صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    عيد العمال العالمي في اليمن.. 10 سنوات من المعاناة بين البطالة وهدر الكرامة    العرادة والعليمي يلتقيان قيادة التكتل الوطني ويؤكدان على توحيد الصف لمواجهة الإرهاب الحوثي    حكومة صنعاء تمنع تدريس اللغة الانجليزية من الاول في المدارس الاهلية    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    الهجرة الدولية: أكثر من 52 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء محاولتهم الفرار من بلدان تعج بالأزمات منذ 2014    وزير الصناعة يؤكد على عضوية اليمن الكاملة في مركز الاعتماد الخليجي    "خساسة بن مبارك".. حارب أكاديمي عدني وأستاذ قانون دولي    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    رئيس الوزراء يوجه باتخاذ حلول اسعافية لمعالجة انقطاع الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    عبدالله العليمي عضو مجلس القيادة يستقبل سفراء الاتحاد الأوروبي لدى بلادنا    وكالة: باكستان تستنفر قواتها البرية والبحرية تحسبا لتصعيد هندي    لأول مرة منذ مارس.. بريطانيا والولايات المتحدة تنفذان غارات مشتركة على اليمن    هدوء حذر في جرمانا السورية بعد التوصل لاتفاق بين الاهالي والسلطة    الوزير الزعوري يهنئ العمال بمناسبة عيدهم العالمي الأول من مايو    عن الصور والناس    حروب الحوثيين كضرورة للبقاء في مجتمع يرفضهم    أزمة الكهرباء تتفاقم في محافظات الجنوب ووعود الحكومة تبخرت    الأهلي السعودي يقصي مواطنه الهلال من الآسيوية.. ويعبر للنهائي الحلم    إغماءات وضيق تنفُّس بين الجماهير بعد مواجهة "الأهلي والهلال"    النصر السعودي و كاواساكي الياباني في نصف نهائي دوري أبطال آسيا    اعتقال موظفين بشركة النفط بصنعاء وناشطون يحذرون من اغلاق ملف البنزين المغشوش    الوجه الحقيقي للسلطة: ضعف الخدمات تجويع ممنهج وصمت مريب    درع الوطن اليمنية: معسكرات تجارية أم مؤسسة عسكرية    رسالة إلى قيادة الانتقالي: الى متى ونحن نكركر جمل؟!    غريم الشعب اليمني    مثلما انتهت الوحدة: انتهت الشراكة بالخيانة    جازم العريقي .. قدوة ومثال    دعوتا السامعي والديلمي للمصالحة والحوار صرخة اولى في مسار السلام    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    معسرون خارج اهتمامات الزكاة    الاحتلال يواصل استهداف خيام النازحين وأوضاع خطيرة داخل مستشفيات غزة    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الدكتوراه للباحث همدان محسن من جامعة "سوامي" الهندية    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    الأزمة القيادية.. عندما يصبح الماضي عائقاً أمام المستقبل    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    حضرموت والناقة.! "قصيدة "    حضرموت شجرة عملاقة مازالت تنتج ثمارها الطيبة    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من الترميم إلى التأليف
الجامع الكبير بصنعاء..
نشر في الجمهورية يوم 02 - 08 - 2012

الجامع الكبير بصنعاء يُعد واحداً من أهم وأبرز المعالم التاريخية الإسلامية ليس على مستوى اليمن أو الجزيرة العربية فحسب وإنما على مستوى العالم الإسلامي فقد تم بناؤه بأمر من رسول الله صلى الله عليه وسلم مباشرة بني على أرض بستان باذان التي أهداها بعد إسلامه لبناء المسجد عليها.. وقد جرت توسعات كثيرة في الجامع إما من قبل جماعة من الملوك أو غيره ومن الذين قاموا بتوسعة الجامع الإمام الهادي يحيى بن الحسين، وللجامع زخارف جميلة وأخشاب من السياج وله عشرة أبواب حيث يشبه بناؤه الحرم المكي يتوسط الكعبة المشرفة فتشاهد في صرح الجامع قبة بناء جميل..وفي زمن بني يعفر حكى أهل التاريخ أنه نزل سيل عظيم سنة 265ه فأخرب الجامع فعمره بعد ذلك الأمير محمد بن يعفر الحميري، وشهد الجامع الكبير عدداً من الترميمات في مراحل مختلفة عبر تاريخه ومنها ترميم السقف...وخلال أعمال الترميم السابق للسقف عثر العمال على مخبأ بين السقف الداخلي والسقف الخارجي فكانت مفاجأة للجميع عندما أخرج العمال من هذا المخبأ الآلاف من القصاصات والدفاتر والكتب القديمة ووجدت كميات هائلة من الرتوق الجلدية مكتوب عليها بخطوط عربية قديمة وتبين بعد ذلك أن ما عثروا عليه يمثل مكتبة قرآنية قديمة حيث أكد رجال الآثار في ذلك الوقت أن المخطوطات المكتشفة تحتوي على آيات قرآنية يعود تدوينها إلى القرن الأول..
