لم يبق غير شهر وبضعة أيام على خوض فريق نادي شعب إب لكرة القدم حامل لقب بطل دوري الدرجة الأولى لهذا الموسم، مباراته أمام فريق النجمة بطل الجمهورية اللبنانية، وهي مباراة الذهاب ضمن البطولة العربية للأندية أبطال الدوري، التي من المفترض أن يخوضها الشعب على أرضه وبين جمهوره في إب. لكن عدم جاهزية استاد إب، طرحت مسألة نقل المباراة إلى استاد علي محسن في صنعاء، كما حدث في نهائي حسم بطولة الدوري بين الشعب والاتحاد عندما تم نقلها من إب إلى صنعاء للسبب نفسه!! أقف هنا مستغرباً! مستعجباً! مندهشاً!! إذ كيف صرفت أموال كثيرة لإقامة ملعب إب خلال رقم قياسي عالمي في فترة الإنشاء بلغت أكثر من عقدين 1986 2007م، بل وتم إضافة مخصصات عاجلة (إضافية) بلغت عشرات الملايين مطلع عام 2007م الذي تم فيه إقامة احتفالات العيد الوطني السابع عشر للتعجيل بتجهيز الملعب لهذه المناسبة، وبعد ذلك بسنوات قليلة نراه عاجزاً عن استضافة لقاء كروي داخلي حتى، فما بالكم بالخارجي!! لقد بلغ الحال بنا في هذه البلاد إلى أن صار الفساد ونهب وإهدار المال العام والتسيب والإهمال، هو القاعدة.. والخوف من الله.. والإخلاص في العمل.. والنزاهة، وما إلى ذلك من الصفات العظيمة، هي الاستثناء، وهذه حالة واحدة من مئات أو آلاف الحالات التي تؤكد أن الدولة والحكومة رخوة أمام مسلسل الفساد والقتل الطاغي والفقر وسوء التغذية الذي جعل اليمن في صدارة الدول التي تعاني هذه الأمراض التي تدمر المجتمعات والدول. نعود لموضوعنا فرغم كل هذا التسيب، ورغم فارق الفترة الزمنية بين نهائي الدوري ومباراة الشعب والنجمة التي تقدر بنحو شهرين، فلم يتم التحرك من المعنيين لمعالجة أوضاع استاد إب وإعادة تأهيله للمباراة القادمة في البطولة العربية وللموسم القادم بشكل عام، فأين الاتحاد والوزارة والمحافظة من كل هذا الإهمال والتسيب والتقاعس؟! وفي الختام وانطلاقاً من حق شعب إب في اللعب على أرضه وبين جماهيره على ملعب المحافظة الذي أُنفقت عليه المليارات، أعود لأضع السؤال الكبير: لماذا لا يعلب الشعب على أرضه؟!!