ينتظر نازحو صعدة وأبين في اليمن أن تقوم السلطات المحلية بالقيام بواجباتها في استقطاع بعض إيرادات الزكاة لهم؛ كونهم مصنفين في أربع حالات من مصارف الزكاة وهي الفقراء والمساكين والغارمين وابن السبيل، فحسب التقارير الرسمية فإن عددهم يصل إلى 540 ألفاً و239 نازحاً متواجدين في اثنتي عشرة محافظة، ويفتقرون إلى أدنى الاحتياجات الضرورية للعيش. رئيس الوحدة التنفيذية لإغاثة النازحين احمد الكحلاني أكد أن احتياجات النازحين تتمثل في الإيواء والدواء والغذاء والكساء وغيرها .. موضحاً انهم في الوحدة التنفيذية يسعون لتوفير الحد الأدنى من الاحتياجات بالتعاون مع المنظمات الدولية والتركيز على جانب الغذاء والكساء والدواء، لكنهم لا يستطيعون توفير كامل تلك الاحتياجات. وأشار إلى أن الوحدة ستوجه خطابات لجميع المحافظين لتسهيل بعض إيرادات الوجبات الزكوية التي تورد الى السلطة المحلية لصالح إغاثة النازحين.. وقال: اذا ما وفروا تلك التسهيلات سنوظفها ان كانت نقدية لتوفير الغذاء وإن كانت عينية فنحن نستقبل أي مواد وبحسب قاعدة البيانات مسجل فيها جميع النازحين من كل المحافظات سيتم توزيعها وفق آلية معتمدة في الوحدة. بدوره أكد الشيخ علي محسن المطري مساعد مدير دائرة التوجيه المعنوي للشئون الدينية أن النازحين اصبحوا فقراء ومشردين من ديارهم وأعمالهم ، واصبحوا مصرفاً من مصارف الزكاة الثمانية التي بينها المولى عز وجل في سورة التوبة قال تعالى: {إنَّما الصدقاتُ للفقراء والمساكينِ والعاملينَ عليها والمؤلفةِ قلوبُهم وفي الرقاب والغارمينَ وفي سبيلِ الله وابن السبيلِ فَريضةً من الله والله عليمٌ حكيمٌَ} (التوبة 60)..وقال الشيخ المطري: إن هؤلاء المساكين الذين نزحوا من مساكنهم وتركوا أعمالهم حتى بعض الموظفين الذين أصبح دخلهم محدوداً لا يكفي قوت هذا الموظف وأسرته أصبح مصرفاً من مصارف الزكاة فأينما وجدت من هذه الأصناف الثمانية فأخرجت الزكاة له فهي إن شاء الله زكاة مقبولة بإذن الله تبارك وتعالى.ولفت إلى ان الدولة قائمة عبر التأمينات وعليها تأمين احتياجات هؤلاء الفقراء والمساكين ويجب أن تدفع الزكاة للجهات المعنية في الدولة ..حاثا السلطات المحلية والجهات المسئولة في الدولة النظر لاحتياجات النازحين. ودعا الشيخ المطري السلطة المحلية ومصلحة الوجبات الزكوية الى تسهيل بعض إيرادات الزكاة لسد احتياجات النازحين؛ كونهم من مصارف الزكاة التي يجب أن يعطوا لتأمينهم. من جانبه دعا الشيخ عمار الربيدي خطيب وإمام جامع الشوكاني السلطات المحلية وجميع الجهات الحكومية التي تتحصل ايرادات الزكاة الى إغاثة النازحين من ايرادات الزكاة المتحصلة.. معتبراً إغاثة النازحين أمراً دينياً وإنسانياً واجباً على كل مسلم تجاه أخيه المسلم قال تعالى: «إنما المؤمنون إخوة» وقال رسول الرحمة صلى الله عليه وسلم:«لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه». وأشار الربيدي الى ان جميع أنواع إيرادات الزكاة تصح للنازحين ولكن في حالة تقديم الزكاة العينية مثل الحبوب والحيوان مقدمة على المال وفي حال يكون المال مقدماً على العين فهو بحسب الحال والأنفع والمحتاج إليه. وأوضح ان توظيف الزكوات لصالح إغاثة النازحين يعتبر من أهم الموجبات لتوفير أهم مقومات الحياة لهم من طعام وثياب وعلاج، داعياً السلطات المحلية إلى توعية الناس بإخراج الزكاة الواجبة ليتم صرفها في أهلها ومستحقيها، والنازحون أحد مستحقي الزكاة. وتشير الاحصاءات الصادرة عن الوحدة التنفيذية لإغاثة النازحين بأن عدد النازحين من محافظتي صعدة وأبين 540 ألفاً و239 نازحاً يتوزعون على اثنتي عشرة محافظة هي حجة، صعدة، عمران، صنعاء ، الجوف، عدن ، لحج، ابين ، شبوة، البيضاء، حضرموت ، المهرة.