سلسلة مقالات وجدانية للكاتبة والخبيرة في التنمية البشرية المدربة الدولية عائشة الصلاحي عن مؤلفها النوعي الصادر حديثاً (فارس النور)، من إصدارات مجلة نجاح المتخصصة في التنمية البشرية والعلوم الإدارية. ومضة المنطلق إنها ليست اسطراً تُكتب على الورق.. إنها ليست كلمات تُرسم بحبر جاف وبقلم أصم.. بل هي روح تُراق بكل دفئها وضيائها إلى أرواح تشاطرها قرار المضاء.. إنها روح الانطلاق.. روح النهوض.. روح العُلا.. روح الهمة المتوقدة تُراق بأريجها هاهنا لتنبت إنجازاً ونجاحاً هناك في أعماقك. نعم أنت.. ومن غيرك نخاطب؟ أنت يا من صمم أن يكون الربيع الجديد في دنيا الملل، وتدفق بحماسة في (فن الممكن) كدولاب الحياة الذي لا يقف، واندفع شهاباً ذا عزم هادف وتألق لمن حوله هاتف: أنت الذي نخاطب وننشد، نرسلها إليك لتمضي معنا في رحلة ماتعة في دنيا المضاء والارتقاء.. روحنا تأكدت أن روحك ستتجاوب معنا معتمدة على حديث المصطفى الذي أخبرنا أنه لا بد من التآلف بين الأرواح التي تعارفت في الملكوت المقدس في السموات، ومع هذه الأرواح عزمنا على الانطلاق في ومضة لها عزمة البركان في انفجاره وعمق البحر في بُعد قعره، ولا محدودية السماء في آفاقها. كانت أسطرنا في الأعداد الماضية فتحاً للباب بين روحنا وروحك لنجذب انتباهك إلينا بعيداً عن ضوضاء المحبطين والمتشائمين الذين ضجوا المدى بتأوهاتهم وسلبية أعمالهم وأقوالهم.. لنقل لك لقد آن المسير الآن معاً في رحلة كل محطاتها لا بد أن ترفعك من مرتقى إلى أعلى، نحتاج إلى عزمك الصادق حتى نخرج من حالة الركود والنواح الذي تعيشه الأمة، نحتاج لرغبتك الصادقة في أن تكون سعيداً ورائعاً وهذا هو كل ما تحتاجه بعد تحديد هدفك.. (العزم الصادق) ذلك العزم الذي لا يعرف اللين أو الأعذار، العزم الذي يدغدغ قلبك وخيالك في الليل والنهار.. ما أكثرهم أولئك الذين يشكون وينوحون من شدة آلامهم من الكآبة والإحباط والضيق.. لكنك حين تدقق في أحوالهم تجدهم لم يستبسلوا في إسعاد أنفسهم كما استبسلوا في البكاء والعويل، من أراد حقاً لا بد أن يصل ولكن أين هذا الذي يريد حقاً بدون أعذار ولا إسقاطات على الآخرين. ترى أمثال هؤلاء المتشاكين مستسلمين لكسلهم وما زالت جعبة الحلول مليئة ولكن هي ضيق أخلاق وصدور الرجال وليس ضيق الأرض والأسباب.. نحتاج إلى عزمك الصادق وإيجابيتك معنا لتغير خط أمتنا المنحدر إلى الأسفل.. نعم نحن كُثر والحمد لله ولكنك مهم.. ولامع بيننا فلا تسترخص مكانتك المهمة في انطلاقتنا. والآن تسأل إلى أين المنطلق تحديداً؟ إلى حيث نصنع أنفسنا من جديد لنصنع حياة أروع وأجمل لنا ولمن حولنا.. إلى حيث نحطم قيود المادية الأرضية ونسحق كآبة الواقع وسوداوية الرؤية.. إلى حيث نستنشق عبير القمم.. وروعة الإنجاز المتناهي يوماً بعد يوم. بالله عليك ألم تمل نفسك من الإحباط وترديد كلمات اليأس؟! ألم تكل روحك من العيش في حفر التقليدي والروتيني والنمطي؟! إلى متى الضعف؟! إلى متى البلد والسلبية؟ ألا تشتاق إلى حياة جديدة سعيدة تعرف فيها نفسك وما تريد وأي الآفاق سترد وتحلق فيها؟ لا تقل أوهام.. لا فآمالنا وأحلامنا معقودة بالكريم الذي لا يمل من العطاء ولا تفرغ خزائنه من كثرة الإنعام أيقظ عملاقك فهو موجود.. والذي برأ السماء هو موجود هناك في أعماقك ينتظر أن تفتح له الباب الصحيح بعزم ليخرج، بالتأكيد هو موجود فالله لا يظلم أحداً ولا بد أنه أودع فيك ما يؤهلك للوصول إلى الفردوس الأعلى الذي بناه لك ولا بد أنه سبحانه أبدع فيك ما يمكنك من الخلافة التي وعدك بها. هيا لنبدأ بتجاوبك العملي والسريع مع كل ما نرسله إليك، استفزز قلمك المهجور وابعث لنا بأريج روحك التي تشاركنا روعة الانطلاق.. انتقد.. شارك.. امدح.. أنجز ونفذ.. أرسل دعاءك إلى السماء بظهر الغيب عوناً لنا، حمس الآخرين لمشروعنا.. كن معنا بما تستطيع ونبشرك أننا كثير وكلنا لامعون فاحرص أن يكون لك بريقك المميز في التطبيق والتجاوب وتذكر أننا شركاء في الحلم وشركاء في إنجاز (نجاحنا) وبأنك حين تصل إلى القمة ستزيد في هنائنا لأنك جزء جوهري من سعادتنا. كن أبياً مثلما يرتضي رب السماء أيها القلب الذي كان لله انتمى كن طموحاً في الحياة، طاهراً طهر الصلاة، ثابتاً للنائبات حين ترمي الأسهما لا تقل فات الأوان وانطلق فالوقت حان يصنع المستقبل من بمولاه احتمى وانطلق نحو العلا واتخذها سلما إن قلباً مؤمنا حقه أن يقدما فلتكن عطراً نراه في الرباة والسراة أو ربيعاً مزهراً أو نشيداً ملهما فاستعد لومضتنا القادمة ولتكن كالريحان الأبيض يتجاوب حسناً كيفما أتيته فإن نظرت إليه أفرحك منظره، ولونه الأبيض المشرب بقليل خضرة، وإن شممته سرتك رائحته الخلابة، وإن وضعته في غرفتك ملأها عبيراً وأبعد الحشرات عنها وإن غليته أعطاك مشروباً له تأثير شفائي لا يصدق في كثير من الأمراض، وإن وضعته بين كتبك وأغراضك بعد يبسه فإنه يحميها لك من النمل والحشرات.. فهل يكون الريحان أفضل منك؟ إذن تجاوب معنا.. واعزم أن لا تُسبَق إلى خير أبداً ولتكن إرادتك صادقة لا تقبل (لكن) أو (إلا).. انتظر ومضتنا القادمة فإنها مميزة... [email protected]