خسائر في صفوف قوات العمالقة عقب هجوم حوثي مباغت في مارب.. واندلاع اشتباكات شرسة    من هو اليمني؟    الكشف عن حجم المبالغ التي نهبها الحوثيين من ارصدة مسئولين وتجار مناهضين للانقلاب    نهائي دوري ابطال افريقيا .. التعادل يحسم لقاء الذهاب بين الاهلي المصري والترجي التونسي    هاري كاين يحقق الحذاء الذهبي    نافاس .. إشبيلية يرفض تجديد عقدي    صحيفة إماراتية تكشف عن "مؤامرة خبيثة" لضرب قبائل طوق صنعاء    نهائي نارى: الترجي والأهلي يتعادلان سلباً في مباراة الذهاب - من سيُتوج بطلاً؟    دعاء يريح الأعصاب.. ردده يطمئن بالك ويُشرح صدرك    بعضها تزرع في اليمن...الكشف عن 5 أعشاب تنشط الدورة الدموية وتمنع تجلط الدم    توقف الصرافات الآلية بصنعاء يُضاعف معاناة المواطنين في ظل ارتفاع الأسعار وشح السلع    فرع الهجرة والجوازات بالحديدة يعلن عن طباعة الدفعة الجديدة من الجوازات    صحفي: صفقة من خلف الظهر لتمكين الحوثي في اليمن خطيئة كبرى وما حدث اليوم كارثة!    الكشف عن أكثر من 200 مليون دولار يجنيها "الانتقالي الجنوبي" سنويًا من مثلث الجبايات بطرق "غير قانونية"    دعوات تحريضية للاصطياد في الماء العكر .. تحذيرات للشرعية من تداعيات تفاقم الأوضاع بعدن !    لحوثي يجبر أبناء الحديدة على القتال في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل    جريمة لا تُغتفر: أب يزهق روح ابنه في إب بوحشية مستخدما الفأس!    تقرير برلماني يكشف تنصل وزارة المالية بصنعاء عن توفير الاعتمادات المالية لطباعة الكتاب المدرسي    القبائل تُرسل رسالة قوية للحوثيين: مقتل قيادي بارز في عملية نوعية بالجوف    "لا ميراث تحت حكم الحوثيين": قصة ناشطة تُجسد معاناة اليمنيين تحت سيطرة المليشيا.    التفاؤل رغم كآبة الواقع    اسعار الفضة تصل الى أعلى مستوياتها منذ 2013    حملة رقابية على المطاعم بمدينة مأرب تضبط 156 مخالفة غذائية وصحية    الاستاذة جوهرة حمود تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقة    صحة غزة: ارتفاع حصيلة شهداء الحرب إلى 35 ألفا و386 منذ 7 أكتوبر    وزارة الحج والعمرة السعودية تطلق حملة دولية لتوعية الحجاج    وفد اليمن يبحث مع الوكالة اليابانية تعزيز الشراكة التنموية والاقتصادية مميز    الإرياني: مليشيا الحوثي استخدمت المواقع الأثرية كمواقع عسكرية ومخازن أسلحة ومعتقلات للسياسيين    الجيش الأمريكي: لا إصابات باستهداف سفينة يونانية بصاروخ حوثي    الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد تصدر توضيحًا بشأن تحليق طائرة في سماء عدن    بمشاركة 110 دول.. أبو ظبي تحتضن غداً النسخة 37 لبطولة العالم للجودو    طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    الهلال يُحافظ على سجله خالياً من الهزائم بتعادل مثير أمام النصر!    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مؤتمر الحوار الوطني في اليمن (2-2) : فرصة تاريخية لبناء الدولة اليمنية
نشر في التغيير يوم 18 - 03 - 2013

ينطلق مؤتمر الحوار الوطني في اليمن اليوم، بمشاركة مختلف القوى في محاولة لإخراج البلاد من أزمة سياسية وأمنية ظلت عصية على الحل رغم رياح الثورة التي اقتلعت الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح، لكنها لم تتمكن من اقتلاع جذوره والمؤسسات التي أقامها وظلت عصية على الثورة، إضافة إلى تركة ثقيلة من الأزمات المتعلقة بالمؤسسات والدولة الحديثة والديمقراطية والمشاركة، والوضع في الجنوب الذي يهدد بعض أطرافه بالانفصال، فضلاً عن الأزمة مع الحوثيين وآلية قيام الدولة .
