قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    18 محافظة على موعد مع الأمطار خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد والإنذار المبكر    خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    رواية حوثية مريبة حول ''مجزرة البئر'' في تعز (أسماء الضحايا)    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    جامعي تعزّي: استقلال الجنوب مشروع صغير وثروة الجنوب لكل اليمنيين    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    ما الذي يتذكره الجنوبيون عن تاريخ المجرم الهالك "حميد القشيبي"    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    تجاوز قضية الجنوب لن يغرق الإنتقالي لوحده.. بل سيغرق اليمن والإقليم    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    الشيخ الأحمر: أكرمه الأمير سلطان فجازى المملكة بتخريب التعليم السعودي    إصابة شخصين برصاص مليشيا الحوثي في محافظة إب    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    اختطاف خطيب مسجد في إب بسبب دعوته لإقامة صلاة الغائب على الشيخ الزنداني    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    أسفر عن مقتل وإصابة 6 يمنيين.. اليمن يدين قصف حقل للغاز في كردستان العراق    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    لماذا يخوض الجميع في الكتابة عن الافلام والمسلسلات؟    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    ريال مدريد يقترب من التتويج بلقب الليغا    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    لا يوجد علم اسمه الإعجاز العلمي في القرآن    إيفرتون يصعق ليفربول ويعيق فرص وصوله للقب    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    وفاة الاديب والكاتب الصحفي محمد المساح    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأشرفية .. جوهرة اليمن المعمارية
نشر في الجمهورية يوم 28 - 01 - 2007


مصلح:
- مكتب آثار تعز أسهم في حماية هذا الصرح التاريخي ومعالجة ما طرأ عليه من أضرار
- المهندس / عبدالحكيم السياغي:
- الأشرفية بنيت قبل المدرسة العامرية ب100 سنة وترميمها يأتي تجسيداً لتوصيات اليونسكو
- المهندس محمد دبوان :
- الإشاعة قادتنا لاكتشاف المقبرة الملكية .. والمبنى لوحة متكاملة من التجليات
- تحقيق/ توفيق آغا أحمد الطويل / تصوير / عادل العريقي ..
مدرسة الأشرفية بمدينة تعز سر من أسرار الحياة ومعلم من معالم الوجود وقد ورد اسمها في التراجم بالمدرسة الأشرفية الكبرى وقد بناها السلطان الملك الأشرف اسماعيل بن الملك الأفضل ابن الملك المجاهد سنة 800ه وصورة بنيانها كما ورد في العقود اللؤلؤية: «مدرسة حسنة الشكل لها بابان شرقي وغربي، وباب يماني ، ومقدم فسيح، وشمسية رحيبة، وتكوين عجيب وابتنى فيها مظهراً نفيساً.وكما جاء ذكرها في المدارس الإسلامية في اليمن للمحقق التاريخي العلامة اسماعيل بن علي الأكوع في صفحة 197 بالمدرسة الأشرفية الكبرى في مدينة تعز، لا تزال عامرة ، قائمة البنيان ولكن ولاة الأوقاف أهملوها فلم يرمموا ما تشقق منها وتصدع وقد ضاعف من محنة هذه المدرسة أن الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين المتوفى سنة 1383 اتخذها ماعدا مسجدها مدبغة للجلود.
واليوم تشهد المدرسة الكبرى جملة من الترميمات لإعادة الاعتبار لعظمة عمارتها بعبق روحانية قبوها الملكي الرسولي حيث يشرف على أعمال الترميمات وحدة التراث الثقافي بالصندوق الاجتماعي للتنمية.. وللوقوف على ماتشهده هذه الواجهة الحضارية من ترميمات وما تمثله من أهمية أجرت صحيفة الجمهورية هذا التحقيق الصحفي.
