العلامة الشيخ "الزنداني".. رائد الإعجاز وشيخ اليمن والإيمان    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    على طريقة الاحتلال الإسرائيلي.. جرف وهدم عشرات المنازل في صنعاء    التعاون الدولي والنمو والطاقة.. انطلاق فعاليات منتدى دافوس في السعودية    ميسي يصعب مهمة رونالدو في اللحاق به    الهلال يستعيد مالكوم قبل مواجهة الاتحاد    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    الفنانة اليمنية ''بلقيس فتحي'' تخطف الأضواء بإطلالة جذابة خلال حفل زفاف (فيديو)    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    بالصور.. محمد صلاح ينفجر في وجه كلوب    18 محافظة على موعد مع الأمطار خلال الساعات القادمة.. وتحذيرات مهمة للأرصاد والإنذار المبكر    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    خطر يتهدد مستقبل اليمن: تصاعد «مخيف» لمؤشرات الأطفال خارج المدرسة    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    اسباب اعتقال ميليشيا الحوثي للناشط "العراسي" وصلتهم باتفاقية سرية للتبادل التجاري مع إسرائيل    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    مجهولون يشعلون النيران في أكبر جمعية تعاونية لتسويق المحاصيل الزراعية خارج اليمن    طالب شرعبي يعتنق المسيحية ليتزوج بامرأة هندية تقيم مع صديقها    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    تضامن حضرموت يحسم الصراع ويبلغ المربع الذهبي لبطولة كرة السلة لأندية حضرموت    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    ما الذي يتذكره الجنوبيون عن تاريخ المجرم الهالك "حميد القشيبي"    تجاوز قضية الجنوب لن يغرق الإنتقالي لوحده.. بل سيغرق اليمن والإقليم    الحوثيون يلزمون صالات الأعراس في عمران بفتح الاهازيج والزوامل بدلا من الأغاني    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    وفاة شابين يمنيين بحادث مروري مروع في البحرين    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    اعتراف أمريكي جريء يفضح المسرحية: هذا ما يجري بيننا وبين الحوثيين!!    تشيلسي ينجو من الهزيمة بتعادل ثمين امام استون فيلا    مصلحة الدفاع المدني ومفوضية الكشافة ينفذون ورشة توعوية حول التعامل مع الكوارث    ضربة قوية للحوثيين بتعز: سقوط قيادي بارز علي يد الجيش الوطني    الدوري الاسباني: اتلتيكو مدريد يعزز مركزه بفوز على بلباو    وصول أول دفعة من الفرق الطبية السعودية للمخيم التطوعي بمستشفى الأمير محمد بن سلمان في عدن (فيديو)    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    قيادية بارزة تحريض الفتيات على التبرج في الضالع..اليك الحقيقة    قبل شراء سلام زائف.. يجب حصول محافظات النفط على 50% من قيمة الإنتاج    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    فريق طبي سعودي يصل عدن لإقامة مخيم تطوعي في مستشفى الامير محمد بن سلمان    ارتفاع إصابات الكوليرا في اليمن إلى 18 ألف حالة    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    "نهائي عربي" في بطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عصابة من خارج حضرموت قتلت مواطن وألقته في مجرى السيول    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    حزب الإصلاح يسدد قيمة أسهم المواطنين المنكوبين في شركة الزنداني للأسماك    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    أعلامي سعودي شهير: رحل الزنداني وترك لنا فتاوى جاهلة واكتشافات علمية ساذجة    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طموح وصمود من 1935م وحتى 2012م
المستشفى الجمهوري بصنعاء
نشر في الجمهورية يوم 25 - 09 - 2012

عندما نتحدث عن مسيرة هيئة المستشفى الجمهوري التعليمي بصنعاء فإننا نتحدث عن تاريخ شعب ونضال جمع بين حقيقتين من زمن وتاريخ كفاح الشعب اليمني وتحول وتطوير النظام السياسي.. فمن الملكية إلى الجمهورية.. فهذا الدكتور / نبيل الحاج نائب مدير المستشفى للشئون السريرية يتحدث قائلاً :هو أول مستشفى أسس من 1935م وتم افتتاحه 1938م وكان يحتوي على مبنى طيني مكون من طابقين في الجهة الشرقية عبارة عن عيادات عامة وعنابر رقود وغرف للوسائل التشخيصية البسيطة مثل المختبر الميداني والأشعة..