وقد حاولت “الخليج” متابعة مجريات المؤتمر الذي يتم بإشراف دولي وخليجي انطلاقاً من “المبادرة الخليجية” من خلال حوارات أجرتها مع فعاليات سياسية يمنية مختلفة للوقوف على آرائها ومواقفها، وما يمكن أن يصل إليه الحوار من نتائج لا بد أن تنعكس على مستقبل اليمن وأبنائه .
في هذه الحوارات مواقف مختلفة من مختلف المحاور المطروحة على المؤتمر، وهي تعكس بالتالي وجهات نظر أصحابها ازاءها . ومن خلالها يمكن التعرف إلى مساحات الاتفاق والخلاف بين هذه الأطراف، واستشراف ما قد يتعرض له المؤتمر من مصاعب وعقبات .
لكن هناك اتفاقاً بين هذه القيادات على أهمية الحوار بين أبناء الوطن الواحد، لأن الحوار وحده هو الذي يقلص المسافات والمواقف المتباعدة، ويؤدي بالتالي للتوصل إلى خارطة طريق يسير اليمن بموجبها على طريق الإنقاذ والخلاص والوحدة .
* * *
الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد ل الخليج: حل القضية الجنوبية ضرورة إقليمية ودولية
ببصيرة نافذة واستشعار بحجم الأزمة التي يمر بها اليمن في الوقت الحاضر، يقدم الرئيس اليمني الأسبق علي ناصر محمد رؤيته لحل الأزمة القائمة في اليمن ترتكز على معالجة القضية الجنوبية كبوابة للحل الأشمل في اليمن ككل، لكن بوجود ضمانات إقليمية ودولية تجعل الحل ممكناً .
يؤكد الرئيس ناصر في حوار مع “الخليج” أن الساحة اليمنية كانت مفتوحة على الخارج دوماً، إلا أنها اليوم أكثر انكشافاً وأكثر تعقيداً، بل إنها اليوم أمام احتمالات مرهونة بصحوة ضمير اليمنيين أنفسهم، ونفى اعتبار “لقاء دبي” الذي تم بإشراف الأمم المتحدة مؤامرة على قضية جنوب اليمن، لأن نتائجه كانت إيجابية . وتالياً نص الحوار:
حاوره: صادق ناشر
بعد لقاءات عدة عقدت في بعض البلاد العربية، تم لقاء للقيادات الجنوبية مؤخراً في دبي، لكن هذه المرة بإشراف الأمم المتحدة، ما أهمية اللقاء وما النتائج التي تمخضت عنه؟
في البداية نشكر دولة الإمارات العربية المتحدة على استضافتها لهذا الاجتماع في إمارة دبي، وفي هذا نوع من التعبير من قبل الأشقاء الإماراتيين عن استشعارهم لمكانة القضية الجنوبية وأهميتها وانعكاسات مايحدث في اليمن على محيطها، لاسيما أن الساحة اليمنية كانت مفتوحة على الخارج دوماً، إلا أنها اليوم أكثر انكشافاً وأكثر تعقيداً ويمكن القول إنها أمام احتمالات مرهونة بصحوة ضمير اليمنيين أنفسهم ومحاكاة هذه الصحوة من قبل الأشقاء والأصدقاء لإنقاذ هذا البلد الذي يعد عمقاً استراتيجياً لمنطقة الخليج والجزيرة العربية وموطناً لحركة مصالح إقليمية ودولية قد تكون مهددة بالخطر فيما لو انفرط عقد الأمور وذهبنا إلى المجهول، وعدم الذهاب إلى ذلك المجهول مرهون بحل القضايا اليمنية وأكثر هذه القضايا مركزية وأهمية هي القضية الجنوبية .
