بوداعية احتفائية متميزة كرمت مؤسستا اليمن والخير صباح أمس الأول 144 خريجاً يشكلون الدفعتين الثالثة والرابعة من مؤسسة اليمن للتدريب بهدف التوظيف (برنامج الرواد) والدفعة الثانية من متدربي مؤسسة الخير (برنامج تأهيل الفنيين والإنشائيين). المتدربون الذين يمثلون محافظتي تعز ولحج من الإنشائيين و خريجي المعاهد الفنية والتقنية خاضوا بتميز أشهراً عديدة من الدراسة الخاصة لتأهيلهم وتهيئتهم ليكونوا عماداً لمجتمعهم الكبير في الجوانب النظرية والعملية المكثفة على يد كوادر متخصصة في مجالات تمثل هي: اللغة الانجليزية – المحاسبة – النجاح في مقر العمل – الحاسوب – إنشاء مشروعك الخاص بالإضافة إلى برامج متنوعة وهامة لتوسيع المدارك وحاجات سوق العمل. كادر قادر على تكوين شخصيته في المجتمع كان الهدف الرئيس لعمل (اليمن والخير) من خلال تأهيل اليد العاملة وتقديمها بشكل يواكب حاجة سوق العمل خاصاً كان أم حكومياً بعد جد واجتهاد في شهور دراسية تقربهم أكثر من مستقبلهم. كلمة رئيس مجلس الأمناء للمؤسستين علوان الشيباني شدت الجميع حيث أبدى بهذه المناسبة اعتزازه بالوجوه الشابة من الجنسين على شعورهم الرائع بالمسئولية خلال فترة تحصيلهم العلمي رغم خطورة الوصول إلى المعاهد في ظل الأزمة التي عاشتها بلادنا سابقاً، متطرقاً إلى الأهداف النبيلة التي تحرص (اليمن والخير) على تحقيقها في سبيل الارتقاء بالمجتمع وعناصره مع ضرورة غرس المفاهيم السامية المرتبطة بالعمل والمجتمع والأسرة إلى جانب إكساب الشباب الثقة بأنفسهم وقدراتهم على مواجهة القادم ونبذ العادات السيئة كتلك التي شوهت من خلاله القيم التي يحثنا عليها ديننا الحنيف، معتبراً الأسواق اليمنية غير قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من الخريجين كالمتفوقين والمكرمين من قبل المؤسستين لأنهما ليستا وزارة أو تابعتين لواحدة من وزارت الدولة بل هما عبارة عن مجموعة من المتطوعين الذين يسعون إلى تقديم عصارة جهدهم وخبرتهم للمتدربين، مؤمناً أن بناء الإنسان هو الشغل الشاغل للجميع في (اليمن والخير)، مستعرضاً الدعم الخارجي خاصة من البلدان المجاورة و الصديقة لبلادنا في مجال الاستثمار وما يشابهه ومؤكداً أن الوقت يجب تغيير مفاهيمه لأن بناء الإنسان هو الأهم وليس التطوير وإقامة المنشآت التي تعتبر ممكنة متى ما وجدت الإمكانيات ولكن الإنسان يحتاج للكثير وهو الأمر الذي يجب أن يتنبه له الداعمون، مباركاً للخريجين ما حققوه وشاكراً المساهمين في النجاح منذ البداية. ياسر الرازحي ألقى كلمة بالنيابة عن الدكتور علي محمد سعيد الشيباني رئيس لجنة تفعيل نشاط فرع تعز أشار فيها إلى جهود المانحين في رفد العملية التعليمية الخاصة بالمؤسستين وتأهيل الذات الإنسانية مستعرضاً دور القائمين وقناعتهم بأهدافهم وسعيهم لتحقيقها كعمل تطوعي مقدس يُقدم للوطن الغالي، مختتماً بأن الشباب تنتظرهم مسئوليات باعتبارهم العقول والسواعد. المدير التنفيذي لمؤسسة اليمن ياسر الصائدي قدم عظيم امتنانه لكل العاملين ممن