تعز.. الاعلان عن ضبط متهمين باغتيال المشهري دون الكشف عن اسماؤهم بالتزامن مع دعوات لتظاهرة حاشدة    تعز.. الاعلان عن ضبط متهمين باغتيال المشهري دون الكشف عن اسماؤهم بالتزامن مع دعوات لتظاهرة حاشدة    لقاء أمريكي قطري وسط أنباء عن مقترح أميركي حول غزة    منتخب اليمن للناشئين يفتتح مشواره الخليجي أمام قطر في الدوحة    المنتصر يبارك تتويج شعب حضرموت بكأس الجمهورية لكرة السلة    السعودية تعلن عن دعم اقتصادي تنموي لليمن    شرطة تعز تعلن القبض على ثلاثة متورطين في جريمة اغتيال أفتهان المشهري    عطوان يصف تهديدات كاتس بالهذيان! ويتحدا ارسال دبابة واحدة الى صنعاء؟    تنفيذية انتقالي كرش تناقش الأوضاع المعيشية والأمنية بالمديرية    صنعاء.. البنك المركزي يعيد التعامل مع شبكة تحويل أموال وكيانين مصرفيين    مساء الغد.. المنتخب الوطني للناشئين يواجه قطر في كأس الخليج    صلاح يتقدم على سلم ترتيب أفضل صانعي الأهداف في تاريخ البريميرليغ    شباب المعافر سطروا تاريخهم بقلم من ذهب..    مستشفى الثورة في الحديدة يدشن مخيماً طبياً مجانياً للأطفال    توزيع 25 ألف وجبة غذائية للفقراء في مديرية الوحدة    تعز بين الدم والقمامة.. غضب شعبي يتصاعد ضد "العليمي"    انتقالي العاصمة عدن ينظم ورشة عمل عن مهارات الخدمة الاجتماعية والصحية بالمدارس    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    على خلفية إضراب عمّال النظافة وهطول الأمطار.. شوارع تعز تتحول إلى مستنقعات ومخاوف من تفشّي الأوبئة    رئيس الإصلاح: لمسنا في تهاني ذكرى التأسيس دفء العلاقة مع القوى الوطنية    عبدالله العليمي: الدعم السعودي الجديد للاقتصاد اليمني امتداد لمواقف المملكة الأصيلة    ضرورة مناصفة الانتقالي في اللجنة القانونية: لتأمين حقوق الجنوب    عرض كشفي مهيب في صنعاء بثورة 21 سبتمبر    فعالية لأمن محافظة ذمار بالعيد أل11 لثورة 21 من سبتمبر    "العفو الدولية": "الفيتو" الأمريكي السادس ضد غزة ضوء أخضر لاستمرار الإبادة    قذائف مبابي وميليتاو تعبر بريال مدريد فخ إسبانيول    تعز.. خسائر فادحة يتسبب بها حريق الحوبان    الشيخ عبدالملك داوود.. سيرة حب ومسيرة عطاء    بمشاركة 46 دار للنشر ومكتبة.. انطلاق فعاليات معرض شبوة للكتاب 2025    الأرصاد يتوقع هطول أمطار رعدية على أجزاء من 6 محافظات    وزير الخدمة يرأس اجتماعا للجان دمج وتحديث الهياكل التنظيمية لوحدات الخدمة العامة    هولوكست القرن 21    وفاة 4 من أسرة واحدة في حادث مروع بالجوف    0محمد اليدومي والإصلاح.. الوجه اليمني لانتهازية الإخوان    بورصة مسقط تستأنف صعودها    البنك المركزي يوجه بتجميد حسابات منظمات المجتمع المدني وإيقاف فتح حسابات جديدة    إب.. وفاة طفلين وإصابة 8 آخرين اختناقا جراء استنشاقهم أول أكسيد الكربون    بسبب الفوضى: تهريب نفط حضرموت إلى المهرة    البرازيل تنضم لدعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام العدل الدولية    الرشيد يصل نهائي بيسان ، بعد الفوز على الاهلي بهدف نظيف، وسط زخم جماهيري وحضور شعبي الاول من نوعة منذ انطلاق البطولة    بن حبريش: نصف أمّي يحصل على بكلاريوس شريعة وقانون    المركز الثقافي بالقاهرة يشهد توقيع " التعايش الإنساني ..