مع العودة للكتابة في هذه الزاوية بعد غياب طال أشهر نظراً لظروف الثورة الشبابية الشعبية العارمة، كان لابد من الكتابة عن الشباب الذين قادوا هذه الثورة لتحقيق مطالب جوهرية متمثلة في بناء يمن مزدهر ومتطور ويحقق آمال أبنائه وضحوا في سبيل ذلك بدمائهم الزكية. فالشباب لم يخرجوا إلى الساحات حتى يعودوا إلى المربع الأول قبل فبراير الماضي، لكنهم أرادوا إحداث التغيير الحقيقي في حياتهم وفي بلدهم وذلك التغيير الذي يحقق أحلامهم العريضة، وأمنياتهم المشروعة المتمثلة في حياة كريمة وعمل شريف وتعليم نافع وصحة لكل المواطنين، وفرص متساوية. وهؤلاء الشباب لايهمهم كثيراً من يحكم البلد، وما نوع السلطة التي تحكم بقدر اهتمامهم بما تقدمه هذه السلطة لهم من خدمات يلمسونها في حياتهم ، ومشاريع تبني الإنسان وتطور من الحياة حوله. يهمهم أن يكونوا السواعد التي تبني وتشارك في بناء الدولة المدنية لليمن، وأن يكونوا الصوت الحاضر في الأحداث والتخطيط للمستقبل وفي إدارة البلد بعقليتهم التي تعني باختصار عقلية المستقبل لاالماضي، ويكونون الصوت الحاضر في مؤسسات الدولة وفي الجيش وفي الأحزاب لاالصوت الغائب في كل شيء. ولذلك ينبغي على القوى التقليدية في الساحة الوطنية عدم محاولتها إلغاء دور هؤلاء الشباب وتنصيب نفسها متحدثة باسمهم في كل شيء، بل ينبغي سريعاً فتح حوارات مباشرة مع الشباب في كل الساحات، وفي كل المرافق والمؤسسات والأحزاب، وعليها أن تستمع بهدوء وبتمعن للشباب لأفكارهم ورؤاهم ولأحلامهم حول طريقة بناء البلد. وهذه القوى ومعها حكومة الوفاق الوطني معنيون بوضع أجندة خاصة بالشباب والاهتمام بقضاياهم وتقريبهم من مراكزها وإشراكهم في أفكارها ومشاريعها وخططها. وعلى كل القوى الوطنية والحكومة البدء فوراً في حل المشاكل الرئيسية التي يعاني منها الشباب اليمني المتعلقة بتوفير فرص العمل والزواج والمساعدة في إقامة مشاريعهم الخاصة وتسهيل فرص التعليم المجاني المهني والعالي في كل المحافظات. وعلى الحكومة والقوى الوطنية أيضاً تبني المواهب والمبدعين وتشجيع الاختراعات والإبداع في مختلف المجالات..فالشباب ينتظرون ذلك، والحكومة معنية بتوفير مطالبهم ومن خلال الحوار نستطيع إقامة شراكة حقيقية في العمل لبناء اليمن الجديد.