- معلم أثري وتاريخي
في البداية تحدث المهندس عبدالحكيم السياغي ضابط مشروع ترميم مدرسة الأشرفية في وحدة التراث الثقافي للصندوق الاجتماعي للتنمية قائلاً:
الصندوق الاجتماعي للتنمية هو جهاز منظم وممول للعديد من المشاريع في مجالات التعليم والصحة وغيرها وقد تم إضافة وحدة التراث الثقافي للصندوق في بداية القرن ال21 تقريباً في بداية 2001 2002 وهذه الوحدة تهتم بالحفاظ على التراث الثقافي سواء المادي أو الشفوي وتتركز اتجاهات الوحدة أولاً، في تعزيز قدرة المواقع التاريخية اليمنية المسجلة في قائمة التراث الانساني العالمي لليونسكو والمتواجدة طبعاً في الثلاث المدن في مدينة صنعاء وشبام حضرموت وزبيد بالاضافة إلى القيام ببعض التدخلات الاسعافية لإنقاذ وحماية بعض المعالم التاريخية المهددة بالاندثار، وقد تم اختيار مشروع مدرسة جامع الأشرفية بتعز وفقاً لتوصيات من القطاع الثقافي في منظمة اليونسكو بالاضافة إلى أهمية المعلم كونه معلماً تاريخياً وأثرياً قد يساهم في تعزيز السياحة في محافظة تعز بالذات والحفاظ على أحد المعالم التاريخية ليس على مستوى تعز وانما على مستوى اليمن بشكل عام بالاضافة إلى مشروع انقاذ جامع المظفر والذي سيقتصر العمل على عملية الانقاذ فقط ومنع أي انهيار أو تفاقم الأضرار فيه كما تم أيضاً التدخل في مدرسة المعتبية أيضاً لمنع الأضرار وخاصة في أعمال السقوف وتسرب المياه والأرضيات وبعض الأعمال الأخرى، وتقوم الوحدة حالياً بتنفيذ أعمال مشروع ترميم الأشرفية والذي سيتم إن شاء الله ترميم المعلم بأكمله ليكون أنموذجاً لأعمال الترميم والحفاظ على التراث في محافظة تعز.
- الخلفية الأولية للتخطيط
كيف تدارستم المخطط العام لهذا المشروع الحضاري وخصوصاً أن هناك أعمالاً فنية دقيقة ترجع خاماتها إلى المادة الطبيعية؟
طبعاً في بداية أي مشروع ثقافي أو أي مشروع أولاً نتجه إلى توثيق المبنى بشكل دقيق هندسي وفني والحمد لله تم التوثيق للمبنى بشكل كامل أيضاً تم استخدام طريقة مايسمى التصوير القياسي المساحي، وهذا يعتبر تقنية حديثة جداً على المنطقة حتى وليس على مستوى اليمن.. كما تم توثيق جميع النقوش والزخارف والأعمال الجصية الفنية بالاضافة إلى ماتم من تحديد لجميع الأضرار وجميع الأخطاء الانشائية للمبنى وبدأنا ترميم الأجزاء المعمارية للمبنى.
- الأعمال الفنية الدقيقة
هذه كمرحلة أولى والمرحلة القادمة تعني الترميم الدقيق؟
صحيح والمرحلة القادمة ستكون ما تسمى بالترميم الدقيق النقوش والزخارف سواء النقوش في القباب والجدران أو النقوش للزخارف الجصية بالاضافة إلى الأجزاء الخشبية مثل البوابة الرئيسية والبوابة الغربية وجميع الأجزاء من أقفاص وأخشاب للأضرحة.. فيما يختص بالترميم الدقيق سنبدأ إن شاء الله في هذا العام ضمن خطة للترميم الدقيق بواسطة فريق فني متخصص من إيطاليا .. سيتم أيضاً مشاركة وتدريب طاقم يمني متخصص من الذين قد عملوا في مشاريع سابقة مثل مشروع العامرية أو الجامع الكبير بصنعاء بالاضافة إلى متدربين جدد.. أيضاً سيكون تدريبهم في هذا المجال.