وقد سمي بمستشفى المملكة المتوكلية اليمنية وقد كانت الكوادر العاملة فيه أطباء أجانب يعملون في السلك الدبلوماسي حيث كان للإمام شروط يضعها وهي أن يكونوا سفراء الدول الصديقة التي تربطها علاقة مع اليمن آنذاك من الأطباء لكي يتم استغلالهم وفي الأساس كانوا من روسيا وإيطاليا ومصر حيث كانت تربط الإمام علاقة جيدة مع هذه البلدان أما الكوادر المحلية فكانت لا توجد سوى من كان لديهم خبرة تمريضية أو من طلاب المدارس الذين يضطرون إلى الخروج من مدارسهم لعدم القدرة المالية على استمرارهم في الدراسة فانخرطوا للعمل في المستشفى وكان الإمام شخصياً يشرف وينفق على المستشفى وكان يتيح للمستشفى مساحة كبيرة من الأرض تمتد حتى شارع التوفيق حالياً من الجهة الجنوبية وكان مردود ما يزرع يستفيد منه المستشفى منذ نهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات ونظراً للضعف والإقبال تم إنشاء مبنى طبي في وسط ساحة المستشفى مكان العيادات حالياً وشملت قسمين للرقود قسم للرجال وقسم للنساء ثم تلا ذلك مبنيان من الحجر المقدمة للطوارئ حالياً من المبنى في الجهة الغربية من دور واحد ويشمل ذلك سكناً للعاملين الوافدين كما كان يستخدم المستشفى لمعالجة مرضى الجيش الإمامي، أي مستشفى عسكري أما المبنى في الجهة الغربية فقد خصص كقسم لمعالجة الحالات النفسية وكان يسمى بمستشفى المجانين وقد لوحظ منتصف الخمسينيات محاولة الإمام لابتعاث بعض الطلاب ومن ذوي الخبرة والمقربين من الأسرة المالكة وكان أهم معيار هو أن يعرف الكتابة والقراءة للدراسة في الخارج في مجالات عدة ومنها التمريض ومساعد أطباء أما عن الإدارة فكما قلنا كان يديرها عامل من قبل الإمام ليس له علاقة وكان يشرف على النفقات فقط.
ومع بزوغ ثورة 26 سبتمبر 1962م فقد تغير اسم المستشفى من الملكية المتوكلية اليمنية إلى المستشفى الجمهوري وفي 1964م تم تطوير المستشفى المبنى الأوسط ليشمل قسم الجراحة والباطنية وإنشاء صالة عمليات مع مبانٍ تابعة له وتم بناء مبنى شمال المستشفى مكان مبنى الأشغال حالياً ليستوعب الكثير من الحالات وكان هو المستشفى الرئيسي ليس فقط على مستوى العاصمة فحسب وإنما على مستوى اليمن ومرجعاً طبياً أما عن الكوادر فمع بداية ومنتصف الستينيات بدأ الأطباء اليمنيون الذين كان معظمهم يحملون شهادات الطب العام ودبلوم اختصاص مع تطور وازدياد الكوادر التمريضية المساعدة وقد استمرت البعثات الطبية وخاصة من مصر وروسيا في تشغيل المستشفى وكان للمعونات الطبية لهذه الدول دور كبير في استمرار عمل المستشفى أما عن الإدارة فكانت ومنذ 1962م من الشخصيات الاعتبارية والتي ليس لها علاقة في الطب .
