عنجهية العليمي آن لها ان توقف    إقالة رشاد العليمي وبن مبارك مطلب شعبي جنوبي    إستشهاد جندي جنوبي برصاص قناص إرهابي بأبين    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    تربوي: بعد ثلاثة عقود من العمل أبلغوني بتصفير راتبي ان لم استكمل النقص في ملفي الوظيفي    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    دولة الأونلاين    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    احتجاجات في لحج تندد بتدهور الخدمات وانهيار العملة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ليس هناك فرق بين القاعدة وأنصار الشريعة
رئيس حزب اتحاد الرشاد اليمني السلفي ل"الجمهورية":
نشر في الجمهورية يوم 30 - 04 - 2012

- الشباب والثورة كان لهما الدور الكبير في إيجاد الكيان السياسي
- مازلنا في بداية الطريق ونبحث عن رعاية مالية
- هناك شخصيات آثرت البقاء في العمل الخيري والدعوي ولاضير في ذلك من باب توزيع الأدوار
- الحاكم ليس خليفة الله في الأرض وليست له الطاعة المطلقة
دشن السلفيون في اليمن مؤخراً خوض غمار السياسة بإنشاء حزب«اتحاد الرشاد اليمني».. «الجمهورية» التقت رئيس الحزب الشيخ الدكتور/محمد بن موسى العامري وحاورته حول رؤية الحزب نحو دوافع إنشاء الكيان السياسي وموقفه من مشاركة المرأة وتبوؤها مواقع تنظيمية ورؤيتهم لكل مايعتمل على الساحة الوطنية فإلى نص الحوار.
وأخيرا يطل السلفيون بحزبهم الجديد “اتحاد الرشاد” مفاجئين الشارع بهذا التحول، ما هذه المفاجأة؟
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد، بعد شكر الله تعالى أشكر صحيفة الجمهورية على هذه الزيارة وأشكرك شخصيا، الدوافع التي دفعتنا إلى إنشاء حزب اتحاد الرشاد اليمني كثيرة من أبرزها الشعور بالمسئولية تجاه ما يحتاج إليه الشعب اليمني اليوم، الشعب اليمني اليوم بحاجة إلى مشاركة كل أبنائه لإخراجه مما هو فيه من مآزق وإشكالات قد تؤدي به إلى نتائج غير محمودة، تغيبت شريحة كبيرة في عدم المشاركة سابقا كالتيار السلفي الذي يحظى بشعبية كبيرة في المجتمع اليمني، هذا من جهة، ومن جهة ثانية فنحن قادمون على الحوار الوطني ومطلوب من أبناء الشعب كافة أن يقدموا رؤيتهم للحلول والمخارج التي ستكون إن شاء الله لصالح المجتمع، ونحن نؤمن أن التيار السلفي لديه الكثير مما يمكن أن يقدمه، سواء على صعيد القضية الجنوبية أو قضية صعدة، أو القاعدة، إلى جانب الوضع السياسي والاقتصادي وغير ذلك. المشاركة السياسية جزء من ديننا ويجب على المسلم أن يسعى لنهضة أمته بكل الوسائل العلمية والدعوية وغير ذلك، ومثلنا مثل غيرنا من المكونات التي ستشارك في الحوار، لنصل إلى النتيجة المرضية للجميع.
هل لديكم رؤية خاصة لتقديمها للحوار الوطني؟
نحن سنقدم رؤية إجمالية تتعلق بحل الإشكالية الجنوبية وكيفية الوصول إلى رؤية مرضية لأبناء الجنوب تنطلق من محاربة الظلم، تنطلق من إعطاء الحقوق لأصحابها، تنطلق من الحفاظ على الوحدة اليمنية كمكسب كبير لا يجوز التفريط به، تنطلق من رؤية أبناء الجنوب الذي يحرصون على وحدة النسيج الاجتماعي الواحد، سنقدم رؤية لمسألة صعدة وقضية الحوثي، وكذا القاعدة، كيف نوقف نزيف الدم، وما هي السبل التي تجنبنا الفتن والمشكلات، سنقدم رؤية حول الوضع الاقتصادي وكيفية النهوض به.
