صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حزب المؤتمر له رأس وليس له أذرع
د/عبدالوهاب الروحاني ل« الجمهورية »:
نشر في الجمهورية يوم 03 - 03 - 2012

يسبر أغوار الأحزاب والقبيلة والنخب برؤية من خبرها وخبرته يستشرف القادم من قراءته للمقدمات. يقول إن العصبية هي العائق أمام بناء الدولة المدنية ولايعتقد بأن حزب المؤتمر سيقوى على الوقوف في المرحلة القادمة. لايراهن على النخب ولكنه يؤمل على الشباب الذين ينصحهم بألا يكونوا مطية للأحزاب القديمة.. الدكتور/ عبدالوهاب الروحاني في حوار مع«الجمهورية».
دكتور عبد الوهاب من الشخصيات العصامية , بحيث يصنفك البعض أنك من الشخصيات الأكثر شراسة في الدفاع على نظام علي عبدالله صالح بعد الوحدة وقبل التحول المفاجئ للجميع ودخولك في لجنة الحوار الوطني ثم التأييد الكامل للثورة في الأيام الأولى لانطلاقها وما ترتب على ذلك من عداء شديد لعلي عبد الله صالح ونظامه ؟
- أولاً أنا ابن هذا الوطن، ومن حقي كما من حق أي مواطن أن يعمل في أي مؤسسة من مؤسسات الدولة، وهي مؤسسات وطنية، وليست شركات خاصة، وقد حرصت، وأحرص من خلال المواقع التي عملت وأعمل فيها، سواء في مجال الإعلام والثقافة أو مجلس النواب أو كممثل لبلدي كسفيرفي الخارج أو في الشورى حاليا، أو في حتى في العمل التنظيمي، أن أكون شريكاً في خدمة الوطن، وليس موظفاً مع أحد.
لكن أنت تصنف بأنك كنت مدافعا شرساً عن نظام علي عبد الله صالح؟
كنت أدافع عن نظام يسوس البلد بأكمله، ومن موقع الحرص على المساهمة في بناء دولة تكون فيها الكلمة الأولى والأخيرة للنظام والقانون، وتحترم في ظلها حقوق وحريات الناس وتصان أعراضهم وكراماتهم، وانتمائي في ذلك كان للوطن، وليس لعلي عبد الله صالح، كون أن علاقة إيجابية كانت تربطني مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح فهذه أيضاً ميزة إيجابية، وكنت أعتز بهذه العلاقة في فترة كان فيها نظام الرئيس علي عبد الله صالح لا يزال فيه شيء من رُشْد، فأنا إذن، دافعت عن البلد وعن النظام على اعتبار أننا كنا نسعى لبناء دولة مدنية حديثة، تحقق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص.
كونك صحفياً ونائباً في البرلمان ومسئول أول في مواقع إعلامية حزبية, يعني أنك لم تدافع عن شخص بعينه بقدر ما كنت تدافع عن وطن هكذا تريد أن تقول ؟
نعم،هو ذاك، وعليك أن ترجع وتبحث .؟ ربما تجد شيئاً يُصوَّغُ لك ما تقول! لكني من خلال المواقع الرسمية والتنظيمية التي شغلتها، كنت أدافع عن الوطن وعن القضية الوطنية، ومواقفي في معظمها منشورة عبر وسائل الإعلام، إلى جانب ذلك أنا صحفي وكتاباتي منشورة وقد عملت في صحف عدة رسمية، وكتبت في الثورة، 26سبتمبر، 22مايو، الوحدة، وصحف ومجلات عربية، ومواقع الكترونية، وعليك إن شئت العودة إلى هذه المواقف والكتابات.
كيف لنا أن نقرأ تحولاتك المفاجئة من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال من قيادي في المؤتمر إلى قيادي في لجنة الحوار ثم إلى صف الثورة ضد النظام هل لنا أن نعرف شيئاً في هذه الجزئية .؟
لا لا لا لا، فأنا حتى الآن لم أتحول لا من أقصى اليمين إلى أقصى الشمال، ولا من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، فقد كنت عضواً في المؤتمر الشعبي العام واستقلت، والآن أنا لا أزال مستقلاً، أتذوق طعم الاستقلالية، وقد انضممت إلى صفوف الثورة من وقت مبكر لقناعتي المبكرة أيضاً بضرورة وحتمية التغيير، وحاجة البلد إلى الانتقال من مربع تطويع كل شيء لصالح فرد وعائلة، إلى بناء دولة تخدم الوطن وتخدم أبناءه، حيث يتساوى فيه الجميع تحت سقف النظام والقانون.
يعني انتقالك من مدافع قوي عن النظام إلى معاد له، لم يكن مفاجئاً؟؟
أنا لا أعادي أحداً، ولا جهة بعينها، وموقفي مع التغيير ربما كان مفاجئاً لمن لم يكن متابعاً، فكما قلت لك أن مواقفي وأرائي واضحة وصريحة ومعلنة أيضاً، فقد كنت أبحث عن حقيقة وأدافع عنها , سواء في إطارعملي القيادي التنظيمي في المؤتمر الشعبي العام (اللجنة العامة)، أو في الأطر التنظيمية الأدنى، أو في المواقع الرسمية، وكانت هذه المواقف تصب حسب اعتقادي في مصلحة الوطن، وصدقني لو تابعتها، ستجد أنها كانت تحارب مفهوم إدارة الدولة بالمزاج، وترفض لغة الاستحواذ والفساد والسيطرة، وترفض رفض الآخر، وتحث على القبول به.