أما بالنسبة للمباني في فترة نهاية الستينيات والسبعينيات في المبنى الخاص بالأقسام في وسط ساحة المستشفى وبناء الدور الثاني وكان لعدم وجود مرفق طبي آخر في صنعاء والضغط الشديد على المستشفى يقف حائلاً تجاه إعادة تأهيله وبنائه بشكل منظم وكان هذا سبباً رئيسياً لبناء مستشفى مركزي آخر في العاصمة وخاصة مع التوسع العمراني المتسارع للعاصمة صنعاء وهو مستشفى الثورة العام واستمر الوضع كذلك حتى 1986م حتى تم إقرار تحديث المستشفى الجمهوري بالمبنى الحديث حالياً وسط المستشفى والمكون من ثمانية أدوار مرتبط بمبنى العيادات الخارجية والوسائل التشخيصية والإدارة حالياً، أما بالنسبة لكوادر الطبية فمنذ بداية التسعينيات فقد اعتمد المستشفى على الأطباء الأخصائيين اليمنيين والمؤهلين الذين أخذوا على عاتقهم معظم العمل وتقليص الكادر الأجنبي ومنذ بداية التسعينيات بدأ بالتفكير ببناء المراكز التخصصية وهيئة المستشفى الثورة العام فمنذ 1992م تم تخطيط وبناء المركز الوطني لعلاج الأورام حتى تم افتتاحه رسمياً 2004م الذي يعتبر المركز الأول الذي يستقبل حالات الأورام من جميع محافظات الجمهورية اليمنية وفي سنة 2005م تم افتتاح مركز الحروق والتجميل وهو المركز الأول والوحيد في المبنى القديم، الجهة الغربية الذي تم إعادة تأهيله والذي يحتوي على غرف عمليات خاصة بالمركز كما تم افتتاح مركز الطوارئ العامة بالمستشفى المرحلة الأولى سنة 2007م ونأمل أن يستكمل المرحلة الثانية منه بتأثيث غرف العمليات والعناية المركزة والرقود في الدور الثاني ليكون أحدث قسم طوارئ نموذجي وليحل مشكلة الطوارئ على مستوى العاصمة.
ومنذ 2007م تم البدء ببناء المبنى الشرقي ليحل مكان أول مبنى أسس المستشفى الجمهوري ليتم افتتاحه 2010م كأول مركز للعلاج وجراحة العيون وليضم مستقبلاً مركزاً لعلاج وجراحة أمراض الأنف والأذن والحنجرة وقسم قسطرة القلب وقد بدأ بتشغيل مركز العيون فعلياً بداية 2012م.
وفي سنة 2010م. تم تحويل المستشفى الجمهوري التعليمي إلى هيئة أسوة بهيئة مستشفى الثورة العام إلا أنه وإلى هذا اللحظة لم يتم اعتماد الميزانية الخاصة والتي تعكس مكانته كهيئة أولاً وثانياً كأول مستشفى مركزي أنشئ في اليمن وثالثاً مستوى الخدمة التي يقدمها المستشفى حالياً والتي لا تقل عن أي مستشفى قريب فهو حالياً يستقبل من 145,000-150,000 ألف مريض سنوياً وتجرى فيه ما يزيد هم 10,000 عملية مختلفة في السنة ويحتوي على 420 سريراً و15 قسماً سريراً وتشخيصياً وفيه ما يزيد عن 1,270 موظفاً وموظفة “كادر محلي” بينهم 320 طبيباً و260 ممرضاً و165 فنياً وكذا إداريين وعمال و35 ممرضة أجنبية. وهنا نؤكد بأن الاهتمام بهذا المستشفى الجمهوري التعليمي بالأمانة يعد واجباً وطنياً وأخلاقياً لأن مسيرته تعكس مسيرة هذا الوطن الكبير.
وتحدث القاضي علي احمد أبو الرجال رئيس المركز الوطني للوثائق والذي عمل في المستشفى سنة 1956م قائلاً : تاريخ إنشاء المستشفى المتوكلي من خلال الوثائق التي توفرت لدينا بعد البحث يبدو أن المستشفى المتوكلي تم بناؤه قبل عام 1345ه الموافق1927م تقريباً حسب ما وجدنا في صحيفة الإيمان الصادرة في هذا التاريخ.
أما الأقسام الموجودة في المستشفى :كان المبنى مكوناً من قسم للجراحة وقسم للأمراض الداخلية وكان يوجد قسم للأمراض المزمنة ثم أنشئ فيما بعد قسم للمجانين وقسم للأمراض السارية وأنشئت عيادات وأما الصيدلية فكانت شرق المباني وكانت هذه العيادات جنوب المستشفى ومن ثم بني مبنى للكشافة ، ونتيجة القصور في المستشفى فقد توسع فيما بعد وفتحت أقسام للرأس .
