مذيع في قناة عدن الفضائية وصاحب تجربة إعلامية رائعة كان لوالدته الإعلامية نبيلة حمود الفضل في نجاحه وعصاميته التقينا به وأجرينا معه هذا الحوار. .. حدثنا عن بداياتك في العمل الإعلامي؟ بدأت العمل في مجال الإعلام مقدما لبرنامج الأطفال "دنيا الأطفال" عبر إذاعة عدن عام 1989 مع الأستاذة أفراح عبد القادر ولفترة سنة كاملة ثم توقفت لظروف الدراسة الابتدائية. وعدت للعمل مجددا وأنا في سن 16سنة في برنامج لغة الضاد مع الأستاذة نبيلة حمود علي (رحمة الله عليها)والزميلة عبير بدر. والمخرج المبدع المرحوم أكرم محسن البرنامج كان من إعداد الأستاذ اللغوي المعروف (سعيد قائد) رحمة الله عليه. وكان من أنجح البرامج المقدمة في تلك الفترة حتى إنه طلب لتقديمه في إحدى إذاعات الخليج.. وتوقفت مجددا لامتحانات الثانوية العامة وعدت إلى العمل بصورة متواصلة منذ العام 2002حتى الآن بدايتي كانت مع الإذاعة حيث تدربت على الإلقاء وأساسيات اللغة العربية على يد الأستاذة والإعلامية الأولى المرحومة (نبيلة حمود) وخضت غمار الامتحان للتوظيف في هذا العام إلا أني كنت ما زلت سنة أولى بكلية الإعلام ولم يتسن لي الالتحاق بالعمل في ذلك الوقت كموظف... وكنت أقدم برنامجا مع المستمعين مع أستاذتي (نبيلة)الله يرحمها وبقيت على هذا الحال لأربع سنوات (مساهم)ثم طلبني الأستاذ يسلم مطر(رئيس قطاع قناة عدن سابقا) للعمل في التلفزيون وتقدمت لعمل اختبار على الكاميرا ..صحيح أني كنت خائفا للوهلة الأولى من الوقوف أمام الكاميرا لأول مرة بس الحمد لله تلاشى الخوف. .. كيف؟ كنت قد اعتدت على الكاميرا من خلال مشاهدة والدتي ومعلمتي وأستاذتي المرحومة والمغفور لها بإذن الله(نبيلة حمود) أثناء تقديمها للأخبار عبر التلفزيون من زمان. .. وماذا بعد عن البداية في العمل الإعلامي في هذه الفترة؟ مرت الأيام وانتقلت من مرحلة مساهم بالتلفزيون إلى متعاقد بعدما أنهيت دراستي الجامعية بتميز والحمد لله وتم التعاقد معي براتب 8.100وبعدها بثلاث سنوات نزل اسمي من ضمن عدد كبير من المقبولين للوظائف وعملوا لنا دورة تدريبية وكنت والحمد لله الأول على الدفعة بامتياز وإشادة من البروفيسور(محمد ناصر حميد)المختص بعلم اللسانيات العربية وفنون الصوت والإلقاء. .. كيف تجد نفسك في العمل الإعلامي بعد هذه المشوار؟ أنا والحمد لله بعد مرور كل هذه السنوات مذيع فئة ألف (مقدم أخبار سياسية ومحاور سياسي ومقدم لبرامج المسابقات الثقافية والفنية والاجتماعية والتنموية وحتى الدراما لكن بالإذاعة). مقومات النجاح .. ماهي مقومات المذيع الناجح برأيك؟ مهنة المذيع قد تكون صعبة إن لم يمتلك المذيع الموهبة والحب للعمل كمذيع وإن لم يكن يمتلك الصوت واللغة العربية والإلقاء الجيد وحاليا أصبحت كليات الإعلام في الجامعات اليمنية تخرج الكثير من الشباب ولكن قلة قليلة من يمتلكون الموهبة. وأشدد على أن يكون المذيع صاحب صوت جميل ولغة سليمة وقدرة على تلوين الصوت وتنغيمه، المعايير التي يجب أن تتوفر في الشخص ليصبح مذيعا أولا العشق للعمل الإعلامي, ثم أن يكون صاحب صوت جميل ويستطيع أن يلون صوته وينغمه وأن تكون لديه على الأقل نسبة 50 % من اللغة العربية الممتازة في النحو والصرف لكي يتمكن من قراءة كل أنواع النصوص سواء القرآن الكريم أو الشعر أو النثر أو الخبر أو الإعلان. .. حدثنا عن وضعك العملي الآن? وضعي العملي الحالي لا يسر عدوا ولا صديقا؛ لأني للأسف لا أقدم برامج في مجال عملي مذيعا بقناة عدن الفضائية. لكني على النقيض في مجال عملي مذيع بإذاعة عدن فأنا معد ومقدم لبرنامج يومي هو يسعد صباحك يا وطني يومين في الأسبوع وبرنامج موضوع للنقاش. .. وماذا تريد؟ حقيقة أنا أجد نفسي في البرامج المنوعة والمسابقات.. لكن النظرة للمذيع الممتاز في اليمن أن يكون مذيع أخبار خاصة عندنا في قناة عدن (للأسف) قرأت النشرة وكانت والدتي تتابع أخطائي .. ماهي أبرز الصعوبات التي تواجهك في عملك الإعلامي? أختي نجوى إن تحدثنا عن المصاعب فهي كثيرة أثناء عملي بالتلفزيون وقبل حوالي 7سنوات كنت لسه مذيع ربط وكنت جالسا أتابع مسلسلا دينيا أثناء الوردية الصباحية في يوم الجمعة وفجأة الساعة 11إلا ثلاث دقائق أتاني مخرج الفترة الزميل أحمد عبدالله يقول لي ما فيش عندنا مذيع لنشرة 11الصباح يومها كان المذيع المناوب الزميل رائف السقاف واتصل احمد بالأستاذ يسلم مطر الذي كان حينها رئيس القطاع في القناة وأعطاني الإذن بقراءة النشرة الصباحية وكانت كارثة بالنسبة لي بقدر ماهي فرصة. .. لماذا كارثة؟ لأني ما راجعت الأخبار نهائيا وكنت خائفا من أي خطأ لغوي أو سياسي(لأني تتلمذت في الإذاعة على هذا الشيء)يعني المذيع لازم يقرأ الخبر ويقرأ ما بين سطور الخبر أي المعنى والمغزى من كل كلمة مكتوبة ..لكن الحمد لله قرأت النشرة وكانت الوالدة رحمة الله تغشاها تتابع بفرحة وترقب وترصد لي أي خطأ (فهي مذيعة من الطراز المتميز في اللغة والأداء كما تعرفين) وبمجرد ما انتهيت من النشرة فتحت جوالي وأول اتصال كان منها وكانت فرحانة بي؛ لأني والحمد لله لم يكن عندي سوى أربعة أخطاء لغوية نحوية فقط ..ألف حمد وشكر لك يا رب فقط أربعة وأنا لم أراجع النشرة.. طيب هذا كويس يا أمي. .. كانت كلمات أمك دافعا لك في هذه المرحلة أليس كذلك؟ قالت لي أنت مذيع يجب أن لا تقع في خطأ لغوي أبدا...الله يرحمك يا أمي نعم وبعد أربعة شهور سمح لي رسميا بقراءة العروض الإخبارية والمواجيز الفرعية دونا عن بقية الزملاء من دفعتي أو حتى من الذين قبلي وأثار هذا الأمر حنق بعض الزملاء والزميلات لكن السؤال لماذا؟ عموما أنا عرفت الجواب بعد فترة وأحتفظ به لنفسي لأنه لا تقذف ألا الأشجار المثمرة .. والحمد لله ما انتهى العام إلا وقرار قراءتي للنشرات الرئيسية قد صدر وإلى الآن وأنا أقدمها كما تم تدريبي على يد والدتي الإعلامية والمذيعة والممثلة على أصول وفن إدارة الحوار وأيضا تلقيت بعض النصائح من الأستاذ علي صلاح أحمد الذي كان يتابع لي بعض النشرات وطلبني للحضور إلى صنعاء أثناء إقامة معهد التدريب والتأهيل لدورة خاصة بفن الإلقاء وإدارة الحوار وحصلت على امتياز وبجدارة والحمد لله ...والآن بدون برنامج في قناة عدن الفضائية التي أعمل فيها معد ومقدم برامج ومازال قرار توظيفي لم ينفذ حتى اللحظة هذا ومازالوا يعاملونني أني مقدم فقط ..ما اعرف ليش !وماهي الأسباب! عاقبتني والدتي .. كيف كانت تتعامل معك والدتك أثناء التدريب في الإذاعة؟ للعلم فإني أثناء فترة تدريبي في الإذاعة كنت اخضع لكل العقوبات من والدتي الأستاذة نبيلة حمود رحمة الله عليها ..وكانت تقول لي (ولا أريد من احد يقول بأن والدته قد عملت على توظيفه) ومن بعد هذا الرأي جلست ثلاث سنوات مساهما بالتلفزيون والإذاعة ثم أربع سنوات متعاقدا بالتلفزيون ثم توظفت ..أمي جعلتني إنسانا عصاميا بمعنى الكلمة بنيت نفسي بناء قويا متينا بفضل الله ودعمتني هي ووالدي الإعلامي والشاعر الغنائي أمين أحمد مقبل. أرجو الاهتمام بأجور المذيعين .. كيف نرتقي بالعمل الإعلامي؟ للرقي بعمل المذيع يجب اختيار من يمتلكون المواصفات الحقيقة وليس مذيعين بالوساطة... وتوفير كل مناخات العمل الناجح ..وإعطاء المذيع الحق المالي الذي يجعله يعيش طوال الشهر مش يستلف منتصف الشهر ..يعني مثلا أجر أحسن برنامج في التلفزيون إذا كان مباشرا (2500)ريال هذا في أحسن الأحوال وأقل أجر (1250) ملتزمين لأنهم يطبقون لائحة الأجور على المذيعين مش على المسئولين ونشرة الإخبار التي قد تصل إلى أكثر من ساعة أجرها(1750) ريالا .. والله أني أعرف زملاء يستلفون منتصف الشهر.. أرجو الاهتمام بأجور المذيعين؛ لأنهم واجهة القناة وسفراء دولهم على الهواء. إلى معالي الوزير .. هل لك كلمة أخيرة؟ الاهتمام بالشباب من المذيعين وعدم الدفع بهم وإحراقهم.. حرام والله أن يحطوا الشباب في الواجهة والناس تأخذ عليهم نظرة أنهم ما ينفعون فقط لمجرد أنهم يعطونهم فرصا وهذا غلط الفرصة تجيء لحد عندك وأنت تكون قد المسؤولية وخليك واثقا بنفسك وقدرتك وأوجه كلمة أخيرة لوزير الإعلام الأستاذ علي أحمد العمراني (أرجو إنصاف المذيعين بأجور ترفع مستواهم المعيشي خاصة في عدن لأنهم يمثلون واجهة دولة يا معالي الوزير ورفع سقف الأجور للمذيعين حتى يتمكنوا من الظهور بصورة أجمل وأجر أفضل ويتم إرفاد القنوات بشباب جدد يتعلمون مش على حساب من هم أقدم) لأن هذا ما يطبق في قناة عدن الفضائية. أسأل الله التوفيق للجميع, كما أشكر كل من وقف معي وساندني.