لماذا لا يكون التحول إلى اللجنة التحضيرية للحوار الوطني بسبب خلاف شخصي بينك وبين علي عبد الله صالح وهذا ما يقوله البعض يعود ذلك التحول لأسباب تريد تمريرها لا علاقة لها بمحاربة الفساد أو غيره ؟
هذا كلام غير صحيح على الإطلاق، فأنا ليست لي مصالح شخصية أختلف من أجلها مع أحد، وليست لي أطيان ولا مزارع، ولا أراض ولا قصور نهبتها على أحد، ثم لم يسبق أن حدث لي أي خلاف شخصي مع الرئيس علي عبد الله صالح، لقد كان يتعامل معي بقدر كبير من الاحترام، وأحتفظ له بذلك وأقدره، وإذا كان هناك من خلاف، فقد كان بسبب ما كان ينقل أو يصل إليه عني من مواقف أو آراء حول قضايا وطنية مختلفة، كالشراكة الوطنية، وانتهاك الحريات، وملاحقة الصحافة والصحفيين، والمطالبة بفتح وسائل الإعلام الرسمية للرأي الآخر، ومعاناة الناس، .... ومحاربة الفساد، نعم محاربة الفساد....الخ.
وأقول لك، أنه نتيجة لهذه المواقف، التي كانت في معظمها معلنة، وصل الأمر بوسائل الإعلام التنظيمية للمؤتمر وبالقناة الفضائية اليمنية (مثلا) إلى منع نشر أو إذاعة أية أخبار أو أحاديث أو مقابلات لها صلة بعبد الوهاب الروحاني، ولقد فوجئت حينما قال لي أحد قيادات العمل الإعلامي الرسمي، العميد علي الشاطر في عام 2008م عندما سألته عن السبب، قال: “أنهم لا يزالون يعملون بالتوجيهات بكونك مغضوب عليه”، وشكرته على صراحته ووضوحه، لقد طالبنا بالتغيير يا عزيزي من وقت مبكر جداً جداً، فخلافنا هو مع فوضى وفساد، وليس على مسائل شخصية.
وماذا عن انتقالك إلى اللجنة التحضيرية للحوار الوطني؟
أنا مع الحوار الوطني، واللجنة التحضيرية للحوار الوطني ليست حزبا، وإنما هي مكون سياسي وطني، يضم أطيافا سياسية مختلفة، فإلى جانب قيادة المشترك هي تضم نخبة من المستقلين، وأنا واحد منهم، وقد انضممت إليها منذ كنت عضوا في المؤتمر الشعبي العام، بدعوة من أمينها العام الأخ العزيز الشيخ حميد بن عبد الله الأحمر الذي شدني منطقه، وأقنعتني حجته، ثم أن انضمامي إليها كان لقناعتي بمنهج الحوار الذي تبنته من وقت مبكر، ولقناعتي أيضا بمجمل الآراء والأفكار التي تضمنتها وثيقة الإنقاذ الوطني، والتي دافعت عنها بقوة في إحدى الجلسات العلنية في مجلس الشورى، قبل اندلاع ثورة الشباب، وقبل مجزرة جمعة الكرامة في 18مارس 2011م.
نفهم منك أنك لم تدخل لجنة الحوار سوى رغبة في الحوار فقط؟
هذا صحيح , وقد كنت مع الحوار وآرائي كانت في إطار اللقاءات التنظيمية للمؤتمر الشعبي العام تؤكد وتحث عليه، وكنت أدعو إلى ضرورة أن الدولة يجب أن تواجه بشجاعة المشكلات التي تواجه البلد كقضية الحوار والشراكة مع المعارضة، ومعالجة قضية الحراك الجنوبي ,وقلنا حينها بأنه لا ينبغي أن تتحول قضية الحراك الجنوبي من حركة حقوقية مطلبيه إلى حركة سياسية ثم انفصالية , وقد كنت مع بعض الزملاء المؤتمريين في الهيئة التنظيمية لمجلس الشورى (مثلا) أول من رفع هذا الصوت داخل المؤتمر.
تتذكر ذلك التاريخ ؟
منذ وقت مبكر، ربما منذ عام 2008م
لم يكن يسمع لهذا الصوت داخل المؤتمر؟
طبعاً، طبعاً، لأن الرأي الواحد هو الذي كان يسود، وكان هناك عدد من أعضاء المؤتمر الناصحين، يطرحون في الاجتماعات التنظيمية أفكاراً وآراء كانت تصب في اتجاه مصلحة الوطن والنظام في نفس الوقت، غير أن الأمر كان يتحول إلى استهجان لأطروحاتهم، وتقابل باتهامات، وكانت توزع يافطات على جباة الآخرين.
مقاطعاً : المخلصون والناصحون داخل المؤتمر كما تصفهم كان صوتهم خافت وغير مسموع أو هكذا نفهم ؟
كان صوتا قويا، لكنه خفت لأنه كان يقمع.
بعض مقالاتك في الصحف لا تعدو أن تكون عداءً واضحاً لشخص الرئيس كونك تستهدفه رأساً ؟
مثل ماذا .!
تصف نظام علي عبد الله صالح بالحكم المطلق وأن سبب فشل اليمن يعود إلى الفرد، وهذا الكلام يغضب الرئيس السابق ويعد استهدافاً مباشراً لشخص بعينه ؟
نحن ننتقد حالة قائمه، نحن في ظل نظام جمهوري يقوم على الفصل بين السلطات، والمشكلة أن الدستور والأنظمة والقوانين اختصرت في رأس رئيس الجمهورية، وهذا شكل عبئاً كبيرًا عليه وعلى الوطن.
تعتقد أنه دفع ثمن ذلك الاختصار ؟
نعم بالتأكيد، دفع ثمن ذلك، ودفع قبله وبعده الوطن كله.
إلى ماذا يعود ذلك برأيك ؟
يعود إلى البطانة الفاسدة، والى الأدوار البائسة التي لعبها المتزلفون والكذابون وبائعو البخور من حوله، هؤلاء هم من قادوا البلد إلى الفوضى والفساد، ومن ضمنهم قادة كبار في المعارضة، هؤلاء كان لهم مصالح خاصة مما كان يجري، وبالتالي السيطرة على القرار والتفرد به، قاد هذا البلد إلى الهاوية، وأنا أزعم أن علي عبد الله صالح كان فيه شيء من رشد، فقد كان يأنس إلى المستشارين الجيدين، وكان يأنس إلى رأي الأغلبية حتى 94م .
