هناك أشياء كثيرة تستحق منا الاهتمام.. فالضغوطات الاقتصادية والاجتماعية والتوهان في زحمة السياسة التي تمارس بشكل مهووس على المواطن اليمني سواء المواطن البسيط أو حتى المسئول.. أشياء تنسيه هموما شتى، ومنها الاهتمام بالمرضى والمعاقين.. خاصة وأن اليمن تمتلك مراكز صحية خاصة تُعنى بالمعاقين الذين أصيبوا بأسباب الإعاقة المختلفة.. في هذا الاستطلاع سنتعرف أكثر على أهم هذه المراكز.. يعتبر مفخرة - بفضل تسخير الله يتم شفاء وتعافي أغلب الحالات أو تجاوز الإعاقة سواء عن طريق الأجهزة المخصصة للأطراف البشرية والعلاج الطبيعي.. في هذا الاستطلاع نصول ونجول في أروقة إحدى المنشآت الحكومية الصحية الهامة في اليمن، وهو مركز الأطراف والعلاج الطبيعي بأمانة العاصمة.. الذي يعتبر مفخرة لوزارة الصحة اليمنية، حيث يقدم لمن يقصده خدمات قلما تجدها في أي مرفق صحي آخر.. وللمركز عدة فروع في عدد من المحافظات اليمنية مثل عدن والحديدة والمكلا وتعز.. لكن المركز الذي تم إنشاؤه في العام 1982م بصنعاء يعتبر المركز النموذجي على مستوى اليمن والمنطقة العربية.. - بداية جولتنا الاستطلاعية التقينا بمدير عام المركز العقيد الركن أحمد السقاف حيث حدثتا قائلاً: إن المركز يعتبر منشأة خدمية تتبع وزارة الصحة، وقبل افتتاحه كان هناك مركز متواضع يتكون من غرفتين ويعمل تحت إشراف جمعية الصليب الأحمر الدولية، وكانت الخدمات التي يقدمها تقتصر على ترميم وصيانة الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية التي كان يحصل عليها المعوقون من الخارج، وأنه بعد أن ازدادت الحاجة بأهمية وجود مركز متخصص لإعادة تأهيل المعوقين قادر على تقديم كافة الخدمات من علاج طبيعي وصناعة للأجهزة التعويضية ,تم تأسيس هذا المركز وافتتاحه رسمياً عام 1982م، ليقدم خدماته الطبية والعلاجية للمترددين والمستفيدين، ويتكون المركز من ثلاثة عشر قسماً وثلاث إدارات هي إدارة العلاج الطبيعي والإدارة الفنية والإدارة المالية والإدارية، فمركز الأطراف والعلاج الطبيعي منذ افتتاحه وحتى الآن يمر بمراحل تطور ونماء غير عادية.. أقسام متعددة - يحدثنا الأخ محمد بجاش مدير الإدارة الفنية بالقول: بالنسبة للإدارة الفنية فهي تتكون من 5 أقسام، وهي: قسم الجبس والمقاسات، قسم الأطراف الصناعية، قسم الأجهزة التعويضية، قسم التدريب، وقسم المشغولات الجلدية، والتي تنقسم إلى قسمين: قسم الأحزمة الطبية، وقسم الأحذية الطبية الذي يصنع فيه حزام الرقبة والظهر، الفتك والفتك السري والاربي.. وعدد من الأحذية مثل التعويضية وتصليح القدمين، وبالنسبة لقسم الجبس يستقبل الحالات القادمة من جميع مناطق الجمهورية كما يقدم الجبائر بجميع أنواعها: الجبائر المساعدة والجبائر المصححة للتشوه والجبائر المعدلة والمانعة للتشوه، قسم الأطراف الصناعية يستقبل حالات البتر إما بسبب الحروب أو بسبب أمراض متعددة، ويتم تصنيع الأطراف بجميع أنواعها باستخدام أفضل المواد (الموديلار أو الميتسارت)، وبالنسبة لقسم الأجهزة التعويضية المساعدة يتم تصنيع جهاز (الكالايبار أو صناعة العكاكير) أو العربيات بجميع أنواعها, وبالنسبة للكادر العامل في الإدارة الفنية ف (99 %) كادر محلي مؤهل تأهيلا على أعلى المستويات في دول عربية وإسلامية. - وأضاف بجاش: كما أننا نفخر بمركزنا الوطني الذي قدم فيه العديد من الإنجازات أهمها صناعة الأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية التي نفاخر بها ونضاهي كبار مراكز الأطراف و العلاج الطبيعي على مستوى الشرق الأوسط، كما أننا نستقبل الحالات المحتاجة للعلاج والرعاية من جميع مناطق اليمن، حتى إننا نستقبل لاجئين