وقد بدأنا بالفعل بعمل تجارب وعينات وفحصها والبحث في مدى قابليتها للترميم وإن شاء الله تقريباً في شهر مارس سيبدأ العمل الفعلي لترميم الزخارف الملونة.
- التقييم وضمان الجودة
هل كان هناك أمامكم مرجعية توثيقية تلم في المخطط الهندسي لمثل هذه المدارس الإسلامية؟
أكيد وكما ذكرت آنفاً أن أول عمل لعملية الترميم هو التوثيق .. تأمين المبنى من ثم البدء بعمل الترميم سواء كانت انشائية أو معمارية أو زخرفية دقيقة .. فالأعمال الدقيقة موجودة على الطبيعة بالاضافة إلى التوثيق الذي تم تصويره بشكل دقيق جداً.. وتكبير النقوش والزخارف هو للتدقيق لاستكمال بعض الزخارف المفقودة أو الضائعة والباهتة مع التأكيد على أن الترميم سيتم وفق أعلى المعايير الدولية للحفاظ على مثل هذه الأعمال الفنية رفيعة المستوى والمميزة وعليه سيكون هنالك أيضاً استشاري آخر سيعمل على التقييم المستمر لجميع الأعمال وعلى فترات متلاحقة أولاً بأول لضمان جودة أعمال الترميم وخاصة للترميم الدقيق على أعلى المستويات.
- معلم فني فريد
كونكم أحد الخبراء المحليين في مجال الحفاظ على التراث الانساني العالمي .. برأيكم ماهي الخصوصية التي يتميز بها هذا المعلم الثقافي في مدينة تعز عن بقية المعالم الأخرى في اليمن؟
طبعاً هناك ميزة واضحة في اليمن لتنوع الأنماط المعمارية والزخرفية في كل منطقة من مناطق اليمن بالاضافة إلى تنوع المهارات الفنية والتقنية لكل منطقة وهذا ما يتلاءم مع المناخ ومواد البناء والزخرفة المتوفرة في نفس المنطقة بالاضافة إلى الخبرات المحلية.
فبلا شك على سبيل المثال يعتبر مبنى مدرسة الأشرفية من المعالم الفنية الفريدة التي ترجع إلى العصر الرسولي وفيها طبعاً تأثير من الدولة الطاهرية بالنسبة للنقوش الداخلية وهذا المجال طبعاً قد يكون هناك أكثر خبرة ،الآن في هذا المجال هناك تحليل لنوع هذا النمط وإنما تظل مدرسة الأشرفية جوهرة تعز المعمارية بما تعنيه الكلمة ولايوجد لها نظير على مستوى اليمن بل يكاد بالجزيرة العربية بشكل عام مع ان هناك مباني مشابهة لها كمدرسة العامرية في رداع تشبهها إلى حد كبير مع العلم بأن الأشرفية تسبق مدرسة العامرية بأكثر من مائة سنة وأيضاً بالنسبة للحجم قد تكون أكبر منها بثلثين أيضاً ولكن مع ذلك تظل مدرسة العامرية مميزة ومدرسة الأشرفية مميزة بشكل كبير وخاصة ان لها موقعاً مميزاً جداً على سفح قلعة القاهرة وكما أنها تهيمن علي أي منظر لمدينة تعز من أي نقطة خارج المدينة.
- أضرار مرت عليها الأشرفية
كان هناك إشكال قائم في هذه المعالم وخاصة ان سراديب مدرسة الأشرفية استخدمت في فترة من الفترات كمخازن للبترول وجزء منها استخدم كمدابغ للجلود.. ألم يؤثر ذلك على هذا المبنى؟
أعتقد أن مدابغ الجلود بالذات بالجهة الجنوبية الغربية في الاشرفية أثرت ولكن ليس بالتأثير الكبير كونها لم تلاصق جسم المبنى الأرضي ولذا كانت جزءاً من الفراغات التابعة للمبنى ونحمد الله أنها لم تؤثر على المبنى بشكل كبير.
