تمرة لعلي لا أبالغ إذا ما قلت أن المأثور القولي الشفهي منه أو المكتوب يساوي أشجار النخيل الموجودة في اليمن سواء المتعلق بفوائد هذه الثمرة والدعوة إليها والمكانة الدينية التي تحتلها أو ذلك الذي يختص بالحديث عن أنواعها وأصنافها. والحقيقية أن التمر غني بالفؤائد إذ يحتوي على الكثير من الفيتامينات التي يحتاجها الجسم وهي فيتامينات ذات قيمة غذائية عالية لدرجة أن حبة التمر الواحدة تعادل وجبة من حيث القيمة الغذائية. ولعل اليمني عموما على إطلاع معقول بمثل هذه المعلومات عن التمر وفوائدة فربما يعطيك إنسانا عاديا محاضرة مطولة في هذا الجانب وهي عبارة عن خبرة تراكمية تجمعت لدية من خلال اغترابه في السعودية مثلا أو من خلال معايشته لها في الزمن الماضي أيام الرخاء والعيش الرغيد الذي انحصر أيام الرئيس الحمدي فما دون ذلك العهد تأريخ سياسي حافل بالدماء والجوع اسلمهم أن هذه الخبرة العريضة تجف أو تحد في ظل حضورها الدائم وغياب العينة التي ينبني عليها فهم موضوعي مؤصل لدى المحاضر اليمني أعني الإنسان العادي.. جل اليمنيين على غير صلة بثمرة خالتهم النخلة لا يلتقون بها إلا لماماً وفي أيام معدودة من السنة أتكلم عن شريحة عريضة من الناس وصل بها الأمر إلى عدم السماح لنفسها حتى بمجرد التفكير في إقتناء التمر أو الحصول عليه في مادون شهر رمضان ومع ذلك فالحال مستور والحياة تسير سواك:اللحظات المثقلة بالحب تمر سريعا فتثير غبار الشجن والحنين الدائمين إليها.