كانت الطرق اليمنية خلال إجازة عيد الفطر المبارك على موعد مع أيام دامية راح ضحيته أكثر من 100 شخص بسبب الحوادث المرورية.. الكثير من الناس يتخوفون من السفر إلى قراهم خلال إجازة الأعياد، تحسباً من أحداث مأساوية تتكرر كل عام، ومركبات يملأ خزانات وقودها الطمع بإمكانها تصديرهم في لحظات إلى حياة أخرى، أو قضاء إجازة العيد في دهاليز المستشفيات إن هم سلموا. خلال الأيام الماضية، كانت إدارات المرور تزف إلينا أنباء مفجعة بمناسبة العيد: «13» شخصاً توفوا و«90» أصيبوا في أكثر من 50 حادثاً وقعت بعموم المحافظات وتوزعت ما بين حوادث انقلاب، ودهس مشاة، وصدام، أرجعت الأجهزة المرورية أسبابها إلى السرعة الزائدة وعدم التقيد بقواعد المرور. رغم التحذيرات المسبقة والتوعية ووضع خطة استثنائية للإسعافات والطوارئ على الطرق بين المحافظات وفي مداخلها ورفع الجاهزية إلا أن الحوادث المرورية لم تتوقف..كان آخرها الخميس الماضي حيث وقع 27 حادثاً لقي خلالها تسعة أشخاص مصرعهم منهم خمسة من مستخدمي الدراجات النارية, فيما أصيب 38 آخرون بإصابات مختلفة. إحصائيات الجهات الرسمية ممثلة بإدارة المرور التابعة لوزارة الداخلية تشير إلى 17 ألف قتيل قضوا في حوادث السير خلال الاعوام 2006-2011، و 95 ألف مصاب في 83400 حادث سير.. يضاف إليها 1054 قتيلاً و5200 مصاب منذ مطلع العام الجاري حتى منتصفه. دعوى لاتباع السلامة المرورية في البدء التقينا العقيد محمد أحمد كواتي مدير عام مرور محافظة تعز الذي وجه دعوة قبل إجازة العيد وخص سائقي المركبات لاتباع قواعد السلامة المرورية خلال قيادتهم السيارات أثناء السفر والتنقلات بين المحافظات لقضاء إجازة عيد الفطر مذكرا بالنتائج المأساوية للحوادث المرورية المؤسفة التي يتكرر وقوعها خلال هذه المناسبات. وقال مدير عام المرور بتعز: إنه يجب أن تنفذ حملة توعوية بالتنسيق مع نقابات النقل للتذكير بالنتائج المأساوية والأضرار الفادحة الناجمة عن الحوادث المرورية عن طريق توزيع بروشورات وملصقات إرشادية تبين للسائقين والمواطنين حجم المأساة المرورية والوسائل السليمة في التعامل مع المركبات وكيفية تفادي الحوادث المرورية والحد من نتائجها. إهمال السائقين وأرجع كواتي أسباب الحوادث وارتفاع حالات الوفاة إلى السرعة الزائدة وإهمال السائقين وعدم تقيدهم بالقوانين المرورية, إلى جانب استخدام الهاتف السيار أثناء القيادة, وانتهاء الصلاحية الفنية لبعض السيارات وأسباب أخرى. ودعا العقيد كواتي جميع الإخوة المواطنين إلى العمل بمقتضيات السلامة المرورية؛ حرصاً على سلامة الجميع، مؤكداً ضرورة اضطلاع كافة أفراد المجتمع بدور فاعل في التوعية وبما يسهم في الحد من الحوادث. مسئولية جماعية مشيراً إلى أن مشكلة المرور ليست مرتبطة برجل المرور فحسب، بل هي مسئولية جماعية تتطلب تضافر جهود الجميع للحد منها قبل وقوعها والتقليل من آثارها المأساوية، مبينا الدور الذي يقع على رجل المرور في مجال تأمين الطرقات ونشر الوعي المروري وتنظيم حركة السير في سبيل الحد من الحوادث وما ينتج عنها من خسائر بشرية ومادية. فداء للخطوط الإسفلتية ويأتي اشتعال أسهم الحوادث المرورية في الوقت الذي اتخذت فيه عدد من الجهات الرسمية تدابير للحد من الحوادث، لكننا نجد أن بعض سائقي المركبات في الخطوط الطويلة تعمد رفع أجرة المسافرين خلال أيام العيد إلى مبالغ تتجاوز ضعف ما هو معتاد طيلة