هل تمت مناقشة مثل هذه القضايا أولاً داخل أروقتكم الحزبية الداخلية قبل تقديمها للحوار؟
ناقشناها مناقشة أولية وهناك اتفاق على الخطوط العامة التي لم تقدم بعد في صورتها النهائية، سنقدمها إن شاء الله للحوار.
ما يتعلق بالقضية الجنوبية فيما نعرف أنكم سلمتم أمرها لإخوانكم السلفيين في الجنوب لتقديم رؤية خاصة بها.. لما ذا الإخوة في الجنوب؟
نحن فعلا أوعزنا إليهم حتى يشعروا أننا نمنحهم الثقة الكاملة من جهة، ولأن الإخوة في الجنوب إذا قدموا لنا رؤية فإنها من رحم الواقع، وسيكونون أكثر حماسا لتنفيذها وفي التعاون لتحقيق خطواتها، بعكس ما إذا فرضنا عليهم شيئا مما يمكن أن يعتبر وصاية، تقديم الرؤية من قبلهم أدعى لنجاحها وتنفيذها عمليا.
هناك عدة خيارات مطروحة اليوم على طاولة المفاوضات فيما يتعلق بنمط الحكم، هناك من يطرح الفيدرالية بين شطرين، وهناك من يقول بالفيدرالية بين أكثر من إقليم، وهناك من هو مع الحكم المحلي، ما ذا لو طرح إخوانكم الفيدرالية بين شطرين مثلا، أو حتى لو طرحوا خيار فك الارتباط؟
أنا أتوقع أن إخواننا لن يطرحوا خيار فك الارتباط لأنهم ينطلقون من مرجعية شرعية وحزبنا في نهاية المطاف محكوم بما تمليه الشريعة الإسلامية، والإسلام رسالة عالمية يدعو الناس للتوحد، المسلم الذي ينطلق من هويته يرفض أي تقسيم أو تشطير لأن فيه إضعاف للأمة الإسلامية، نحن ننطلق هنا من رؤيتنا الشرعية التي تنادي بالوحدة العربية إلى جانب الوحدة اليمنية، بل والوحدة الإسلامية، فكيف يمكن لشخص ينتمي إلى تيار إسلامي ما وهو يدعو إلى تمزيق الأمة؟ الرؤية ستقدم وفق مصلحة الأمة.
ستتبنون الفيدرالية كخيار مثلا إذا تمت الموافقة عليها؟
نحن سنتجنب كل خطوة من شأنها أن تؤدي إلى الانقسام، هناك أصوات تطرح مسألة الفيدرالية من منطلق موضوعي أو رؤية وطنية، فيما هنالك أصوات تطرح الفيدرالية كمحطة أولى للانفصال والتشطير.
ما ذا عن بعض الشخصيات السلفية المحسوبة على تياركم وهي شخصيات لها وزنها الاجتماعي والديني لم تبرز ضمن قيادة الحزب الجديد؟
الحقيقة كما قلنا إن باب الانتساب مفتوح للجميع، وهناك شخصيات آثرت أن تبقى في محيط العمل الخيري والدعوي والاجتماعي وهذا لا ضير فيه، وهذه الشخصيات بيننا وبينهم تنسيق وبيننا وبينهم تعاون، وبيننا وبينهم تفاهم، موقفهم هذا لا يعني الوقوف ضد الحزب، هناك توزيع أدوار وهناك توزيع مهام، هناك من يشتغل بالعمل الخيري وهناك من يشتغل بالعمل السياسي.
