أكد ريال مدريد سيطرته على الكلاسيكو للمرة الثانية على التوالي خلال أيام قليلة وفاز على غريمه برشلونة 2-1 في المباراة التي أقيمت بينهما على ملعب سانتياجو برنابيو معقل النادي الملكي ، ضمن مباريات الأسبوع 26 من الدوري الأسباني ، وبهذه النتيجة توقف رصيد البارسا عند 68 نقطة في الصدارة بينما ارتفع رصيد الريال ل 55 نقطة في المركز الثالث مقلصا الفارق ل 13 نقطة . لم تحفل المباراة باللمحات الفنية العالية ، والحماس بين الفريقين في الشوط الأول نظرا للفارق الكبير في النقاط ،بينما تحسن الأداء وارتقى لمستوى الحدث في الشوط الثاني ، ووضح أن مورينيو يعرف كيف يلعب أمام البارسا جيدا .. أحرز للريال بنزيمة (د 6) وراموس (د 82 ) ولبرشلونة ميسي (د 18) . البرغوث الأرجنتيني ميسي واصل هوايته في تحطيم الأرقام القياسية ، حيث عادل رقم الأسطورة دي ستيفانو محرزا الهدف رقم 18 في لقاءات الكلاسيكو ، وانفرد بتسجيله أهدافا في المباراة رقم 16 على التوالي بالدوري الأسباني .. بينما فشل برشلونة في تحقيق الفوز على غريمه التقليدي للمباراة الخامسة على التوالي حيث كان آخر فوز للكتالونيين 23 أغسطس الماضي . الثعلب البرتغالي مورينيو المدير الفني للريال أجرى تعديلات على التشكيل الذي لعب به في لقاء الكأس نظرا لإنشغاله بلقاء المانيو أوربيا ، حيث لعب بطريقته المعتادة 4-2-3-1 ، ولكنه أجرى تعديلات عديدة حيث دفع ببنزيمة كرأس حربة ، وخلفه كالييخون من الجهة اليمنى بدلا من دي ماريا الموقوف ، وكاكا في المنتصف ، وموراتا في الجهة اليسرى ، بينما جلس على دكة البدلاء أوزيل، وكريستيانو وخضيرة لإراحتهم . بينما دخل رورا مدرب البارسا المباراة واضعا في اعتباره ضرورة تحقيق الفوز ، ومصالحة الجماهير بعد هزيمة الكأس ، فلعب بطريقته الهجومية 4-3-3 بتقدم الثلاثي ميسي ، وبيدرو ، ودافيد فيا لتحقيق الكثافة الهجومية ، بينما جلس فابريجاس على دكة البدلاء . الضغط منذ البداية كان شعار الريال حيث لم يهنأ لاعبو برشلونة بتمريراتهم في الدقائق الأولى ، وسبب الضغط المتواصل بعض الإرتباك في الدفاعات الكتالونية ، وهو ما استغله نجوم النادي الملكي ، وفي الدقيقة السادسة أرسل موراتا كرة عرضية من الجهة اليسرى مرت من دفاع البارسا المترهل ، لتصل لبنزيمة الذي لم يجد أي صعوبة في إيداعها مرمى فالديز حارس برشلونة محرزا الهدف الأول للريال . الهدف المبكر لم يكن محبطا للكتالونيين ، وحاولوا استعادة الثقة المفقودة سريعا من خلال تمريراتهم القصيرة في منطقة المنتصف ، وحاول ميسي الهروب من الرقابة اللصيقة التي فرضها عليه الدفاع الملكي ، وإستغل إنييستا مهارته في منتصف الملعب ليسيطر البارسا على مجريات اللعب ، بينما اعتمد الريال على الهجمات السريعة المرتدة عند إستخلاص الكرة . على خلاف جميع مباريات الكلاسيكو جاء هذا اللقاء مختلفا من حيث قلة الحماس والمهارات العالية ، نظرا لاقتراب برشلونة من حسم لقب الدوري ، وتركيز الفريقين على مباراتي ميلانو ، والمانيو في دوري أبطال أوروبا فكان الاهتمام بعدم الهزيمة أكبر من تحقيق الفوز فلم يستمتع الجميع بالفنيات العالية في مثل هذه المباريات ، لينتهي الشوط بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق . الأوركسترا الكتالونية استعادت عزف ألحانها، حيث عادت التمريرات السريعة المؤثرة والتشكيلات الخاصة التي لا يجيدها سوى البارسا ، وشكلت الهجمات خطورة على مرمى الريال ، وهو ما جعل مورينيو يسارع في إجراء التغييرات في الدقيقة 58 حيث دفع بالثنائي رونالدو وسامي خضيرة بدلا من بنزيمة وكاكا . التغييرات الملكية كان لها مفعول السحر على اللقاء الذي أصبح أكثر إثارة ، وعاد الكلاسيكو إلى متعته حيث أشعل رونالدو أجواء ملعب برنابيو من خلال مهارته ، وإنطلاقاته وتسديداته ، وأصبح الريال الأخطر ، وكاد الفتى البرتغالي الشقي أن يحرز من تسديدة في الدقيقة 64 ولكن فالديز تصدى لها بمهارة . رورا لم يقف مشاهدا للسيطرة المدريدية ، ودفع بألكسيس سانشيز بدلا من ديفيد فيا في الدقيقة 67 لتنشيط الهجوم وخاصة أن المهاجم الأسباني لم يفعل شيئاً خلال الفترة التي لعبها ، ورد عليه مورينيو بالتغيير الثالث حيث دفع بأربيلوا بدلا من كوينتراو ، لتشهد أحداث اللقاء سخونة وحماس كان مفقودا في الشوط الأول . شهدت الدقائق المتبقية من اللقاء محاولات من الجانبين لحسم نتيجة اللقاء ، حيث إعتمد الريال على الإنطلاقات السريعة لكريستيانو ، بينما جاءت محاولات البارسا من خلال محاولات الإختراق من العمق ، وأتيحت أخطر الفرص لموراتا الذي تلقى تمريرة بينية من بيبي انفرد على إثرها ونجح فالديز حارس الفريق الكتالوني في إنقاذ تسديدته .. ويواصل الريال تفوقه وسيادته على مجريات اللقاء وفي الدقيقة 82 يرسل مودريتش عرضية من ركنية قابلها راموس برأسه في الزاوية اليسرى العليا لفالديز محرزا هدف التفوق للريال ويفشل برشلونة في معادلة النتيجة وطالبوا بركلة جزاء في الدقيقة الأخيرة لعرقلة أدريانو ولكن الحكم كان له رأي آخر لينتهي اللقاء بتفوق ملكي .