أتانِي حين لاحَ له انفرادُ تحُفُّ به الشكيمةُ والعتادُ عدوٌّ قد تَمَكَّنَ من عِدَائي أراه هو((الهَوَى)) وله ارتيادُ تَوَسَّدَ في فُؤادي مُسْتنيخاً رواحلَه له ماءٌ وزادُ يموجُ وقد تَرَبَّعَ مستقراً يُعربدُ إذ يُلازمه الفسادُ فوسوس لي وزين لي المعاصي وغرّر بي وكِدتُ بِأنْ أُقادُ ولاحت كل معصيةٍ تنادي هلم فذا الزمامُ وذا القيادُ تمتع إنما الدنيا متاعٌ وغانيةٌ وكأسٌ وارتدادُ فلما كدتُ أن أهوي مَلِيًّا إلى مستنقعٍ نَتِنٍ يُرَادُ تذكرتُ الجحيمَ وبطشَ ربي وفاضَ بِيَ الحيا ودنا الرشادُ تداركني من الرحمن عفوٌ ومَنَّ عليّ ذو العرشِ الجوادُ وناديتُ الهوى لُقِّيتُ شَرًا وحان اليوم قطفك والحصاد أتيت بغفلةٍ مني خبيثاً ولولاها لما هُزمَ العبادُ فأردف قائلاً: قد جئتُ غَصْبًا ويسبقني التحدي والعنادُ فكم قد أُبْدِعَتْ طرقٌ لسحقي وأفكارٌ وجِدٌّ واجتهادُ وقد أعجزتُ قبلك كل جيل فما نجحوا ودمتُ وما استفادوا تمهلْ – قلتها – أنسيت من ذا يدمرُ عارِضيك ولا يُقادُ هو القرآن سهم الله فاعلم بدت من فِيهِ ألْسِنَةٌ حِدادُ به الآيات إن تُليت ستبدي لك الأنيابَ فارقها الودادُ تقدم كي تراه فليت شعري أيبقى منك ذرٌّ أو رمادُ فلما أن رآه بدا هزيلاً وصُبَّ على بضاعته الكسادُ ولما أن تلوت عليه ضاقت - بما رحبت - به السبعُ الشدادُ فنادى والممات على اقترابٍ يلازمه بكاءٌ وارتعادُ “لماذا يا فؤادُ قصمتَ ظهري وهل أذنبتُ عندك يا(فؤادُ)”؟ فقلت له ألا جُوزيتَ شراً وهذا القتل أضحى الامتدادُ وأُعْلِنَ بعد غَرْغَرَةٍ وموتٍ لهذا الوغدِ في صمتٍ حِدادُ