ترتفع ستائر ملعب دونتسك بأوكرانيا استعداداً لاحتضان مستطيله الأخضر مواجهة مثيرة بين منتخبي فرنساوإنجلترا مساء اليوم الاثنين في افتتاح مباريات المجموعة الرابعة، التي تضمّ أيضاً صاحب الدار منتخب أوكرانيا إضافة إلى السويد .. وكون اللقاء يعدّ بمثابة نهائيّ مبكّر وغالباً ما تكتنفه النديّة والإثارة مع بعضٍ من الدراماتيكية سيّما أن المنتخبين من عمالقة اللعبة، سيكون لنا في المرور التالي رصد لتاريخ المواجهات بين العملاقين الأوروبيين والنقاط التي يشترك فيها كلا المنتخبين حالياً. 28 مباراة رسمية عَبْر مرّ التاريخ تقابل منتخبا فرنساوإنجلترا في 28 مباراة بين رسمية وودّية، ويبدو أن حيثيات السجلات القديمة تصبّ في مصلحة الإنجليز، الذين انتصروا في 16 مواجهة وخيّم التعادل على 4 مباريات، فيما فاز الديوك في 8 لقاءات. أولى المواجهات كان يوم 10 مايو 1923 شاهداً على أولى المواجهات بين أحفاد “فلاسفة عصر الأنوار” وبين أبناء الملكة إليزابيت، في العاصمة الفرنسية باريس، حيث انتهت الموقعة بهزيمة قاسية للفرنسيين استقرّت على نتيجة 1-4 .. أما الانتصار الأوّل لفرنسا على إنكلترا فكان في 14 مايو 1931 بنتيجة 4-2. 41 سنة.. سيطرة انجليزية شهدت البدايات بسط منتخب إنجلترا سيطرته على مواجهات المنتخبين، خلال فترتين دامتا 41 عاماً، امتدّت الأولى طوال 16 سنة (1933-1949)، استطاع خلالها الإنجليز الفوز أربع مرّات، وكانت الفترة الثانية من سنة 1957 إلى غاية سنة 1982، وشهدت مباراتين فقط حسمهما فريق الأسود الثلاثة .. طوال العقود الأربعة المذكورة، لم ينجح منتخب “نهر السان” في وقف المدّ الإنجليزي لكن كان له رأي مختلف في مناسبتين فقط، جاءتا خارج الفترتين المذكورتين، حين فرضت فرنسا التعادل على منافستها بنتيجة 1-1 سنة 1951 وفازت في العام 1955 بهدف دون ردٍّ. استفاقة فرنسية أما في التاريخ الحديث، بسط المنتخب الفرنسي سيطرته على مواجهات المنتخبين طيلة 15 عاماً، فمنذ سنة 1982 انطلق “الديوك” في حملتهم على أساطيل انجلترا، وعلى مدار 5 مواجهات في هذه الفترة (82-97) تمكّن المنتخب الفرنسي من الفوز في 4 مواجهات وانتهى لقاء وحيد بالتعادل .. الردُّ الإنجليزي على سطوة منافسيهم، لم يأت إلا في 7 حزيران 1997 بمدينة مونبلييه الفرنسية، حين وضع الإنجليز حدّاً لخساراتهم وقلبوا الطاولة على الفرنسيين وفازوا بهدف دون ردٍّ في مباراة ودّية. أفضلية للفرنسيين في اليورو يدخل المنتخب الفرنسي يورو 2012 بأفضلية طفيفة على منافسه الإنجليزي، الذي عجز عن هزيمة “الديوك” في منافسات كأس أمم أوروبا في موقعتين جاءت كلتاهما في الدور الاوّل، إذ انتهت مواجهة سنة 1992 بمدينة مالمو السويدية بالتعادل السلبي فيما حقّق الفرنسيون الفوز في يورو 2004 على الأراضي البرتغالية 2-1. أسبقية الإنجليز في المونديال بخلاف المنافسات القاريّة، يملك المنتخب الإنجليزي أفضليّة عالميّة في منافسات المونديال، إذ فاز على فرنسا مرّتين في دور المجموعات وكانت المناسبتان في كأس العالم، الأولى سنة 1966 بنتيجة 