وما بعدها ؟
بدأ تدريجياً يسيطر عليه الغرور، فالمستشارون الذين كان يهمهم الوطن والنظام بدأوا في الاختفاء تدريجياً، أو قل جرى الضغط عليهم، ومحاولة إبعادهم وإزاحتهم بعيداً عن مركز القرار.
على ذكر 94م ذكرت في إحدى مقالاتك أن الوحدة أوجدت شيئاً من التوازن في البلاد وأن حرب 94م بدأ العمل على القضاء على ذلك التوازن بإبعاد شريك الوحدة الحزب الاشتراكي ثم الإصلاح في 97م وأن سبب أزمات البلاد انطلقت من اختلال التوازن في البلد؟
هذا صحيح , فالشراكة في العمل السياسي اختفت ,وبدأت سيطرة الحزب الواحد، ثم أعقبت سيطرة الفرد الواحد، من هنا بدأ التفرد وعدم الاعتراف بالآخر، ورغم أن هناك دعوات للشراكة والحوار، لكن في حقيقة الأمر تم استبعاد الآخرين وتم التفرد والسيطرة وكان السائد هو رأياً واحداً، كان ربما يصوغه نفر من القادة الجدد، عديمي الخبرة بالعمل السياسي والتنظيمي أيضاً، فحتى الرأي الآخر داخل المؤتمر الشعبي العام بدأ في الاختفاء تدريجيا، وكاد يكون منعدماً ,حتى تحولت اللقاءات التنظيمية على كل المستويات عامة ودائمة إلى لقاءات شكلية لا تقدم ولا تؤخر .
وأين كان دور المخلصين في المؤتمر ؟
آراؤهم لم تكن تسمع، وكان رأي الغوغاء والفوضويين والمتزلفين هو الرأي الغالب والمسيطر، وهؤلاء هم من وجدوا الدعم والتشجيع والمساندة والدفع بهم إلى مستويات عليا في القرار التنظيمي .
علي عبد الله صالح هو من كان يشجع الغوغاء والفوضويين ويدفع بهم؟
في ظل التسلط والسيطرة والرغبة في التفرد، والنظر إلى الآخرين بكونهم أدوات عديمة الجدوى، يمكن أن يكون ذلك وببساطة.
المؤتمر مؤسسة تنظيمية معروفة ؟
غير صحيح من أن المؤتمر مؤسسة تنظيمية
كيف ؟
المؤتمر له رأس ولكن ليس له أذرع . !
متى اكتشفت هذا الكلام ؟
منذ وقت مبكر .!
لماذا لم تنسحب مباشرة إذا كان هذا وضع الحزب؟
كل شيء بأوانه، وها قد انسحبت.
هل ما تذكره الآن من حقائق حول وضع الحزب كان يدركها كل الشرفاء في المؤتمر ؟
نعم، كان يدركها الجميع.
لماذا لم يكن لهم موقف مما يحصل ويمارس بحق الحزب وبحقهم؟
يا أخي الحال من بعضه، وهل تريد أن تقول لي بأن حال الأحزاب والتنظيمات السياسية الأخرى، وقادتاها وأعضاءها، أحسن حالا مما هو عليه المؤتمر الشعبي العام؟؟ هناك أحزاب وتنظيمات لا تزال تعيش بنمط وعقليات ونفس منتصف القرن الماضي.
هل هناك تداخل بين الحزب والوظيفة العامة ؟
نعم بكل تأكيد , وكنا نتمنى أن يكون التنظيم هو الرقيب على توجهات الحكومة وتنفيذ البرنامج الذي يفوز بموجبها أو على أساسها التنظيم.
تعتقد أنه خلال المرحلة القادمة سوف يعود المؤتمر الشعبي العام إلى وضعه الحزبي والتنظيمي بصورته الطبيعية ؟
أتمنى ذلك، ولكن في ظل المؤشرات الحالية لا أعتقد أن المؤتمر سيقوى على الوقوف وإعادة بناء أطره التنظيمية وفق أسس سليمة وقوية تمكنه من أن ينتشر ويكون له فعل وتأثير في الساحة السياسية، كما كان في السابق.
هل بقاء علي عبد الله صالح على رأسه يمثل عائقا أمام عودته كحزب سياسي فاعل ؟
أنا لا أتصور أن رئيس المؤتمر علي عبد الله صالح، سيواصل قيادة المؤتمر، لأسباب سياسية وصحية، ثم أن القيادة الحالية إذا استمرت في إدارة المؤتمر وبهذه العقلية، التي رأيناها خلال الأعوام القليلة الماضية، فلن يصل إلى بر الأمان، وأرجح أن المؤتمر بعد علي عبد الله صالح سيتآكل من الداخل.
محمد قحطان القيادي في المشترك وقيادي في حزب الإصلاح يقول بقاء المؤتمر مهم في المرحلة القادمة للحياة السياسية ؟
وليكن بقاء المؤتمر ضروري ومهم، ولكن من خلال قيادات بديلة وجديدة، تفهم في العمل التنظيمي والسياسي.
مقاطعاً : ترى أن وجوده مهماً للحياة السياسية ؟
هو حزب سياسي كبير، ومن حقه أن يبقى، نحن نتحدث عن قيادات أساءت للمؤتمر.
مقاطعاً: الا تعتقد أن غياب المؤتمر وخروجه من المعادلة، لا يؤثر على المشهد السياسي في البلد ؟
من حيث المبدأ هو يضم قيادات كفؤة ومتمرسة، ويضم عناصر نظيفة أيضا وشابة وطموحة، ولديه خبرة في العمل السياسي والعمل الرسمي، والمؤتمر نظرياِ يمثل الوسطية والاعتدال، وإذا ما تم إعادة ترتيب أوضاعه، وتم اختيار قيادات بديلة للقيادات الحالية التي تقوده الآن، أتصور أنه سيعود للساحة السياسية، وسيلعب دورا مهما، ولكن ليس مسيطراً، ولا “كاسحاً”، ذلك لأن المؤتمر..... (لا تقاطع ، دعني أخلص الفكرة )، المؤتمر ولد في ظل سلطة وعاش في ظل سلطة، أي ليس له تجربة حزبية أو تنظيمية خارج السلطة.
