نظمت اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لمنظمات المجتمع المدني أمس بصنعاء ندوة بعنوان «دور منظمات المجتمع المدني في بناء الدولة المدنية الحديثة». تناولت الندوة العديد من أوراق العمل التي ركزت على ماهية ومفهوم ومعالم ومعوقات واشكاليات الدولة المدنية، متطرقة إلى جانب من الاطار النظري والسياق التاريخي للدولة المدنية قيماً وتجربة في الفكر العربي الحديث.. حيث ركزت الورقة الأولى للدكتور حمود العودي على المجتمع المدني وأسسه الاجتماعية والسياسية وخواص الهوية الاجتماعية العامة لمنظمات المجتمع المدني وواقعها في اليمن، وتوافقها مع وجود أكثر من 7000 منظمة مسجلة مع حقيقة الممفهوم والدور العام لمنظمات المجتمع المدني بشكل عام كمكون رئيسي من مكونات المجتمع يتلخص في واقع مختل بين الدولة والمجتمع، وهوية غامضة ومشتتة من السلطة والمعارضة، والدور المطلوب من الشباب ومنظمات المجتمع المدني وأهمية فهم المنظمات لهويتها ودورها المجتمعي العام والخاص.. فيما ركزت الورقة الثانية التي ألقاها الدكتور عادل الشجاع على المواطنة والتشظيات القبلية وطبيعة العلاقة بين الدولة والمجتمع المرتكزة على الحرية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني، مستخلصاً في ورقته إلى وضوح تحالفات المثقفين والأحزاب اليسارية والقومية مع مشائخ القبائل ورجال الدين خلال الأزمة السياسية. كما تناولت باقي الأوراق التي ألقاها كل من الدكتور محمد عبد الملك المتوكل والدكتور محسن محمد الشاحذي، والباحث عبد الله الدهمشي والدكتور عبد الملك الشرعبي مفاهيم الدولة المدنية والمعوقات والاشكاليات والمعالم التي تثيرها الدولة، بالإضافة إلى المدنية والدين في ظل الدولة المدنية. من جانبه قال رئيس الللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني لمنظمات المجتمع المدني عبد المجيد حنش: إن اللجنة التحضيرية قد أدركت أهمية دور منظمات المجتمع المدني والاشكاليات المترتبة على مدنية الدولة، فسعت إلى مقاربة القضية واشكالياتها بعمل علمي وموضوعي لتأطير الخلاف ضمن حدود معقولة ومتزنة بعيداً عن شطحات الأهواء وجموح التعصب والمواقف المتطرفة والقائمة على فهم خاطئ وتصورات مغلوطة للدولة المدنية، خلافاً للمبادئ والأسس التي تحقق هذه المدنية في بنية الدولة ووظائفها.. هذا وقد خرجت الندوة من خلال أوراق العمل والنقاشات التي دارت في اطارها بتوصيات تم صياغتها في نهاية الندوة لتقديمها إلى مؤتمر الحوار الوطني.