هناك تيار من السلفية التقليدية لا يزال له رؤيته الخاصة من الحزبية من أساسها، بمعنى أنه لا يزال ممانعا لها محرما، كيف تتوقعون مستقبل العلاقة بينكم وبينهم؟
نحن طبعا نتفهم أنهم انطلقوا من معاداتهم لمسألة الحزبية من منطلقات هي من وجهة نظرهم غياب عن المحيط الذي نعيش فيه، أيضا من تفسيرهم لبعض النصوص في غير محلها، فالأحزاب التي ذكرها القرآن الكريم بالذم هي الأحزاب التي حاربت الرسول وحاربت الإسلام، فالأحزاب بهذا المفهوم مرفوضة، لأنها معادية للدين، هناك من التقط لفظة الأحزاب واعتبر أنها مذمومة بإطلاق، الحزب يذم من جهة ويمدح من جهة أخرى، هناك حزب الله وهناك حزب الشيطان. المضمون هو الذي يحدد الوجهة، يتم النظر إلى مضمون الحزب لا إلى مجرد اسمه، للأسف إخواننا أخذوا المسألة من هذه الوجهة دون تفهم، الجانب الثاني: هناك تفهم كبير وهناك انضمام ممن كانوا مقتنعين بعدم الحزبية إلى العمل السياسي في حزب الرشاد، والحقيقة أنهم في مرحلة أخف حدة من ذي قبل، الثورة قد أخذت في التغيير وهناك وعي سياسي لدى هؤلاء يتبلور الآن، كانت من سابق محل تشنيع، اليوم هناك من يطرح أن المسألة اجتهادية، وأنها مسألة قابلة للأخذ والرد، بل قد نشهد في يوم ما، أن المسألة مستحبة، بل ربما قد يقولون إنها واجبة.
يتهمكم البعض بارتهانكم ولو بصورة قليلة إلى دولة إقليمية، وأنهم يمولونكم لأهداف مرسومة في أذهانكم قبل كل شيء؟
نحن انطلقنا من مسئوليتنا وانطلقنا من قيمنا وآدميتنا، وما يطرحه الناس في عالم السياسة أو في عالم الإعلام شيء لا تستطيع أن تتحكم فيه، وكثير من الناس لا ينضبطون في دعاواهم ولا فيما يقولونه. ولا يعني هذا أن لدينا خصومة أو عداوة مع أية جهة أو دولة إقليمية، نحن لم نخضع لأية إملاءات أو توجيهات تغير من قناعاتنا وأفكارنا مهما كان.
قد يسأل سائل ما: من أين يتم تمويلكم؟
نحن لا زلنا في بداية الطريق ولا زلنا نبحث عن رعاية مالية من قبل رجال المال والأعمال وبعض الشخصيات الخيرية، أيضا هناك اشتراك الأعضاء..
إلى أي حد ساهمت ثورات الربيع العربي في تحفيزكم لتأسيس الحزب؟
نحن بحمدالله نتابع الأحداث، ونشارك مشاركة سياسية بصورة فردية وصورة جماعية، والحقيقة أن الثورات العربية قد أثبتت أن إرادات الشعوب قد تصنع شيئا جديدا ويمكن أن تغير، وأن تزيل الأنظمة المستبدة الظالمة، وأن يملك الشعب قراره في اختيار حكامه وفي محاسبتهم وفي عزلهم، وهذا مكسب كثير.
هل شاركتم برفد الساحات ببعض عناصركم للمشاركة في صنع مشهد ثوري خلال الفترة السابقة؟
نحن ساهمنا في كل الساحات، في صنعاء وفي البيضاء وتعز وحضرموت وعدن، والحديدة، وهذا قبل تأسيس حزب الرشاد، كان هناك ائتلاف النهضة، ائتلاف الرائد، وأكثر من ائتلاف، هذه الائتلافات أعلنت الانضمام إلى اتحاد الرشاد في المؤتمر الأول..
يقول البعض: إن هؤلاء الشباب الذين تأثروا بثقافة الساحات وميادين الحرية هم من اضطروكم إلى إشهار الحزب وتأسيسه فاضطررتم أنتم الشيوخ إلى تبني ذلك؟
الشباب لهم دور كبير في إيجاد الكيان السياسي والثورة كذلك، والمسألة ليست مجرد ضغط الشباب فحسب، ولكن اجتمعت حماسة الشباب مع حكمة الشيوخ فأدت إلى هذا الميلاد الجديد.
يقول البعض أيضا: أنكم ساهمتم خلال الفترة الماضية في تدعيم الاستبداد والظلم من خلال الدعوة إلى الطاعة المطلقة لولي الأمر والتقديس أو شبه التقديس الذي اشتهرت به بعض الشخصيات أو الفئات لولي الأمر؟
الأمر على إطلاقه غير صحيح، كانت هناك أصوات بالفعل داخل التيار السلفي وقعت في هذا الفخ، وكادت أن تقدس الحاكم، وكانت تبرر ما يفعله أيضا، وسارت في ركاب الظلم، لكن هذا ليس التمثيل الحقيقي للتيار السلفي، كان هناك إعلام يوظف مثل هذه الشخصيات ويوظف مثل هذه الأفكار في الوقت الذي كان يغض الطرف عن الأصوات الأخرى، كانت هناك أصوات ضد الظلم وضد الاستبداد وهي أصوات لها حضور وانتشار ووجود في التيار السلفي، الإعلام الرسمي مارس الانتقائية المزرية من خلال شخصيات ليس لها رصيد في الواقع أو حتى في الجماعة السلفية، ليست مرجعية شرعية وليس لها شعبية واسعة..