- مراحل الترميم
اذا ركزنا على الاتجاه العام لأعمال الترميم هل تركز في المراحل الأولى على الأساسات؟
كما قلت بعد عملية التوثيق تم عملية تقوية هيكل المبنى .. ما تسمى بالعناصر الإنشائية للمبنى وكما تلاحظ تم اعادة الشارع الشمالي للمنسوب الأصلي والآن بالإمكان الدخول والخروج إلى الطابق الأرضي بصورة تامة وإعادة التكميل الأساسي للبوابة الرئيسية بالاضافة إلى حفر جميع المناطق حول المبنى في الجهة الشرقية والغربية والتي عملت على المساعدة على التنفس والتخلص من الرطوبة.. كما ان اكتشاف القبو التحتي بما يسمى بالمقبرة الملكية خلال هذا المشروع كان له أثر كبير جداً في تخلص المبنى من الكم الهائل من الرطوبة والآن تغير الحال بشكل كبير جداً وخاصة بعد عمل فتحة التهوية للقبو.
- انقاذ الخشبيات
هل الأعمال الخشبية في مدرسة الأشرفية بحاجة إلى مهارات معينة والاستعانة بالمهارات من الخارج؟
بلا شك الأجزاء الخشبية نادرة جداً وقديمة جداً وقد تم أخذ عينات لفحصها معملياً لمعرفة التكوينات الأولية والأشياء المضافة والمطعمة بالخشب وقد تم الاستعانة بالخبراء، عرب وأجانب في هذا المجال ونحن الآن قد أكملنا بالفعل عمل دورة تدريبية ل50 كادراً يمنياً مهندسين وأثريين في مجال الحفاظ ومجال الترميم الثقافي وسيكون للأشرفية نصيب كبير في هذا المجال.
- نمط العمارة في الأشرفية
في جوانب الأعمال التنفيذية لهذا المعلم الثقافي والحضاري كان لقاؤنا بالأخ/محمد دبوان المهندس التنفيذي للمشروع والذي تحدث قائلاً: وحدة التراث الثقافي بالصندوق الاجتماعي للتنمية تتجه لمنع التدخلات التي تقوم بها بعض الجهات المستفيدة بأعمال الترميم لغرض انقاذ المشروع ولكن أحياناً يكون الترميم لا يخضع إلى مدارس الترميم ولا يستخدم في هذه الأعمال المواد الأولية وكون المنشآت التراثية تشكل موروثاً حضارياً على ضوئه تستطيع تنظر إلى الأمم أو تعرف ماذا قدمت.. فكان لابد لوحدة التراث الثقافي أن تدخل وأن توفر الكوادر وتؤهل وتستعين ببعض الخبرات الأجنبية بغرض الترميم على مدارس معتمدة كالمدرسة البريطانية والمدرسة الهولندية وكل مدرسة لها منهجها وطريقتها فكان لابد من تدخل وحدة التراث الثقافي للحفاظ على الموروث لغرض حماية المباني التراثية.. أما إذا تحدثنا عن مراحل الترميم في مدرسة جامع الأشرفية .. فالترميم خضع لدراسات وتقييم بالنسبة لخبراء متخصصين أجانب وعلى رأسهم الدكتور/علاء الحبشي دكتور مصري متخصص بالتراث كلف من قبل اليونسكو لدراسة هذا المشروع وقد جمع معلومات كافية حول المبنى.. وعلى ضوئه كان تقريره لبدء الأعمال الإنشائية وكان من الخطوات الأولى هو الاتجاه لانقاذ المبنى وإنقاذ المنارة والمرحلة الثانية تتجه لمعالجة الأعمال الانشائية والمعمارية والمرحلة الثالثة تشمل إظهار النقوش المغطاة بطبقات النورة والأعمال الفنية الدقيقة بشكل عام وهذه المرحلة بشكل عام ستأتي بعد المرحلتين الأولى والثانية.
