الإبداع يحرر العقل.. ويطلق العنان للفكر.. ويؤسس للرقي والتطور.. تلك قيم نعرفها نظرياً، ونعرف أيضاً أن هناك من يسعى إلى تطبيقها واقعاً من خلال تشجيع المبدعين ودعم المثقفين، كمؤسسة المورد الثقافي. حيث تُعد مؤسسة المورد الثقافي والتي تتخذ من القاهرة مقراً لها من أبرز المؤسسات الناشطة والمهتمة بالمجال الثقافي فهي مؤسسة إقليمية غير ربحية، تسعى إلى دعم الإبداع الفني في العالم العربي، وإلى تشجيع التبادل الثقافي داخل المنطقة العربية ومع بلدان العالم النامي، ويستند عمل المورد الثقافي إلى تقدير القيمة المتجددة للتراث الثقافي العربي، في تنوعه، وإلى إدراك أهمية ظهور إبداع عربي جديد، يحرر المخيلة، ويحفز على التقدم. الفنون من دوافع التغيير مديرة مؤسسة المورد الثقافي الناشطة الثقافية بسمة الحسيني نظمت بالتعاون مع مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة لقاء مع بعض المثقفين الشباب في محافظة تعز لمناقشة الجوانب الثقافية وآلية دعم المثقفين والمبدعين، وقالت الحسيني: يُعنى المورد الثقافي بالإبداع في مجالات شتى منها الموسيقى والسينما والفنون التشكيلية والآداب، كما إن المورد يشجع التجارب الفنية. مضيفة: إن الخيال وسعة الأفق هي من تخلق الإبداع وتجعلنا نستشرف المستقبل ونعمل على التغيير، فالفنان والشاعر والمثقف يستخدمون أدواتهم لاستشراف المستقبل بعين الطموح والأمل، كما تعتبر الفنون أحد دوافع التغيير . وأكدت مديرة مؤسسة المورد إلى إن الحياة الثقافية داخل معظم البلاد العربية تفتقر إلى برامج ثقافية تستهدف الانفتاح على الفنون المعاصرة وإتاحة الفرصة أمام الجمهور للتعرف عليها . دعم المثقف اليمني وعن أسباب الزيارة أشارت إلى إن اللقاء في مؤسسة السعيد بحث سبل التعاون بين المؤسسات الثقافية والمثقفين وبين مؤسسة المورد الثقافي، وآلية دعم المثقفين في اليمن من خلال برامج ودعم مادي لإنتاج أعمال إبداعية، وفتح آفاق للمثقف اليمني للانخراط في النشاطات الثقافية العربية. الإبداع يحرر العقل وبينت الحسيني إن المؤسسة التي أنشئت عام 2004م تضم في عضويتها 27 شخصية ثقافية جلهم من مختلف الدول العربية والأجنبية وتسعى إلى دعم الإبداع الفني في العالم العربي والى تشجيع التبادل الثقافي مشيرة إن المورد يستند إلى تقديم القيمة المتجددة للتراث الثقافي العربي والى إدراك أهمية ظهور إبداع عربي جديد يحرر المخيلة ويحفز على التقدم. تدريب وتأهيل وأضافت الحسيني إن لدى المؤسسة عدد من الأنشطة حيث يقدم المورد الثقافي منحاً إنتاجية، للفنانين والأدباء الشبان لإنتاج أعمالهم، وتقدم هذه المنح عن طريق ترشيح مفتوح مرة واحدة سنوياً في العامين الأولين، ثم يتم تقويم النتائج والنظر في إمكانية زيادة وتيرة المسابقة إلى مرتين سنوياً. كما يقدم المورد الثقافي النصيحة والمساعدة الفنية للمشروعات الثقافية الصغيرة، في مجالات الإدارة والإنتاج والتسويق. ويقوم المورد الثقافي بتنظيم وتمويل جولات داخل المنطقة العربية، وإلى بلدان العالم النامي، لعدد محدود من الأعمال الفنية التي تنتجها مجموعات ثقافية عربية مستقلة، وينظم المورد الثقافي برامج تدريبية، توجه لتلبية الاحتياجات الأكثر شيوعاً للفنانين والأدباء الشبان، والمجموعات الثقافية المستقلة. بالإضافة إلى إن مركز المورد الثقافي في القاهرة، الذي يضم مقراً إدارياً ومسرحاً مجهزاً (مسرح الجنينة في حديقة الأزهر) هو النقطة الرئيسة التي تصب فيها الأعمال التي يمولها أو يساعد في إنتاجها المورد. دعم المبدعين العرب ومن أنشطة المورد برنامج “عبارة” لدعم المؤسسات الثقافية المستقلة الناشئة خلال فترة التحول الديمقراطي في بلدان الربيع العربي حيث يقدم المورد 20 منحة دولار يتنافس عليها المبدعين، بالإضافة إلى ملتقيات الشباب. وأشارت إلى إن مؤسسة المورد الثقافي أطلقت هذا البرنامج لدعم إنتاج أعمال إبداعية في جميع المجالات الفنية والأدبية والتي تعكس مبادرة المبدعين العرب للتعبير عن الثورات والانتفاضات الشعبية التي تشهدها المنطقة العربية حاليا، وقالت الحسيني: إن أهداف البرنامج هو تسليط الضوء علي دور الفن والفنانين في تشكيل وتوثيق التغيرات الاجتماعية والسياسية في المنطقة العربية . ويهدف برنامج المنح الإنتاجية إلى تشجيع ودعم جيل جديد من الفنانين والأدباء العرب، وذلك بتمويل مشروعاتهم الأولى ومساعدتهم في إنتاج وترويج أعمالهم الإبداعية، حيث يقدم البرنامج دعماً في المجالات التالية (مسرح وأدب وفنون بصرية وموسيقى)، كما يقدم دعمه في حالة التقدم في مجال (السينما والفيديو). واختتمت بسمة الحسيني مديرة مؤسسة المورد الثقافي حديثها بالإشارة إلى أنه منذ بدأ برنامج المنح الإنتاجية عام 2004، قام المورد الثقافي بتقديم أكثر من 90 منحة لأدباء وفنانين شبان عرب. قيم التغيير الأفضل ولعل أهم ما تركز عليه مؤسسة المورد الثقافي هو الإيمان بأن دعم الإبداع (الثقافي أو التقني أو الأدبي أو في أي مجال) من شأنه أن يسهم بفعالية في إحداث التغيير المنشود للمجتمع نحو الأفضل، باعتبار إن أي إبداع يعمل على تجسيد مداميك التطور ويحرر العقول من الجمود ويغرس قيم التجديد في المجتمعات.