عبر الناشط الشبابي وعضو مؤتمر الحوار محمد المقبلي عن تفاؤله بما يمكن ان يخرج به مؤتمر الحوار للشباب خاصة وللمجتمع اليمني عموما مؤكدا ان قضية الشباب هي بناء الدولة باعتبارها المدخل الى تجاوز التخلف في الشئون المختلفة ذات العلاقة بالناس وحياتهم ومستقبلهم. واشار المقبلي الى ان تمثيل الشباب في المؤتمر لم يكن بالشكل الملبي لطموحهم.. منوهاً الى ان غياب تمثيل الشباب في هيئة رئاسة المؤتمر كان له تأثير سلبي على تواجدهم. “يوميات الحوار” التقت العضو عن قائمة الشباب المستقلين محمد المقبلي وكانت الحصيلة. .. كيف تنظر بعين الشباب الى ما مضى من مؤتمر الحوار؟ - تستطيع أن تقول: أكثر من مقبول.. ما تحقق يمكن ان يكون اساسا مهما للمستقبل.. هناك صورة جماعية لليمن لأول مرة اعتقد انه يحضر اكثر من 60 % من مكونات وفئات الشعب اليمني الى مثل هذا المؤتمر.. هناك تنوع وقبول بالآخر.. حواجز نفسية كثيرة تم إزالتها، تم تأسيس صيغة جديدة من التعايش والقبول بالآخر بعد سنوات الاقصاء والتهميش والالغاء والاجتثاث لكل صوت آخر.. في هذا المؤتمر استمع اليمنيون لما يحبون وما لا يحبون. اللادولة .. من وجهة نظرك كشاب ما هي مشكلة اليمن؟ - حقيقة اليمنيون يعانون من مرارة غياب الدولة سنوات من اللادولة من الضياع من التشظي من الكبت السياسي والاجتماعي والاقتصادي، وبإمكان ان يكون مؤتمر الحوار هذا هو الرئتين التي نتنفس من خلالهما على اساس التأسيس للدولة وتقاس مخرجات الحوار ورضا الشارع عن الحوار من خلال مدى قدرته على التأسيس لدولة القانون هذا ما ستثبته الأيام القادمة. .. اشرت الى ان هناك صيغة جديدة من التعايش والقبول بالآخر .. الى أي حد يبدو ذلك صادقا ألسنا في الانتخابات ندّعي وننزل الى الشارع ونبدو كملائكة مع الآخرين قبل ان نتحول فجأة بعد إعلان النتائج؟ لا اعتقد، لأن الامر هنا متعلق بالتأسيس لدولة وعندما تكون الامور متعلقة بالتأسيس للدولة فإن الأمر يعني الجميع ويعني المستقبل والجميع متضرر او مستفيد ولذلك لابد ان يكونوا صادقين. أقلية .. ألا تعتقد أن هناك محاولات للالتفاف من بعض القوى على المخرجات؟ - ربما هناك نسبة تُعد بالنسبة للإجمالي اقلية لا تستطيع التأثير على الاطلاق كما انها لا تمتلك افكارا لتؤسس لمشاريع.. الجميع الآن يدركون من خلال محاور الحوار ماذا يعني ان نؤسس لدولة وبالتالي يصعب التحايل في هذا الأمر من قبل اقلية.. مع ذلك نقول: اليوم لا احد خاسر هنا، الكل رابح اذا ما تم التأسيس للدولة والكل خاسر اذا لم يتم التأسيس للدولة. .. يُطرح بأن اتفاقات ما تجري وإن لم تكن بالمؤثرة إلا ان بعض الاعضاء ينتقدونها بشدة؟ - حدثت بعض الاختلالات لكنها لا تتجاوز ال20 % حصل مثلاً تعيين لرؤساء الفرق من قبل رئاسة المؤتمر بناءً على توافق سياسي، هناك تدخلات بسيطة من قبل الامانة العامة فتستخدم سلطتها لفرض اشخاص معينين على رؤساء الفرق لكنها كما قلت لا تتجاوز ال20 % بقية الامور تمت بأجواء من الشفافية وأنت تدرك ان اليمنيين لأول مرة يجلسون على طاولة واحدة. غير عادل .. تمثيل قائمة شباب الثورة المستقلين .. لا يزال في الامر مساعٍ لزيادة نسبة الشباب؟ - حقيقة كان هناك تمثيل غير عادل للشباب مع ذلك نحن نعمل بنظام الاقليات النشطة التي تستطيع ان تؤثر بشكل كبير.. رغم انها لا تتمتع بالحضور الكمي الكبير فنحن نعمل وفق هذا البرنامج.. وكنا نثق ان غيابنا سيشكل بالنسبة لنا خطراً اكثر بكثير من وجودنا بهذه النسبة الآن. من اللحظة الأولى .. انطلق مؤتمر الحوار وفي الأيام الاخيرة فقط من الجلسة العامة الاولى بدأ النقد بشأن غياب ممثل للشباب في هيئة رئاسة المؤتمر لماذا لم تطرحوا هذا من البداية؟ - وهذا ما حدث.. فمن اللحظة الاولى ونحن نطالب بأن يكون للشباب ممثل في هيئة رئاسة المؤتمر الا انه لم يكن هناك اي تجاوب من رئاسة المؤتمر لأنه عندما لم يكن لدينا ممثل في رئاسة المؤتمر تم تعيين كثير من الاشخاص رؤساء الفرق بدون أن يتم اشراكنا وبدون ان نعبر عن رأينا وهذا حدث نتيجة لغياب الممثل في رئاسة المؤتمر، فللامانة الشباب تحدثوا من اول المداخلات عن رغبتهم في ان يكون لهم ممثل داخل رئاسة المؤتمر لكن بلا تجاوب. .. والقاعة؟ - القاعة ايضا ضغطت معنا عبر مداخلات ورسائل.. كما طرحنا هذا الموضوع على اكثر من طرف سواء الاطراف السياسية المحلية او اطراف المجتمع الدولي ولكن لم يحدث تجاوب الى الآن. هي قضايانا .. وما الذي ترون أنه بمقدوركم التأثير في اتجاه العمل به في قضايا الحوار؟ - حقيقة هي قضايانا.. وتتركز على مسألة بناء الدولة، نحن ندرك اين الخلل.. إنه غياب الدولة وسنعمل في هذا الاتجاه بما يصب في صالح الناس وصالح المجتمع على ان يكون هناك توجهات اجتماعية في صالح الدولة لها علاقة بالتأمين الصحي لها علاقة بنمو الحركة الاقتصادية، لها علاقة بإحداث طفرة في التعليم والصحة وأخرى.. هذا هو تركيزنا الآن بعد ذلك لنا تفرعاتنا واهتماتنا كشباب. .. وقضايا الشباب؟ - قضايا الشباب موجودة في كل محاور الحوار.. محور التعليم يصب لصالح الشباب، ومحور التنمية الذي من خلاله مكافحة البطالة سيصب لصالح الشباب، ومحور الحقوق والحريات يصب لصالح الشباب، ومحور الإعلام يصب لصالح الشباب.. كل هذه المحاور لها علاقة بالشباب لأن بناء الدولة لها علاقة بحياتنا وبالذات هذه الشريحة المهمة جدا الذي من مصلحتها الاساسية ان تؤسس لدولة في المستقبل. يحدث الآن .. هل فكرتم كشباب في مؤتمر الحوار عموماً عمل تكتل معين لتشكيل قوة ضاغطة؟ - بالفعل هذا ما يحدث الآن.. يبدأ بتكتل شباب الثورة المستقلين ويتكون من 40 شخصاً، والخطوة الثانية تكوين إطار تحالف اوسع في اطار شباب الثورة من كل المكونات السياسية والاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني وقائمة المرأة وكل هذا التكتل والاصطفاف الجديد له علاقة بالتوجهات الجديدة للدولة.. هذا التحالف ربما ينشأ خلال الايام القادمة وستكون فكرته الاساسية كيف نكون حلقة ضغط اجتماعي وضغط شبابي من داخل الحوار يتجه كله صوب التوجهات الجديدة للدولة. .. تحالف مع من؟ - مع شباب الثورة من كل المكونات.. من الحزب الاشتراكي من التجمع اليمني للاصلاح، من التنظيم الناصري، ومن قائمة المرأة، والمجتمع المدني.. اتفقنا على اربعة اشياء: لا انسحاب لا غضب لا تفجير موقف لا استسلام، اتفقنا على الدفع باتجاه التأسيس للدولة بعد ذلك لنا خلافاتنا السياسية، لنا توجهاتنا الفكرية والاجتماعية الخ. إدارة التفاوض .. أخيراً هل من شيء لفت انتباهك؟ - هناك قلة خبرة في ما يتعلق بإكساب المتحاورين كثيراً من المهارات وبالذات المتعلقة بإدارة التفاوض والمعرفة السياسية.. الكثير من الكيانات دفعت باعضائها الى مؤتمر الحوار وهم لا يمتلكون معرفة سياسية كافية وبالذات ما يتعلق بفكرة بناء الدولة وأعتقد أننا قادرون في المستقبل على تجاوز مثل هذه الاخفاقات.