- مواد وخامات المنارات
كمهندس تنفيذي للمشروع كيف تحدثنا عن حجم الأضرار التي تفاجأتم بها عند بداية أعمال الإنقاذ؟
في الحقيقة حجم الأضرار والأهم منها هو المنارتان المنارة الشرقية والمنارة الغربية فعلاً كانت هاتان المنارتان متضررتين جداً حتى ان الواحد إذا صعد إلى المنارة كان يشعر بشيء غير طبيعي وهناك كان ارتجاج مخيف ونوع من الهزات وخصوصاً لمثل من هو مثلنا متعود على مثل هذه الأماكن المرتفعة يعني تشعر بقلق غير عادي.. فقمنا أولاً بالأشياء المتطلبة لترميم المنارات وبدأنا أولاً بالمنارة الشرقية والذي تفاجأنا به في هذه المنارة أن معظم الدعائم الخشبية أو ما يسمى بالدبل الخشبية الذي هي الخشب الدائري حول المنارة والدعائم الرابطة كلها في حالة غير صالحة وفي المنارة الواحدة بحدود ثلاثين داعمة خشبية وتم اعادة هذه الدعائم كما كانت بخاماتها الأولية ذات الجودة العالية وهي من أخشاب الطنب البلدي وتم توريدها من منطقة العدين.. وتم توريد النورة من جهة حيس وبعض المناطق التهامية وكما قمنا بشراء الياجور القديم لأن الياجور الحديث ضعيف.
- الطريق إلى المقبرة الملكية
اذا تحدثنا عن الأعمال الأخرى التي كانت تحت الردميات والمطمورات والتي كان لها الأثر في وصولكم لاكتشاف القبو أو المقبرة الملكية في جامع الأشرفية؟في الحقيقة اللقى والأشياء المدفونة والسواقي لتصريف المياه سواء مياه الأمطار أو مياه المجاري والسلالم المؤدية إلى الدور الأرضي حقيقة لم نكن نعلم بهذا الدور الأرضي وبعض المعالم الأخرى.. بينما هناك دور أرضي مجاور للقسم الداخلي للحمنون وكان متداخلاً والمدرسة تدخل بالجهة الشمالية بينما المقبرة هي في الجهة الجنوبية.. وفي البداية التقيت أحد السكان المجاورين للجامع وهو كبير بالسن الحاج عبدالغني.. وحدثني كما قال انه يذكر أنه في فترة تعود لفترة الإمام يحيى وكان هناك في ذلك الزمان حديث عن لقى وورق في المسجد وأنه ما يذكر كما يقول انه فقط أنهم كانوا يدخلون من الأبواب الأرضية ليخرجوا من الأبواب الداخلية.. يعني قال انه كان يرى القبور أمامه.. يعني أن الجدران الأفقية الموجودة والتي تفصل المدرسة عن المقبرة لم تكن موجودة حتى لو أتيت تقيمها أحيانآً تجد أنها مشتركة تشعر أنها مبنية لسد فراغ .. هذا الكلام جعلني أجلس مع الأخ العزي مصلح مدير مكتب الآثار وأطرح له هذا الكلام المتناقل من الأولين الأحياء.. فلم يقتنع ولم يستوعب هذا الكلام حقيقة بهذه المعلومة.. أيضاً ما نقل من خرافات متداولة بين السكان المجاورين للمسجد ومنها هذه الحكاية المترددة بأن فلان ابن فلان في أحد الأيام جنن أو ارتبش بعد مانزل إلى القبو أو بعد أن حضر في مكان ما يصل إلى هذا القبو، وحقيقة حتى ذلك الوقت لم يكن هناك مايؤكد بأن هناك سلماً إلى هذا القبو.. بجانب أن المواد التي كانت تورد لنا نقوم بخلطها بالدور الأرضي ولم نكن نعلم ان هذا الدور هو سقف محمول واستمر بنا على هذا نحو ستة أشهر.. نخلط ونحمل هذا السقف فوق طاقته باعتبار ان هذا السقف هو الأرض الأصلية للمسجد.
