صدر أمس تقرير عن الفريق الإعلامي والحقوقي الزائر لمحافظة حجةخلال الفترة 10-3-2012م تضمن رصد الاوضاع في مناطق المواجهات بين الحوثيين والقبائل في مديريتي مستبا وكشر والأوضاع الإنسانية هناك وما خلفته المواجهات من أضرار مادية وبشرية. (الجمهورية ) تنشر نص التقرير وما خرج به الفريق من لقاءاته بجميع الأطراف بمن فيهم الوسطاء والشخصيات الاجتماعية وأعضاء المجالس المحلية في المحافظة والمديرية وكذلك النازحون المشردون من منازلهم مع رصد وتوثيق الانتهاكات والجرائم التي طالت أبناء تلك المنطقة وقد كانت النتائج بنص التقرير كالتالى: أولاً: لجنة الوساطة ما وجدناه أثناء لقائنا بلجنة الإشراف على تنفيذ الصلح من قبل الأطراف ما يلي: أن الأمور لازالت متوترة وأن إطلاق النار لم يتوقف إلا قبل أسبوع من تاريخ الزيارة مع وجود بعض الخروقات برغم ان توقيع الصلح كان بتاريخ 27/ 1 /2012م, ودور الدولة غائب تماما عن القيام بواجبها في حماية المواطنين وترسيخ الأمن والاستقرار. إنه لا توجد ضمانات لتنفيذ هذا الصلح إلا التزام الأطراف فقط. ثانياً: الحوثيون ما استخلصناه من مقابلتنا للقيادي لجماعة للحوثيين في المنطقة أبو يحى المطري: أن الحوثيين جاءوا من صعدة بهدف حماية منزل المداني وأنهم بدؤوا بنشر أفكارهم سلمياً وقاموا بتوزيع الشعارات وترديدها في المساجد فتم الاعتراض عليهم. أن أبناء مستبا غير معترضين على وجودهم كقادمين من خارج المحافظة وإنما الاعتراض من قبل أبناء مديرية كشر أن دخولهم إلى مديرية كشر مقاتلين كان دفاعاً عن النفس. وزار الفريق منزل أبو يوسف المداني، ووجد بعض طلقات الرصاص على عدد من جدران المنزل، ولم يتحدث الحوثيون عن سقوط قتلى من جانبهم، بينما كانت الطريق عاهم – حرض التي تمر عبر مستبا هي تحت سيطرتهم ومقطوعة. وقدم الحوثيون للفريق الزائر عدداً من صور أوراق مكتوبة بخط اليد قالوا: إنهم وجدوها في دار القرآن بعاهم، وأنها تتضمن التحريض عليها. وقد أبدى الحوثيون استعداد مسلحيهم لمغادرة المنطقة في حال تم تنفيذ كافة بنود الصلح, مع وجود اعتراضات من المحيطين به. ثالثاً: القبائل وعند زيارتنا في اليوم التالي الغثنين 12 – 3- 2012م لمدينة سوق عاهم التي يؤمها عشرات الآلاف كل اثنين من مختلف مناطق المحافظات المجاورة وهي صعدة والحديدة وحجة والمحويت، وجدناها فارغة تماماً، ومغلقة بشكل كلي في حالة الترقب الحذر الذي يسود في أيام الحروب. كما وقفنا هناك في مدينة عاهم على جرائم ارتكبت بحق الساكنين وأصحاب المحلات التجارية وأماكن العبادة حيث هدمت بيوت وتعرضت أخرى للقصف بمختلف الأسلحة الثقيلة وأحرقت عددا من المحال التجارية ومخازن البضائع بكل ما فيها، وانتهكت حرمات بيوت الله ومركز لتحفيظ القرآن الكريم المتضمن قسم خاص برعاية الأيتام. وأثناء الزيارة وجدنا أن قبائل حجور يقولون: إن الحوثيين غزوا بلادهم من محافظات شتى وقاموا بتعطيل المدارس والمساجد، وقطع الطريق عليهم، لاسيما طريق الإسفلت الرئيسية التي تربط مديرية مستبأ بمديرية كشر وتعد شريان الحياة بالنسبة