الواقع والمأمون"    أين ذهبت السيولة إذا لم تصل الى الشعب    الربيزي يُعزي في وفاة المناضل أديب العيسي    محافظة الجوف: نهضة زراعية غير مسبوقة بفضل ثورة ال 21 من سبتمبر    الكوليرا تفتك ب2500 شخصًا في السودان    الصمت شراكة في إثم الدم    الفرار من الحرية الى الحرية    ثورة 26 سبتمبر: ملاذٌ للهوية وهُويةٌ للملاذ..!!    الهيئة العامة للآثار تنشر القائمة (28) بالآثار اليمنية المنهوبة    نائب وزير الإعلام يطّلع على أنشطة مكتبي السياحة والثقافة بالعاصمة عدن    موت يا حمار    العرب أمة بلا روح العروبة: صناعة الحاكم الغريب    خواطر سرية..( الحبر الأحمر )    اكتشاف نقطة ضعف جديدة في الخلايا السرطانية    في محراب النفس المترعة..    بدء أعمال المؤتمر الدولي الثالث للرسول الأعظم في صنعاء    العليمي وشرعية الأعمى في بيت من لحم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الفيدرالية ستجنب الوطن الصراعات في الحاضر والمستقبل
الباحث الدكتور. عبد الحكيم المشرقي:
نشر في الجمهورية يوم 13 - 07 - 2012

قال إن اليمن بلد عرف الفيدرالية منذ العصور الإسلامية الأولى وحتى ما قبل الإسلام.. وإنها الحل الأمثل لنظام الحكم..
(الفيدرالية) كخيار ينسجم والخارطة اليمنية المشحونة بمعوقات جمة.. (حل) ذو أوجه متعددة.. تتعدد الآراء حول ذات التوجه.. والأبرز ما أتحفنا به الباحث الدكتور عبد الحكيم المشرقي حول (فيدرالية إسلامية).. يكون فيها (إقليم الجند) مستحوذاً على سبع محافظات متجانسة في نطاق ديموجرافي واحد (تعز، عدن، إب، لحج، الضالع، أبين، والحديدة) من منطلق التقارب والتشابه والتداخل..
.. لماذا الفيدرالية.. لاغيرها؟
نحن نرى أن الفيدرالية هي الحل الأمثل لنظام الحكم في اليمن، فالفيدرالية شرط أساس لحماية الحقوق وضمان الحريات؛ لأن أنجح الأنظمة في العالم هي الأنظمة الفيدرالية، وتكمن أهمية هذا النظام في اليمن بأنه سيحقق الوصول بالوطن إلى التقدم والرقي، وإشاعة الحرية والتغيير وممارسة الديمقراطية بشكلها الحقيقي والتخلص من الموروث الماضي والقائم على الظلم والقهر والاستبداد ومصادرة حقوق الآخرين، وكلما طغت المركزية كانت النتائج سلبية أكثر، وبالتالي تحدث الانتكاسة وهو ما عاناه الشعب اليمني منذ ما بعد حرب صيف 94 م، وهو ما زاد من توسع شريحة الفقراء واتساع البطالة بين أوساط الشباب كنتاج طبيعي لممارسة الظلم والقهر والاستبداد..
.. وهل ترون أن المجتمع اليمني بما فيه من تركيبات عقائدية وقبلية، قابل لتطبيق الفيدرالية؟
اليمن بلد عرف الفيدرالية منذ العصور الإسلامية الأولى وحتى ما قبل الإسلام بدليل أن اليمن كانت تحكم في فترة ما قبل الإسلام بنظام الأقيال عندما كانت تضعف الدولة المركزية لنفس الأسباب الحاصلة اليوم، ولما أسس رسول الله صلى الله عليه وسلم أول مدينة في تاريخ الدولة الإسلامية كان النظام المعمول به هو النظام الفيدرالي وإن اختلف المسمى.. ولما أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم رسله إلى اليمن اعتمد النظام الفيدرالي، وإذا راجعنا كتب التاريخ اليمني القديم والوسيط والحديث نجد أن اليمن عاشت فترات الازدهار في العصور التي كانت تحكم فيها البلاد بطريقة النظام الفيدرالي..
