يتجرع أهالي عدد من عزل مديرية الشمايتين بمحافظة تعز الأمرين في سبيل الحصول على جرعة ماء ,بعد توقف مشروع مياه الثورة الذي أنشأته هيئة التطوير التعاوني سنة 1982م عن العمل ,ورغم الشكاوى التي رفعها المتضررون حول معاناتهم من توقيف خدمات المشروع عنهم, إلا أنهم واجهوا ردة فعل باردة من قبل المسئولين المعنيين في المحافظة؛ مما دفع الناس إلى اتهام المكلفين بحل المشكلة بالوقوف سداً منيعاً في وجه وصول الماء إلى (12) ألف أسرة في المنطقة. يرضعون الغمام خلال الثلاث السنوات الأخيرة كانت السماء تعوض عيوب البشر على الأرض, لكن السماء أهدت للمنطقة هذا العام جفافاً فاقم من حدة الأزمة؛ مما أدى إلى (تحريك المياه الراكدة) في قضية المشروع، وفي البرك المهملة، إلى درجة دفع البعض في العزل المستفيدة من المشروع وهي المذاحج، جبل صبران, الربيصة, الأكاحلة ,قرية قحام ,وأجزاء من عزلة شرجب لأخذ المياه من أماكن غير صالحة للاستخدام. سيل من الشكاوى بمجرد أن وصلنا إلى المنطقة هطل علينا سيل من الشكاوى حول المأساة التي يعايشها القرويون بسبب تعنت مدير المشروع الذي يرفض ضخ المياه للمواطنين لفترة وصلت إلى عام في بعض المناطق، حيث يفيد الأهالي أنه لا يوجد ما هو أكثر من الماء في آبار المشروع, ولا توجد أي مشاكل مادية أو فنية تحول دون وصول الماء للمشتركين في العزل الست.. وأن المشكلة الوحيدة موجودة في عقلية المسئولين عن هذا المشروع. رفض التداول السلمي ويضيف سكان المناطق المتضررة أن مسألة تأسيس لجنة تحضيرية لانتخاب إدارة جديدة للمشروع قد أثارت حفيظة رئيس مجلس إدارة المشروع الذي يعتبر المسئول الأول عن هذا المشروع منذ تأسيسه عام 1982م, الذي اتخذ من توقيف ضخ مياه المشروع إجراءً عقابياً على مساعي لانتخاب مجلس إدارة جديد للمشروع . لمواجهة الحصار رغم كل المحاولات الإسعافية التي اتخذها الأهالي لمواجهة الموقف عبر إنشاء خزانات للاستفادة من ماء المطر المنسكب من أسطح المنازل, وتجنيد سيارات النقل التي أصبحت تحمل خزانات معدنية لجلب الماء من آبار بعض المزارع التي تطوع أصحابها بفتحها أمام المواطنين، إلا أن كل تلك تعد حلولاً فرضها واقع الظلم على أناس تعودوا منذ مطلع الثمانينيات على وصول الماء إلى بيوتهم. عقاب جماعي رئيس مجلس إدارة المشروع قائد أحمد سيف الشرجبي قال للجمهورية (أن المياه مقطوعة بسبب امتناع المشتركين عن السداد ) الأمر الذي يعتبره الأهالي ذريعة لا تبرر قطع المياه عن (12) ألف أسرة مستفيدة من المشروع، وأنهم كانوا حريصين على دفع مبلغ (400) ريال قيمة الاشتراك الشهري , بينما يحصلون على الماء كل ثلاثة أشهر, مما أثار تساؤلاتهم، أين ذهبت قيمة الاشتراكات الشهرية التي كانوا يدفعونها على أمل أن يتحسن أداء المشروع، وبأي حق تطالبهم إدارة المشروع بدفع قيمة اشتراك وترحلها من شهر إلى آخر عن مياه منقطعة أصلاً. حتى المحتضرين يشربون أكثر من ذلك يقول رضوان عبدالله الرباصي عضو اللجنة التحضيرية لانتخاب مجلس إدارة جديد للمشروع: لقد تراجعت معدلات استهلاك مياه المشروع للمنزل الواحد من(6) وحدات خلال العام (2010)م إلى (4) وحدات خلال العام (2011)م، وإذا كان هناك مريض يحتضر لا يمكن إعطاؤه سوى قطرات عن طريق السواك لاستهلاك كمية أكبر من تلك التي قدمها المشروع. مساع لفصل المشروع وتحدث الأهالي الذين التقينا بهم عن وجود نوايا بفصل المشروع لدى رئيس مجلس الإدارة، ويقولون إنه بدأ بتقديم تعاملات المشروع باسم عزلة واحدة هي (شرجب)واستثناء