أيام السنة، إلا أن شهيتهم المرتفعة تجعلهم يسابقون الرياح جرياً وراء مردود أكبر، ويعرضون المسافرين، لمخاطر وكباش فداء، للخطوط الإسفلتية.. كما أن قائدي المركبات لا يأخذون قسطا وافرا من الراحة لمواجهة الرحلات التي سينفذونها. خطة استثنائية للطوارئ على الطرق وزير الصحة العامة والسكان الدكتور أحمد قاسم العنسي أوضح في تصريح له أنه تم وضع خطة استثنائية للإسعافات والطوارئ على الطرق بين المحافظات وفي مداخلها خلال فترة عطلة عيد الفطر المبارك، وقد تم رفع جاهزية جميع المستشفيات ومراكز الطوارئ في مختلف المحافظات. وأضاف: أنه تم رفع جاهزية سيارات الإسعاف على تلك الطرق واستمرار تمركزها على مدار 24 ساعة؛ وذلك لإسعاف أي إصابات قد تنتج عن حوادث الطرق المحتملة والتي قد تتزايد نتيجة زيادة الازدحام على الطرق السريعة، موضحاً أن غرفة عمليات وزارة الصحة ستستقبل أي بلاغات على مدار 24 ساعة، وستتابع عمليات الاستجابة والإسعافات لتقديم الخدمات الصحية للمصابين والمحتاجين لها سواء من قبل سيارات الإسعاف أم المستشفيات ومراكز الطوارئ. حملة توعية المؤسسة اليمنية للدراسات الاجتماعية والتنمية (نهوض) من جانبها ناشدت الجهات المعنية في حكومة الوفاق الوطني القيام بدورها للحد من حوادث السير التي تتزايد يوماً عن يوم، ويذهب ضحيتها الآلاف من المواطنين. ودعت نهوض الحكومة وكل المعنيين إلى القيام بحملة التوعية والإرشاد بطرق السلامة؛ للحد من حوادث السير، وكذا نشر طواقم الإسعاف وإعداد غرف عمليات في كل وزاراه من الوزارات المعنية ونشر أرقامها في وسائل الإعلام ليسهل التواصل معها وخصوصا أيام العيد حيث تكثر الحوادث المرورية. و أهابت نهوض بجميع وسائل الإعلام الرسمية والأهلية القيام بالتوعية؛ وذلك للحد من الظاهرة التي تهدد الجميع دون استثناء، محذرة من تنامي الظاهرة..و دعت السائقين لتجنب السرعة وتجنب السهر المتواصل. 112 ألف ضحية في ست سنوات إحصائيات الجهات الرسمية ممثلة بإدارة المرور التابعة لوزارة الداخلية تشير إلى 17 ألف قتيل قضوا في حوادث السير خلال الأعوام 2006-2011، و 95 ألف مصاب في 83400 حادث سير.. يضاف إليها 1054 قتيلاً و5200 مصاب منذ مطلع العام الجاري حتى منتصفه.. وتحدثت الإحصائيات قبل عامين عن 24 ألف قتيل وقرابة 160 ألف مصاب سقطوا خلال عشرة أعوام. تلك الإحصائيات المرعبة ترشح اليمن لصدارة دول العالم في ضحايا حوادث السير بمعدل 2500 قتيل وأكثر من 15 ألف مصاب سنوياً. فحص فني إجباري عدد من المواطنين طالبوا بضرورة تنفيذ نظام الفحص الفني للسيارات للتقليل من الحوادث المرورية التي غالباً ما يكون سببها الإهمال واللامبالاة من ملاك وسائقي السيارات وعدم تفقدها قبل قيادتها. وخاصه أيام إجازات الأعياد التي يزداد فيها استخدام المركبات. مطلوب توعية مدير عام مركز الفحص الفني بمحافظة تعز محمد علي دحان غالب كل ما يتمناه أن توجد توعية لدى الجميع بأهمية الفحص الفني الدوري وقال إن العمل في مركز الفحص حاليا ضعيف جدا عكس ما كان يتوقع قبل تنفيذ النظام والسبب عدم وجود الوعي الكامل لدى مالكي المركبات على وجه الخصوص بأهمية الفحص الفني وعدم الالتزام بإجراء الفحص، بالإضافة إلى عدم التزام بعض إدارات المرور بإرسال السيارات للفحص. وأضاف: كنا نتوقع أن يتم الفحص في اليوم الواحد 260 سيارة في الخط الواحد، بينما حاليا يتم فحص من 25 إلى 30 سيارة فقط في اليوم.