من كان يختار هؤلاء؟
النظام السابق استخدم كل الأوراق للوقوف في وجه طوفان الثورة، استخدم ورقة العلماء التقليديين بمن في ذلك فقهاء يدعون أنهم يمثلون الإصلاح، استخدم ورقة القبائل، الورقة الأمنية، ومن بين هذه الأوراق التي استخدمت شخصيات محسوبة على التيار السلفي، ولا تنس أنه في الجانب الإعلامي التيار السلفي لا يزال ضعيفا في هذا الأمر ولم يقدم صورة جيدة من نفسه.
ما موقفكم من ولي الأمر خلال الفترة القادمة؟ هل ستظل الوجهة ذاتها أم ستتغير؟
باختصار: نحن نعتبر الحاكم نائباً عن شعبه وبالتالي هو ممثل لإرادة شعب، الحاكم ليس خليفة الله في الأرض، وليس له الطاعة المطلقة العمياء، الحاكم عندنا ممكن يعزل.. ممكن يفصل وذلك وفق الطرق السلمية، وهذه هي الرؤية الشرعية الأصيلة، لأننا إذا رجعنا إلى سيرة الخلفاء الراشدين لن نجد أية قداسة لأحد منهم. الحاكم يطاع في طاعة الله، فإذا عصى الله ومارس الظلم والقمع فلا طاعة له.
ما ذا عن رؤيتكم القادمة من الحوثي والقاعدة كقضيتين على الساحة شغلت الرأي العام كثيرا؟
نحن ابتداء نرفض استخدام القوة والعنف ضد أي إنسان، نحن نعيش في مجتمع مسلم، ولا يجوز لأي منا أن يوجه سلاحه إلى صدر أخيه، فنرفض من حيث المبدأ استخدام السلاح والعنف لتحقيق أهداف سياسية أو اقتصادية أو غير ذلك، هذا من جانب، ومن جانب آخر يجب أن يخضع الجميع لسلطان الدولة، يجب أن يخضع الجميع لقرار الدولة وأن يعتبروا أن البديل للدولة هي الفوضى ولا مصلحة لأحد في الأصل من الفوضى، عندما تغيب سلطة الدولة تحل سلطة القبيلة، تحل السلطات والمشاريع الصغيرة، الدولة هي الرهان الأساسي لحماية المجتمع من الانزلاق إلى الفتنة.
ما ذا عن الخلط الحاصل مؤخرا بين ما سمي بأنصار الشريعة وبين تنظيم القاعدة مؤخرا؟
أعتقد أنه ليس هناك فرق بين القاعدة وأنصار الشريعة، ربما أن التنظيم نظر إلى أن هذا المصطلح “القاعدة” قد أخذ نظرة سلبية من ناحية إعلامية محلية ودولية، فحاولوا أن يغيروا من المصطلح باسم جديد، لأن أي مسلم يحب شريعة الإسلام وكل الناس تريد ذلك، لكن نختلف في الطرق التي ننصر بها الشريعة الإسلامية ليس بالتعدي على الممتلكات أو سفك الدماء، إنما بطرق سلمية وبطرق حضارية.
ولكن ما ذا عن التكتيك الجديد في أداء الجماعة نفسها من أسلوب التفجير إلى أسلوب السيطرة والاستيلاء على المدن؟
أعتقد أن تنظيم القاعدة فصائل ومشارب متعددة، هم ينطلقون من نظرة قاصرة، ليس عندهم علماء وهناك جهات مشبوهة استغلت هذا التنظيم وتوجهه لما فيه الفتنة..
