تظن بعض القوى الراديكالية ان مفهوم الديمقراطية يعني حكم الغالبية على الاقلية وتتخذ من هذا مبررا وذريعة للاستقواء على الآخر ومن هذا القبيل على سبيل المثال كان ادعاء كل الحكام العرب في مسرحياتهم الديماغوجية خلال العقد المنصرم فحزب صالح في اليمن كان يدعي الاغلبية المطلقة وبنسبة خيالية تفوق 70% وحزب مبارك في مصر كان يدعي نفس الادعاء وهكذا استمر الاستبداد باسم الدمقرطة المكذوبة يقتل حلم الاجيال ويقضي على كل طموح في هذه الاوطان وما ان خرجت الثورة الشبابية حتى بان الزيف وظهر ت حقيقة العنت فتحول مدعو الاغلبية بقوة السلطة الى أقلية فاسدة بحكم صلاحية الشعوب وارادتها الحرة التي كابدت لحظة المخاض منذ زمن وكان مشرط الشباب خير طبيب لحل لفك اعسارها. ما ان بدأت التحولات على إثر الثورات الشبابية حتى بدأت بعض القوى تنفش ريشها وتفسر على هواها مفهوم الدمقرطة لتنأى به مناى استبدادي يبيح لها التفرد والسيطرة واحتكار السلطة بدعوى الاغلبية الساحقة والاقلية السحوقة. يا سادة ليست الديمقراطية اداة للاستقواء وسحق المخالفين ومصادرة حقوق الشعوب !!! كما انها ليست اداة لتمليك السلطة وتملكها ولو غابت جميع الحقوق والحريات !!! لست ادري كيف يختزل البعض الثقافة الديمقراطية الى وسيلة مؤقته للاستحواذ على السلطة او تملكها ؟ بتقديري لو كانت كذلك لما استمر وميضها منذ فجر التاريخ حيث افلاطون وزرادشت !!! يا سادة عليكم ان تقرأوا كثيرا وتعاودوا التعليم ولو في وقت الكبر حتى لا تقعوا في اخطاء تخلف كوارث اجتماعية. الديمقراطية ليست مجرد أداة للوصول الى السلطة بل هي منظومة ثقافية شاملة لجميع الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمدنية ومصدرة لكل المفاهيم المتعلقة بالواجبات وحقوق المواطنة والحريات العامة والخاصة والعدالة الانتقالية والسلطة ومصدرها والعلاقة بين الحاكم والشعب كالاجير وصاحب الملك وهي أيضا ثقافة تنتج أساليب جديدة للحياة والتعايش والانسجام والعمل والانتاج كما انها معايير دقيقة وواضحة للبناء المؤسسي للدولة ومؤسساتها والمجتمع بل حتى الاسرة . يا سادة ليست الديمقراطية كما تصنفونها وفقا لأشكالها الانتخابية كنتيجة فرز للمجتمع فتسمونها ديمقراطية أغلبية وديمقراطية توافق !!! الاغلبية والتوافقية في المسألة الديقراطية خاضعة للمسألة الاجتماعية وتحقيق المصلحة العامة والانسجام الاجتماعي و حاجات المجتمع وضروراته فلو ان مجتمعا ما أعطت اغلبيته ثقتها لشخص او أشخاص غير ذوي كفاءة في ادارة الدولة وبناء مؤسساتها وتحقيق ورعاية مصالح البلاد فانه يتوجب حينها على الاقلية النضال الدائم حتى تغيير هذا الفساد والجهالة التي تودي بالمجتمع. يا سادة أيها المؤدلجونب اسم الله أو غيره ليست الايدلوجيا هي الديمقراطية وليست الشعوب المؤدلجة حرة قادرة على الاختيار اذ هي مكرهة على الاختيار بحكم الايدلوجيا أو الفكرة الدينية التي تحتزم بالعقوبة الدنيوية او الآخروية في حق من خالف رأي الجماعة او المرشد او الفقيه أو الكاهن او القسيس ...الخ.