.. لماذا اخترتم اسم الجند للإقليم الجنوبي الفيدرالي؟
في اختيار الاسم مدلول ديني وتوافقي بنفس الوقت، فالجند منطقة اختارها الرسول صلى الله عليه وسلم حين أرسل الصحابي معاذ بن جبل إليها في السنة العاشرة للهجرة وقال: يامعاذ خذ ناقتي هذه وحيثما بركت فابن مسجدك، وقد حدث ما قاله رسول الله، وتم بناء جامع معاذ بن جبل بنفس المكان الذي بركت فيه الناقة؛ ولهذا فإن منطقة الجند تعد منطقة تاريخية، وتاريخياً تعتبر محل إجماع ومحل (حل) وليس محل اختلاف.
.. رؤيتكم، هل تقتصر على إقليم الجند أو أنها فكرة نظام لبقية المحافظات؟
حتما الفيدرالية ستشمل اليمن كاملا بتكوين عدد من الأقاليم، ولكن رؤيتنا تخص إقليم الجند الجنوبي الفيدرالي، ولن ندعي الوصايا على بقية المحافظات وبالمناسبة نحن نوجه دعوة إلى كل المحافظات إلى أن يشكلوا أقاليمهم..
.. ما أهم مرتكزات تلك الرؤية؟
نحن رأينا أن الفيدرالية ضرورة حتمية تجنباً للصراع السياسي والطائفي والمذهبي في الحاضر والمستقبل، واستفدنا من تجارب الماضي مما حدث من انتكاسات لثورة 26سبتمبر و14أكتوبر وما تلا إعلان الوحدة ممثلا بحرب صيف 94م، ووجدنا أن الحل في الفيدرالية، فاليمن الآن من أكثر البلدان فقرا مع أن هناك عقولا يمنية مبدعة، ولكنها مقهورة وخائفة أو محبطة وأخرى مقصية ومهمشة، نتيجة للظلم والفساد الذي عشعش على كل مفاصل الدولة في عهد النظام السابق، كما أن الوطن فيه ثروات، لكن الوضع السياسي لم يسمح لتلك العقول أن تبدع، ولا بد من الدخول إلى الحلول الناجحة للمشاكل اليمنية، فمثلا الإقليم الذي يريد أن يحتفظ بقبيلته من حقه أن يفعل ذلك ونحن نبارك له، ولكن لا يفرض قبيلته علينا، والإقليم الذي يرغب بالمدنية، لا يفرض مدنيته على المجتمع القبلي، وهكذا نكون قد أنهينا مسألة الصراع، والإقصاء والتهميش للآخرين ولكل طريقته في حكمه.
.. ماهي أهم الجوانب التي ركزت عليها الرؤية؟
طرحنا كافة الجوانب بما في ذلك جوانب المواطنة المتساوية، فالفيدرالية ستضمن لكل إقليم أن يحكم نفسه بنفسه وفق دستوره الخاص وقوانينه الخاصة بالإقليم، ولكل إقليم برلمان وحكومة إقليم، وعلى مستوى المديريات، وهناك دولة مركزية لها رئيس يمثل اليمن ولها حكومة مركزية تشرف على الموارد السيادية وفيها وزارات سيادية كالدفاع والخارجية..
.. ماذا أعطيتم الجانب الاقتصادي من اهتمام؟
من مميزات الدول الاتحادية والفيدرالية أن الثروات المركزية تعتبر ثانوية، فمثلا الدول العربية تعتمد معظمها على مورد النفط والنفط مورد ليس حلا للمستقبل فهي ثروة قابلة للنضوب، لكن الفيدرالية هي التي ستخلق التنمية الزراعية، الصناعية، الضرائب والسياحة وغيرها، بمعنى إيجاد التنافس بين الأقاليم، إلى جانب توفير المناخ الآمن والقانوني المناسب للاستثمار فالمستثمر الخارجي يبحث عن الأقاليم الأكثر أمناً وتسهيلا للمستثمرين.
.. تبنيتم رؤية لإنشاء إقليم الجند وقلتم إنها منطقة إجماع، لكن الاشتراكي ممثلا بأمينه العام السابق نائب الرئيس حينها علي سالم البيض رفض الحضور للحوار في جامع الجند قبيل حرب 94م؟
لم يرفض علي سالم البيض، بل إنه أول من نادى بأن تكون العاصمة الجند لكل اليمن، فالجند منطقة خالية من العنصرية والطائفية والمذهبية..
.. ألم يعارض البعض على التسمية؟
نحن مع أي تسمية المهم إنشاء الإقليم سواء أكان إقليم تعز أو إقليم أبين أو عدن أو الضالع أو لحج أو إب أو الحديدة..