بقية العزل المستفيدة من المشروع, ويضيف الأهالي أن رئيس مجلس إدارة المشروع عمل على تنفيذ خطوط ربط من الآبار إلى بعض المناطق بشكل مخالف لمخطط المشروع الذي وضعته الهيئة العامة لكهرباء ومياه الريف, في إطار مساعي فصل المشروع التي ينفذها رئيس مجلس الإدارة, منذ ستة أشهر تم تشكيل لجنة تحضيرية لانتخاب مجلس إدارة جديد للمشروع, إلا أن عمل هذه اللجنة يواجه بالعراقيل منذ تأسيسها, وعندما أبحرت اللجنة التحضيرية حاملة هم العطش المعبأ بالقلوب صوب قيادة محافظة تعز مستبشرة بالتغيير الذي حدث في قيادة المحافظة, لكن تلك الفرحة لم تدم طويلاً فسرعان ما أصيب أعضاء اللجنة التحضيرية بخيبة الأمل حيث يقولون إنه لايوجد تغيير في موقف المعنيين في المجلس المحلي للمحافظة من مشكلة مشروع مياه الثورة، واتخاذ حلول جادة لإنقاذ الناس في المنطقة من العطش. الحصان بعد العربة يقول عصام الأكحلي عضو اللجنة التحضيرية: لقد كثر الأخذ والرد في قضية مشروع مياه الثورة, ووسط هذا الجدل ترك الناس بدون ماء, نحن لانريد شيئاً سوى الماء, ولا نعرف لماذا يتعامل معنا المعنيون بحل المشكلة وكأننا جمال ستصبر على العطش ولسنا بشرا، نعاني انعدام الماء بسبب تعنت رئيس مجلس إدارة المشروع. لجنة محايدة و يتساءل الأهالي المتضررون عن سبب عدم قيام قيادة محافظة تعز بتشكيل لجنة محايدة للنظر في معاناتهم جراء أزمة انقطاع مياه المشروع عنهم, ومحاسبة المسئول عن المشكلة, كما يبدي الأهالي شكوكاً من أن هناك من يحاول ترتيب الانتخابات بطريقة محددة سلفاً لضمان نتائج الانتخابات, معتمداً بذلك على منطق مفاده أن العطشان على استعداد لتقديم كافة التنازلات في سبيل الحصول على شربة ماء. مجلس جديد وبعد أكثر من شهر من التردد على مقر قيادة السلطة المحلية في محافظة تعز, تم الإفراج عن الديمقراطية من أجل انتخاب مجلس إدارة جديد لمشروع مياه الثورة, بدلاً عن المجلس الحالي الذي توفي معظم أعضائه ولم يتبق منهم سوى رئيس مجلس الإدارة, حيث يفيد أعضاء اللجنة التحضيرية أنه تم الاتفاق مع الأخ عبد الرزاق البركاني رئيس لجنة الشئون الاجتماعية في المجلس المحلي لمحافظة تعز, والمكلف من قبل المحافظ بحل المشكلة على أن يتم الرفع بكشوفات أعضاء الجمعية العمومية, واللائحة الداخلية إلى المحافظ بهدف اعتمادها تمهيداً لإجراء الانتخابات. الأهالي لا يملكون شيئاً قائد أحمد سيف الشرجبي وكيل محافظة إب، رئيس مجلس إدارة مشروع مياه الثورة بمديرية الشمايتين نفى أن يكون المشروع تابعاً لأهالي المنطقة. وقال: إن الدولة هي من أنشأت المشروع, ولا يوجد شيء اسمه الجمعية العمومية للمشروع؛ لأن الجمعيات العمومية لا تخص سوى الجمعيات الخيرية، على حد تعبيره. مضيفاً أن المشروع يخضع للمحاسبة المالية سنوياُ من قبل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة. . حول تهمة السعي لفصل المشروع قال رئيس مجلس إدارة المشروع: إن الطرف الآخر هو من يسعى إلى فصل المشروع من خلال استحداث آبار جديدة وعدم تسليمها للمشروع.. مشيراً إلى أن المشروع كان يضم عزلا أخرى غير الموجودة حالياً, وقد تم فصلها بأوامر الدولة حسب قوله وإذا كان لابد فلتعد تلك المناطق إلى إدارة المشروع مثل ما كان في السابق، وأن معظم آبار المشروع حفرت في منطقة شرجب.. فكرة خروج لجان مستقلة للتحقيق في المشكلة لم تجد قبولاً من طرف رئيس مجلس إدارة المشروع، والموضوع برمته مطروح لدى محافظ محافظة تعز الذي وجه المشتركين بتسديد المبالغ المتأخرة للمشروع.