الرياضة المدرسية ستظل قضية هامة محط اهتمام من له قلب وعقل يعرف أهميتها اليوم في حماية الإنسان من المخاطر العصرية التي تصيب الرجال والنساء ومن أهمها السمنة وأمراض القلب وهشاشة العظام وغيرها من الأمراض التي تسهم ممارسة الرياضة في التخلص منها. و رغم كثرة الكتابات والانتقادات الموجهة للمعنيين في التقصير بإعطاء الرياضة المدرسية الاهتمام الأمثل إلا أن كل تلك الكتابات والانتقادات ينطبق عليها المثل «من يقرأ للعرجى خطها» ونحن الحمدلله لسنا عرج ولا صم ولا بكم ، ولكن هناك من جعل نفسه أعمى وأعرج في نفس الوقت فلايريد أن يقرأ ولا يريد أن يسير في طريق صحيح . مشكلة الرياضة المدرسية اليوم ليست في الدعم كما يدعي البعض ، مشكلتها في قناعات المدير والمديرة والمدرس والمدرسة والطالب والطالبة .. مشكلة الرياضة المدرسية في عقول لازالت ترى الرياضة رجس من عمل الشيطان وهدر للوقت وضياع وصعلكة و..و..و..الخ. الرياضة المدرسية تحولت في مدارسنا إلى باب للهروب من المدرسة وسبب لتقاعس المعلم عن الوفاء بالتزاماته في الجدول المدرسي كونه لم يعد الدرس الخاص به فيدعى أن الطلاب معهم رياضة وأنت لاترى أثرها في الواقع . كثير من مدارس البنين والبنات إن لم يكن كلها لا يتوفر فيها أخصائي أو أخصائية تربية رياضية ، ولما يتم النزول الميداني لموجهي التربية الرياضية لايجدون ما يوجهون عليه فلا مدرسين ولا مدرسات للمادة متوفرين. الرياضة المدرسية تحتاج إلى تفعيل قرارات واتفاقيات شراكة موقعة بين وزارة التربية والتعليم ، ووزارة الشباب والرياضة، لتظهر على أرض الواقع فالأندية مصدرها من المدارس التي هي مصدر رئيسي للمبدعين ، ولكنها شراكة على الورق لكن الواقع يحكي مرارة الحال. الرياضة المدرسة جزء من كم كبير من الأنشطة التي ينبغي أن تمارس في المدارس لكن حتى القائمين على إدارة الأنشطة المدرسية في التربية والتعليم وفروعها بالمحافظات والمديريات كلهم يشكون وكلهم يبكون عدم توفر الإمكانات وعدم توفر الظروف لإقامة الأنشطة المدرسية ولذلك أضاعوا الكل. مدارس تستلم رسوم وتجمع مبالغ تحت مسميات مجالس الآباء وحق طباعة الاختبارات وحق .. وحق ولما تأتي للمدير أو المديرة تطلب قيمة كرة أو شبك طائرة أو قطعة شطرنج أو أي شي يمس الرياضة يطرحوا الأهوال والمصائب ويتباكون ومن أين ياحسرة نجيب لكم ..ولو فتحت ملفات فساد مدراء ومديرات مدارس كثيرة لما تبقى واحد في مدرسة لو كان هناك فعلاً «ثواب وعقاب» لكن الكل لا يزال يقول «هي إلا رياضة» ونسوا وتناسوا قيمة الرياضة الحقيقية. الرياضة المدرسية ينبغي أن تأخذ الحيز الأكبر من مواضيع المؤتمر الوطني الأول للرياضة الذي سيعقد في تعز بعد أن تأجل موعده كون الرياضة المدرسية هي الممول والداعم الرئيسي لكل المنتخبات والألعاب . الحديث عن الرياضة المدرسية يحتاج لكثير من المساحة ولكن نجمل ونقول أن حلول وطرق تطوير وإنعاش الرياضة المدرسية يتطلب الآتي: • إعادة النظر في المساحات «الملاعب» والصالات المخصصة للرياضة في المدارس وإعادة تأهيلها . • إيجاد منهج مدرسي مناسب لكل الأعمار . • توفير مدرس متخصص ومهيأ وصاحب خبرة في ممارسة الرياضة. • تأهيل وتدريب الكادر التوجيهي والتدريسي ليقوم بواجبه نحو الرياضة المدرسية بصورة أفضل . • تخصيص صندوق خاص لدعم الرياضة المدرسية أو منحها جزء من موارد صندوق رعاية النشء والشباب وفق الشراكة القائمة بين التربية ووزارة الشباب. •إيجاد صالات مغلقة في مراكز المديريات لممارسة الرياضة النسوية . • تشجيع الأندية على فتح المجال أمام رياضة المرأة فيها وفق الأطر المنظمة لذلك . • عمل دورات تدريبية في الإجازات للمعلمين والموجهين في التأهيل والتدريب على الجديد في مجال التربية الرياضية . • عقد حلقة نقاش لتشخيص داء الرياضة المدرسية وإشراك المدراء والمديريات والمعلمين والمعلمات. • الالتزام بتنفيذ حصة الرياضة المدرسية وتكون في البداية لليوم الدراسي وأن تكون مادة نجاح ورسوب كأي مادة أخرى. عمق الهامش: المتابع لما يتم في مدارس تعز اليوم تحت مسميات بطولات رياضية يصاب بالإحباط كون كثير من المدارس غير متفاعلة وكل المباريات انسحابات ولا وجود لشعور بأهمية الأمر وإن حضروا فهم بدون ملابس رياضية ولا أحذية رياضية وكأنهم رايحين يتمشوا في أحد شوارع تعز وإن أقيمت المباريات ففي ملاعب سيئة تتسبب في تعطيل وإصابة الطلاب قبل أن يتذوقوا حلاوة الرياضة .. ولما تقول لهم:«لماذا لا تشاركوا في بطولة كذا ؟»يردوا:«هات دعم» ..!