وكان الأطباء الذين عملوا في المستشفى بداية الأمر بريطانيين وايطاليين واشتهر حينها اثنان أطباء ( بسترا ) والآخر (روسي ) واستمر حتى عام 1948م ومن ثم رحل بعد الحرب وتم إرسال الطبيب ( ريبولي ) سنة 1947م من الحكومة الفرنسية وبعد إقامة العلاقات مع البلدان الاشتراكية سنة 1376هجرية أرسلوا أطباء منهم روس وتشيكيون وكنا نسمع أن الأطباء الأوائل عبارة عن سفراء لدولهم والأطباء الروس والتشيكيين مختصون في الأمراض الداخلية الصدر والأنف والأذن والحنجرة وكانوا يعتبرون من اشهر الأطباء آنذاك بدرجة بروفيسور في تخصصات متفوقة يقومون بعمل وزير الصحة حيث كانوا مدراء مناطق طبية في بلدانهم.
أما الأطباء اليمنيون كان منهم المرحوم حمود الخميسي والدكتور احمد الخميسي والدكتور علي الزارقه وعبد الله صبرة وعلي مفتاح وهؤلاء قبل ثورة 1948م وكذا الدكتور محمد المسوري وولده وهناك أطباء تخرجوا من ايطاليا منهم علي شبيل والعزي بركات وعلي عامر وكان الدكتور علي مفتاح يعد من الجراحين المعروفين وتدرب الكثير منهم بعد ثورة 1948م وبرز أطباء كان لهم دور كبير في المستشفى منهم صالح المسوري في الصدر ومحمد الحاضري في الجراحة ومحمد الشيبة في الكشافة ومحمد الدوسري أو احمد الدوسري وحمود العنسي وهناك كثير وفي الصيدلية حسين الرباحي وتم التحاقه للدراسة في الخارج للتخصص ، كما كانت وقتها امرأة تعمل في المستشفى كممرضة هي فاطمة وهاس والثانية بنت الهمداني لا اذكر اسمها تدربت محلياً بعد ثورة 1948م .
آلية العلاج في المستشفى: وضعت للمستشفى المتوكلي القوانين واللوائح المنظمة بمساعدة أطباء عملوا مع الأتراك اذكر منهم الصباحي ، وكان يعالج في المستشفى أفراد الجيش و طلبة مدرسة الأيتام مجاناً وكان الرقود بمبلغ معين للمتيسر ماديا أما غيرهم كان الرقود بحكم شرعي وتجرى فيه عماليات جراحية في المعدة والكبد أما القلب فكانت أول عملية أجريت بعد ثورة 1962م أجراها الأطباء الصينيون للقلب المفتوح وعملية المخ حيث أذيع عنها وكتبت عنها الصحف آنذاك.
وأتذكر مرة عانى والدي من مرض حيث لم يتم معاينته إلا بأمر من الإمام لحاجته إلى الكشافة التي كان لا يتم الفحص بها إلا بأمر من الإمام شخصياً واثناء فحص والدي يوم الكشافة دفعنا ريالاً للسواري ليذهب للورشة ليقوم بتشغيل المولد وكان الأمر بتشغيل المولد مدة ربع ساعة فلما وصل إلى الورشة والعودة مضت الربع الساعة لعدم وجود وسائل اتصال ومن ثم أعدنا الأمر مرة أخرى لتشغيل المولد وفي نفس الوقت كان لدى والدي زوائد أنفية وقرر الدكتور روسيه اجرا عملية لوالدي في المستشفى وكان في محرم أو صفر سنة 1367هجرية وكان جهاز العملية موجوداً في المدخر غرب مبنى دار البشائر وكان لا يخرج الجهاز إلا بأمر من الإمام وكتبت مراجعة وذهبت إلى الإمام لتحويل أمر بإخراج الجهاز لإجراء العملية بمبلغ ريالين وكان علينا إيجاد بطارية لعدم وجودها لديهم و كانت لا تتوفر إلا في بيت الوالد محسن إسحاق رحمه الله الذي لم يبخل بها وقد تم وضع الجنبية كرهن للجهاز إلى حين إعادته.