.. ألا يعني ذلك تحديد عاصمة الإقليم بمنطقة الجند؟
العاصمة للإقليم هي عدن بالتأكيد فالاسم للإقليم (إقليم الجند الفيدرالي)، ولكن العاصمة لهذا الإقليم هي عدن؛ لأنها ذات الموقع الإستراتيجي الهام الذي لا يضاهيه مكان آخر وتجاهلها هو تجاهل للإقليم وبدون عدن لا يمكن أن تحدث تنمية..
.. احتواء الإقليم على أهم مدن الموانئ (عدن، الحديدة ،المخا) ألن يحد من نشاط الأقاليم الأخرى؟!
الميناء لا يعني أننا نقصي الآخرين من الاستفادة من الموانئ، ولكن هذه طبيعة الأرض والجغرافيا اقتضت أن تكون تلك المناطق ذات موانئ ولأخرى بدون (لكن البحر ملك اليمن) والموانئ تعمل لكل مدن وأقاليم اليمن؛ فالأمر فيدرالية وليس انفصالا والجمارك هي سيادية ومن حق الدولة المركزية، والمياه الإقليمية والبحار هي سيادية والدولة المركزية هي المشرفة عليها.
.. هل اعتمدتم في رؤيتكم على جوانب تاريخية؟
الإسلام هو فيدرالي والرسول صلى الله عليه وسلم تعامل مع المجتمع في المدينة المنورة كمجتمع فيدرالي (مسلمين، ويهود) وتعامل مع اليمن كفيدرالية فأرسل ثلاثة من أصحابه لثلاثة أقاليم في اليمن فكان معاذ إلى الجند وعلي بن أبي طالب إلى صنعاء وثالث هؤلاء الرسل إلى حضرموت.
.. هل وجدتم ردود أفعال معارضة لرؤيتكم حتى الآن؟
إلى الآن لم نجد من يعارض، بل هناك قيادات سياسية في المعارضة وفي الحكومة باركت هذه الرؤية، وأيضا هناك تأييد من الداخل والخارج.
.. ماذا عن نشاطكم الإعلامي والترويج لرؤيتكم الفيدرالية؟
لدينا موقع إخباري وتم إنشاء مركز أبحاث، كما أننا بصدد تنظيم ورش عمل في المحافظات، وأيضا تم إشهار الإعلان عن اللجنة التحضيرية بمؤتمر صحفي..
.. لكن هناك من يدعو لدولة مركزية في ظل توسيع للعملية الديمقراطية وتفعيل القانون؟
في إطار النظام الفيدرالي ستكون الأغلبية هي من يحكم نفسها والقليلة سيتاح الفرصة لها؛ لأن تحكم نفسها، وكذلك بالنسبة للمجتمع المتمدن سيتمكن من اختيار من يحكمه، والمجتمع القبلي أيضا سيتمكن من حكم نفسه بنفسه وبالطريقة التي يريدها كل إقليم.
.. هل تعتقدون أن القبيلة ستوافق على فيدرالية تنتزع منها السلطة والتقسيم لمناطق أخرى؟
ليش لا.. وقد تناقشنا مع الشيخ حسين الأحمر وهو من المندفعين جدا لإيجاد دولة مدنية حديثة وقال: إن الخروج من تخلف القبيلة ليس بقرار وإنما بالتعليم والتنمية.
.. رؤيتكم هذه ألا تحمل في طيَاتها أية أجندة خارجية.. وهل تتلقون دعما من جهة ما أو دولة ما؟
رؤيتنا لا تحمل أي أجندة خارجية على الإطلاق، وبالنسبة للجانب المادي فنحن نعمل بجهود ذاتية، لا نبتغي إلا خدمة الوطن، ولكنّ هناك دعما معنويا من قبل الأحزاب والقيادات السياسية لمثل هذا التوجه المتمثل بإقامة الدولة المدنية الحديثة.
.. إذاً ما هي هذه المميزات لنظام تتبنونه لإقامة الدولة المدنية الحديثة؟
حل المشاكل السياسية، والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وإلغاء النظام المركزي، تحقيق النهضة العلمية والصحية والتنمية المستدامة ومبدأ التعايش والعيش المشترك بين الأقاليم دون قهر لطرف آخر كما أن من مميزات النظام الفيدرالي للأقاليم تخفيف العبء الثقيل على الدولة المركزية، كما أنه يخلق التنافس بين الأقاليم.
