كثيراً ما تكون الهواية سبباً في الإبداع، فالمتعة التي تجلبها الهواية وتدفعنا لممارستها تقود في نهاية المطاف نحو الاحتراف والإبداع. الحالة الإبداعية التي نحن بصددها اليوم ساهمت الهواية في ولوجها دنيا الاحتراف في عالم التصميم والمونتاج والجرافكس، إنه المبدع محمد إبراهيم شريف الذي اختار التخصص في عالم أهم سماته الإبداع والتميز، نظراً لأن عالم التصاميم محكوم بالخيال والابتكار والخروج عن المألوف. انطلقت موهبة الجرافكس عند محمد من البيت حين كان يمارسها كنوع من الهواية في أوقات الفراغ مذ أن كان في السادسة عشرة من عمره، من خلال الإطلاع المتواصل على العديد من البرامج والدروس التعليمية المتخصصة في مجال التصميم والمونتاج، وبتشجيع متواصل من عائلته، قادت الهواية محمد للتعمق في مجال الجرافكس والتصاميم، ولأن هذا المجال مليء بالأسرار وتحكمه الابتكارات الجديدة وتزيده ألقاً وروعة وتجعله فناً إبداعياً، كل ذلك كان كفيلاً بتحول مبدعنا إلى محترف في عالم الجرافكس. صمم محمد إبراهيم شريف العديد من الأعمال الإبداعية التي لاقت نجاحاً كبيراً، تجاوز المستوى المحلي ووصل إلى مستوى النجاح الخارجي، حيث يعتز مبدعنا بعمل خاص من تصميمه، كان شعاراً للبرنامج التلفزيوني (راقي بأخلاقي) الذي يقدمه الإعلامي السعودي أحمد الشقيري صاحب برنامج (خواطر) الرمضاني، يقول محمد عن هذا العمل: أعتز كثيراً بهذا التصميم والذي أعتبره تتويجاً لأعمالي السابقة، وهو يفتح لي المجال لإبداع أكثر. نجاح مبدعنا في أعماله وتصاميمه النوعية كانت نتيجة (إستراتيجية إبداعية) سار عليها فأتت ثمارها، مفادها أن الفكرة والمضمون اللتان يحملهما تصميم الجرافكس انعكاس للمجتمع الذي يعيش فيه المبدع، ولا بد أن يخاطب الناس الذين يعيشون في ذلك المجتمع، مؤكداً على أهمية أن تكون البيئة متواجدة في تصاميم الجرافكس. ما يميز فن الجرافكس الذي يبدع فيه محمد شريف بكونه فن إلكترونياً، ويرى مبدعنا إن الجرافكس يتميز عن الفن التشكيلي إن الفنان التشكيلي يستخدم الفرشاة ويتحكم بالألوان الطبيعية بيديه، أما مصمم الجرافكس فيستخدم وسائل التكنولوجيا الحديثة والوسائط، مؤكداً على إن أصحاب الفنون تختلف وسائلهم وتتوحد رسالاتهم الإبداعية. حتى تؤثر لا بد أن تتأثر، حيث كان لمبدعنا قدوات في مجال تصاميم الجرافكس منهم فنانين ومصممين يمنيين مثل أنس النهاري، وعبد الله عاطف، وأيمن الفقيه، بالإضافة إلى مبدعين آخرين على المستوى العالمي. وكمبدع يقدم محمد إبراهيم شريف رسالة للشباب عبر (إبداع) قائلاً: إن لكل مجهود ثمرة، والمستقبل مليء بالمفاجآت، وأن الجميع يمتلك طاقات ومواهب عليهم باكتشافها واستثمارها وتسخيرها لبناء اليمن وخدمة المجتمع، وعلى الشباب الابتعاد عن آفة القات، واغتنام أوقاتهم بما ينفع، وأن يحافظوا على أبدانهم وينمو عقولهم.