وبعد مرور السنوات أصبح الجامع الكبير بحاجة ملحة إلى الترميم بسبب الإهمال من القائمين عليه من ناحية ومن ناحية أخرى السنين التي طغت عليه وجاءت اللحظة الذي تسنى للجامع الكبير أن يرمم وعلى مراحل حيث تتمثل بعض المراحل في أعمال مشروع الترميم للجامع من الحفريات والمجسات والفحص والاختبارات بهدف معرفة الحالة الإنشائية المعمارية والتاريخية والأثرية لمبنى الجامع.
وللوقوف على أعمال الترميمات الحالية زارت “صحيفة الجمهورية” الجامع الكبير وهناك التقينا الأخ المهندس كمال حقلان رئيس فريق مشروع ترميم وصيانة الجامع والذي أجرينا معه حواراً بدأناه..
بداية عملية الترميم
متى بدأ الترميم للجامع الكبير وكيف بدأ؟
العمل بدأ في عام 2006م للترميم بشكل عام للجامع وكان الجزء الأهم أو العنصر الأهم في الترميم هو السقف الخشبي للجامع كما هو معروف، وكان لابد في البداية أن يجري فحص أولي للتعرف على حالة الأخشاب وعلى حالته الإنشائية وحالات الزخارف والألوان الموجودة فيه فتم الاتفاق مع معهد في إيطاليا اسمه فينيتوا للترميم حيث قام المعهد بزيارة للجامع عام 2006م حيث أطلع على الوضع القائم على السقف الخشبي والمصندقات المزخرفة والملونة على أساس يكون صورة ليقدم برنامج عمل لترميم السقف كاملاً فقاموا بتنفيذ ترميم مقطع تجريبي وبعد تنفيذ هذا المقطع التجريبي تقدموا ببرنامج لمدة ست سنوات.
مراحل للترميم
هل تم اعتماد ست مراحل باعتبار كل سنة تمثل مرحلة وما هو المنجز في كل سنة؟
نعم تعتبر كل سنة مرحلة بحسب تقسيمنا لها وبحسب الجدول فعلى سبيل المثال اللون الأخضر والوردي واللون الأصفر كل لون مرحلة فاللون الأصفر المرحلة التجريبية فتقسيم المراحل يعتمد على مساحة سقف الجامع بحسب ما هو مخطط له مع مراعاة أن يبقى الجامع مفتوحاً فكان التحدي الكبير أن ترمم وفي نفس الوقت يظل الجامع مفتوحاً يمارس الناس فيه الصلوات الخمس وممارستهم اليومية من تدريس وقراءتهم للقرآن وإعطاء الدروس اليومية فكان لابد من تقسيم الأعمال إلى مراحل وإلا كان بالإمكان أن يغلق الجامع مرة واحدة للترميم وبعدها يفتح ولكن تقسيم المراحل ساعد على بقاء الجامع مفتوحاً وفي نفس الوقت نقوم بترميمه.
هل عملكم في السقف يعتبر مرحلة؟!
على العكس يجري بالتزامن لكن السقف هو المكون الرئيسي للترميم هو أغنى عنصر فيه ، السقف عندما يرمم يكون الترميم من فوق نقوم بفتحه بالذات إذا كان هناك أشياء إنشائية تحتاج لمعالجة القضاض والأخشاب المكسرة فنعمل لها تدعيم هو عمل إنشائي.