عربا. إنجازات نوعية - أما عن أهم المشكلات التي تواجه المركز فتتمثل بالازدحام الشديد من قبل المرتادين؛ كون المركز يحتاج إلي توسعة كبيرة، كما أننا - الكلام هنا لبجاش- نحتاج إلى زيادة عدد الكادر العامل في المركز، وبالنسبة لعمل المركز خلال العام الماضي فقد كان عمل مستمر.. رغم الضغوطات الكبيرة المتمثلة بزيادة عدد المرضى والزائرين.. خصوصا أننا في منطقة شهدت صراعات خطيرة.. والكل يعلم ما الذي عانته منطقة الحصبة. - حقق العاملون في ذات المركز إنجازات نوعية وغير متوقعة، فمثلا الدكتور محمد قائد حيدر شاب يمني قام بعمل جبارة لطفلة يمنية تماثلت للشفاء وبدون عملية جراحية، يحدثنا الدكتور محمد عن ذات الإنجاز بالقول: قمت بتصنيع جبائر خاصة للطفلة ياسمين وراعينا صغر سنها وما الذي تحتاجه بكل دقة، والحمد لله نجحنا بفضل من الله وأصبحت ياسمين تمارس المشي بكل أريحية واستغرقت المتابعة لحالة الطفلة ياسمين أكثر من تسعة أشهر، وهذا الإنجاز البسيط هو جزء صغير من الإنجازات التي تحققت في مركز الأطراف والعلاج الطبيعي بأمانة العاصمة.. العلاج الطبيعي - نعود إلى موضوع العلاج الطبيعي لنلتقي مدير إدارة العلاج الطبيعي بالمركز، الدكتور حسن السامعي ليحدثنا عن أقسام العلاج الطبيعي وإنجازاته بالقول: هذه الإدارة تحتوي على عدة أقسام، منها ما هو خاص بالرجال وأخرى خاصة بالنساء، وأيضا أقسام أخرى خاصة بالأطفال المعاقين، وبالذات من يعانون الشلل الدماغي.. وجميع هذه الأقسام تتمثل في قسم المعالجة الكهربائية وقسم المعالجة بالتمارين الفيزيائية، وقسم المعالجة بالمياه والشمع وغيرها من الأقسام الأخرى مجهزة بأحدث الأجهزة المزودة ببرامج حديثة ومتطورة، كما أن إدارة العلاج الطبيعي تقوم بعلاج حالات مرضية متعددة كإصابات العمود الفقري، وأمراض الجهاز العصبي المركزي، وأمراض الجهاز العضلي والحركي، وبعض الحالات المرضية والمزمنة والإصابات الرياضية، حيث تقدم للمرضى خدمات علاجية مميزة وبأحدث الوسائل العلاجية مثل العلاج بالموجات فوق الصوتية، والتنبيهات الكهرومغناطيسية والموجات القصيرة والأشعة قبل الحمراء والأشعة فوق البنفسجية والشد الكهربائي، والمعالجة بالمغناطيس والمعالجة بالشمع الخام والكمادات الحارة، والباردة والمعالجة بالتمارين العلاجية والفيزيائية والتدليك الطبي والعلاج بواسطة صالات التمارين المزودة بأحدث الوسائل العلاجية. - وأضاف السامعي: كما يوجد لدى إدارة العلاج الطبيعي في المركز كادر فني متكامل من الجنسين مؤهل تأهيلا علميا كبيرا، وباستطاعته أن يواكب العصر ويقدم أفضل الخدمات التقنية والفنية والطبية، وفي الأيام القادمة سيتم افتتاح المبنى الجديد المكمل للمبنى القديم الخاص بالعلاج الطبيعي، والذي تتوفر فيه أحدث وأرقي الوسائل الخاصة بالعلاج الطبيعي.. شهادات - أثناء تواجدنا في المركز استطلعنا آراء عدد من مرتاديه ليحدثونا عن انطباعاتهم حول الخدمات التي تقدم في المركز.. - أم محمد 55 عاماً ربة بيت قالت: أتيت بابني محمد إلى المركز قبل عام ونصف بعد إصابته بشلل كامل إثر حادث مروري أثناء سيره بدراجته النارية.. وكدت أفقد الأمل، لكن بفضل الله وبفضل العاملين في المركز ابني الآن في تحسن دائم ومستمر، وأحب أن أنبه أنه لابد من عمل توعية للمجتمع بأهمية العلاج الطبيعي الذي لا يهتم به كثير من الناس.. - نادية نصارى 42 عاما أستاذة جامعية قالت: جئت إلي المركز قبل ثلاث سنوات، وأنا أعاني شللا في يدي اليسرى بسبب جلطة في الدماغ ومارست الرياضة وعملت جلسات التدليك والمساج في المركز، والآن يدي تتحرك وأنا أكن لهذا المركز كل التقدير والاحترام؛ لأن فيه عاملين مخلصين..