جهات داخلية أم خارجية؟
هي محلية ولا أستبعد أيضا الخارجية من أجل تشويه المسار السلمي للثورة وتغيير صورتها. وهناك فصيل من القاعدة ليس له من هدف إلا السطو والاستيلاء على الممتلكات العامة ومصادرتها، القاعدة فصائل ومشارب، وعندما نتعامل معهم يجب أن نتعامل معهم وفق هذه المعطيات كلها.
فيما يتعلق بالحوثي ووثيقته الفكرية.. ما تعليقك عليها؟
الحقيقة أن الحوثي يحاول أن يوجد له أجندة جديدة وجهات مختلفة مستغلا طبيعة الناس أو بعضهم الذين لا يدركون البعد الحقيقي للجماعة، فهو من جهة يستخدم السلاح بقوة كما في صعدة أو الجوف أو حجة ومن جهة أخرى يريد أن ينخرط في العملية السياسية بصورة سلمية ويطرح مشاريع منها هذه وغيرها، لكن على كل حال يجب أن يتفق الجميع على أسس ومبادئ لكل من كان لديه طموح للعمل السياسي، أن يترك العصبية أي كان لونها، أن يترك السلالية والقبلية والمناطقية وأن يترك فرض الآراء بالقوة، فإذا كانت الأنظمة اليوم تتهاوى أمام سيل الشعوب فليس من المنطق أن يأتي فصيل في المجتمع اليمني معتقدا أنه سوف يمارس القوة على الشعب اليمني أو يفرض سياسة معينة بالقوة، هذا أمر غير مقبول..
هو يقول إنه من سلالة مصطفاة وأن له حقا إلهيا في الحكم؟
ليس هناك في فقهنا الإسلامي أو في كتاب الله أو سنة رسول الله شيء اسمه الحق الإلهي في الحكم أو في غيره، نحن نعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي انتقلت الخلافة إلى شخص آخر، لا ينتمي إلى نسب رسول لله، ثم توفي أبو بكر ولم تنتقل إلى أحد أفراد أسرته بل إلى شخص آخر من فخذ آخر، ثم توفي عمر وانتقلت إلى فخذ آخر، وهكذا الشأن بعد عثمان، ليس عندنا في الإسلام لا كسروية ولا قيصرية، هذه مفاهيم دخيلة علينا في تراثنا وفقهنا. هذه آراء ليس لها مستند لا في القرآن ولا في السنة، الحسن بن علي بن أبي طالب بايع معاوية بن أبي سفيان ولم يقل إن له حقا إلهيا ولم يقل بذلك أحد الصحابة.
ما ذا عن نصوصه الدينية التي يستدل بها؟
ليس هناك نصوص دينية من الكتاب أو السنة يستند إليها، هناك آراء يقولها بعض الناس، جعل منها بعض الناس نصوصا، ويجب أن نفرق بين الكتاب والسنة وبين أقوال الناس، وهذا ليس منهج الكتاب والسنة.
لو سألتك عن تعاملكم مستقبلا مع الأطراف الأجنبية كالأمريكية أو الأوروبية بشكل عام؟
بالنسبة لنا ليس هناك ما يمنعنا لا شرعا ولا عرفا من أن نتعاون ونتحاور مع أي كائن بشري شريطة ألا يتضمن هذا الحوار أو هذا التعاون وصاية من جهة على أخرى، أو تكون هذه العلاقة علاقة السيد بالعبد، أو علاقة التابع بالمتبوع، نحن نعتز بديننا وبقيمنا ومن قيمنا وديننا أن نتحاور مع أي إنسان أو أي بشر، والقرآن الكريم يقول بذلك، هذه مسألة ليس فيها مضاضة على أي أحد أن يحاور أو يتعاون ما نعيبه هو الذل والتبعية لأي مسلم لجهة أخرى، نرفض الحوار الذي يقوم على الإملاءات وفرض الوصايات. الحوار البناء ليس هناك مانع من التعامل به مع أي طرف كان على الإطلاق.