وهل من المفترض الانتهاء في عام 2012م باعتبارها ست مراحل وبدأت في 2006م.
المقرر إنهاء المراحل الست في عام 2013م ولكن حصل هناك تأخير بالذات السنة الماضية بسبب الأحداث التي مرت بها البلاد حيث كان هناك فريق إيطالي يقوم بالعمل ومع الأحداث سافر ويتم التواصل معه والآن يقوم فريق يمني بالعمل بعد رحيل الفريق الإيطالي.
لكن مشاريع الترميم غير منظورة فمشاريع الترميم لها خصوصية حيث تعمل في تقديراتك على ماهو ظاهر لكن عند فتحك لعمل الترميم تظهر لك أشياء لم تكن تتوقعها فأخذنا مقطع تجريبي من السقف رممنا جزءاً من السقف كمقطع تجريبي على ضوئه قسنا كم سيأخذ وقت منا الجامع كامل، فعملنا دراسة قبل البدء لكن ليس كل الأجزاء متساوية حق الجامع ولا كل الأروقة بحالة جيدة نسبية حتى المصندقة هذا الجزء متعب جداً جداً فحالته كانت متعبة قوي، فبالتالي يأخذ منا وقتاً أكثر، والزخارف نفسها والألوان كانت متدهورة بل الحالة الإنشائية للجدران والسقف من فوق فاضطرينا إلى فتح جزء منها وإزالة التراب وإعادة ترميمها بعد نزع الخشب وإعادته مع ترميمه من الناحية الشمالية ليس كاملاً وإنما أجزاء منه وهذه أشياء لا تستطيع أن تحكم عليها قبل أن تفتح وتواجهها أنت عندما تفتح وتبحث عن أخشاب بنفس المواد السابقة التي كانت مستخدمة وهذا كله يأخذ وقتاً فالمراحل عبارة عن مساحات.
فالمرحلة الأولى من 1/11/2006م إلى 31/12/2007م بمعدل (527) متر مربع كل الأعمال من ترميم أخشاب ومصندقات وزخارف وألوان إلى جدران إلى معالجة السقف كلها كمساحة وبعدها ننتقل إلى المرحلة الثانية مساحة ثانية بحيث نفتح المرحلة الأولى للمصلين ونغلق الجزء التالي لعمل الترميم كما حدث في المرحلة الأولى.
العشوائية في الترميم
لكن من يتابع سير العمل يشعر وكأن العمل يسير بصورة عشوائية؟
هناك أعمال متعلقة بالسقف عندما نبدأ بها تستمر حتى انتهائها...وهناك أعمال إنشائية تتعلق بالأعمدة والأقواس لازم لها معالجات إنشائية يقومون بفك الأقواس مدعمة بدعامات ونعمل لها فك وإعادة بناء لأنها إنشائياً حالتها متدهورة وبالتالي لا أستطيع القول بأنها منتهية إلا بعد الانتهاء من كل الأعمال التي فيها أعمال كهربائية في أعمال دراسات وحفريات ليست بالضرورة إذا انتهيت من أعمال السقف الباقي كله منتهي فمثلاً السقف كله منتهي في أحد الأماكن لكن هناك أعمال جصية للجدار وفي أعمال الكهربائيات والكهرباء بحاجة إلى حفريات لتمديد المواصير والكابلات.
ماهو الذي أنجز حتى الآن؟
الذي أنجزنا من ناحية المساحات إلى نهاية 2011م (710) متر مربع أي 75 % فالشرقي مكتمل كامل.
لكن الجزء الجنوبي الشرقي إلى الآن مقفل ما يقارب أربع إلى خمس سنوات ما هو السبب؟
لأن السقف التابع له منتهي وهو يمثل مدخلاً للعمل نفسه وبالتالي يحتاج إلى أن يكون مقفلاً إضافة إلى أن هناك مشاكل في أعمدته إنشائياً بحاجة إلى معالجات وهناك أيضاً حفريات موجودة فيه ظلت مفتوحة بشكل طويل.
