أكد رئيس جامعة عدن الدكتور عبدالعزيز بن حبتور أهمية دور خطباء المساجد في التأثير على المجتمع، وضرورة تزودهم بالمعارف والقدرات التي تمكنهم من أداء رسالتهم الإرشادية بالحجة والتعامل مع الجانب الروحاني والإنساني مع الناس في المساجد . وقال بن حبتور في محاضرة له القاها اليوم امام 80 خطيباً من خطباء وائمة المساجد يمثلون تسع محافظات ، ان مهمة خطيب المسجد مهمة جسيمة كونه يوجه كل فئات المجتمع بمختلف توجهاتهم ويتعامل مع المجتمع بشكل حساس وبقدسية العقل والمعرفة ، لافتاً إلى محاولات البعض إلغاء فكرة الآخر بطريقة تكاد لا تختلف عن الأفكار الديكتاتورية في العالم بالرغم من أن الاجتهاد خلق من أجل تعدد الفكرة وليس من أجل التفرقة والتعصب. واشار الى ان من واجبات الخطيب المؤمن بقضايا وطنه ودينه الاسهام في تعميق معنى وسطية واعتدال الدين باعتبار أن تلك الوسطية كانت سبباً رئيساً في انتشار الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها.. مشدداً على أهمية أن ينقل الخطيب الأحداث إلى الناس بواقعيه كماهي على الأرض بعيداً عن العاطفة وأن يكون ملماً بالأحداث القريبة والبعيدة عن المجتمع ، وقال:"هناك ممن يظهر على مطالبهم مصلحة الناس وهي في الحقيقة ليست إلا أكمة يستتر خلفها لتنفيذ مشاريع تجزئ الوطن وتشرذمه". ولفت رئيس جامعة عدن في المحاضرة التي تخللتها مداخلات هادفة إلى عظم المهمة التوعوية التي تقوم بها الهيئة الوطنية للتوعية في تنوير قطاع واسع من الشباب والعلماء . من جهته أفاد الدكتور عبدالله ابوحورية نائب المدير التنفيذي للهيئة الوطنية للتوعية أن هذه الدورة تأتي في إطار برامج الهيئة لتعزيز قيم الاعتدال والوسطية في أوساط المجتمع من خلال تدريب وتأهيل الخطباء والمرشدين وتفعيل دورهم في المجتمع.. مشيراً الى ان هذه هي الدورة الثانية للخطباء ضمن المرحلة الأولى لخطباء المساجد في الجمهورية والتي تنظمها الهيئة الوطنية للتوعية بالتعاون مع وزارة الأوقاف والأرشاد تحت شعار (نحو خطيب جامع). وقال ان تنظيم مثل هذه الدورات ياتي من منطلق الإدراك بأهمية دور الخطيب في المجتمع باعتبار العلماء ورثة الأنبياء وفي يدهم جعل المنبر أداة سلام وإصلاح و أن علماء الدين هم السياج الآمن لمكونات المجتمع من مخاطر الإرهاب وثقافة العنف والكراهية.. موضحا بان الهيئة حرصت في هذه الدورة والدورات السابقة على ضمان النجاح الأمثل واستفادة المشاركين من خلال تلقيهم محاضرات علمية قيمة على يد أكفأ المحاضرين للارتقاء بمعارفهم وقدراتهم وبما يمكنهم من أداء رسالتهم الإرشادية في إعلاء كلمة "الله" وترسيخ أسس ومفاهيم الدين الإسلامي الحنيف في النفوس وتعزيز الولاء الوطني وتعميقه على نهج الاعتدال والوسطية ونبذ التطرف والإرهاب وثقافة الكراهية.