وأما تجهيزات المستشفى كان يوجد متور (مولد كهربائي ) خاص بالمستشفى لعدم وجود الكهرباء آنذاك و كان يتم نقل الأمراض إلى المستشفى على أبواب خشبية لعدم وجود سديات.
وعندما تولى القاضي عبد الله الحجري وزارة الصحة سنة 1956م وفر العديد من الإمكانيات والأدوات للمستشفى مثل الكشافة الحديثة وكذلك وفر العلاجات للمستشفى التي كانت تأتي من تعز , وكانت العلاجات تصنع محلياً ولم يتم شراؤها من قبل الدولة ، أما بالنسبة للصيدليات كانت موجودة في المستشفى صيدلية يعمل فيها آنذاك الأخ/ حمود السلال رحمه الله سنة 1956م وظل يعمل فيها حتى قيام الثورة حيث كان العلاج كله تركيبه في الصيدلية وتم شراء كشافة قبل 1948م ووضعها في مقام الإمام لكي يتم فحص الإمام يحيي الذي كان يعاني من مرض النقرس ولصعوبة وصول الإمام إلى المستشفى بسبب مرضه وضع الجهاز عنده وكان يتم تشغيل الجهاز بواسطة المولد الخاص بالورشة التابعة لمعسكر العرضي.
وأما الوالد محمد محمد الأكوع موظف متقاعد فيقول: إن المستشفى الجمهوري فقد كان اسمه مستشفى المملكة المتوكلية اليمنية كانت بنايته بسيطة من دور واحد ومكون من عدة أقسام مثل القسم الباطني وقسم المختبرات والأشعة والصيدلية وكان الكادر الطبي من الأجانب حيث كان الإمام لا يقبل سفيراً لدولته من الدول الأخرى إلا أن يكون دكتورا وذلك لقيامه بمعالجة المرضى الصغار والكبار دون تفريق وبالنسبة للعلاج كانت تصرف مجاناً وهي من أغلى العلاجات.
وأما الوالد محمد الكبوس الممرض في المستشفى سنة 1961م يتحدث قائلاً :
كنت طالبا متخرجا من المتوسطة وعملت بمستشفى المملكة المتوكلية اليمنية سنة 1961م قبل الثورة براتب ثلاثة ريالات فرانصي ذلك الوقت حيث كان مستشفى آنذاك مكوناً من عدة أقسام بسيطة قسم الباطنية وقسم الباطنية “نساء”.وقسم الرأس وقسم الجراحة وقسم الكلى وقسم الجيش “خاص بالقوات المسلحة “مجاناً”وقسم الجلد والحروق وقسم الحوادث.
وأما بالنسبة للأمراض النفسية كان في السابق ما يسمى بالحوش المجانين وكان الناس في ذلك الوقت يأتون ليتفرجوا عليهم.
و كان يقوم بإطعام المرضى النفسانيين “المجانين” شخص اسمه ناصر العلماني.
وأما بالنسبة للأطباء الذين كانوا يعملون بالمستشفى في ذلك الوقت أذكر دكتور الباطنية واسمه ماريو كان “إيطاليا” ودكتور الجراحة واسمه سربادي ودكتور اسكندر “روسي” ودكتور الجلد “يمني” ودكتورة نجيبة “فرنسية” أسلمت وتزوجت يمنياً يعمل عسكرياً في القوات المسلحة و كانت طبيبة مع بيت حميد الدين.
وأما بالنسبة للأدوية داخل المستشفى كان هناك شخصان وهما “شبيل” و“قاطة” هذان كانا يعطيان المريض الأدوية في قراطيس “ورق” أي كانا يعملان الحبوب المضاد الحيوي والفيتامين في قراطيس.
وكانا يعاملان المريض الفقير الذي بحاجة إلى الرقود أن يأتي المريض بحكم من الحاكم الدرة وبحضور شاهدين يؤكدان أنه فقير ويرقد مجاناً هناك قسم يسمى “قسم الإيجار” أي قسم للمتيسرين ماديا في عهد الإمام حميد الدين حيث يقومون بدفع إيجار الرقود .