وما الذي ينبغي عليه في المرحلة القادمة وخاصة بهذا الواقع الجديد ؟
أولاً هو مقدم على مرحلة جديدة، وهذا يعني أنه بحاجة إلى أن يبدأ من الصفر، بحيث يتعلم كيف يكون حزبا معارضاً، ثم كيف يصل إلى السلطة، ثم كيف يمارس سلطته مع الآخرين وهو يجربها الآن بمرارة، في ظل حكومة الوفاق الوطني، وهو بحاجة أيضا إلى أن يتعلم كيف يجب أن يتعايش مع الأخر، ويتيح فرصة للأخر ليشاركه السلطة في ظل أنظمة وقوانين صارمة ( ولا قياس هنا على تجربته مع الاشتراكي والإصلاح بعد قيام دولة الوحدة عام 1990م).
أخبار عن توجهات من قبل الدكتور عبد الكريم الإرياني لإعادة ترتيب وضع المؤتمر الشعبي تتفق هذه التوجهات بما تذكره من اختلالات داخل الحزب بحيث يعود إلى المسار الصحيح , السؤال هل الدكتور الإرياني قادر على فعل ذلك ؟
عبد الكريم الإرياني أطلق في وقت مبكر عبارة “رحم الله امرءاً عرف قدر عمره”، وكان مقصوداً بهذه العبارة في ذلك الوقت الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر - رحمه الله - في إطار المماحكة السياسية التي كانت قائمة حينها.
ويعني ذلك؟
الدكتور عبد الكريم الإرياني شخصية سياسية كبيرة، قام بدوره على المستوى السياسي أكثر منه على المستوى التنظيمي، ولابد أن تتاح له الفرصة ليرتاح، ويتيح للقيادات الشابة بداخل المؤتمر لأن تتولى مهمة إعادة بناء المؤتمر.
هل تقصد بأن دور الدكتور الإرياني في المجال التنظيمي كان ضعيفا؟
أنا أقدر الدكتور عبد الكريم الإرياني كثيرا، وأقدر إمكانياته السياسية العالية، لكن، دعني أقول لك بصراحة، أن إدارة الدكتور عبد الكريم ، قامت على فهمه للتنظيم من حيث كونه سلطة قوية، لا من حيث كونه شعبية قوية، وهذا المفهوم يخالف قواعد العمل التنظيمي، ولهذا تفككت في ظل هذه الإدارة الأطر التنظيمية القاعدية للمؤتمر، وتحولت الأطر القيادية العليا إلى أشكال ديكورية، فقدت القدرة على المبادرة، وغابت فيها الشراكة ولغة الحوار مع الآخر، وهو ما أسهم في تهالك المؤتمر الشعبي العام، على المستويين السياسي والتنظيمي، باستثناء مناوراته السياسية، التي كان يكسب فيها، ويخسر المؤتمر.
لو عدنا إلى موضوع التوازنات التي أفرزتها الثورة وكانت قد أسقطت وقضى عليها علي عبد الله صالح كما تؤكد ذلك سواء في عام 94م بشكل أولي مع الحزب الاشتراكي ثم ي عام 97م بشكل نهائي بخروج الإصلاح من الشراكة , هل تتفق مع من يرى أن الثورة قد رسمت مشهداً جديداً يعيد للشراكة شكلها وللتوازن السياسي بريقه من جديد ؟
لا أستطيع أن أقول أن الثورة قد صنعت شيئاً من التوازن حتى الآن، الثورة دفعت بأحزاب اللقاء المشترك إلى الواجهة، وصاروا شركاء في جزء بسيط من السلطة، ولا أقول حتى 50 % ، فالمؤسسات والهيئات والأجهزة الأمنية والمدنية لا تزال كما هي تقريباً، نحن الآن في طور بناء الشراكة السياسية، ولم تبدأ بعد عملية النقل السلمي للسلطة، وسننتظر الكيفية التي ستنفذ بها الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية.
ترى أن مستقبل اليمن يعود إلى رسم شراكة حقيقية بين مكونات هذا البلد ؟
نعم المستقبل يبشر بشراكة حقيقية، ولكن البداية يجب أن تكون من خلال إيجاد شكل جديد للنظام السياسي .
شكل هذا النظام السياسي ؟
فصل واضح ودقيق بين السلطات، وبدون تداخل، بحيث يكون لكل مؤسسة اختصاصات واضحة، مؤسسة الرئاسة تؤدي عملها وفق اختصاصها فقط ، ومثلها السلطة التشريعية، والقضاء لابد أن يكون مستقلا، فلا بد من إعادة صياغة مواد الدستور، بحيث نبني دولة تتشارك فيها كل المؤسسات ويشارك فيها كل أبناء الوطن .
لا يوجد الآن توازن والمعارضة لم تحصل على نصف سلطة حقيقية , يعني من كلامك أن الخطر قائم والتغير الحقيقي لم يتحقق بعد ؟
أكيد، هناك تغيير جزئي، لكن أنا لا أرى أي تغيير حقيقي حتى الآن قد تحقق، كون أن مجموعة من الوزراء قد صعدوا إلى الحكومة التوافقية، فهذا ليس التغيير الحقيقي المطلوب ، وكون الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي أصبح رئيسا منتخباً، فتلك خطوة عملية جادة، لكنها مرحلة انتقالية، ولا تزال أمامه وأمامها الكثير.
مقاطعاً: بعض قيادات في المعارضة يرون أن إبعاد صالح عن السلطة يمثل الحلقة الأهم في التغيير الحقيقي في البلد ؟
قد يكون ذلك، ولكن علي عبد الله صالح لا يزال يمسك بمؤسسات هامة حتى هذه اللحظة، عنده الجزء الأكبر من القوات المسلحة، والمؤسسة الأمنية والحرس الجمهوري والإدارة أو السلطة المحلية، ونحن نبحث عن شراكة حقيقية ولا بد من إعادة رسم الشكل السياسي في البلد بما يتفق مع هذه الشراكة .