لسكان كشر وتحديداً عاهم ، الأمر الذي اضطر المواطنين للبحث عن طريق بديل هي أكثر وعورة وكلفة وتعب ومشقة. يفرض الحوثيون بقطعهم طريق مستبأ كشر حصاراً ظالماً على سكان كشر، الذين يعيشون أوضاعاً صعبة للغاية بسبب عدم وصول المشتقات النفطية إلى المحطات وكذا افتقارهم للكثير من الاحتياجات الأساسي, فضلاً عن فوارق الأسعار التي أثقلت كاهلهم. يقول المواطنون الذين التقاهم الفريق: إن الحوثيون يقومون بالهجوم المباشر على القرى بالمدفعية والسلاح الثقيل ومباشرتهم بالقتل والجرح، وتشريد حوالي 15 ألف شخص من المنطقة، حيث أصبحوا نازحين في المديريات المجاورة بعد أن أجبرتهم الحرب على مغادرة منازلهم، وانقطاع معائشهم بسبب الحرب. تسلم الفريق الإعلامي والحقوقي من المركز الإعلامي لقبائل حجور وثائق قالوا إنهم عثروا عليها في منطقة المزرعة التي كان يتمركز فيها الحوثيون وتشمل خطة إحداثيات لضرب المنازل والبيوت وأماكن التجمعات في قرى مديرية كشر المختلفة بالهاون والمدفعية وغيرها من الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. كما تضمنت تلك الخطط والإحداثيات بعض المسميات المختلفة لأماكن مستهدفة منها دار الكفر والتدليس الذي يطلقه الحوثيون على دار القرآن بعاهم وكذلك المجمع الأمريكي في إشارة لمقر التجمع اليمني للإصلاح في نفس المنطقة. رأى الفريق شعار الصرخة التابع للحوثيين وقد طبع في جدران المنازل والمحال التجارية وبيوت الله وعلى جنبات الطرق بطريقة وصفها المواطنون في مديرية كشر بالاستفزازية، فضلاً عن إغلاقهم الكثير من المدارس ودور العبادة لا لشيء سوى أنهم رفضوا ترديد الصرخة كما أفاد بذلك بعض الأهالي الذين التقاهم الفريق. ويطالب مواطنون - التقيناهم في مخيمات النازحين - الدولة بالتدخل وعدم الوقوف موقف الصامت والمتفرج أمام مايحصل لهم ممن سموهم بالمحتلين الحوثيين. كما طالبوا من المنظمات الإنسانية توفير المأوى والخيام، حيث إنه لم يوزع من الخيام إلا كمية قليلة لم تفِ بأدنى حد من حاجتهم للمأوى، أما الغذاء وغيره من فراش ودواء فلم يتلقوا إلى حد الآن أية مساعدات أو معونات من أي جهة. - سلم الفريق من المركز الإعلامي لتكتل قبائل حجور آخر إحصائية بالأضرار والخسائر المادية والبشرية التي لحقتهم جراء الحرب وهي على النحو التالي: 94 قتيلا و 154 جريحا ، وإغلاق 9 مدارس وتعطيل 20 مسجداً وإغلاق 7 مستوصفات وحرق 3000 مصحف وإغلاق 9 محطات بترول، ونزوح قرابة 15000 مواطن أي ما يعادل 5000 أسرة. وتشير الإحصائيات إلى أن 2750 عاملاً فقدوا أعمالهم ومصالحهم جراء قصف سوق عاهم بقذائف الهاون والمدفعية من قبل مسلحي الحوثي المتمركزين في الجبال المقابلة والمعتلية منطقة أبو مدور. تحدثت المعلومات المقدمة من المركز الإعلامي لتكتل قبائل حجور عن قيام الحوثي بقتل الطفل أمين ريبان وذلك بعد اختطافه وتعذيبه وكذلك اختطاف عدد من أبناء مديرية كشر بينهم علي محمد قايد جحوح وتلغيم جثث القتلى ومنازل المواطنين وبعض المؤسسات الحكومية. رابعا: السلطات المحلية: في يوم الثلاثاء 13 – 