وقد عبرت في كلمتي في اجتماع دبي أن الجنوب ليس حزباً بل شعب ووطن والجميع يعرف معنى هذا الكلام، وهذا تاريخ لا يمكن نكرانه، وعلى أية حال فإن اهمية الاجتماع تكمن في تقريب وجهات النظر وأن تتاح الفرصة لكافة الفرقاء في الجنوب في ظل حالة التعدد في الخيارات والقيادات لأن يطرحوا آراءهم بكل وضوح وشفافية ورؤاهم للحل كما تكمن أهمية الاجتماع في وجود حالة الإشراف هذه التي أشرت إليها في سؤالك من قبل الأمم المتحدة بواسطة مندوبها السفير جمال بن عمر، لأن الضمانات الدولية تكتسب أهمية كبرى عندما تستفحل أزمة الثقة .
وأشرت في كلمتي أيضاً بأن الضمانات مفيدة وليس العقوبات لأن العقوبات واقعة على شعبنا منذ زمن طويل وهو من يدفع ثمن أخطاء النخب السياسية، ونحن نعول على هذا الاجتماع كامتداد لاجتماعات سابقة والبناء عليه، ونتمنى أن يترجم البيان الختامي الذي صدر عن الاجتماع على أرض الواقع خاصة لجهة ضرورة نبذ العنف وإشراك كافة الأطراف في عملية الحوار جنوبياً ومن ثم مع الأطراف المعنية للوصول إلى حل يرضي شعب الجنوب الذي يعد المرجعية الأولى والأخيرة للجميع .
تعتبر القضية الجنوبية العمود الفقري للتحركات السياسية في الداخل والخارج، فأي رؤية تحملونها لحل هذه القضية، وهل لديكم مقترحات لحل القضية بصورة ترضي كافة الأطراف؟
لقد أوضحت في الاجتماع بأن حل القضية الجنوبية لم يعد حاجة محلية بل ضرورة إقليمية ودولية، ومن هنا فإنها، كما أشرت، تعتبر العمود الفقري للتحركات السياسية في الداخل والخارج، ولكننا لا نريد لهذا العمود أن ينكسر بأي تحرك محلي أو خارجي يحاول اختزال القضية أو التقليل من شأنها أو جرها إلى دائرة العنف أو توجيهها بمخطط مسبق .
لماذا غابت أطراف ومكونات في الحراك السلمي الجنوبي، خاصة نائب الرئيس الأسبق علي سالم البيض، وهل هناك اتفاق على ضرورة تمثيل الأطراف كافة؟
أسفت لغياب الأخ علي سالم البيض وعبرت عن ذلك في كلمتي باجتماع دبي والأمر عائد إليه وإلى خياراته وظروفه، وكان أمراً مؤسفاً أيضاً أن يتعثر حضور قيادات من الداخل كالأخ حسن باعوم ورفاقه، ومن جانبي أشعر بأن غيابهم غير مفيد لاجتماعنا أو لأي اجتماع لاحق أياً كانت الأسباب التي وقفت وراء ذلك .
لا ادافع عن هذا اللقاء ولكن نتائجه كانت ايجابية وبناءة من وجهة نظرنا وحتى من وجهة نظر السفير جمال بن عمر وكذلك محللون ومراقبون لهذا اللقاء وآخرها ما نشر في افتتاحية صحيفة “الخليج” يوم الثلاثاء 12 مارس/ آذار 2013 .
مخاطر الكفاح المسلح
كيف تنظرون إلى الدعوات التي يطلقها البعض لانتهاج خيار الكفاح المسلح، وهل يفيد ذلك القضية الجنوبية أو يضرها؟
من يدعو للكفاح المسلح يضرب الحراك الجنوبي في مقتل، فالحراك الجنوبي بدأ سلمياً واستمر حتى اليوم ملتزماً النضال السلمي، وهذا ما ميزه وأعطاه نوعاً من التفرد والخصوصية قبل مايسمى “ثورات الربيع العربي”، وهو ما أوصل القضية الجنوبية إلى كل المحافل لتسمع من به صمم ولو أن الكفاح المسلح قد وجد طريقه إلى بنية الحراك ومسيرته لكنا في حالة قاتمة وسوداوية .