ساهم في نقل صورة جيدة عن المؤسسة في الصورة الجميلة للمتفوقين من طلبة العلم والباحثين عن التميز وتشكيل الحضور الطيب في مجتمعهم، مؤكداً أن (اليمن والخير) ستتوسعان على مستوى اليمن لتقديم ذات الخدمة المرتبطة بذات الأهداف. من جانبه قال الدكتور لبيب شاهر مدير مؤسسة الخير أن الخرجين يعتبرون صناع المستقبل من الذين اثبتوا أنفسهم من خلال اكتساب مهارات جديدة بحثاً عن التأهل والتدريب ووصفهم بالقادرين على تحمل المسئولية والتكيف مع مختلف التغييرات، معتبراً أنهم يستحقون احترام وثقة أرباب الأعمال في مختلف الجهات الرسمية والخاصة، وتطرق شاهر إلى الحديث عن المؤسستين وتميزهما عن بقية المعاهد الأخرى عطفاً على نوعية الخدمة المتقنة التي يقدمها ليس ذلك فحسب بل ومنح الدارسين أيضاً مبالغ مالية طوال أيام التحصيل العلمي موجهاً الدعوة لمنحهم الأولوية في التوظيف مشاركة في دعم هدف المؤسستين السامي. المدير العام لمؤسسة الخير الأستاذ مختار السقاف تحدث عن سعي (اليمن والخير) لتحقيق التقدم للأفراد والمجتمع دون تمييز أو تحيز في مختلف المناطق والمحافظات مضيفاً أن ذلك يأتي كتأكيد على ضرورة وأهمية الارتقاء بالعملية التعليمية ومكافحة البطالة لأن العلم أداة وصل بين الحضارات، مؤكداً أن المؤسستين ركزتا على الاستفادة من الموارد والمعارف المتاحة لرفع قدرات الشباب في التحكم بوجودهم وتحويلهم إلى أفراد فاعلين على نطاق الأسرة و المجتمع ، وأخذ السقاف الحضور في جولة سريعة أستعرض خلالها النشأة الأولى للمؤسستين والخطط القادمة لجعلهما متواجدتين بقوة في أرجاء الوطن .. قبل تكريم الدارسين من قبله بقصيدة شعرية كانت بالفعل هدية رائعة. الخريجون تحدثوا في كلماتهم عن (اليمن والخير) مؤكدين أنهم وجدوا ما كان ينقصهم خلال الفترة الماضية ومؤمنين بأنهم ولدوا من جديد وذاقوا حلاوة فرحة النجاح والتفوق معبرين في ذات الوقت عن عظيم امتنانهم واعتزازهم بما أخذوه على يد مدربيهم وأساتذتهم الذين ساعدوهم على التسلح بالعلم والمعرفة وقدرتهم على أدراك الواقع بكل تغييراته ومتطلباته فالشباب هم الأمل ويجب أن يكونوا متسلحين بالكثير والكثير للتعامل مع كل مكونات النجاح ومواكبة كل جديد من أجل مجتمعهم الكبير. قصة نجاح قبل الختام: عبير أحمد محرم إحدى الخريجات أحببنا نقل بعض من قصة نجاحها التي تستحق الاحترام والإشادة: (أنصب كل اهتمامي على تأمين فرصة عمل ولم أهتم إطلاقاً بطموحاتي في الحياة فجل اهتمامي كان مساندة عائلتي كنت أشعر بخوف من المستقبل وبأنني على خطأ حتى وإن كنت مصيبة) عبير فقدت والديها الغاليين مبكراً فكانت خير معين لإخوتها الأربعة وتفوقت على كل مخاوفها هي بالفعل مثال حي للإصرار وإثبات الذات وكانت النتيجة وظيفة في أو.أم.في.، وتضيف عبير كخلاصة (لم ينتج عن التدريب الذي تلقيته حصولي على الوظيفة فقط وإنما اكتسبت مهارات جديدة مثل اتخاذ القرارات والاعتماد على الذات وكذلك العمل تحت ضغوط مختلفة بالإضافة إلى تعزيز ثقتي بنفسي وإتقان اللغة الانجليزية وغيرها).