انتشرت في الآونة الأخيرة بمحافظة تعز ظاهرة فوضى إطلاق الأعيرة النارية في الهواء، بعد أن كان ممنوعاً استعمال الأسلحة النارية فيها خلال السنوات الماضية، ومع الانفلات الأمني التي تشهده المحافظة ومعظم محافظات الجمهورية منذ أكثر من عام وانتشار السلاح بين أوساط الشباب، الأمر الذي أدى إلى فقدان العديد من الشباب في حفلات الأعراس والحفلات العامة على مرأى ومسمع الجهات الأمنية في المحافظة والتي لا تحرك ساكناً.. في أغلب الأعراس تطلق أعيرة نارية بالآلاف، وقد يصاب بعض الحاضرين برصاصات طائشة نتيجة انزلاق السلاح الناري في يد أحدهم أو نتيجة رجوع الرصاص كما هو متعارف عليه. الطفل محمد حكاية مؤلمة ذو 12ربيعاً من عمره يتيم الأبوين أحد ضحايا إطلاق الأعيرة النارية العشوائية، حيث أصيب ظهر أمس بطلق ناري من رصاص راجع في القفص الصدري،.. وِأشار محمد - أثناء حديثه ل(الجمهورية) وهو يجهش بالبكاء ألماً وحسرة – إلى أن إصابته بعيار ناري لا يدري من أين أطلقه مستهتر، ليباغته وهو يقف أمام أحد المحلات التجارية في منطقة عصيفرة أثناء قيامه برفع المخلفات، ليجود عليه أصحاب تلك المحلات بما يسد به جوعه، وليستقر العيار في صدره على بعد سنتيمترين فقط من القلب، والذي كاد أن يتسبب في مقتله. ويقول:”ما هي إلا دقائق قليلة حتى وجدت نفسي غارقاً بالدماء، قام صديقي عماد على الفور بنقلي إلى المستشفى، وأحضرني إلى هنا لإنقاذ حياتي”. محمد لايزال يرقد في مستشفى الثورة بتعز في انتظار إجراء العملية لاستخراج الرصاصة من صدره، ويأمل أن تكون هناك إجراءات صارمة من قبل الجهات الأمنية ضد إطلاق العيارات النارية، داعياً الخيرين إلى مد يد العون والمساعدة له؛ ليتمكن من دفع رسوم العملية وتكاليف الأدوية.