3-2012م زار الفريق الإعلامي والحقوقي قيادة السلطة المحلية في المحافظة حيث التقى كلاً من الأمين العام للمحافظة أمين القدمي ووكيل المحافظة الشيخ إسماعيل المهيم، حيث أفادوا أن الحوثيين جاءوا من خارج المحافظة بهدف التوسع، وأنهم قدموا بأعداد مسلحة أثارت قلق السلطات المحلية والمواطنين وأنهم تلقوا عددا من البلاغات عن ممارسات واعتداءات من قبل هذه العناصر، ومنعهم من الصلاة في المساجد. وذكر الأمين العام للمحافظة أمين القدمي أنه تواصل مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح والرئيس الحالي عبدربه منصور هادي وعلي محسن الأحمر قائد المنطقة الشمالية إلا أنهم طلبوا منا عمل أي مخرج يساعد على تهدئة الأوضاع، دون أن يقدموا لنا أي عون. وأكد أن إمكانات السلطة المحلية أمنيا وعسكريا اقل بكثير من إمكانيات الحوثي، الذي يسيطر على مديرية مستبأ ويقطع الطرق الرئيسية المؤدية إلى بقية المديريات. وذكر وكيل المحافظة إسماعيل المهيم الذي ينتمي إلى مديرية مستبأ أن أبناء المديرية واقعين تحت الضغط والقهر وأنهم يرفضون أن تتخذ منطقتهم قاعدة للحوثيين يضربون منها مديرية كشر وأبناء حجور، كما يرفضون أن تقطع الطريق الرئيسي المار من مديريتهم، وأن يمنع المرور عبرها من وإلى حرض. ويرى وكيل محافظة حجة إسماعيل المهيم أن أي صلح لايتضمن رحيل الحوثيين من مديرية مستبا وبقية قرى ومناطق محافظة حجة لن يؤدي إلى حل. وقال المهيم: إنه يثمن لأبناء حجور منعهم توسع الحوثيين في المحافظة، ودفاعهم عن أراضيهم الذي كان دفاعاً عن المحافظة بأكملها. الاستنتاجات: 1- لم نجد في منطقة أبو دوار التابعة لمستبأ والتي يتمركز فيها الحوثيون أي أضرار أو دمار ولم يمكن الحوثيون الفريق من زيارة أي من المنشآت التي يقول المواطنون إنها متضررة ومسيطر عليها من قبلهم في مستبأ. 2- لاحظنا وجود ثلاث نقاط تفتيش لمسلحي الحوثي على الطريق الممتد من خميس مستبأ إلى بني دوار مع وجود أطفال مسلحين في تلك النقاط يتم استخدامهم في المواجهات. 3- وجود مخيم في منطقة بني خمج التابعة لحيران لمواطنين نزحوا من منطقة عاهم مديرية كشر وأفادوا بأنهم نزحوا من منازلهم جراء اعتداء الحوثيين على مناطقهم ومهاجمتها واحتلال منازلهم. 4- وجدنا في طريقنا إلى عاهم مخيما للنازحين في وادي العريض هو الأكبر حيث يمتد على مساحة 2 كيلومتر مربع يبدأ من محطة المبعلل وينتهي إلى مدرسة عمار بن ياسر مديرية خيران على جنبات الوادي، نزح إليه السكان من قرى عاهم, الكودين, الحازة, والحبوة. 5- أفاد شهود بقيام الحوثيين بتلغيم المؤسسات الحكومية المتمثلة في المعهد المهني والمركز الأمني بعاهم وتلغيم جثث الموتي وعدد من المنازل. 6- وجود مدينة سوق عاهم خاوية من السكان مع وجود أضرار في بعض المنازل نتيجة القصف من قبل الحوثيين. 7- لمس الفريق الزائر إلحاح المواطنين على خروج المسلحين القادمين من المحافظات الأخرى إلى منطقتهم، وكذلك استيائهم الكبير من موقف الدولة المتخاذل. 8- زار الفريق عددا من المنازل والمؤسسات الخاصة المدمرة جراء قصف الحوثيين على عاهم، بينها مساجد ومدارس ومعاهد تعليمية. 