.. تخصصكم في مجال الطب، ما هي الدوافع التي دفعتكم للولوج في الخط السياسي؟
اليمن وطننا جميعا وعلى الجميع أن يهتموا به ويحافظوا عليه... الأطباء والمهندسين، والمعلمين، والعسكريين والإعلاميين، فالكل معنيّ بهم الوطن، وبالذات النخبة، فإذا لم تهتم النخبة بقضايا الوطن، فلن يهتم أحد غيرنا وإذا سمحنا للتدخلات الخارجية، فلن تهتم سوى بمصالحها وستعطيها الأولوية أكثر من اهتمامها بمصالح اليمن واليمنيين ومن هذا المنطلق اندفعنا لطرح مشروع رؤية إقليم الجند الفيدرالي.
.. هل لنا أن نتعرف على دوركم في الثورة الشبابية السلمية؟
نحن من المشاركين في الثورة الشبابية ومنذ 2007م، ونحن نناضل في هذا المضمار وقد أسسنا في ذلك التاريخ حزب الحركة الديمقراطية للتغيير والبناء، في تعز وأول من احتوى النواة الشبابية من جميع المحافظات وهو حزب شبابي وأول من نادى بالتغيير السلمي للسلطة، وهو أول حزب ترأسه إحدى العناصر النسائية الكفوءة وهي الأخت إنتصار الأثوري.
.. هل يعني قولكم إن الحركة الديمقراطية كانت وراء انطلاق الثورة الشبابية؟
الثورة هي ثورة شعب بأكمله والحركة الديمقراطية هي جزء من هذا الشعب ومن الأحزاب السياسية وساهمت في التغيير، ولا ندعي أن الحركة كانت الوصية على الثورة.
.. هل هناك مواقف أو أحداث استندتم إليها لطرح رؤيتكم للدولة المدنية الحديثة؟
عندما رأينا أن النظام السابق وصل إلى طريق مسدود من خلال ممارساته الاستبدادية والفردية وإقصاء وتهميش الآخرين وأخيرا محاولته الانفراد بالسلطة من خلال التمديد والتوريث ظللنا نحن طيلة الفترة منذ إنشاء الحركة الديمقراطية نمارس دورنا التوعوي للجماهير وأنه لابد من تغيير النظام على أن الوضع لم يعد يحتمل بقاء نظام يقمع شعبه ونحن إما أن نكون أولا نكون، فرفعنا شعار التغيير ولما جاءت الثورة الشبابية وأزاحت رأس النظام رفعنا شعار الدولة المدنية الحديثة، وقد استندنا إلى المواقف والأحداث التاريخية الهامة فلكل ثورة إفرازاتها فمثلاً ثورة 26 سبتمبر حتما أنتجت القضاء على النظام الإمامي الكهنوتي المستبد وانتصرت لإرادة الشعب في قيام النظام الجمهوري، وثورة 14 أكتوبر خلصت الوطن من دنس الاحتلال البريطاني وأفرزت التحول التاريخي المتمثل بنيل الاستقلال الوطني وتحوَل النظام من يد المحتلين إلى نظام اشتراكي والوحدة اليمنية أفرزت الديمقراطية، وكان حتما على الثورة الشبابية في 11فبراير2011م أن يكون من نتاجها الفيدرالية والدولة المدنية الحديثة، وإذا لم تكن من نتائجها الفيدرالية فهذا يعني العودة بالوطن إلى المربع الأول؛ فالثورة عندما تقوم على أكتاف الشعب وعلى دماء الشعب وعلى ضحايا الشعب، لا بد من أن تعمل وكضرورة حتمية على تلبية احتياجات المجتمع وتحقيق تطلعاته.
.. ماهي المبررات من وجهة نظركم؟
المركزية في الوقت الحاضر لا تلبي احتياجات الشعب بدليل انفجار الثورة الشبابية العام الماضي وما بعد الثورة لا يمكن القبول بما كان سائدا قبل الثورة إذًا فاليمن الآن في حال مخاض عسير إما أن تتجه البلاد إلى حرب أهلية لاسمح الله وتمزق وانفصال وغيره، وإما القبول بالفيدرالية كحل واقع فاليمن لا يمكن أن يقبل بعودة المركزية في الوقت الراهن نتيجة للتنوع في الأفكار ونتيجة لما عاناه الشعب من ظلم وقهر طوال السنوات الماضية من السلطة ومن قبل فئات جهوية..
