11فبراير فن الثورة بدأ يتدفق الثوار وجدوا في موروث ثورتي سبتمبر وأكتوبر من الفن ما يتناغم تماما مع مطالبهم فغنوه من أول يوم ورددوا كلماته . لكن هذا لا يوقف سيلا هادر من الشعر والمشاعر يركب بساط اللحن و ينساب من مداربه المدهشة . الحديث عن الأنشودة في ثورة 11 فبراير مهمة صعبة ، فحين تقف أمام هذا الكم الكبير من الإنتاج الفني للأنشودة الثورية تأخذك الحيرة بأيها تبدأ و يأخذك الحرج خوفا من إغفال من يستحق الذكر وكل المبدعين يستحقون ذلك . و يعيقك العجز عن أن تلم بكل تفاصيل المشهد فهو أوسع من أن يختزل.. ولذا فهذه العجالة ليست إلا محاولة للفت الانتباه إلى دور هذا الفن كرافعة مهمة لإيصال القناعات و التأثير على المواطن اليمني لضمه إلى صفها من بوابة الفن الملحن . أزعم أني كنت شاهدا على ميلاد أول أنشودة ثورية هتف بها الفنان عامر البوصي مع فرقته من على منصة ساحة الحرية وهي من كلمات الشاب الثائر عبد الرحمن منتظر : ارحل ارحل ارحل فشعبي اليوم هذي كلمته شعب اليمن ما عاد لك فيها سكن ارحل وخل الشعب يبني دولته ثم أنشودة أخرى لنفس الفرقة ومن كلمات الشاعر والمنشد أيمن ياسين : اشمخ برأسك للسماء واهتف بصوتك للعلن سلمي أنا في ثورتي أفديك يا أرض اليمن أدركت حينها أن فن الثورة بدأ بالتدفق وأن الثورة ماضية في تجديد وسائلها للوصول إلى الهدف الكبير ( إسقاط النظام الأسري المقيت ) بإيقاع آسر تتحطم تحت سنابك أوهام المستبدين و أطماع المنتفعين و وشبهات المغفلين . مع العلم أن الثوار وجدوا في موروث ثورتي سبتمبر من الفن ما يتناغم تماما مع مطالبهم فغنوه من أول يوم ورددوا كلماته.. لكن هذا لا يوقف سيلا هادر من الشعر والمشاعر يركب بساط اللحن و ينساب من مداربه المدهشة . انهالت الإصدارات من على منصات ساحات الحرية في مختلف محافظات الجمهورية وتقدم عمالقة الفن اليمني بروائع تميزت كلمات و ألحانا وأداء.. فمن الروائع مثلا أنشودة ( واحدة من ثنتين ) من كلمات ماجد الجبري وأداء أمين حاميم: واحدة من ثنتين يا عز يا ذلة إما نعيش أحرار أو نلتقي بالله بعد الشهيد أشهد عز اليمن وأهله لأجل اليمن بأهدي قلبي وتكرم عين يا شهيد اشتقناك يا داخل الجنة أحنا بحرية والأرض ممتنة ومثلها أيضا في الروعة كبرنا على خوفنا فانتصرنا على الخوف والصمت والانكسار نفضنا غبار القنوط وعدنا يمانون في الصبر والانتصار بسمة الشهيد مولد جديد مزق الظلام بالضحى المجيد حسمنا خياراتنا واتفقنا معا أن نكف عن الانتظار فليس كحق التحرر حق ولا فوق تحقيقه من خيار لأنا جديرون بالمجد قلنا: على الظلم أن يعلن الانهيار بأرواحنا الصامدات أقمنا قيامة حرية واقتدار أعدنا قناديلنا نيرات وسرنا بها لانتزاع النهار كما يستفيق الصباح ولدنا بكل المقاييس شعبا كبار تشرب ثورتنا كل طفل ودونها فوق كل جدار وسمع الزمان تناقل عنا ملاحم فن امتلاك القرار و في أنشودة حنيت : للمنشد لخالد زاهر ومن كلمات الشاعر نائف الجماعي تميز فريد نقلت لنا شعور المهاجر اليمني حيث أظهرت الشوق الذي يعتمل في نفس اليمني خارج وطنه : حنيت يا طير ضاوي للوطن والدار وان حن روح المفارق للوطن معذور حنيت والشوق للساحات والثوار قلبي معاهم وانا في غربتي مقهور ومنها أنشودة المنشد جميل القاضي التي ظهر فيها مخاطبا الجندي في المعركة ودوره الأساسي في حماية الوطن لا العائلة . الشرف والتحية للجنود البواسل أكثر الناس خدمة واضعف الناس مدخول و مثلها أنشودة «يا جيشنا الحر» أما الفنان الفكاهي محمد الأضرعي و الشاعر المكثر مجلي القبيسي كانا ثورة بحالها . هذان بحق أثريا الساحة الفنية بكثير من الأناشيد الثورية الإبداعية بصورة مميزة فقد ثبتا الثوار في الساحات وأعادا الاعتبار للنفوس المنكسرة وأخرجاها من عقدة النقص والشعور بالإحباط إلى الرفض والتحدي و إمكانية التغيير .. ومنها أيضا أنشودته : ما فيش قوة في هذا الكون توقف قدام اليمنيين أنت صاحي والا مجنون إحنا منا عشرين مليون إحنا الآن في عصر السرعة والماضي ما بوش له رجعة با نجلس في هذي البقعة لو نتقطع قطعة قطعة الشارع بيتي ومحلي لن أتحرك منه ملي شاكل فيه وأنام وأصلي. ومنها أنشودة “ هبوا معانا يا شباب المؤتمر”وغيرها الكثير والكثير. كما ترنم الشاب الجميل محمود كارم لشهيد الثورة بكلمات وحدوية عذبة من كلمات الشاعر/ دهاق الضبياني قسما يا شهداء الثورة إنا على دربك ثوار تحيا صنعا وعدن الحرة ورجال الوحدة الأحرار. محمد العماد أيضا وضع بصمته المميزة في دنيا الإنشاد الثوري من خلال أناشيد مميزة منها : هوى اليمن عندي وبس . ويعد من الظلم تجاوز الفنان سليمان العراقي والفنان بلال الأغبري، وهما يترنمان وفاء للشهيد ومثلهما عمار جعدان وعمر البنا والقائمة تطول لكن في كل نموذج من هذه الكوكبة زاوية جمال تجعله يتفرد بإعجاب من يسمع إليه فلا يملك إلا أن يتأثر ويردد بلا شعور خلف تغريده. [email protected]