9- رفض الحوثيون السماح للفريق لزيارة بعض المؤسسات الحكومية التي يسيطرون عليها في منطقة عاهم ومستبأ. 10- رفض الحوثيون الإدلاء بأية معلومات عن أعداد القتلى والجرحى في أوساطهم، وقالوا: إن هناك قتلى في أوساط الطرفين ويقدرون بالمئات. 11- شاهد الفريق قيام مسلحين تابعين للحوثي بالاعتداء على المواطن أحمد علي أبو جعران بعد رفع صوته أمام الفريق الزائر مطالبا الحوثيين المحتلين بالرحيل من أراضي مستبأ، حيث قام الحوثيون بضربه بأعقاب البنادق. 12- حدث إطلاق نار من مبنى المعهد المهني في عاهم أثناء زيارة الفريق الإعلامي والحقوقي للمنطقة، وقد اعترف الحوثيون بتمركزهم في المعهد. 13- تلقى الفريق بلاغا أثناء عودته عن منع عضو لجنة الإشراف على تنفيذ بنود الصلح الأخير من المرور من المناطق التي يسيطرون عليها في مستبأ ما اضطره للعودة للمبيت في المناطق التي يسيطر عليها القبائل. 14- لقى الفريق بلاغا آخر عن وفاة مواطن وإصابة آخرين في انفجار لغم أرضي زرعه الحوثيون في منزل ذلك الشخص الذي عاد لتفقد المنزل في سوق عاهم. 15- يعيش المواطنون في مناطق عاهم التابعة لمديرية كشر أوضاعا صعبة بسبب الحصار المفروض عليهم من قبل مسلحي الحوثي المسيطرين على الممرات المؤدية للمديرية. 16- يضطر المواطنون لاجتياز طريق ترابية وعرة وبعيدة للوصول إلى عاهم ونقل حاجياتهم الأساسية من المدينة، مما تسبب في ارتفاع أسعار السلع بشكل عام بنسب تراوحت ما بين 30 إلى 60% وارتفاع أسعار وايتات المياه كونها تنقل من وديان تصل المسافة إليها إلى أضعاف المسافات للوديان الأساسية. 17- أبلغ مواطنون الفريق أن مسئولين في السلطة المحلية بمديرية مستبأ تواطؤوا مع الحوثيين وقاموا بتسليم المديرية لهم. أخيرا التوصيات: 1- يوصي الفريق جماعة الحوثي برفع النقاط والحصار المفروض على أبناء عاهم وفتح الطرقات والسماح للمواطنين بالمرور وعدم اعتراضهم أو اختطافهم أو اعتقالهم، وعدم استخدام الأطفال في النزاعات المسلحة والحروب. 2- يوصي الفريق جماعة الحوثي بإخلاء المصالح الحكومية بشكل عام، ونزع الألغام المزروعة في المنطقة. 3- يوصي الفريق الطرفين بالعمل على تنفيذ الصلح الموقع بتاريخ 27-1- 2012م ورفع المتارس وإعادة الحياة إلى طبيعتها. 4- يوصي الفريق الزائر المنظمات المحلية والدولية العاملة في المجال الإنساني بالالتفات لأوضاع النازحين المأساوية في المخيمات. 5- يوصي الفريق الزائر رئيس الجمهورية وحكومة الوفاق الوطني والسلطة المحلية واللجة العسكرية ببسط نفوذ الدولة وحماية المواطنين، وإيقاف نزيف الدم في مديريتي مستبا وكشر وفك الطرقات والعمل على نزع الألغام وإعادة النازحين إلى منازلهم. 6- يدعو الفريق الحقوقي والإعلامي النائب العام للتحقيق في الجرائم التي ارتكبت ضد المواطنين الأبرياء. 7- يوصي الفريق الزائر وسائل الإعلام المختلفة بإيلاء الأوضاع الإنسانية في مناطق حجور مزيداً من الاهتمام. صادر عن الفريق الإعلامي والحقوقي الذي زار مديريتي مستبأ وكشر.