أحمد أحمد العزي, من محافظة صنعاء بني مطر, يبلغ من العمر ثلاثين عاماً, متزوج ولديه ولد وبنت, كان يتقن عمله جيداً في الأعمال الكهربائية .. تراه يخرج من البيت مبكراً ليعود قبل العصر وقد حمل معه مصاريف بيته وحاجاته وهكذا كل يوم .. كان هذا قبل إصابته في إحدى المسيرات السلمية وجدته مؤخراً أمام مؤسسة وفاء متذمراً وتحت شميزه ( كيس الكلوسترما) للتبرز من البطن، سبب تذمره اقتطاع عشرة آلاف ريال كانت تصرف له شهريًا .. يمشي من شارع بغداد حتى يصل إلى الساحة يومياً يتابع العشرة الألف التي لم تصرف وقد تأخرت ولديه أسرة تنتظره ، طبعًا إصابته كانت في إحدى المسيرات السلمية التي تعرضت أثناء مرورها في جولة عصر يوم 15/ 10/ 2011م لإطلاق نار وقنابل الغاز أسفرت عن رصاصة في يده وأخرى في بطنه أسعفوه حينها إلى مستشفى آزال و أجريت له ثلاث عمليات ومنذ 6 أشهر وهو في المستشفيات , يده لا يقدر على تحريكها أصبحت مقيده بسبب العمليات ولا يحس بها ، يتساءل عن كيف يسافر بعض الجرحى إلى الخارج وآخرون لا يُلتفت إليهم ، بل كان اسمه من ضمن الكشوفات إلا أنه سقط .. أحمد العزي استلف أكثر من مليون ونصف ريال ليعالج جروحه واستغرب من صرف راتب جندي للجريح بقوله: “أنا أصبحت معوقاً الجندي قادر يعمل شي جنب الراتب” وطالب الجمعيات الخيرية التي تتحدث باسم الجرحى والشهداء بأن تقوم بواجبها أو تغلق أبوابها .. تركت أحمد على باب المؤسسة ثم التقيته مرةً أخرى بعد أسبوع وهو في طريقه يتابع العشرة الآلاف التي لم يستلمها بعد, وتستمر المعاناة ...