ما موضوع الحفريات العميقة التي تصل إلى خمسة أو ستة أمتار؟
هذه حفريات تسمى حفريات أثرية، الغرض منها دراسة تاريخ الجامع وتطور الجامع على مدى مئات السنين من عمره لمعرفة كيف تطور الجامع وكيف تم بناؤه.
- وهل هناك نتائج من هذه الدراسات؟
نعم هناك نتائج ولكن ليست رسمية لأنها مازالت تحت التحليل والدراسة وطبعاً بعد الانتهاء من المشروع سوف يصدر كتاباً يوضح نتائج الدراسة الأثرية وكذلك يوضح نتائج الدراسة المتعلقة بسقف الجامع والزخارف والنقوش الموجودات فيه وأيضاً تاريخ الأخشاب وأعمارها فكامل هذه الدراسات سوف توضح كلها.
- هل وجدت سراديب من خلال الحفريات؟
لم توجد سراديب والذي وجد جدران سابقة إما للجامع السابق قبل التوسعة للشرقي مثلاً وكل هذه النتائج كما قلت ستعرض في كتاب سوف ينزل كما قلت بعد انتهاء الترميم سيوضح كل النتائج هذه وهي طبعاً تعتبر فرضيات على ضوء ما وجد من نتائج الحفريات.
أصل فكرة الترميم
- أصل فكرة الترميم كيف جاءت ومتى؟
فكرة ترميم الجامع هي فكرة قديمة وقد ربما تكون من عام 2000م والصندوق الاجتماعي للتنمية هو الذي تبنى فكرة الترميم وسعى إلى إيجاد التمويل اللازم للمشروع وكان من حسن الحظ أن الصندوق العربي للإنماء في الكويت وافق على تمويل المشروع هذا كمنحة لليمن وكان بجهود بذلت من الأستاذ/ عبد الكريم الارحبي المدير التنفيذي السابق للصندوق الاجتماعي للتنمية آنذاك وكان وقتها أيضاً وزير التخطيط للعمل الدولي وبهذه الجهود تمكنا لإيجاد تمويل مناسب للترميم.
- ما هي الأعمال التي تنجز في الوقت الراهن؟
الأعمال كلها تتم في نفس الوقت والترميم لا زال مستمراً.
- هل نستطيع القول بأن جهة معينة قد أكملت الجهة الشرقية والجهة الغربية وغيرها من الجهات؟
تستطيع القول الآن أننا بصدد ننهي في كل الأعمال في الجناح الشرقي نحاول أن ننهي أعمال الكهرباء أما الجص فهو منتهي في الجناح الشرقي كاملاً، وإن شاء الله يفتح الجزء الشرقي بالكامل في اقرب وقت ممكن.
لا يوجد تغييرات
- مع انتهاء ترميم الجزء الشرقي مثلاً هل سيتم إضافة تحسبنات أو ما يغير النمط القديم مثلاً في وضع الإنارة أو نوعية الجص أو الرنج؟
لن يكون هناك تغيير المواد التي تستخدم هي نفس المواد التقليدية فلن يضاف أي شيء لارنج ولا غيره ولكن سوف تكون إضاءة ونحرص على أن تكون وحدات إضاءة التي ستوضع تكون مناسبة مع طراز الجامع وتاريخه فلن يكون هناك شيء شاذ أكيد نحن نحاول البحث عن مواد تقليدية محلية فمع وحدة الإضاءة غطاء تكون على مسافة بعيدة من السقف بشكل مدروس حتى لا يضر بالسقف حتى فوق اللمبة محسوبة الحرارة الخاص بها بحيث لا تصل إلى السقف والغرض منها تبيين جمال السقف دون تأثير الحرارة عليها وكذلك هناك إضاءة موجهة إلى الأسفل تخدم الدارسين في الجامع.
أرضية الجامع تم تبليطها في السابق من البلاط المكون من مادة الاسمنت وهي لاتتناسب مع تراث الجامع هل هي داخلة ضمن الترميم؟
عندنا عنصر أو بند بتبليط الجامع بالمادة الحجرية لأن المادة التي تم تبليط الجامع بها هي مادة أسمنتية لا تتناسب مع المواد المستخدمة التقليدية في الجامع فالأفضل أن تستخدم المادة التي تتلاءم مع المواد المستخدمة في الجامع السابقة.
