ولد الجاحظ (أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب) في مدينة البصرة نشأ فقيراً، وكان دميماً قبيحاً جاحظ العينين عرف عنه خفة الروح وميله إلى الهزل والفكاهة، ومن ثم كانت كتاباته على اختلاف مواضيعها لا تخلو من الهزل والتهكم. طلب العلم في سن مبكّرة، فقرأ القرآن ومبادئ اللغة على شيوخ بلده، ولكن اليتم والفقر حال دون تفرغه لطلب العلم، فصار يبيع السمك والخبز في النهار، ويكتري دكاكين الورّاقين في الليل فكان يقرأ منها ما يستطيع قراءته. هو ذا الشيطان! قال الجاحظ: ما أخجلني أحد إلا امرأتان، رأيت إحداهما في العسكر، وكانت طويلة القامة، وكنت على طعام، فأردت أن أمازحها. فقلت لها: انزلي كُلي معنا. فقالت: اصعد أنت حتى ترى الدنيا! وأما الأخرى فإنها اتتني، وأنا على باب داري، فقالت: لي إليك حاجة وأريد أن تمشي معي. فقمت معها إلى أن آتت بي إلى صائغ يهودي وقالت له: مثل هذا؟ وانصرفت. فسألت الصائغ عن قولها، فقال: إنها أتت إليّ بفص وأمرتني أن انقش عليه صورة شيطان! فقلت لها: يا سيدتي ما رأيت الشيطان؟ فأتت بك وقالت ما سمعت!.