يقول البعض إن المرأة قد غابت عن حزبكم.. ما موقفكم من المرأة؟ ولماذا غابت؟
نحن ننطلق من مبدأ أساسي وهو أن النساء شقائق الرجال، فالأصل أن النساء مع الرجال يشتركون في التكاليف الشرعية في الواجبات والحقوق، فالمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، وفي الحديث النبوي، النساء شقائق الرجال. إلا أن الشريعة جاءت باستثناءات ونصوص تنفرد بها المرأة عن الرجل نظرا لطبيعتها وبنيتها الفسيولوجية العضوية، وهذا ليس تنقيصا للمرأة، لكل منهما وظيفة يقوم بها تقوم في مجملها على التكامل في الأدوار لا على التضاد والاختلاف، لكل منهما طبيعته، حتى لو نظرنا إلى الدول الأوروبية التي طالما رددت شعار المرأة نجد أن من يتسنم المناصب العليا فيها من الرجل لا من النساء، هل أسندت الولايات المتحدة الأمريكية طول عهدها رئاسة البلاد إلى امرأة؟ أنظر مثلا إلى قيادة الجيوش المرأة لا تصلح أن تكون قائدة للجيش، المرأة في حزبنا لا يمكن أن تظلم وستعطى حقها الكامل وفق الأطر والضوابط الشرعية، وكونها غابت عن الأوليات والأساسيات في الظرف الحالي فستأخذ حقها وستشارك لاحقا دورها في قطاعات أخرى..
سيكون لها حضور حزبي عندكم؟
الحزب في تكويناته عبارة عن دوائر وسيكون لها دائرة خاصة بها، وبالتالي تستطيع المرأة أن تمارس دورها الريادي من خلال هذه الدائرة..
دائرة أم مكتب مستقل عن دوائر الأمانة العامة؟
دائرة مستقلة، ولن نختلف في ذلك لكن المرأة سيكون لها حضور في هذا الكيان الجديد.
هل ستترأس بعض الدوائر الأخرى؟
ممكن تكون رئيساً لدائرة تختص بالقطاع النسوي، وهناك هيئة شرعية في الحزب ضمن مكوناته التنظيمية ستوكل إليها أية مسألة تتعلق بالجوانب الشرعية العامة..
يبدو من حديثك أنكم لن تقبلوا بالمرأة أن تكون رئيسة الحزب عندكم؟
لا أظن ذلك، بكل صراحة، وأنا لا أعلم أن هناك حزبا يمنيا أسند قيادته لأي امرأة في اليمن، بما في ذلك الأحزاب التي تدعي أنها ليبرالية، ونحن لن نقفز فوق أعرافنا وقيمنا، وحتى من الناحية الشرعية الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة. وهذا حديث صحيح متفق على صحته. الرجال قوامون على النساء حتى على مستوى الأسرة الصغيرة الرجل قوام فيها على المرأة. فإذا كانت القوامة في محيط الأسرة الصغيرة تسند للرجل لانتظام سير الأسرة فكيف بحزب كبير يقود الناس، نحن نقول إننا نحترم المرأة أما وأختا وزوجة وابنة، على عكس من يرى في المرأة في الغرب، هي مظلومة عندهم هناك، لقد دفعت إلى ميادين مجحفة بحقها عانت كثيرا من خلالها اليوم المرأة الغربية تتمنى أن تكون امرأة شرقية.
هل ستشاركون في الانتخابات الرئاسية القادمة بمرشحين نيابيين وكذا بمرشح رئاسي مستقبلا؟
نقول إن شاء الله إننا سنكون مشاركين في العمل الانتخابي في مجلس النواب، لما فيه مصلحة المجتمع، وهذا مسألة متروكة لظرفها.
ستنافسون التجمع اليمني للإصلاح؟
نحن حزب مستقل وليس لنا خصومة مع أي جماعة على الساحة، والعملية السياسية عملية تنافسية وسنحرص على أن يكون هذا التنافس شريفا وبناء وسنحرص على التعاون مع كافة الأطراف.
وستنافسون على الرئاسة؟
هذه مسألة لم تحسم بعد، وسنتركها لوقتها، وبكل تأكيد سنكون حاضرين في المشهد السياسي وسنختار الأصلح للمجتمع.