- هل هناك عراقيل أو إعاقات لحركة المصلين مع أعمال الترميم سواء لكم أو للمصلين خلال أوقات الصلاة أم في غيرها؟
على العكس فعلى الرغم من أنه كانت عندنا من الأشياء المهمة أن يظل الجامع مفتوحاً ويمارسوا أعمالهم كالعادة وعلى الرغم أن الأعمال كبيرة جداً داخل الجامع ويتطلب لها عمل سقالات كبيرة جداً لأن العمل يتم فوق لأننا قسمنا ألأعمال على مراحل ومساحات معينة ومواقع معينة وبالتالي هذا أعطانا الفرصة نترك جزءاً كبيراً جداً من الجامع مفتوحاً للمصلين حتى يتم الأعمال فيها مثل الجهة الشمالية فالسقالات من فوق والمصلين تحت وبالتالي الجزء الذي يجري فيه الأعمال غير مغلق وأما الجزء المغلق بالكامل هو الجزء الذي نضطر إلى العمل فيه من الجدران الجصية وغيرها وبالتالي لابد أن يغلق.
السلبيات والإيجابيات
- هل هناك سلبيات وإيجابيات ظهرت خلال فترة الترميم؟
الايجابيات وجدنا تعاوناً من الناس وتفهماً كثيراً من الناس خاصة من الساكنين حول الجامع لأنهم يشعرون أن العمل هذا هو مهم للجامع وعمل كبير ومقدرين هذا الشيء وأما السلبيات افترضنا حراسة دائمة للإيطاليين الذين كانوا يعملون في المشروع وكنا نتمنى أن يكون أمنها أكثر بحيث لا نحتاج إلى إرسال حراسة أثناء دخولهم وخروجهم وهذا لا يعطي انطباعاً جيداً.
- هل كانت الكفاءة لانجاز الترميم محلية أم أجنبية؟
هي في البداية طبعاً وفي الأساس هو المعهد الإيطالي فينيتو معهد للترميم كان الاتفاق في البداية بينهم وبين الصندوق بحيث يقومون بأعمال الترميم في السقف الخشبي والزخارف والألوان بعد أن يقوموا بتدريب يمنيين وعمل دورة تدريبية في البداية بعدد خمسين شخصاً رجل وامرأة خريجين من الآثار وقد دربوهم حوالي شهر قبل البدء بالعمل واختاروا منهم 25 شخصاً الأفضل والباقي أبقيناهم في القائمة فأخذنا الاشخاص الأولين بعد التدريب مباشرة وبدأوا يمارسون أعمال الترميم تحت إشراف الايطاليين وإلى حد الآن جزء كبير منهم يعملون منذ عام 2006م وبعدها قمنا عمل دورة تدريبية ثانية بعدها بثلاث سنوات من الدورة الأولى دورة تنشطيطية وخلال السنة السابقة التي سافر فيها الإيطالييون اليمنيون أكملوا العمل لحالهم.