2-0 والثانية ب 3-1 سنة 1982. فرنسا تعرف دونباس أرينا يعتبر ملعب دونباس أرينا، الذي سيحتضن الموقعة رقم 3 بين المنتخبين في النهائيات الأوربيّة، مألوفاً بالنسبة لأبناء “الرئيس” لوران بلان مدرّب منتخب فرنسا، عندما واجهوا منتخب أوكرانيا في مباراة ودّية يوم 6 يونيو2011 وفاز “الديوك” بنتيجة 4-1 .. وسبق للمنتخبين الفرنسي والإنجليزي أن تقابلا في مدينة دونتسك الأوكرانية بنهائيات كأس أمم أوروبا لأقل من 19 سنة، وكانت المباراة في 30 يوليو 2009 وانتهت لصالح الإنجليز بنتيجة 3-1 بعد تمديد الوقت .. وملعب “دونباس أرينا” بمدينة دونتسك يتّسع ل60 ألف متفرّج، مخصّص لفريق شاختار ويعتبر ثاني أكبر ملعب بعد ملعب أولمبيسكي الوطني. مشوار رائع منذ بداية تصفيات اليورو الحالي، لم تتعرّض كتيبة فرنسا للهزيمة في تسع مباريات، 6 انتصارات و3 تعادلات، وكانت هزيمتها الوحيدة أمام منتخب بلاروسيا بهدف دون ردٍّ يوم 3 سبتمبر2010 على ملعب فرنسا بباريس .. ومنتخب انجلترا بقي 8 مباريات في مشوار التصفيات لم يتلق خلالها أي هزيمة، فحقّق 5 انتصارات و3 تعادلات، ومنذ هزيمته أمام ألمانيا في رُبع نهائي كأس العالم 2010 بنتيجة 4-1 لم يذق طعم الخسارة في أي مناسبة رسمية، إلا أنه سقط مرّتين ودّياً، الأولى أمام فرنسا 1-2 في نوفمبر 2010 والثانية أمام هولندا في فبراير العام الحالي بنتيجة 2-3، والمباراتان جرتا في لندن. نقاط مشتركة يعتبر منتخبا فرنساوإنجلترا كتاباً مفتوحاً لكلٍّ منهما؛ فلاعبو المنتخبين يعرفون بعضهم البعض من خلال وجود نسبة كبيرة من منتخب “الديوك” في الدوري الإنجليزي الممتاز ومعرفتهم بلاعبي منتخب انجلترا والعكس صحيح .. ففي مانشستر يونايتد يلعب الفرنسي باتريس إيفرا رفقة لاعبي منتخب انجلترا واين روني وأشلي يونغ وداني والباك، وفي فريق آرسنال يلعب المدافع الفرنسي لورينت كوستشيلني، ويلعب معه لاعبان يمثّلان المنتخب المنافس هما أليكس تشامبرلين وتيو والكوت .. وفي صفوف بطل الدوري الإنجليزي، نادي مانشستر سيتي، يوجد الثنائي الفرنسي سمير نصري وغايل كليشي مع زميلهما الإنجليزي الحارس جو هارت وجوليون ليسكوت وجايمس ميلنر، الذي أُصيب ولن يشارك في اليورو، كما يتواجد فلوران مالودا زميل جون تيري في تشلسي. خبرة بلان أما مدرّب منتخب فرنسا، “الرئيس” بلان سبق له أن لعب في مانشستر يونايتد كمدافع وأنهى فيه سنة 2003 مشواره الكروي، الذي كان حافلاً بالتتويجات لعل أبرزها مع منتخب بلاده برفع كأس العالم 1998، ولعب بلان آخر مباراة له بزي “الديوك” كانت أمام انجلترا في مباراة ودّية كانت في 2 سبتمبر 2000 وانتهت بالتعادل 1-1.. ولعب بلان أمام انجلترا في مواجهتين أخريين، الأولى في 10 شباط 1999، انتهت بفوز الفرنسيين 2-0، وفي المباراة الثانية كانت في 7 يونيو1997 وانتصر فيها الإنجليز بهدف دون ردٍّ .. ولا شك أنه سيكون لخبرة بلان مع الكرة الإنجليزية دور كبير في المباراة المرتقبة سيّما من الناحية التكتيكيّة ومعرفته بأساليب اللعب ونقاط القوّة، التي غالباً ما يعتمد عليها منافسه.