هو عثمان سيف قاسم المخلافي.. من مواليد عام 1944م في قرية «المبيريك» - مديرية التعزية - محافظة تعز. شاعر - قاص - ثائر - عسكري.. درس القرآن الكريم في كتّاب قريته.. ثم رحل إلى مكةالمكرمة.. ودرس في الرباط اليماني الفقه والحديث والتجويد.. في عام 1975م عيّن مديراً للمصنفات الفنية في وزارة الثقافة.. وفي عام 1980م عيّن مديراً عاماً للإعلام الداخلي والخارجي. في عام 1992م عين مستشاراً لوزارة الإعلام .. له ديوان شعر اسمه «النغم الثائر».. عثمان أبو ماهر وأيوب طارش كوّنا في فترة ما ثنائياً كان يحمل خصوصية وميزة وهو أنه كان يرحل في عمق التربة اليمنية.. كانت الزراعة وما يتعلق بها من تقليب للتربة ومن بذر ومن حصاد هي المحور الأساس في كثير من الأعمال الغنائية, التي غناها الفنان الكبير أيوب طارش لعثمان أبو ماهر.. وهي أغانٍ على بساطة مفرداتها إلا أنها اكتسبت وقارها وجمالها من تقديسها للأرض, التي كان المزارع اليمني القديم وثيق الصلة بها ومخلصاً لها.. وفي أكثر هذه الأغاني يحث الشاعر المواطن العادي والمزارع على الاعتناء بالأرض وإعطائها ما تستحق.. فالأرض هي الرافد الحقيقي والمعطاء, وهي رمز كرامة الشعوب وغناهم.. فأغاني عثمان أبو ماهر لم تغادر هذه الواحة الخضراء بل تبدت سيمفونيات جميلة تعزفها شبّابة الفنان الكبير أيوب طارش في الحقول والوديان والمراعي الخضراء المترعة بجمال أخاذ.. كانت أشبه بمهاجل يرددها الزّراع وهم في مرحلة البذر أو الحصاد.. وقد طافت هذه الأغاني في عدد من سهول اليمن ووديانها وامتدت إلى أكثر مناطق اليمن ووصلت إلى أقصى غرب اليمن «التهايم». ثم يأتي الفنان الكبير - دائماً - أيوب طارش ويُلبس هذه الأغاني الزراعية ألحاناً تجعل من يسمعها يذوب فيها ويتوحد معها.. فما برحت أغانيه تتوهج في وجداننا حتى بعد مرور عقودِ من الزمن عليها.. فهل يمكننا أن ننسى «ألا معين - هيامات الصراب - شُبّابة الساقية - وازخم .. نشوة العمار - البالة - لحن الحقول» وغيرها من الأعمال الخالدة التي ساهمت موهبة الفنان الكبير أيوب طارش في أرشفتها في ذاكرة الناس.. لم يقتصر تعامل الشاعر الغنائي عثمان أبو ماهر على الفنان أيوب طارش فقد غنى له فنانون يمنيون آخرون منهم : «عبده إبراهيم الصبري - محمد حمود الحارثي - عمر غلاب - أحمد المعطري.. »..إلا أن مساحته الفنية مع أيوب هي الأغنى والأبقى.