حتى جاء اليوم الذي بدأت فيه التفكير بترميم أرضية هذا الجانب الذي يعرف بالبهو الوسطي هذا الصحن ناتج تسربات المياه وكان لابد من معالجة هذه المنطقة بحيث نحمي المكان وعلى ذلك اتخذنا أعمال محميات أو ترميم للأجزاء العلوية حتى لا تتضرر الأرضيات وكنا نظنها أرضية أصلية وبعدها بفترة في الجهة الجنوبية يوجد بهو وسطي بمنطقة الخانق «منطقة الخانق هي عبارة عن باب تدخل منه على شكل حوض أو نافورة القبة التي فوق مركز سقفها عبارة عن قبة مفتوحة وكما اتضح ونحن نرمم رأس المنارة لم يكن الهلال موجوداً أو أي شعار موجود فوقها وهي عبارة عن فتحة يدخل منها الماء يعني ليست مختمة مثل بقية منارات الجوامع والقباب كثيرة في ملحقات الجامع مفتوحة تدخل منها المياه ويدخل منها الضوء ويحصل من خلالها تجديد للهواء.. ومن خلال هذه الملاحظة المعمارية تم من قبلنا شرح الوضع للأخ مدير الآثار إلا أنه لم يستوعب هذه الملاحظات فكان هذا الخانق هو عبارة عن منطقة مفتوحة مسقوفة بجمنونين بقبة وسطية عبارة عن مخزن وقمنا في البداية بعملية التنظيف والمستحدثات وكنا نلمس أنها أرضية غير طبيعية وفكرنا طالما هذه الأرضية هشة لابد من صيانتها حتى تم استشارة الدكتور علاء وذلك لإزالة الطبقة الهشة في هذا الأرضية واستبدالها بأرضية جديدة.. وبدأنا نكتشف من الردميات عبارة عن بقايا مخلفات.. فكان هناك تدخل من مكتب مدير الآثار بإيقافنا من أي عمل وطرح علينا الابتعاد من الاحتمالات واذا كان هناك من عمل أو حفريات لابد أن يقوم على ضوء دراسات وحدد لنا مساحة متر في متر لنقوم بترميم هذه الأرضية فإذا الحفريات والردميات تقودنا إلى سلم وعلى الفور تم استدعاء مدير مكتب الآثار وعند وصوله لمعاينة الوضع فإذا بدأ يتوضح في المبنى شكل عقد عندها كان لابد أن يتوقف العمل وابلاغ الجهات المعنية وازدادت في الجانب الآخر الاشاعات بوجود كنز ومن هذا القبيل حتى كانت تلك الإجراءات والتي على ضوئها تشكلت لجنة ممثلة من مكتب الآثار ومكتب الأوقاف والصندوق الاجتماعي أو وحدة التراث وعلى ذلك تمت الحفريات لنكتشف السلم الشرقي والغربي للقبو ووصولاً إلى المقبرة الملكية.. وكأن الله تعالى أراد أن نكتشف هذه السلالم لإنقاذ أهم منطقة في جامع الأشرفية كانت مصابة برطوبة غير عادية بهذا المكان وكتمه وحتى أنه سبحان الله وجدنا عند دخولنا روائح عطورات ورائحة الكاذي والحاجات القديمة الروعة وبعد اكتشاف الغرف كل مالاحظناه القبور المتواضعة وهي سبعة قبور.. وهذه هي القصة الكاملة لاكتشاف المقبرة الملكية في الأشرفية.
- تفسير وإلهام رباني
مع هذه الترميمات وكخبير محلي كيف تتحدث عن خصوصية التميز في هذه المدرسة المعمارية؟ في الحقيقة مدرسة الأشرفية هي مدرسة للإنشائيين ومدرسة للمهندسين المعماريين والأثريين يعني بالحقيقة تشعر بالناس الذين نفذوا المشروع هنا والذي أشرفوا على بنائه إضافة إلى المهنيين الذين قاموا بالبناء يعني مع عدم وجود الجامعات وأقسام التخصص هي تكاد تكون تجليات مباشرة بين هؤلاء الناس وخالقهم وحقيقة هي إلهام غير عادي وهناك ذهول في تخطيط هذا المسجد سواء في تقسيم المبنى أو في قببه أو في الطريقة الإنشائية أو العقود أيضاً المنارات وأيضاً التناسق والتناغم الموجود بين الكتل شيء غير عادي والحقيقة من لم يزر الأشرفية في نظري ينقصه شيئاً.