من وجهة نظرك ما الذي تبقى من أهداف الثورة ؟
تريد أن تقول ما الذي تحقق، وليس ما الذي تبقى ، وأقول لك بصدق لا نزال في بداية الطريق، ولم ندخل بعد إلى جوهر التغيير.
لماذا فشل علي عبد الله صالح في إدارة الدولة ؟
فشل لعدد من الأسباب، أولاً: أقصى الكفاءات الوطنية من حوله, وأعتمد على مجموعة من الشخصيات التي لا تمتلك خبرة ولا كفاءه, لا في العمل السياسي ولا في الاقتصادي ولا في الإداري , أطلق العنان للفسدة والمفسدين كي يعبثوا كما يشاءوا, وكان يتحدث عنهم وعن فسادهم بصوت عالي، ولكن المفسدين يمارسون فسادهم على مرأى ومسمع، الثالثة وهي المهمة أنه بدأ يفكر في بقاء سلطته من خلال الأسرة والمقربين وقد اعتمد عليهم في إدارة الدولة، بالإضافة إلى عدم قدرته في استيعاب الآخرين، وقد أقصى كل الشركاء بمن فيهم الشريك الأهم في الوحدة وهو الحزب ألإشراكي، وبالتالي حصل الخلل، ووصل ذلك إلى محاصرة الأحزاب ودفعها إلى تأسيس مجلس تنسيق أعلى للمعارضة في 2003م، ثم تطور إلى ما يسمى اليوم ب« اللقاء المشترك” لمواجهة تلك التوجهات، وكان لتلك الخطوة حضوراً قوياً، واستطاع المشترك أن يحقق من خلاله خطوات مهمة، وهذا ما أشرت إليه صراحة عام 2007م في كتابي» خصوصية الحكم والوحدة”، كما أن الإنفراد باتخاذ قرارات مهمة، وسيطرة كاملة على كل شيء، وربط كل صغيرة وكبيرة في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية بشخص الرئيس، كل ذلك أسهم في فشل علي عبد الله صالح، فقد فشل في احتواء الناس مؤخراً، وفشل في إدارة الدولة بعد أن سلم السلطة لأقاربه، بينما كان في فترة من الفترات محور التقاء الجميع .
أنت هنا لا ندري تبسط أم تعقد ولكن هناك من يرى أن فشل البلد ليس كما ذكرت وإنما بسبب الوضع الاقتصادي وبسبب شحه الإمكانات ووقوف قوى داخلية وخارجية ضد نهضة البلد وإعاقة أي توجه صادق لبناء الدولة الحديثة وبالتالي المسألة ليست متعلقة بعلي عبد الله صالح ؟
الإدارة يا عزيزي هي محور النجاح أو الفشل، وعندما تكون الإدارة فاشلة فالنجاح وهم وسراب، وعندما تكون لأي مشروع سياسي أو اقتصادي، أو عام أو خاص إدارة فاشلة، فيكون مآل المشروع إلى الفشل، وهذا ما كان بالضبط في نظام حكم الرئيس علي عبد الله صالح في أواخر سنينه.
هل المعارضة تتحمل جزءاً من ذلك الفشل ؟
قادة المعارضة جزء من الفشل شاءوا أم أبوا، لأن المعارضة - كما يقال- هي الوجه الآخر للسلطة، فهؤلاء مالأوا علي عبد الله صالح، وسكتوا على توجهات خاطئة، ومنها مظاهر التوريث التي كان بعضهم جزءاً منها، بل في البداية كانوا يصفقون لها بحرارة، في الوقت الذي كان يقرب أقاربه، ويمنحهم مواقع هامة في مؤسسات الدولة، سواء العسكرية أو المدنية، وكانوا يحيون ذلك ويباركونه، وكانت لهم من ذلك مصالح ، فهم إذا شركاء في الفشل.
ترى أن المعارضة بدأت تشعر بتلك الأخطاء التي وقعوا فيها سابقاً وبالتالي يمكن أن يتجاوزها الآن ؟
لا أعتقد ذلك.
مفكر سياسي وعربي كبير بحجم عزمي بشارة أشاد بحنكة وذكاء المعارضة اليمنية وأنها من أنجح المعارضات في الوطن العربي ؟
استفادت المعارضة عندما انضوت في إطار اللقاء المشترك، وهذا كان ناظما سياسيا جيدا، مكن أحزاب المشترك من أن تسير بخطى قوية وهادئة وثابتة .
المعارضة قدمت صورة حضارية وذكاء لا تخطئه العين في إدارة وتوجيه مسار الثورة، ترتب على ذلك هذا النجاح والذي تمثل بإبعاد علي عبد الله صالح عن السلطة بأقل كلفة على الأقل مقارنة بدول أخرى ؟
لا نختلف بأنها لعبت دوراً سياسيا إيجابياً، وقد كانت لاقطا ذكيا لمجريات الأحداث، لكن لا تنسى أن الذي ساعدها في هذا هي الساحات، وصمود أبناء الساحات، والشهداء.
المعارضة كانت مندفعة نحو التغيير لولا أن الشعب خارج المعادلة .!، وما حصل الآن أن دخل الشعب في المعادلة والتحم بهم، وجدت المعارضة الفرصة مناسبة فقادت عملية التغيير بجدارة أليس كذلك؟
لا لا، المعارضة التحمت بالشارع وليس العكس، وهم حاولوا أن يسيطروا على الساحات، وجزء كبير مما عانته وتعانيه الثورة والساحات، هو بسبب سوء إدارتهم وخاصة إدارة الساحات، فقد كانت إدارة فاشلة .
