرحلة الأولى لخطباء مساجد الجمهورية التي بدأت اليوم بعدن :" حينما يأتي أخواننا الخليجيين لهذا البلد ينبغي ان تنتهجوا ما انتهجوه الحبيب صلى الله علي وسلم إننا أهل الحكمة وأهل الفقة وأهل السلام وأهل إيمان" . واضاف :" على الجميع أن يتسم بقدر واسع من الخلق الرفيع الذي يحتفل بالضيف ويمنحه فرصة مناسبة لأن يكتشف أخلاقنا وسلوكنا الطيب لتعاملنا معهم ونشعرهم بأننا على قلب واحد وصف واحد وننا متحابون مترابطون". وحث العلماء وخطباء المساجد على القيام برسالتهم السامية لنبذ الأرهاب ومحاربته ، وقال :" نحن بحاجة لمواجهة مع فكر التكفير بمزيد من التدبير والتنوير والعمل الصالح الذي يرتفع بالأخلاق والنفوس والأرواح إلى مساحات واسعة من التنوير" . من جانبه تمنى الأمين العام للمجلس المحلي بمحافظة عدن عبد الكريم شائف في كلمة مماثلة التوفيق والسداد للمشاركين في رسالتهم الدينية والثقافية بأبعادها الإنسانية والارشادية الهادفة إلى بناء الإنسان والمجتمع الخال من الشوائب والأفكار الداخيلة الهدامة وخصوصا ما يتعلق بالتطرف والإرهاب والغلو والفتن والكراهية والمناطقية والطائفية . وأكد الشائف أهمية اسهام العلماء بفعالية في تصحيح الأفكار والمفاهيم الخاطئة وتكوين وعي ديني ووطني مجتمعي يستم بالواقعية والاعتدال والتسامح وكذا المشاركة في بناء جيل ملتزم بمبادئ وقيم وأخلاقيات الدين الإسلامي الحنيف المتشبع بحب الوطن والمحافظة على مكتسباته وثوابته ومقدراته. وقال الشائف : " ونظرا لأهمية ومكانة المسجد والخطيب ودورهما في التصدي للثقافات والسلوكيات التي لم تكن نعرفها أو نسمع عنها من سابق حيث يتعرض الإسلام والمسلمين للتشوية ومخاطر كبيرة بسبب هذه الجماعات التي تعبث في الأرض فسادا وتقتل النفس البرئية وتأتي بالفتاوى الخاطئة وتعبئتها للشباب بأفكار بعيدة عن الإسلام والدين الحنيف" . ودعا أمين عام المجلس المحلي بعدن الشباب الذين وقعوا تحت تأثير الأفكار الضالة والظلامية إلى مراجعة النفس والعودة إلى الله والتوبة والسير بنفس طريق الآباء والأجداد وفق المدرسة الإسلامية والدينية القويمة التي جعلت من الإسلام دين محبه وتسامح وتكافل وبناء وإعتدال . وعبر عن شكره وتقديره للهيئة الوطنية للتوعية على تنظيم هذه الفعالية في محافظة عدن .. متمنيا النجاح للدورة والخروج بما هو مفيد لصالح الوطن والمواطن. من جانبه أشار النائب الأول للمدير التنفيذي للهيئة الوطنية للتوعية الدكتور عبدالله أبو حوريه إلى أن الدورة تأتي ترجمة للأهداف التي وضعتها الهيئة المرتكزة على ترسيخ وتعميق نهج الاعتدال والوسطية ونبذ التفرقة والتعصب بكافة أشكاله وأنواعه . ولفت إلى أن الهيئة نفذت العديد من البرامج والأنشطة في محافظات الجمهورية من مشروع رفع الأعلام الوطنية والمشاركة في أحتفالات شعبنا بأعياد الثورة والوحدة المباركة وتنظيم الحملات التوعوية الهادفة إلى تحقيق الشراكة الحقيقية مع الأجهزة التنفيذية والمدنية للوصول إلى أفضل النتائج لتعميق وترسيخ الولاء الوطني والقيم الاجتماعية الحميدة. وقال أبو حورية : "لقد تم إختيار المحاضرين والمحاور وأدبيات الدورة بدقة عالية إدراكا بأهمية المرحلة والدور الهام للمنبر الذي أكدته دراسات بحثيه محايدة باعتباره الوسيلة الأكثر تأثيرا في المجتمع اليمني" . مشيرا إلى أن اليمن بشكل عام وعدن بصفة خاصة مقبلة على مناسبة هامة تتمثل في استضافتها لبطولة خليجي 20 .. معتبرا مسؤولية نجاح هذا الحدث الرياضي الكبير بأنها مسؤولية تكاملية بين اللجنة المنظمة والمجالس المحلية وأجهزتها التنفيذية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية وكافة شرائح وتكوينات المجتمع التي يأتي في مقدمتها خطباء المساجد. وأوضح أن تدشين الدورة الثانية من المرحلة الأولى لخطباء المساجد بالجمهورية يأتي أمتدادا للأنشطة المنجزة للهيئة وضمن سلسلة مراحل معدة مدروسة من قبلها تم البدء بها في شهر رمضان الماضي بإقامة الدورة الأولى ل65 خطيبا مثلوا محافظات الجمهورية بهدف الإسهام في رفع وتنمية الوعي الديني والوطني وترسيخ ثقافة المحبه والاعتدال ونبذ الفرقة والتمزق وفق أسس ومنهجية علمية. فيما أشار مشرف الدورة محمد سعد نجاة بدوره إلى أن الدورة تهدف إلى التأكيد على أهمية خطباء المنابر في تكوين النشء وتوعية الشباب وتحصينهم من مخاطر الانزلاق في مجاهل الدعوات الهدامة والأفكار الضالة والمنحرفة التي يسعى مروجوها إلى اثارة الفتن وإشاعة ثقافة الحقد والكراهية والمناطقية والاخلال بأمن وأستقرار الوطن والمساس بوحدته. هذا ويتلقى في الدورة على مدى أسبوع 80 خطيبا من تسع محافظات هي ( عدن ، أبين ، لحج ، الضالع ، تعز ، إب ، عمران ، حجه ، صعده) محاضرات مكثفة يلقيها مجموعة من العلماء والاكاديميين تتناول عشرة محاور أساسية من بينها أثر الفتنة على تمزيق أواصر الأخوة الإسلامية والوطينة ،والإرهاب ومخاطره وأضراره وسبل مواجتهه ، ودور الخطيب في دعم جهود التنمية وتطوير رسالة المسجد بما يحقق غاياتها ومقاصدها المرجوة كما يتخلل الدورة تنظيم وعقد أمسيات تفاعلية قائمة على الحوار والنقاش الجاد والمسؤول للخروج بتوصيات هامة تعزز من دور الخطيب وتنمية مهاراته ومعارفه المختلفة .