الاستعانة بالأجانب في جانب واحد
- هل فقدت المهارة اليمنية حتى تم الاستعانة بأجانب مع معرفة المهارة اليمنية وهي الأساس في هذا البناء؟
نحن استعنا بالأجانب في جانب واحد فقط الذي هو الصندقات الخشبية وفي ترميم الزخارف والألوان والأخشاب فقط أما في بقية عناصر الترميم في الجامع عمالة يمنية من سقوف وقضاض وقص ومن توثيق وبقية الأعمال كلها أيادي يمنية أما الإشراف الأجنبي ففي المجال الذي لا يوجد لدينا كواد وخبرات في اليمن في مجال الزخارف والنقوش وغيرها لأنها خطوات علمية تتطلب تدريب وتأهيل مناسبين لأجل التعامل مع الألوان وكيف تستطيع أن ترمم المصندقات الخشبية المزخرفة الملونة فهي بحاجة إلى تدريب واختصاصيين في هذا المجال ونحن لا يوجد لدينا ناس مؤهلين بشكل كبير يستطيعون القيام بهذا العمل لكن الآن ومن خلال هذا المشروع الصندوق الاجتماعي تبنى فكرة التدريب وتشغيل اليمنيين في هذا المجال فكان أكبر فائدة أنهم درسوا وطبقوا في تنفيذ المشروع فكانت تأهيلية عملية فكان هناك مخرجين استطعت أن ترمم وفي نفس الوقت تقوم العمالة اليمنية بالتدريب من خلال الممارسة العملية رممت الجامع واعدت تأهيله بشكل كبير وعلى مستويات فنية دولية ومن جانب آخر أوجدت كادراً يمنياً متخصصاً قادراً على القيام بأعمال مشابهة فالعمل يتم على أعلى مستوى من الحرفية بمعايير دولية لأنك تعرف أن الجامع الكبير يقع في صنعاء القديمة،وصنعاء القديمة نفسها هي ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو والجامع في حد ذاته مبنى تاريخي قديم وبالتالي الصندوق الاجتماعي حريص كل الحرص أن تكون المعايير ومستوى الترميم على أعلى مستوى من الحرفية وطبعاً يتم من خلال وجود خبراء دوليين مشرفين على العمل فالمعهد الإيطالي “فينيتو” معترف به في العالم اشتغل ورمم قبة الصخرة بالقدس والمهندس رئيس الفريق عصام عواد هو الذي أشرف على ترميم قبة الصخرة وأيضاً عندنا المشرف العام للمشروع البروفيسور رونالد ليكو وهو بريطاني بروفيسور معماري عالمي جاء إلى اليمن في السبعينيات وألف كتاب كبير جداً ومشهور اسمه صنعاء عاصمة إسلامية وخصص فيه باباً كاملاً للجامع الكبير شرح كل صغيرة وكبيرة في الجامع الكبير من الناحية التاريخية ومن الناحية المعمارية فهذا البروفيسور هو المشرف العام للمشروع وهو من وضع خطة الترميم الرئيسية ماهي العناصر التي تتكون منه الترميم الجصيات الحفريات التوثيق إزالة المباني المشوهة في الجامع والتي بنيت في مراحل سابقة وخزانات وضعت بشكل عشوائي وبطريقة غير مناسبة أيضاً المكتبة الغربية سوف تزال بالكامل وكذلك الحمامات القديمة سيتم إزالتها فالصندوق الاجتماعي بنى بديلاً عنها حمامات جديدة في الجهة الجنوبية الغربية من الجامع وتشتمل على 60 دورة مياه وأكثر من مائة وعشرين موضأ “حنفية وضوء” وخزان أرضي وآخر علوي إضافة إلى بناء بركة كبيرة لاستيعاب المياه والاستفادة منها في ري المقشامة الواقعة جنوب غرب الجامع وبنفس الطراز المعماري القديم وأما بالنسبة لسكن الدارسين “المنازل” والمحيط المجاور للجامع بشكل عام سيتم ترميمه في المرحلة القادمة بعد الانتهاء من الجامع.
طالت فترة الترميم
هناك أقوال بأن فترة ترميم الجامع طالت هذا صحيح؟
صحيح نحن لا نلوم الناس قولهم أن فترة الترميم طالت أو أنها طويلة لكن الناس الذين يأتون إلى الجامع ويشاهدون العمل ودقته يتفهمون هذا الشيء بل بالعكس يقولون أن هذا العمل يأخذ وقته لأنه كله يدوي فالسقف مساحته كبيرة جداً معنا “2283” متر مربع مساحة السقف الخشبي للجامع بالكامل وهذه المساحة بالكامل تترمم يدوياً لايوجد أي أجهزة تستخدم ولا معدات ولا شيء كلها باليد فهذه المساحة كبيرة جداً فمساحة المصندقة الواحدة هي مساحة الإنسان المصلي الذي يقف تحتها للصلاة فتقدر حوالي خمسة آلاف أي خمسة آلاف مصلي في الجامع.
كيف تقيم المشروع من حيث المدة وجودة العمل وكفاءة القائمين عليه؟
بالنسبة لجودة العمل إن المشروع يحرص على أن العمل يتم على أعلى مستوى في الجودة لذلك يأخذ مننا وقتاً طويلاً لأننا حريصين جداً على الجودة وعلى مستوى تنفيذ العمل فلا تستعجل على حساب الجودة وهذا الأمر ضروري جداً.