تستطيع أن تعدد أسباب ذلك الفشل ونتائجه بنقاط ؟
نعم . لأنهم لم يتمكنوا من استيعاب الآخرين، وحاولوا أن يسيطروا على كل صغيرة وكبيرة داخل الساحات، وأن يتملكوا قرار الثورة، ويسيطروا على المجالس والهيئات التي تشكلت من الساحات، بما أوحى أنهم الثورة والثورة هم، وأن يوزعوا صكوك الغفران للآخرين، مع أن الثورة ليست ملكاً للإصلاح ولا للقاء المشترك ، وإنما هي لكل أبناء الشعب ، وو الله، لولا الشعب الذي خرج من أجل التغيير وضد الفساد القائم في كل مؤسسات الدولة لما تمكن اللقاء المشترك من أن يتقاسم مع المؤتمر الحكومة .
كلامك السابق وكأنه مقصود ضد حزب الإصلاح ؟
حزب الإصلاح هو الأقوى , وهو يعترف أنه لم يكن حكيماً في إدارة الساحات وفي تعامله مع القوى والتيارات السياسية الموجودة فيها، سواء كانوا مستقلين أو حراك أو حوثيين أو قوى حرة أخرى بداخل الساحات. وهذا يبين أن هناك فشلاً في إدارة المنظومة الثورية .
هناك بعض القوى لا تجنح إلى الشراكة ولا تعمل إلا وفق لغة اللون الواحد والفهم الواحد والمشروع الخاص ؟
- لماذا هي ترفض الشراكة؟ ثم لماذا لا نبحث في الأسباب التي تجعل هذه القوى ترفض الشراكة كفعل سياسي ووطني هام ؟ أسئلة يجب أن نناقشها.
يطلقون عليهم أصحاب المشاريع الصغيرة , حسب تسمية الكثير لهم ؟
- أصحاب المشاريع الصغيرة يجب أن نجلس معهم، سواء كانوا حوثيين أو حراكيين، ودعني أقول أن المشاركة الكبيرة في الانتخابات الرئاسية المبكرة التي تمت، هي استفتاء على الوحدة، واستفتاء على وجود دولة يحكمها النظام والقانون، وأبناء المحافظات الجنوبية وحدويون من الماء إلى الماء، ووحدويون حتى العظم , ولا يقدر أحد أن يزايد على أحد، فولاء أبناء الجنوب هو للوحدة.
نتائج التصويت في صعده ألا يضع علامات استفهام ؟
- من أي زاوية تقصد ؟
المصوتون في الانتخابات في محافظة صعده ربما كان أقل من المصوتين في أحدى حارات العاصمة صنعاء ؟
الأخوة الحوثيون لهم رأي في الانتخابات المبكرة، وسيطرتهم على القرار الإداري في المحافظة، أنعكس - بالتأكيد- على إقبال ومشاركة الناس في الانتخابات، ورغم احترامنا لرأيهم في الانتخابات المبكرة، لكن ليس من حقهم منع الآخرين من التعبيرعن آرائهم.
وسائل أعلام تحدثت عن انتهاكات بحق المصوتين في صعده، ابتداء من المنع تحت ضغط القوة، مروراً بتسجيل كل المقترعين حتى يكون لهم حساب خاص , إلى الإغلاق الكامل لمراكز الاقتراع ومنع التصويت فيها وهذا ما حدث في أكثر من مديرية؟
هذا عمل مرفوض، ولا بد أن تؤمن كل القوى والأحزاب السياسية والتيارات بالشراكة الوطنية، ولا بد أن نتعامل بعقلية منفتحة تجاه الأخر وأن تقبل بالآخر، إذا ما أرادت المشاركة في الحياة السياسية.
هل التدخل في شؤون اليمن وهم أم حقيقة ؟
التدخل موجود ومشاهده واضحة وأكيدة. والتدخل الخارجي في شئون اليمن ليس من اللحظة الأخيرة، بل هو منذ وقت مبكر، ولا نستطيع أن ننكر أن هناك تدخلا غربياً أمريكياً في العالم والمنطقة، كما لا يمكن أن ننكر أن لإيران مطامع في المنطقة، ولا أحد ينكر أن السعودية كدولة جارة ترتبط بعلاقات قوية بالسلطة بطرفي السلطة القائمة، ودعنا نتفاءل ونقول بأن هذه العلاقة ساعدت وتساعد في تسوية الوضع في بلادنا، وبالتالي كانت ناظماً ومسيطراً على الجميع، ومن هنا أقول بأنها ساعدت في السير باتجاه تنفيذ المبادة الخليجية.
التدخل السعودي في اليمن لا يساوي في خطورته التدخل الإيراني وهذا منقول عن سياسيين مهتمين بشأن اليمن من خارج اليمن، كما أن هناك من يصف التغول السعودي في اليمن بالساذج في كثير من الأحيان مقارنة بالتغول الإيراني ؟
- ربما معك الحق، لكن دعنا نسير في اتجاه تنفيذ المبادرة الخليجية، وبالتالي سوف نقرأ هل كان تدخلاً ساذجاً أم ذكياً , لكن إلى الآن أقدر أن أقول أن تدخل السعودية يصب في اتجاه المصلحة الوطنية، ولكن ماذا بعد .؟
تقرير استخباراتي نشر قبل أيام في وسائل الإعلام يؤكد أن هناك تدخلاً إيرانياً في شأن اليمن وأن هناك بعض القوى في الداخل يمرر عبرها بعض الأجندات الخارجية ؟
- كل شيء وارد، وأنا هنا غير معني بالإثبات أو النفي، بوجود تدخل إيراني في اليمن من عدمه، لكن كمتابع أتمنى أن أقف على حقائق وأرقام، فمن أين صدر هذا التقرير .! ولماذا لم نقرأه , ولماذا لم نسمع عنه ؟.