- التوصيات المحلية والعالمية لترميم الأشرفية
عن الاتجاهات العامة لأعمال الترميمات للمدرسة الأشرفية وماهي الأولويات والدراسات لهذه الترميمات في ضوء توصيات خبراء اليونسكو ومكتب الآثار بتعز تحدث الأخ العزي محمد مصلح مدير عام مكتب الآثار بتعز والذي قال: ضمن مناهج جداول ممنهجة تم تعديل كل فقرة من فقرات الجدول هذا بعد المناقشة لكل هذه الفقرات ثم نعدل فيه ونقره ونستمر في عمليات الترميم على ضوء هذا الجدول لمدة 3 أشهر بعد ذلك نعرف ماهي الاخطاء ثم نبدأ بتنفيذ جدول الأعمال وكل الجداول تشمل البنية الانشائية عامة.. وربما نحن مشارفون على الانتهاء من الجانب الانشائي وسيتم الانتقال بعد ذلك إلى ترميم الجانب الفني والمعضلة التي تقف عائقاً أمامنا هي كيف يتم التخلص من الجسور الخرسانية التي وضعت في مرحلة ما وهي المعضلة الأساسية من وجهة نظرنا ولكن الخبراء الزائرين لمدرسة الأشرفية باستمرار كل واحد منهم يدلي برأيه بإزالة هذه الجسور ومعظم هؤلاء الخبراء هم من مصر وإيطاليات وألمانيا .. وعلى ضوء تجميع هذه الآراء فالمسألة كيف يتم معالجة هذه الجسور وإزالتها وتثبيت القبب بوضعها الطبيعي.أما الدراسة التي وضعت من قبل مكتب الآثار وخبراء اليونسكو كانت على اتفاق تام من حيث مناقشة المشكلة الرئيسية للجامع أو الاضرار التي كانت في الجامع ونأمل في الأخير أن ينتهي برنامجنا وفقاً للجداول الموضوعة وإن شاء الله سننتهى في شهر 1282007م من عملية الترميمات ويعود الفضل للصندوق الاجتماعي للتنمية وللدكتور عبدالكريم الأرحبي وزير التخطيط والتعاون الدولي.
- أوضاع الترميمات في جامع المظفر
واستطرد الأخ العزي مصلح مدير عام الآثار بقوله: في كل الأحوال لدينا خطة ثانية لترميم جامع المظفر كونه يعاني من إشكال كبير جداً .. ويكمن هذا الإشكال في تقادم الزمن بفعل الحشرات الآكلة للأخشاب التي أحدثت أضراراً كبيرة إلى جانب الرطوبة التي تتسرب من الناحية الجنوبية والجنوب الشرقي بالذات .. وبالنسبة لمدرسة المعتبية فالحقيقة تدخل الصندوق الاجتماعي بعد انهيار السطوح الخاص بالرواق الغربي والحمد لله نفذنا مباشرة العمل وتم تجاوز الترميم الخاص بالأجزاء العامة للمدرسة وإعادة بناء السطوح .. والآن نبحث عن مداخل للوصول إلى الطابق الأرضي.
- مستوى التنسيق بين الآثار والصندوق
وعن مستوى التنسيق مابين مكتب الآثار ووحدة التراث الثقافي للصندوق الاجتماعي للتنمية قال: نحن مشرفون إشرافآً مباشراً ونشكل كتلة واحدة والعمل عمل منظم ودقيق ويتم مناقشة كل فقرة ونقطة قبل بداية التنفيذ في عملية الترميمات.والذي أود أن أؤكده لكم اننا على اتصال تام وتفاهم جيد لمسألة تعجيل عملية الترميمات للمنشآت التاريخية في المدينة .. والصندوق الاجتماعي على وعي تام وكامل للجوانب الرئيسية للمشروع ولن يتم عمل أي شيء إلا بعد المناقشة وتثبيت البرنامج كما أسلفت سابقاً.