حجم الجامع كبير جداً
هل تشعرون من خلال أعمالكم في هذا المشروع أن هناك إهمال للجامع الكبير على مدار السنوات من القائمين عليه؟
الجامع الكبير حجمه كبير جداً فعندما تحصل هناك أضرار وخاصة بالسقف أو هنا وهناك فبالتالي عندما تحدث هذه الأضرار تحتاج إلى إدارة مستقلة لكن بالنسبة للجامع الكبير مرتبط بالأوقاف فنحن نتكلم من الناحية الإدارية فمبنى بهذا الحجم وبهذا الكبر والاستخدام هذا من قبل الناس بحاجة إلى إدارة متكاملة لإدارة الجامع.
هل نستطيع القول إن إدارة الأوقاف للجامع فاشلة؟
لا أستطيع القول بأنها فاشلة،قد ربما الترتيب الإداري غير مناسب قد ربما مطلوب إعادة النظر في الترتيب الإداري بالنسبة للأوقاف القائمين على الجامع الكبير أن يخصصوا إدارة مستقلة تكون موجودة هنا في الجامع بدلاً من وجودها في الأوقاف على سبيل المثال بحاجة إلى لمبة كهربائية أو ما صورة أو بحاجة إلى حنفي مكسور لإصلاحه فتخيل التنسيق بين في الجامع وبين الأوقاف حتى يكلموا الأوقاف ويقوم بهذا الدور السادن أو شخص يكلف من الأهالي فنحن غير مطلعين على ما كان يحدث قبل أن نأتي للعمل في هذا المشروع ونحن لا دخل لنا بإدارة الجامع بشكل مباشر، فالمشروع حضر لعمل عملية الترميم أما من النواحي الإدارية لا نتدخل كيف الأوقاف تقوم بالتنسيق عملها مع السادن أو مع قيم الجامع أو إمام الجامع.
ستة ملايين دولار إلى الآن
هل سيحتاج الجامع الكبير إلى مئة سنة حتى يعاد ترميمه مرة أخرى بعد انتهائكم من الترميم؟
نحن نتمنى أن يكون أكبر من هذه الفترة فتدخل بهذا الحجم وبهذه المبالغ الكبيرة نستطيع أن نتكلم عن خمسة إلى ستة ملايين دولار إلى حد الآن تكاليف الترميم فلم يصل للجامع الكبير ترميم بهذا الحجم فبالتالي نحن نتمنى أن يستمر أكثر من الفترة التي قلتها ،لأن حجم الجامع لا يسمح أن تقوم كل ثلاثين أو أربعين سنة تعمل ترميم لأن الترميم يستمر من ست إلى سبع سنوات فنحن نعمل في حسابنا أنه لن يترمم بهذا الشكل وهذا القدر إلا بعد فترة طويلة جداً يمكن مائتي سنة أو أكثر.
آلية جديدة للإدارة
وماذا عن الترميمات والصيانات التي سيحتاجها الجامع من وقت إلى آخر مثل مجاري الأمطار وهي مهمة جداً؟
نحن ومن خلال عملنا في المشروع نحاول الترتيب مع الأوقاف أنهم يقومون بعمل آلية جديدة للإدارة والصيانة بعد الترميم لأننا سنقوم بتسليمهم المشروع وهم من ستكون المسئولية عليهم، وبالتالي نحن نريد الترتيب معهم بترتيب معين بحيث يقولوا لنا هذه الإدارة التي ستهتم بعد انتهاء مشروع الترميم وهذا تصورنا بالنسبة لإدارة الجامع وصيانته بحيث يكون هناك شيء كشف كهرباء معك إدارة لعمل كل شيء معك كهربائي سباك بحيث تقوم بعمل الإصلاح والصيانة أولاً بأول حتى بالنسبة للموارد المالية يكون للجامع الكبير ترتيب معين لايكون مرتبطاً مثلاً بالنظام التابع لمكتب الأوقاف بصنعاء على سبيل المثال الجامع بحاجة إلى مائتي ريال قيمة لمبة أو أي شيء لازم يتم المراجعة لها فترة طويلة فلماذا لايكون له موارد، فالجامع له موارد كبيرة جداً ومعه أوقاف كثيرة تخصص له موازنة تسمى ميزانية الصيانة وما إلى ذلك.