نشر في وسائل الإعلام المختلفة، وتناوله السياسيون بالقراءة والتحليل، وهو يقول بأن إيران تدعم إنشاء ودعم وسائل إعلاميه مختلفة ,ودعم شخصيات من شرائح مختلفة , وحسب بعض المتابعين بأن خطورة المشروع الإيراني كونه طائفي بامتياز ويحمل مخاطر لمستقبل اليمن؟
كل شيء جائز، والتدخل الأجنبي في اليمن إيراني أو غير إيراني هو مرفوض، ولا يجوز القبول به أو السكوت عليه، أنا مع مشروع الدولة التي ينضوي في إطارها كل أبناء المجتمع، وأنا مع إلقاء الجميع لأسلحتهم، و كل المشاريع والأجندات الصغيرة أو الكبيرة التي تتقاطع مع المصلحة الوطنية مرفوضة رفضاً باتاً، والتدخل الخارجي أيا كان شكله ولونه مرفض رفضاً قاطعاً، سواء كان أمريكيا أو إيرانيا أو إقليمياً، ونحن من يجب أن يقرر مصير بلدنا وليس الآخرون.
كيف ذلك ؟
أولاً لا بد من صياغة ميثاق شرف وطني يتفق عليه الجميع، فهناك يا أخي أحزاب وقوى سياسية واجتماعية، لا تزال تمد يدها إلى الخارج، وهناك أحزاب وقوى ثوريه في اليمن، ومعارضة للثورة في سوريا، فعندما أناقش قضية التدخل في اليمن، لا بد أن أناقشه بكل حيثياته، وأذرعه وأياديه، وبحيث يسري هذا المفهوم على الصغير والكبير، والتفريط في السيادة الوطنية خيانة، والدستور يجب أن يخضع له الجميع .
ألا تشعر أن التدخل في هذه المرحلة الحساسة يخيف ويؤثر سلباً على وضع اليمن ؟
نعم التدخل مخيف، ومخاطره بالغة وكبيرة، لكن دعنا نعتبر المبادرة الخليجية التي نمشي الآن في طريقها، هي تدخل خارجي لكنه تدخل حميد، والدستور بسبب ذلك شبه معطل، وقرارات المؤسسات الدستورية توافقية، وفقا لهذه المبادرة، والسفراء الأجانب في اليمن يلعبون دورا في تنفيذ ها... وهكذا، لكن ما نؤمله هو أن نصل إلى نهاية لكل هذه المشاكل، بعد أن تستقر الأوضاع في اليمن . نحن الآن في وضع سياسي خاص ومعقد, ولكن عندما نعود إلى الظرف الطبيعي ينبغي لهذا التدخل أن ينتهي تماماً بحيث نصبح دولة لها سيادتها على حدودها وفي قرارها وفي كل شؤونها، التدخل الخارجي مرفوض , وممقوت ,ولابد من أن يقاوم .
كتابات الدكتور الروحاني تعكس عداء للقبيلة وتؤكد بأنها تقف عائقاً أمام أي تحول نحو الدولة المدنية ؟
ليس صحيحاً وليس لي عداء مع القبيلة .
تتحدث في كثير من مقالاتك عن إعاقة القبيلة لمشروع الدولة ؟
أنا وأنت جزء من القبيلة، وكل المجتمع اليمني ينحدر من قبائل، وبالتالي أنا أريد أن أقول أن القبيلة هي مكون سياسي واجتماعي ، وهي لاعب رئيسي في العملية السياسية حتى هذه اللحظة، وكلامي منصب حول العصبية العشائرية والقبلية، وأنا أعتبر العصبية هي العائق أمام بناء الدولة المدنية الحديثة، وأقول بأن الدولة المدنية لا يمكن أن تقوم على العرف لأن العرف مطاط , وإنما ينبغي أن تقوم على النظام والقانون، بحيث يكون هو المسيطر والفاعل وتخضع له كل الانتماءات، السياسية والقبلية والاجتماعية.
بكلامك هذا أنت تستهدف القبيلة وتلغي دورها ولكن بأسلوب دبلوماسي ؟
هذا أمر واضح ولا يوجد دبلوماسية , وباختصار نريد أن تكون القبيلة مسخرة لخدمة بناء الدولة، ولا أتصور أن القبيلة تتعارض مع هذا المفهوم.
ما هو شكل القبيلة الذي تريد في حالة بناء الدولة الحديثة , هل القبلية في الخليج وضع جيد يمكن أن نأخذ به في اليمن , بحيث تكون القبيلة معزولة عن الحياة السياسية وتمارس دورها الاجتماعي وتنكفئ حول عاداتها وتقاليدها الخاصة ؟
أنا مقتنع بأن القبيلة بحاجة إلى تحديث وتطوير، وهي قابلة لذلك، وأن القبيلة يجب أن تكون داعما قويا لبناء الدولة، ولكن في إطار ضوابط قانونية.
تتفق مع من يريد من القبيلة أن تعود إلى ممارسة نشاطها الاجتماعي بعيداً عن العمل السياسي ؟
العادات والتقاليد والقيم هي عامل مساعد في بناء الدولة، وأنا لا أريد الدولة أن تقوم على أسس قبلية، كما لا أريدها دولة ثيروقراطية، ولا أريد دولة قبلية، ولا أريد دولة عسكرية، الشعب يريد دولة مدنية تحكم بالنظام والقانون، يتساوى فيها الناس في الحقوق والواجبات، وهذه الدولة هي الدولة التي نريد، ويخضع الجميع من رئيس الدولة والحكومة والضابط والوزير والنائب والمدير والقاضي لشيء أسمه نظام وقانون، هذه هي الدولة التي نبحث عنها، وأقول أن القبيلة لا تتعارض بالضرورة مع مفهوم كهذا.
لكن القبيلة هنا في اليمن لها نظام خاص وفي الغالب لا يلتقي مع مفهوم الدولة التي تريد ؟
القبيلة تتعامل بالعرف في إطار القبيلة نفسها، والعرف يتم التعامل معه في إطار حل الخلافات القبيلة بداخل القبيلة، ولكن إذا ما وجد القانون، وطبق على الجميع، فإن القبيلة ستخضع للقانون ولن تتمرد عليه .
