لأن الجميع يدرك أن قوام عودة السكينة والطمأنينة إلى عدن كما باقي المحافظات يكمن في استعادة هيبة الأمن، ولأن الجميع أيضاً تفاجئ بما آلت إليه محافظة السلم والسلام كان لابد من تسليط الضوء على النشاط الأمني الحالي للجهاز الأمني بمحافظة عدن التقت الصحيفة صادق صالح حيد مدير أمن المحافظة الذي حظي تعيينه بتأييد شعبي ورسمي واسع.. فإلى نص الحوار معه: ^.. اللواء. صادق صالح حيد، كيف تقيمون تردي الأوضاع الأمنية، في ظل الأوضاع السيئة التي تعيشها المحافظة والوطن بشكل عام؟ الحقيقة أقول إن الحالة الأمنية أو الوضع بشكل عام الذي نحن فيه من الفوضى والانفلات ليس أمنياً فحسب، بل وإدارياً وأخلاقياً وثقافياً ومن يقول غير ذلك فلا أظن أنه يعيش بيننا، وبالعودة إلى سؤالكم أستطيع التأكيد وبكل أسف أن جميعنا يتفق أنه لم يعد حكراً على محافظة عدن فكل المحافظات من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب تمر بهذه الموجة العارمة الكارثية غير محمودة العواقب، والمنصف يفترض أن يقول هذا لأن ما نعانيه اليوم من تصدع واختلالات هو نتيجة لجملة من الأسباب والتداخلات “سياسية واجتماعية وثقافية واقتصادية” وتلكم هي من شكل الأرضية لما شاهده منذ أكثر من عام وهي في واقع الحال انعكاس أو مخرجات لتراكمات وإرهاصات عشناها جميعاً ولا ينكرها إلا من له اليد الطولى في الوصول إلى واقع اليوم، إذاً فمن الإنصاف ألا يقال إن عدن دون غيرها من المحافظات تعيش هذه الظروف، لكنني بالمقابل عندما أضع سؤالا كهذا إنما أعني فيه أن عدن مدينة المدنية، ولم يكن في الحسبان أن تصل إلى ما وصلت إليه، وإن شاء الله نحسب أنها عاصفة لابد أن تنتهي. استنفار أمني ^.. من هم باعتقادك الذين يقفون وراء ذلك الانفلات؟ وماهي جهودكم لمواجهة هذا التحدي؟ عندما نعترف أن هناك انفلاتاً أمنياً فذلك لا يعني أننا مستسلمون ورفعنا الراية البيضاء، بل على العكس فإننا نؤكد أن جهودنا كجهاز أمني في المحافظة استنفر كل طاقات وجهود منتسبيه وبالإمكانات المتاحة القليلة “البشرية والمادية”. عرقلة إضراب القضاء ^.. رغم قصر الفترة منذ توليكم مهام إدارة أمن المحافظة، لكن الجميع يشهد لكم بالكفاءة وحرصكم على تحسين الأداء الأمني إلى أي مدى يمكن أن نقول قد استطعتم أن تصلوا على طريق تحقيق الأمن والاستقرار؟ نحن في أمن عدن نعمل وفق خطة أمنية يشرف عليها الأخ العزيز المهندس وحيد رشيد محافظ المحافظة بصفته رئيس اللجنة الأمنية العليا بالمحافظة، وبفضل الله استطعنا خلال الفترة القليلة الماضية منذ تسلمنا مهماتنا أن نكشف ونتابع ونحقق ونعد الملفات في قضايا كثيرة، لكن وللأمانة أقول إن الإضراب الذي ينفذه جهاز القضاء عطل أو لنقل شل من جهودنا تلك. ^.. ما مدى تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية؟ وماهي وسائل التواصل معهم؟ كل سكان المحافظة يتوقون أن يروا محافظتهم آمنة ومستقرة يمارسون حياتهم وأعمالهم بشكل طبيعي؛ لذلك فقد شكلت لجان شعبية في المديريات والأحياء السكنية ونحن على تنسيق دائم معهم. ^..ماذا بالنسبة لأهم الصعوبات التي تواجهونها في عملكم الأمني؟ كل عمل تواجهه صعوبات، لكننا بعون الله، ثم بتجاوب قيادتنا السياسية وتفاعل قيادة الوزارة معنا ومن خلال عملنا المشترك الذي أساسه الثقة وعماده الصدق والشفافية يمكننا أن نتغلب على أية صعوبات، وبالمقابل أكرر أن المواطن هود عماد عملنا وهو عنصر أساسي من عناصر النجاح فيه. إفراغ أمن المحافظة من مقوماته المذكورة سلفاً، أقول بجهود الرجال المخلصين الصادقين نعمل وفق خطة أمنية مرسومة من قيادة المحافظة. ^.. ماهي جهودكم للحد من ظاهرة حمل الأسلحة وإطلاق الأعيرة النارية في محافظة عدن؟ إطلاق الأعيرة النارية هو نتيجة من نتائج الانفلات الأمني وعدم الشعور بالمسئولية تجاه أبناء هذه المحافظة، فضلاً عن كونه نتيجة قصور في الثقافة وقبل هذا وذاك الوازع الديني وعلى فكرة نحن لدينا خطة لمجابهة هكذا أمور تسببت في إقلاق السكينة العامة وأمن المواطن في المحافظة، ونعول على أبناء المحافظة ورجال الدين والإعلام ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب وكل القوى الخيرة في المجتمع بأن تبذل جهودها ونعمل سوياً للخروج من هذه الأزمة التي تلف أعناقنا جميعاً، فبدونهم يكون عمل رجل الأمن قاصرا؛ لذلك فالمظاهر المسلحة التي برزت في الآونة الأخيرة وكل ما ذكرنا سلفاً هو نتيجة، لكننا ومنذ تولينا مسئولية قيادة أمن المحافظة نعمل ومعنا كل الخيرين للحد من هذه الظواهر الغريبة والدخيلة، وعليه لابد من التأكيد أن أمن عدن مسئولية الجميع، ونحن نعول كثيراً على المواطن وأئمة وخطباء المساجد والشباب ومنظمات المجتمع المدني وأولياء الأمور في أن يقوموا بواجبهم الديني والأخلاقي بغية وأد هذه الظواهر والمظاهر والسلوكيات، وربنا سبحانه وتعالى نسأله أن يكتب لنا النجاح في مهماتنا. ^.. هناك مخاوف كثيرة من انتشار المخدرات وزيادة المدمنين بين أوساط الشباب، ما دوركم لمواجهة ذلك؟ فعلاً ظهرت وازدادت رقعتها بين الشباب وهي تناول الحبوب المخدرة التي تجعل الشاب يتصرف بسلوك غرائزي وبالطبع أقدر أقول إن الجميع تقع عليهم المسئولية وكل جهة معنية بتأدية واجبها أمام ربنا سبحانه وتعالى ثم حفاظاً على شبابنا، وعلى كل حال نحن نعمل بتنسيق مع الأطراف ذات العلاقة.. والمسئولية كما أسلفت تكاملية.