ماهي المتبقي من أعمال الترميم؟
لم يبق معنا سوى 25 % من الأعمال موزعة بين ترميم السقوف وجصيات وإزالة المكتبة الغربية والكهرباء.
هل سيكون هناك عوض للمكتبة الغربية؟
طبعاً سيكون هناك بديلاً لها ففي نفس الوقت يتم ترميم الجامع يتم بناء البديل وسنقوم بالتأثيث على أساس تقوم المكتبة باستيعاب كل المخطوطات.
الأستاذ. كمال هل كان لديك مشاركة سابقة مع الدولة في الترميمات المعمارية القديمة غير مشروع الجامع الكبير؟
طبعاً المشروع الذي قمت العمل فيه من خلال عملي في الصندوق الاجتماعي للتنمية في وحدة التراث مشاريع ترميم بعض المباني التاريخية في مدينة زبيد وأيضاً كان لي هناك مشاركة في مشاريع الرصف الذي يتم الآن في زبيد أيضاً كنت مسئولاً على مشروع الحفاظ على المدن التاريخية بالتعاون مع منظمة “الجي .كي .زفا” في شبام وحضرموت وزبيد وكذلك في مشاريع بمحافظة صعدة وبعض المدن التاريخية الأخرى.
الاكتشافات
ومع أعمال الترميم تم اكتشاف واستخراج زخارف المحراب الغربي وكذلك تم الكشف عن زخارف وكتابات في المحراب الجنوبي التي كانت مغطاة بطبقات الجص أثناء نزع طبقات الجص في المقصورة الغربية بالجامع وتم اكتشاف مجموعة كبيرة من الرفوف القديمة ومعظمها قرآنية تقدر بأكثر من 4500قطعة ورقية والتي تعود إلى الفترة المبكرة للمصاحف القرآنية التي كتبت بالخط الكوفي والحجازي وغيره من الخطوط المبكرة والغير منقوطة وتعتبر هذه ثروة في مجال المعرفة لملامح المصاحف المبكرة والنادرة وتعتبر كشفاً علمياً غير اعتيادي وقد تم إيداعها بدار المخطوطات، كما تم اكتشاف رسومات آدمية وحيوانية على الوحدات الخشبية المكونة للمصنفات في أروقة الجزء الشمالي الغربي وعلى الجهات الغير ظاهرة وذلك أثناء فتح هذه الأسقف للتدخل الإنشائي.
جميل شمسان القائم بأعمال رئيس الهيئة العامة للمحافظة على المدن التاريخية هل أنتم راضون عن ما يتم الآن من صيانة؟
الرقابة عن طريق الصندوق الاجتماعي فمن المفترض أن يكون للترميمات أسس ومعايير لكل عنصر يبدأ الحفاظ من العنصر الصغير المطرقة “المدقة” إلى استكمال البناء كاملاً وكل واحدة على حدة وتبدأ بالتوثيق لأنه إذا راح أي عنصر من هذه العناصر وأنت موثق له تستطيع العمل بديل عنه.
فالعمل في الجامع الكبير يجري ببطء ويجب أن تكون ورشة عمل كبيرة جداً وهو عبارة عن عمل نموذجي ليس كأي عمل آخر فعلى سبيل المثال سمسرة المنصورية “سمسرة النحاس” وهي من أفضل السماسر التي تم ترميمها لأن الفريق القائم عليها كان يمني ألماني واصل العمل التابعة بطريقة علمية دقيقة جداً حيث وثق الأخشاب بما فيها الحركة الخاصة بها وكذلك القمريات كل قمرية على حدة فحدث ذات مرة أن كُسرت إحدى القمريات وهم يقومون بالترميم ونتيجة لوجود التوثيق تم عمل مثلها بأبعادها ومقاساتها.
وأما الجامع الكبير تم سحب الفريق فالمشروع هذا يجب أن يكون العمل فيه حذر لأن ارتفاع المداميك تصل أكثر من 8سم فكان نتمنى أن ينفذ مشروع ترميم الجامع الكبير مثل سمسرة المنصورية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.