- الاحتياج للخبرات المحلية
وبالنسبة لمدى احتياجات مكتب الآثار لخبراء صيانة التراث أوضح العزي مصلح بالقول: عامة مكاتب الآثار لا تستغني على الإطلاق عن احتياجاتها لأن مشاكلها مستمرة بحكم مرور عقود تاريخية على المواقع الأثرية وإن كنا بحاجة ماسة إلى دعم من صناديق متعددة .. ولا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر والإمتنان الجزيل للصندوق الاجتماعي للتنمية لأن هذا الصندوق قدم الكثير من الدعم السخي لعملية الترميمات بتعز.
- 600 ألف دولار
وعن مراحل الترميمات من الخطة العامة وتحديد ميزانية الترميمات قال العزي مصلح: في الواقع تكلفة الترميمات الخاصة بالأشرفية بلغت 600 ألف دولار وقد تتجاوز هذا الرقم.. وأحياناً قد لا تتجاوز هذا المبلغ لأن ميزانية الثلاثة الأشهر 18 مليون ريال وفقاً لما سنقدم عليه من أعمال ترميمية مع تقدير تام لكل الفترات وتحديد الإمكانيات التي يمكن أن تقدم لهذه الفترة التي يتم فيها عملية الترميمات.. وعلى هذا الأساس يتم وضع التكلفة التقديرية.
- فن يمني خالص
وفيما إذا كان للمدرسة الإنشائية القديمة لعمارة الأشرفية تداخل أو تشابه مع العمارة المصرية واليونانية وأصحاب الحضارات الأخرى قال العزي مصلح: حقيقة من حيث التخطيط الهندسي والرسومات التشكيلية والفنية التي تلازم هذه المدرسة.. أنا أختلف مع من يقول ان هذه الزخارف تنتمي إلى مدرسة من المدارس التي ذكرتموها في السؤال .. لأننا تتبعنا كثيراً من الوحدات الزخرفية سواء ذات الألوان النباتية أو الزخارف المصرية.. فالزخارف المصرية هي بمثابة زخارف إسلامية ولا غبار عليها انما الوحدات الزخرفية وإن كانت كلها عبارة عن أطباق نجمية ثمانية حددت في عصر من العصور ماقبل الإسلام ثم تطورت في عهد إبراهيم بن محمد بن يعفور في الجامع الكبير ثم جامع شبام ثم انتقلت في عهد الدولة الرسولية وتطورت في عهد المجاهد ثم المؤيد واتخذ المؤيد والمجاهد منها شعاراً ثم أخرجت بالإخراج الذي وضعت عليه مدرسة الأشرفية فكيف يمكن للآخرين الذين يجتهدون بمجرد النظرة الأولى دون تمعن ويعيدوا انتماء مدرسة الأشرفية إلى مدارس غير يمنية لا تنتمي للتراث ولا للثقافة اليمنية.. فهذا منطق مرفوض قولاً وعملاً من جانبي على الأقل وبالإمكان أن أطرح أدلة وبراهين تؤكد اننا غير متجنين على حضارة لم يتم على الأقل دراستها من الجانب الفني دراسة دقيقة ويجب أن نكون محاطين من هذا الجانب.. ولهذا أؤكد ثانية أن مدرسة الأشرفية تنتمي إلى المدرسة الرسولية والقادمة من العمق الزمني والبعد التاريخي للفنون اليمنية القادمة من الفجر الأول الإسلامي ثم ما قبله وهكذا بمعنى أن هذا التاريخ موروث حضاري ينتقل من قرن إلى قرن ويتطور في كل المراحل الفنونية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.