نحن مجبورن على التمني إذاً.. فلتكن أمنيتي ألا تستمر أمنياتي طويلاً, فقد مللنا كثرة الأمنيات التي ازدحم بها كل شبر على هذه المدينة الحالمة.. أتمنى فعلاً ألا تظل تعز حالمة إلى ما لا نهاية, وأن لا يكون هذا القرار كحبة الاسبيرين المهدئة لبعض الوقت فقط, ثم يعود الألم لهذه المدينة التي تحتفي بأوجاعها كل يوم.. إذا أردناها عاصمة للثقافة فلتكن أولاً مدينة خالية من السلاح, علينا أن نغسلها من العوالق ومن أدران الفساد المستشري في كل مفاصلها.. علينا أن نكرم مبدعيها, ونبحث عنهم, لا هم من يبحثون عنا.. تعز بحاجة لأبنائها المهجرين قسراً؛ بحثاً عن لقمة العيش في كل مكان داخل الوطن وخارجه.. تعز بحاجة لأن تتخلص من الوصاية أياً كانت, هي بحاجة قبل كل ذلك إلى شربة ماء وحبة دواء... إن كانت من أمنية لي أن تكون تعز عاصمة للثقافة بقرار مجتمعي, ليثور كل واحد أولاً على نفسه؛ ليتخلص من كل سلوك مشين ومن ثم الثورة على كل من يحاول الإساءة لهذه المدينة والنيل من عزة أبنائها وكرامتهم وسلب حقوقهم..