تعتقد أننا سوف نتجاوز قانون القبيلة الممتد إلى كثير من تفاصيل الحياة وسوف ندخل إلى الدولة المدنية ؟
لماذا تصر أن تجعل من القبيلة وكأنها العدو أمام بناء الدولة، القبيلة ليست عدواً لنا، وليست عائقا أما بناء الدولة المدنية، أنا أقول علينا أن نستفيد من وجود القبيلة لبناء الدولة المدنية الحديثة، أذكر لي شخصية قبلية تقول صراحة أن النظام والقانون يتعارض مع مصلحة القبيلة، إذا وجد القانون فالقبيلة لا تتدخل , والعرف لا يتدخل إلا في ظل غياب القانون، وغياب مؤسسات الدولة .
على اعتبار أن القبيلة تمثل جانباً إيجابياً , هل ترى أن الوضع الإيجابي للقبيلة قد تدهور على الأقل خلال المرحلة الماضية من حكم علي عبد الله صالح ؟
- نعم، النظام أسهم في تراجع دور القبيلة الإيجابي ليس فقط في احترام الأنظمة والقوانين، وإنما حتى في تطبيق القواعد العرفية.
تتفاءل بأن القبيلة ستكون سنداً وعوناً لمشروع الدولة المدنية، حلم كل الثوار والساحات وكل أبناء اليمن؟
نعم بكل تأكيد، إذا ما وجدت الدولة بمفهومها العلمي المتعارف عليه، واستطاعت أن تفرض نفسها، من خلال النظام والقانون، ومن خلال المؤسسات، وسخرت إمكاناتها لخدمة المصلحة الوطنية العليا، وليس لمصالح أشخاص أو وفق أمزجة وأهواء، هنا سوف تكون القبيلة جنباً إلى جنب مع مؤسسات الدولة وليس ضدها .
الثورة اليوم أحدثت حراكا سياسيا وفكريا واجتماعيا وفرزا واضحا في الأفكار وخلقت جوا جديدا من التوازنات وخلقت واقعاً جديداً , كيف سيكون وضع الفكر في ظل هذا التحول السريع والكبير في البنى الفكرية والثقافية والاجتماعية ؟
أنا أعتقد أن الثورة تبلور اليوم لفكر ناضج وقويم، يمكن أن يخدم مسار العملية السياسية، مسار عملية بناء الدولة مستقبلا، أنا لم أكن أتصور ولا غيري أن شباب الثورة سوف يخلقون مجتمعا مدنياً في ساحاتهم بهذا الزخم الرائع والفريد، حيث يتعايش فيها الجميع، ويقبل الآخر بالآخر بصورة تدعو إلى الإعجاب .
تعتقد أن النخب والمثقفين كانت هي المساهمة في خلق هذا الواقع الجديد وساهمت مساهمة مباشرة في التأسيس لهذا الواقع ؟
النخب انكفأت على ذاتها، وظلت مشغولة في واقعها هي، أما الشباب فهم من خلق ويخلق هذا الواقع الجديد، وبفضلهم يتخلق فكر التغيير يوماً بعد يوم.
تعول على هؤلاء الشباب كثيراً ؟
نعم، بكل تأكيد، أنا أعول على الشباب كثيرا، بل أراهن عليهم في بناء اليمن الجديد، وإذا لم نعول على الشباب في صنع المستقبل القادم، فلن يتحقق شيء وسوف نكرر الأخطاء السابقة .
مستقبل الفكر والثقافة ؟
دعني أقول أن المشكلة الأساسية في مجتمعاتنا العربية مشكلة ثقافية، وبالتالي نحن بحاجة أن نعمل ونركز على العمل الثقافي والعملية التعليمية بوجه خاص، فلا يمكن أن نبني وطناً وهذا حال التعليم عندنا وبهذه الصورة المزرية، نريد أن نركز بدرجة أولى على المؤسسة التعليمية , فالمؤسسات عندنا يا رجل، مؤسسات فاسدة وفاشلة، ولا تحمل مقومات العملية التعليمية. وهنا قل لي هل المدارس تملك مقومات تجعل من الطالب ينطلق إلى المستقبل وهو يعرف من هو وماذا يراد منه؟! وسؤال آخر هل في جامعاتنا منظومة إلكترونية متكاملة يمكن أن يتعامل معها طلاب الدراسات العليا، الجامعات اليمنية اليوم غارقة في فساد وفوضى .! فلا بحوث ولا مؤسسات علمية، أين التنسيق بين مراكز البحوث العملية ومؤسسات الدولة حتى تستفيد منها؟ كل ذلك لا يوجد ! فعندما نجد بأن الدولة بدأت تهتم بالبحث العلمي وتعني به عناية خاصة، هنا فقط سوف نتأكد بأننا نسير بالاتجاه الصحيح.
ما الذي تريد أن تراه في اليمن بعد عشرة أعوام ؟
أريد أن أرى يمناً خال من السلاح والفوضى، وتعليماً متطوراً، وقضاء عادلاً، وعدالة اجتماعية، ومواطنة متساوية وتكافؤا للفرص، وطناً خال من الفساد والفوضى والتمترس والعسكرة والعصبية، أريد الكثير، أريد مجتمعا يتعاطى مع هذا الفضاء الكبير, وطنا يتفاعل مع من حوله بصورة إيجابيه، وبكفاءة عالية .
ماذا تتمنى من حزب الإصلاح تحديداً؟
أن ينفتح على الآخر، وأن يتعامل بعقلية منفتحة غير إقصائية .
ما الذي تريده من الرئيس عبدربه منصور هادي ؟
أن ينجح في مهمته، وأن لا يخذل أبناء الشعب الذين أعطوه ثقتهم ، وأن يكون وجوده على رأس النظام مقدمة لبناء الدولة المدنية الحديثة التي يطمح إليها اليمنيون، وأن لا يسمح لشركاء السلطة أن يثنوه عن تنفيذ مهام الفترة الانتقالية.
كلمة أخيرة ؟
أتمنى من شباب الساحات أن يوحدوا أنفسهم وجهودهم في كيان تنظيمي قادر على الانطلاق حتى لا يكونوا مطية لبعض الأحزاب القديمة التي تريد أن تحصد فقط ما يزرعون .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.