في المواسم الكروية المنصرمة كنا نشاهد الكرة اليمنية من خلال بطولة الدوري الممتاز بفصول السنة الأربعة ..فقطارها يمضي برتابة كسلحفاة عجوز..ثم يتوقف ويستأنف ..دون حدود لمواعيد توقفه واستئنافه..ولاأحد من الأندية يستطيع فتح “لقفه” بكلمة اعتراض.. ..عندما حاول الصقر والرشيد وحسان أن يجربوا طالتهم عقوبة “المحو” من خارطة أندية المحترفين “بشخطة” قلم الشيباني.. و«قرار عاجل» من العيسي..وتم نفي الثلاثي الى دوري الحرافيش..وإذا كان الصقر والرشيد تفوقا على المعوقات ونالا رد الاعتبار بعد عام واحد..فإن إعدام فريق حسان من الثانية ورميه في المنطقة السحيقة والمظلمة من الثالثة ..دوري الغلابى والمطحونين يؤكد قسوة وعجرفة القرار المدمر لنادٍ من أعظم أندية اليمن المنتجة للنجوم واللاعبين في المنتخبات الوطنية!!..ولاندري كيف يمكن أن يتحول اتحاد لتطوير الكرة الى آلة تدميرية الى حد إلغاء نادٍ من خارطة الأندية الكبيرة ظل أحد أركانها لعقود خلت؟!. ..قلب اتحاد الكرة التوقعات وفاجأ الجميع كعادته باختراع جديد,ابتكره خصيصاً لبطولة كأس الرئيس الموسم الفارط..ثم وجده نظاماً صالحاً لتسيير دوري المحترفين, الموصوف هذا الموسم ب«بطولة المختلفين»..لكثرة ماسبقه من خلافات بين اتحاد القدم ووزارة الرياضة والمديرة التنفيذية لصندوق النشء..وما كشفته الرسالة المسربة الى الصحافة بشأن التحريض ضد الوزير الإرياني..وما حملته من إرهاصات تنبىء بأن الزوابع بين الاتحاد والوزارة لها رجالها ونساؤها..«ومافيش حد أحسن من حد» حسب وصف الراحل عبدالواحد الخميسي رحمه الله . ..«دوري المختلفين» تحول من سلحفاة في أرذل العمر الى أرنب في عز شبابه..فحصد بذلك اتحاد القدم لقبين مختلفين على التوالي,لم يحرزه اتحاد كرة في الأرض: الأول الدوري الأطول عالمياً.. والثاني الدوري الأقصر دولياً!!..فيما كان الأداء العام للفرق أشبه ببرع تيوس!!. .. (9) جولات في شهر واحد ..بما يوازي نصف مباريات مرحلة الذهاب في المسابقة الكروية..فلا المستوى الفني ارتقى..ولاتحسن حضور الجماهير.. كما لم يسلم اللاعبون من الإصابات..فما الجدوى المرتجاة من تنظيم بطولة مهددة بالتوقف بقرار «رئيس الاتحاد..وتعنت المدير التنفيذي».. ..البطولة التي نطلق عليها زهواً وزيفاً «دوري المحترفين» لابد أن تحظى باهتمام الوزارة الرياضية والاتحاد الكروي..فهي البطولة التي تفرز بطلاً للدوري يشارك في المسابقة القارية ممثلاً لبلادنا..ومن واجب المسئولين الرياضيين الانضباط في مواعيد انطلاق الدوري واختتامه ,لأن ذلك يمنح حامل اللقب العوامل المساعدة له وأهمها عنصر الزمن ,ثم الدعم المالي ليحصل على الاستعداد الأمثل للمشاركة الجيدة دولياً..وليس كما هو الحال الذي يمر به بطل الدوري شعب إب من إرباكات..ومعه بطل الكأس أهلي تعز في مشاركتهما الآسيوية. ..إن التجاذبات بين المدير التنفيذي للصندوق ووزير الرياضة من جهة , ودخول رئيس اتحاد القدم على الخط يشير الى أن إياب دوري المحترفين ستكون شمسه وريحه مثل ذهابه..فالمشاجرات والمناكفات حولته الى دوري «المختلفين» ..رغم أنه الأسرع والأقصر والمضغوط ..ورغم أنه سيحول لاعبي الفرق الى لاعبين محترقين بالإصابات..جراء الحمل الزائد وغير التدريجي للمجهود البدني..ولهذا فلا عجب إن أفرز لاعبين معاقين ولديهم كساح يحول دون أهليتهم للانضمام الى المنتخبات الوطنية..وبكل أسف ومرارة يتم إقحامهم فتكون الخيبات والنتائج التي تقهر الجماهير الكروية.. والأغرب في هذه القضية أنها في كل مرة تقيد ضد مجهول..ويبدو أن «دوري المحترفين» هذا سيضيع دمه بين «المختلفين»..وسيئده اثنان معروفان اسماً ومسمىً. ..في غياب المحاسبة والرقابة والمساءلة..فإن بطولة الدوري آيلة للاندثار والجريمة مدونة مسبقاً ضد مجهول..فمن سينقذ كرة القدم اليمنية ممن “يقصفون عمرها” ويقزمونها سنوياً بجدالهم ومناكفاتهم, وتخندقهم في جبهتي التعنت والنرجسية,ثم يضغطون الزناد لإبادتها؟