شهدت مدينة الحديدة أمس مسيرة جماهيرية حاشدة لأبناء تهامة توجّهت من الحديقة إلى بوابة المحافظة في أجواء اتسمت بالهدوء والاستقرار ومن بعدها إلى باب الناقة في باجل التي تقع على منطقة جغرافية بين السهل والجبل, حيث عبّر المشاركون في احتجاجهم عن استياء أبناء تهامة من تزايد المظاهر المسلّحة ودخولها إلى تهامة لسلب ونهب أراضيها والاستيلاء على خيراتها!!. وفي تصريح ل “الجمهورية” أوضح الأخ عبدالرحمن الشاوش, رئيس اللجنة الثقافية في اللجنة التحضيرية لملتقى أبناء تهامة أن المشاركين في بيانهم بعثوا رسائل إلى الأخ عبدربه منصور هادي, رئيس الجمهورية والأخ محمد سالم باسندوة, رئيس مجلس الوزراء والمبعوث الدولي جمال بن عمر؛ طالبوا بضرورة إدخال القضية التهامية ضمن الحوار الوطني باعتبار الحراك التهامي أقدم من الحراك الجنوبي وقضية الحوثيين؛ إلا أن قضيتهم ظلّت تلقى التهميش من الجميع, مؤكداً أن أبناء تهامة وحدويون ويدعون إلى السلام والمساواة والعدالة وعدم حمل السلاح, وأن تُدرج قضيتهم ضمن أولويات حكومة الوفاق ومؤتمر الحوار الوطني القادم. وفي الوقفة الاحتجاجية قال الفنان أحمد فتحي: “أنا لن أغنّي؛ وسأدع الأطفال يقولون رسالتهم التي تلخّص بنعم للحرية والمساواة والعدالة” حيث أدّى براعم زهرات الفن وبمشاركة براعم المحافظة أغنية “سخن أطفال تهامة” دعت إلى العيش براحة وعدم حمل السلاح ونهب أراضي تهامة بالقوة. وقدّمت لوحة لمجسم الزي التهامي لرجل يصيح بيده اليمنى حمامة السلام وغصن الزيتون، والأخرى يحمل القضية التهامية التي لاقت التهميش من كافة الأنظمة الفاسدة التي حكمت اليمن منذ العهد العثماني والإمامي حتى العهد السابق, وظلّت تهامة المدينة التي تؤخذ خيراتها وأبناؤها يعانون الفقر والجوع وتُنهب أراضيها من قبل مسلّحين يفدون إليها من محافظات أخرى, معتبرين أن الإنسان التهامي رجل مسالم, فيستقوى عليه, ولم يكتفوا بنهب خيرات أرضه وبحره بل طال نهبهم حتى التراث والثقافة!!.