وقد تطور المستشفى كثيرا بعد الثورة مع وجود المصريين الذين عملوا كثيراً ودعموا المستشفى بالمواد الغذائية والأدوية مجاناً.
و كانت هناك صيدلية واحدة تسمى الصيدلية الإيرانية لصيدلي اسمه عبد الله الإيراني وبعد الثورة صادروها عليه وصيدلية أحمد حمادي التركي وعمل بها إسعافات أولية ولم تكن هناك أدوية أو صيدليات كما هو اليوم كانت عبارة عن أدوية مركبة يدوياً من قبل الأطباء المصريين.
وكانت التغذية للمريض مجاناً وجبة الفطور وهي عبارة عن يُرت وحليب وخبز وأما وجبة الغداء فهي بطاطة ورز ولحم غنمي وخبن “كدمة” ووجبة العشاء عبارة عن بيضة وحليب بقري وخبز.
ومن جانبه يقول الوالد / حسن لطف الهمداني الذي عمل بدلا عن والده عام 1964م في إصلاح المضخات وأعمال السباكة: تم تأسيس المستشفى في عام 1372ه وكان المدير المسئول عليه الأخ / محمد الظفري وبعده القاضي / يحيى العمري وبعده الأخ / محمد الشامي حتى قامت الثورة وكان يسمى بمستشفى (المملكة المتوكلية اليمنية )حيث كان يحتوى على مبنى للكشافة و مختبر وعدد (6) ستة أقسام مبنية بناء قديماً و تتراوح أسرتها مابين 200 إلى 250 سريرا وكان المترددون على المستشفى مابين 100إلى 150 وكان لا يسمح لهم بالرقود إلا عبر رسائل من الأماكن التي يعملون بها وهي كالتالي :-
قسم الجراحة العامة (رجال – نساء).
قسم الباطنية العامة (رجال – نساء).
قسم أمراض الصدر (رجال – نساء).
قسم الأمراض الجلدية (رجال – نساء).
قسم أمراض الجذام (رجال – نساء).
حوش خاص بالأمراض العقلية ( المجانين ) الذين لم تتم معالجتهم.
ويحتوى على عيادات خارجية وغرفتين للمطبخ.
حيث كان يعاني من عدم وجود الإمكانيات الحديثة وعدم توفر وسائل المواصلات والوسيلة الوحيدة في المواصلات هي عربة تجرها الخيول وعدم وجود خبرات طبية والخدمات كانت متدنية جداً والكوادر الموجودة كوادر أجنبية وهي كالتالي :-
كادر إيطالي وعلى رأسهم الدكتور / ماريو متخصص بأمراض الباطنية
والدكتور / سرفدي طبيب جراحة والدكتور / أندري طبيب أمراض الصدر .
كادر فرنسي وعلى رأسهم طبيبة قامت بتأليف كتاب يسمى ( كنت طبيبة في اليمن ) .
وعند قيام الثور.. ثورة (26) سبتمبر في عام 1962م ، كانت أول بشائر الخير بتعيين الأخ . الأستاذ أحمد قاسم دهمش ، الذي بدأ بتحسين الخدمات الطبية داخل أقسام المستشفى وقام بالتواصل مع وزارة الصحة لعمل خطة خاصة بفتح مدارس لدراسة التمريض وخاصة العنصر النسائي وفتح مدارس للمختبر والإشراف الصحي وفي نفس الوقت وصلت بعثة طبية مصرية للعمل داخل المستشفى بجميع أقسامه واستمرت بالعمل والتنسيق على تطوير خدمات المستشفى وكذلك استحداث أقسام جديدة وبعد ذلك حصل تعديل وزاري وتم تعيين الأستاذ / حسين الخربي واستمر في تنفيذ الخطة السابقة وقامت الوزارة بإرسال بعض أطباء المستشفى المتفوقين لاستكمال دراستهم بالخارج لتحسين وتطوير الخدمات الصحية داخل اليمن .
