عند الكتابة عن فريق بحجم التلال تتوارى الأحرف خجلاً في مدح صاحب المقام الرفيع «تلال عدن» العميد الذي ظلم أخيراً..الفريق الذي أصبح بلا هوية ولا هوادة ..تتخطفه الألسن ..وتتناوب عليه الهزائم؟ أصبحت النقاط الثلاث من التلال مضمونة بعد أن كانت في سالف الدهر والأوان تعد له العدة طوال الأسبوع من أجل إيقاف المد التلالي وموج صيرة! رحم الله أيام الشرف التلالي «المحفوظ» و«الماس» علي الصيني،وسعيد دعالة ..وعمالقة كرة القدم،فكل نجم تتغنى به الألسن ماركة خاصة كتب عليها «خريج أكاديمية التلال»..ومن هنا مر الأبطال ..ومن هنا مر المريسي. التلال يعيش هذه الأيام أسوأ أحواله ولا أعتقد أن هناك أيام أسوأ من التي يعيشها الآن بلا مال ..بلا مدرب ..بلا رئيس ..والكل يرفض أن يقود التلال في المرحلة المقبلة. لا إنجازات.. لامنشآت مدرة للدخل .لا داعمون ..باختصار التلال يحترق ..والعالم يتفرج. التلال إلى اليوم ..يتسول رئيساً ..في الوقت الذي تتناحر فيه الشعوب من أجل كرسي الرئاسة ..لا يزال التلال منتظراً من يتفضل عليه بقبول منصب رئيس .. ولأن المصائب لاتأتي فرادى ..فإن التلال يسجل أسوأ مشاركة في بطولة كأس الاتحاد الآسيوي متفوقاً على بنغال الهندي والفريق المالديفي. ومحلياً أصبح لا يفرق بالخسارة في أرضه أو خارج أرضه،رغم تحسن المستوى في الأيام الأخيرة وخاصة في لقائه أمام العروبة في الدوري المحلي ..وكذلك الصفاء في كأس الاتحاد إلا أنه سجل نتائج سيئة هذا الموسم وخسر أمام نجم سبأ الصاعد حديثاً إلى النخبة. فرق السلة والتايكوندوا ..والجود وغيرها من الألعاب بدأوا رحلة الهجرة الجماعية من التلال!! أذكر أنني قبل موسمين كتبت في هذه الصحيفة:«موسم الهجرة إلى التلال ، وها أنا أعود لأكتب «موسم الهجرة من التلال»! في اليوم الذي أصبح التلال أفضل من المنتخب الوطني ..بثمانية عشر محترفاً محلياً وخمسة أجانب ..التلال كان غييييير.! شتان ما بين تلال 2010 وما بين تلال اليوم ..هكذا قال لي المدرب العراقي أكرم سلمان في حديث ودي جمعني به في العاصمة اللبنانية بيروت. ويضيف سلمان قائلاً: في 2010 كان كل لاعبي اليمن يحلمون باللعب للتلال وحتى النونو كان في الاحتياط وكذلك السالمي ...والكلام لسلمان ...تصور أن لاعباً في المنتخب احتياطياً في التلال..،أما الآن فأنني أشفق على وضعهم.! ولا أظن أن هناك أي تلالي لا يغار على الحال الذي وصل إليه الفريق الأحمر.. في خبر نشرته الزميلة «أخبار اليوم» عن ترشيح النائب الحالي ياسر حوشب لرئاسة النادي إلا أنني أستبعد مثل هذه الخطوة تماماً لسببين: أولهما المعرفة الكبيرة والشخصية بياسر حوشب الذي يعد من أكثر الناس حباً للتلال ...فهو يعمل بصمت دون إحداث ضجيج أو إعلام ..أو ...أو ..ولذلك فإن الحوشب ..مرتاح في موقعه كنائب رئيس.. ثانيهما ..أن رئاسة ناد مثل التلال بحاجة إلى دعم قوي ..وأعتقد أن شركة حوشب للمقاولات ..ليست حلم وطموح التلاليين في المرحلة المقبلة وأن نسبة منافسته ستكون ضعيفة، وأن مفهوم الرئاسة في اليمن مرتبط بالمال..ومن يدفع أكثر فهو الأقرب أن يكون الرئيس القادم للتلال. ياسر شخصية جداً مهذبة ومحترمة..وتحب التلال،لكن حلم الرئاسة «لسه بدري» عليه ..ولن يقدم نفسه لمنصب الرئيس. سعدت جداً حين قرأت خبر التكريم التلالي الذي نظمته إدارة التلال وقيادة السلطة المحلية بعدن بمناسبة الأول من مايو عيد العمال العالمي ، صباح الثلاثاء الماضي والذي كان عبارة عن حفل تكريمي لنجوم وأبطال الألعاب الرياضية الذين حققوا إنجازات في المواسم السابقة وتحديداً من (2007إلى 2011م) في مختلف الألعاب الجماعية والفردية وألعاب الظل وحافظوا على تاريخ وعراقة النادي الكبير عميد أندية الجزيرة العربية. الحفل الكبير الذي أعاد التلال إلى الواجهة وحضره الأخوة أحمد الضلاعي وكيل المحافظة عدن وأنصاف مايو عضو مجلس النواب وجمال اليماني مدير عام مكتب الشباب والرياضة بعدن والدكتور حميد شيباني مندوب أحمد صالح العيسي رعاة حفل التكريم والأستاذ تمام باشراحيل والدكتور صالح باصرة وياسر حوشب عضو مجلس إدارة النادي والكابتن علي الصيني وسعيد دعالة وعدد من نجوم الكرة القدم وعدد من ضيوف الحفل..جعلوا المشهد التلالي أكثر فعالية وأعادوا جزءاً من هيبة التلال المفقودة هذا الموسم. التكريم الذي شمل أبطال النادي، بالإضافة إلى تكريم الشخصيات التاريخية التي تعاقبت على رئاسة النادي من سابق وكان لهم دور إيجابي وبارز وفي مقدمتهم الدكتور ياسين سعيد نعمان ومحمد علي عماية وعبد الله إبراهيم ومراد شطارة وعلي فضل علي وجميل ثابت وفضل منيباري وعبد الجبار سلام وأحمد عبيد الفضلي وسالم باصمد وأنيس ناصر السماوي وصالح باصرة ورشاد هائل والدكتور عبدالوهاب راوح، بالإضافة إلى تكريم أفضل نجوم الزمن الرياضي الجميل كروياً الذين أخلصوا للفانلة الحمراء في تاريخ التلال وهم الكباتنة علي الصيني وسعيد دعالة وأبو بكر الماس و تكريم صحيفة «الأيام الرياضي» ممثلة بالأستاذ تمام باشراحيل في هذه المناسبة العظيمة. خلاصة القول: التلال يا ناس:يحترق ..وجمهوره يتعذب هذه الأيام وأصبح تشجيع التلال يورث الخزي بعد أن كان في أيام سادت ثم بادت،شرف لكل من يشجعه فهل من منقذ؟..أم أن المعاناة التلالية ستستمر؟..لا نتمنى ذلك.