لكم العديد من الأربطة العلمية والمدارس التي تعمل خارج التعليم الرسمي العام وهناك اليوم من يقول بضرورة إلغاء هذه الأربطة وإذا كان ولا بد منها فبعد حصول الطالب على التعليم العام؟
التعليم الشرعي أو الديني له جذوره التاريخية في اليمن، ولعلكم قد اطلعتم على كتاب هجر العلم للقاضي الأكوع رحمه الله، والدستور اليمني ينص على احترام المساجد ودور العلم وهي تقدم اليوم رسالة وفرضا شرعيا من فروض الكفايات، والواجب على الدولة أن تتبنى هذه المراكز وتقوم عليها وتشجعها لأنها محاضن تربوية بناءة تستوعب الآلاف من الشباب وتخرج منهم العلماء والمفكرين والمثقفين، نحن مع تطوير هذه المراكز لا مع إلغائها، وهي موجودة في كل دول العالم الإسلامية هناك الأزهر الشريف في مصر مثلا وهو يتبنى تخريج علماء ربانيين، نحن بلد الإيمان وبلد الحكمة وبلد الفقه، عندنا جامعة الإيمان التي أسسها الشيخ عبد المجيد الزنداني تقدم رسالة سامية وعندنا مراكز علمية أخرى في صعدة وفي معبر ومركز الدعوة، هذه المراكز والمحاضن الشرعية تقدم خدمة كبيرة للمجتمع يجب دعمها لا إلغاءها.
هناك من يرى أن تعليمكم مذهبي يثير الطائفية والمذهبية، هناك من يقول أنكم وهابية مكفرة ومتعصبة؟
هؤلاء يتكلمون من بعيد ولم يقتربوا منا. ولم ينظروا في مناهجنا، ونقول لهم انظروا في مناهجنا التي ندرسها ستجدونها مناهج العلماء الراسخين، نحن ندرس إلى جانب الفقه الشافعي كتب الإمام الشوكاني كتب الإمام الصنعاني وغيرهم، ليس عندنا فيما ندرسه ما يثير العداوة أو الشحناء، عندنا صحيح الإمام البخاري، صحيح الإمام مسلم. كتب السنة النبوية بشكل عام.
أنتم بالمقابل لا تقبلون بحوزات الحوثية في صعدة؟
نحن لا نرفضها أبداً وللحوثي أن يدرس ما شاء، نحن نرفض فقط فرض الفكر بالقوة، ولو بقي الحوثي في مراكزه لا يسطو على الناس أو ممتلكاتهم ولا يفرض آراءه بالقوة ما تلكمنا عليهم أبدا. ليست مشكلتنا مع الحوثي أننا نختلف معه فكريا أو مذهبيا إنما اتجاهه للغلو وفرض آرائه بالقوة. مدارسه موجودة منذ قرون.
هناك من يرى أن هذه المراكز يجب ألا تفتح إلا بعد أن ينتهي الطالب من مرحلة التعليم العام؟
أنا في رأيي ألا نضع قيودا على هذه الأربطة أو المراكز بالعكس الشاب الحدث الذي يأتي في مقتبل العمر أكثر استيعابا للعلوم الشرعية وأكثر حفظا لأن الحفظ يحتاج إلى مرحلة مبكرة من العمر، فإذا قلنا لا يأتي إلى هذه المراكز إلا من تخرج من الثانوية فهذا يكون قد دخل في الهموم والمشاكل والأعمال وبالتالي يصعب عليه طلب العلم ويكون بعيدا عنه، ومن المصلحة ألا تكون هناك قيود على هذه المراكز بل تشجع وترشد وتدعم.
الكلمة الأخيرة مفتوحة؟
أكرر شكري وتقديري لصحيفة الجمهورية على هذه الزيارة الطيبة ورسالتي إلى أبناء الشعب اليمني أن يدركوا المرحلة والخطورة التي يمر بها الشعب اليوم، هناك مخاطر فكرية، ومخاطر أمنية ومخاطر سياسية، هناك للأسف وصاية تريد أن تمارس علينا في هذه الفترة الحرجة أهمها مسألة التعدي على التشريعات الإسلامية وتغييرها ومواءمتها مع التشريعات الدولية، ويجب أن ننظر إلى أي تشريع دولي من منظور الشريعة الإسلامية وخصوصياتنا وهويتنا وثقافتنا، ويجب ألا نقبل أية وصاية تريد أن تتحكم في مناهجنا وفي قوانيننا، وفي هويتنا وأن نتعاون مع كل مكون دولي أو إقليمي وفقا للمصلحة العامة للمجتمع اليمني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.