.. هل يعني ذلك دعمكم لفيدرالية بين إقليمين؟
نحن لم نناد بفيدرالية سياسية ولا نقبل المركزية، نحن ننادي بفيدرالية ترتكز على التداخل الجغرافي والسكاني الديموجرافي وتشمل المحافظات الأكثر تماثلا وتجانسا وتقاربا بالأرض والعادات والتقاليد والأعراف، أما الفيدرالية السياسية فحتما ستنتج صراعات سياسية؛ لأنها لا تقوم على توازن بين المجتمعات..
.. البعض رأى في دعوة البرلماني سلطان السامعي للفيدرالية وتقسيم اليمن إلى أقاليم في وقت سابق على أنها دعوة مناطقية؟ ألا تخشون من لقاء نفس المصير؟
صحيح أن أول من نادي بالفيدرالية هو البرلماني سلطان السامعي، ولكننا نحن اليوم في رؤيتنا للفيدرالية، استبعدنا التقسيم المناطقي والطائفي والمذهبي والسياسي واعتمدنا على التداخل الديموجرافي بمعنى تداخل الأرض والإنسان..
.. مقاطعا بمعنى الفيدرالية لكل محافظة على حدة؟
لا.. ولكن فيدرالية تغير وجهة النظام السابق أولا وثانيا، فيدرالية تحقق العدالة الاجتماعية والاستقرار الاجتماعي، فإذا تحقق الاستقرار الاجتماعي فستوجد التنمية وسيتحرر الإنسان من العبودية والقهر؛ ولهذا كانت الفيدرالية تداخل الأرض والإنسان فمثلا تعز متداخلة مع لحج والضالع والحديدة وإب فلا يمكن أن ننشئ فيدرالية بين تعز وصنعاء ونترك المحافظات الأكثر قرباً وتداخلاً.
.. مامدى توافق رؤيتكم مع ما طرحته قيادة بعض الحراك في الخارج؟
طبعا نحن نرى في قيادة الحراك بالخارج على أنها هامات وشخصيات وطنية أسهمت وبشكل فاعل وما زالت تسهم في معالجات القضايا الوطنية، فالعطاس نكن له كل الاحترام وهو رجل دولة، وعندما قدم إلى صنعاء هو وعلي سالم البيض؛ إنما قدما بحسن نية وسلما أرضا وشعبا، وبدون شروط لافيدرالية ولا كنفيدرالية باعتبار أن الوحدة اليمنية قدر ومصير شعبنا اليمني وكانوا عظماء، ولكن اصطدموا بواقع مرير في صنعاء من فساد وظلم وغبن وقهر وأكثر من ذاك أنهم تعرضوا عدة مرات لمحاولات اغتيال، ناهيك عمن تمت تصفيتهم من عناصر الحزب الاشتراكي ظلما وعدوانا ليس لشيء إلا أنهم يحملون مشروع الدولة الحديثة ومشروع الدولة الديمقراطية، ولكن الطرف الآخر كان يترصد بهم ويرى أن الوحدة من وجهة نظره هي توسع وضم مدن وأرض وثروات فقط، وهذا ما أحدث انتكاسة كبيرة جداً في مسار خط الوحدة اليمنية.. ثم تآمر النظام على الوحدة اليمنية في 1994م وكان ذلك العام بمثابة الانتكاسة الكبرى على الوحدة.
.. لكنهما اليوم يدعوان للانفصال وفك الارتباط؟
هذه عبارة عن ردود أفعال والشيء الآخر أن عدم الثقة بينهم وبين النظام السابق والتخوف من القادم، لكنهما حريصان على المستقبل خاصة الأستاذ حيدر العطاس الذي يحرص على المستقبلية الفيدرالية ويمكن أن يتراجع عن الفيدرالية الإقليمية.
.. هل لكم تواصل مع البيض بخصوص رؤية إقليم الجند الفيدرالي؟
علي سالم البيض كان رجل وحدة وسيظل رجل وحدة في الحاضر والمستقبل ولا يمكن أن نشكك بوحدويته، لكنه عانى الكثير، وقدم تنازلات كثيرة وإلى الآن وهو يخدم الوحدة الوطنية حتى في دعوته للانفصال.
.. كيف ذلك؟
يجعل الطرف الآخر المتمسك بالمركزية يقدم تنازلات الواحدة بعد أخرى، بما في ذلك الرضوخ لقبول الفيدرالية وهي من سيحفظ الوحدة..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.