وفي عام 1967م وصلت بعثتان طبيتان روسية وصينية وتتكون من:
أطباء جراحين متخصصين في ( الجراحة العامة – جراحة القلب – أمراض الباطنية ) وكذلك فنيين في مجال التخدير حيث قامت البعثة الطبية الصينية بفتح قسم العلاج الطبيعي ( الوخز بالإبر الصينية) وفتح مختبر وصيدلية خاصة بالبعثة وكذلك فتح مصنع خاص بصناعة ( المحاليل الطبية – أدوية التخدير – أدوية أمراض البلهارسيا ) كون اليمن كانت تعاني من انتشار مرض البلهارسيا في حينه .
وفي حصار صنعاء ( حصار السبعين ) كان المستشفى يستقبل الجرحى المصابين والشهداء جراء إطلاق القذائف التي كانت تطلق على العاصمة صنعاء من قبل القوات الملكية .
وفي نفس السنة تخرجت أول دفعة تم ابتعاثها للدراسة بالخارج وهم :-
د/ محمد الحاضري ( جراحة عامة ) .
د/ عبد الملك أبو طالب ( جراحة عامة ) .
د/ أحمد الحكيم ( طبيب أعصاب ) .
د/ حمود العنسي ( طبيب رأس . أنف . أذن . حنجرة ) .
وغيرهم من الأطباء في عدة مجالات والذين ساهموا في تحسين الخدمات الطبية في الوقت الذي كان فيه المستشفى يعاني عدم توفر الخدمات الصحية المطلوبة .
حيث كان يعاني من تشققات في الأقسام و تهدم أسطح المباني كونها قديمة جداً وخاصة أيام هطول الأمطار ، و بدأت الترميمات لبعض الأقسام وتحديثها وكذلك تخرج عدة دفع من القابلات والتمريض وخاصة العنصر النسائي .
وبعدها تم تحسين المستشفى وإعادة بنائه بأحدث الطرق في بناء هذا الصرح الشامخ وتحديث معداته الطبية والعناية به، فتم بناء العيادات الخارجية والمبنى الكبير في عام 1984م ، واستمر البناء حتى عام 1993م حيث تم افتتاح بقية المبنى بتمويل المستشفى بالمعدات والأجهزة الطبية الحديثة التي تساهم في تحسين أداء وخدمات المستشفى، حيث قامت الحكومة اليابانية في حينه بتمويل المستشفى بأجهزة طبية حديثة وخاصة قسم العمليات و تم تمويله بعدد من المعقمات وبدأ المستشفى بتأدية خدماته الصحية للمترددين على المستشفى من الأمانة والقادمين من محافظات أخرى وخاصة العيادات الخارجية والمختبر.
وقد قامت الإدارات السابقة بتوزيع الأقسام كل في مجال اختصاصه وفتح أقسام الرقود الخاصة وبالأخص إدارة الدكتور / عبد الله الحامدي الذي قام بتحديث أقسام المستشفى وفتح أقسام خاصة وتأثيثها تأثيثاً كاملاً وقام بفتح قسم خاص بالفقراء وفتح مركز طيبة للحروق والتجميل والمركز الوطني للأورام وقام ببناء مبنى للطوارئ واستكمال فتح جمعية الإحسان ( الأم تريزا ) للمعاقين ومبنى خاص بالعاملات والقائمين عليه وإعادة بناء المبنى الشرقي للمستشفى وهو الآن مركز للعيون وجزء منه للإدارة المالية والإدارية مما أدى إلى تحسين وتطوير الخدمات داخل المستشفى.
وأما الحجة أمة الرحمن صلاح أثناء مرافقتها لإحدى قريباتها قالت: أعرف المستشفى الجمهوري أنه كان مبنى متواضعاً وكانت البوابة الرئيسية من جهة الشرق أي في باب البلقة بالقاع وكانت الإمكانيات محدودة وقليلة مثل عنابر الرقود وكذلك عدم توفر الأسرّة في ذلك اليوم لكن كانت هناك رعاية كاملة من قبل الممرضين والأطباء حيث كنت مرافقة لأخت زوجي في ذلك اليوم وكانت تعاني من مرض في القلب مع وجود الأطباء المصريين والصينيين حيث أجريت لأخت زوجي عملية مفتوحة للقلب من خلال الأطباء الصينيين وبحضور رئيس الدولة آنذاك إبراهيم الحمدي .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.