وعليه فإنه يجب تأكيد أن قوة الحراك في وحدته وتماسكه وخياره السلمي، ودون ذلك فهو بلا شك مضر بالقضية العادلة ولن يدفع الثمن من يدعو للعنف من الداخل أو الخارج بل سيدفع الثمن الشعب بأكمله وقضيته العادلة .
بعد أكثر من 22 عاماً من قيام دولة الوحدة، أي أمل في بقائها في ظل الأوضاع المتصاعدة في الجنوب، والمطالبة بالانفصال؟، أين أصاب وأخفق صناع دولة الوحدة؟
هناك اعتقاد سائد لدى قطاع واسع من الجنوبيين بأن ما هو قائم ليس وحدة، وأن حرب 94 قد قضت عليها، وفوق ذلك الممارسات الهمجية والممنهجة التي طالت الجنوب منذ 7/7/ 94 وحتى اليوم .
وعليه فإن الأمل اليوم يكمن في الإبقاء على ما يمكن أن ينقذ الخارطة اليمنية المنهكة على مختلف الصعد، ويساعد الشعب في تقرير مصيره ويعيد الحقوق إلى أصحابها، وهذا مالا يمكن تحقيقه بواسطة تكرار أخطاء من أسميتهم “صناع دولة الوحدة” عام ،1990 وهذه الأخطاء والإخفاقات باتت معروفة وهي كارثية من إعلان وحدة من نفق “جولدمور” بعدن مدة السير فيه لا تتعدى الثواني إلى نفق مظلم دام 23 عاماً، وتحضر بعد ذلك الأخطاء الأخرى من حالة التقاسم قبل حرب 94 إلى الحرب صيف 94 إلى ما وصلنا إليه اليوم .
ومع الاسف فإن الموقعين على الوحدة كان لا يهمهم إلا اقتسام السلطة والثروة والزمرة ولم ينظروا إليها من وجهة نظر استراتيجية لأن حكام صنعاء كانوا يريدون ضم “الفرع إلى الاصل”، وكان اهتمامهم بالأرض والثروة اكثر من اهتمامهم بالوحدة، وحكام عدن كانوا ينظرون إلى تحقيق الوحدة وتغيير النظام من داخل اسوار صنعاء، وهذا هو السبب الذي أدى إلى سلسلة من الاخطاء وأزمة الثقة وإلى ما وصلنا إليه .
أما أين أصابوا “صناع دولة الوحدة” فلا أجد لك ولي إلا أن نفتش عن إبرة في كومة قش .
الفيدرالية في مؤتمر الحوار
هل تقبلون خيار الفيدرالية بالأقاليم المتعددة أم بالفيدرالية من شطرين؟
ليس نحن من نقبل أو لا نقبل، مهمتنا اليوم هو أن نجتهد ونبذل جهودنا لإنقاذ الوطن من الكارثة وتحقيق ما يصبو إليه أبناء الجنوب الذين يريدون تقرير مصيرهم بأنفسهم وهذا ماعبروا عنه في فعاليات خرجت في عدن ومدن أخرى أثناء اجتماع مجلس الأمن بصنعاء وقالوا إن الشعب وحده صاحب القرار، ومن سيتجاهل هذا الصوت محليا أو إقليميا أو دوليا ستكون إرادته في مواجهة إرادة الجماهير وهذا خطأ كبير لن يخدم أيا من الأطراف المعنية .
وسبق أن أوضحنا رؤيتنا التي تبلورت في مؤتمر القاهرة ولكنني أعيد وأكرر ما أشرت إليه في إجابة سابقة وهو أن الزمن قد يتجاوز كل الرؤى المطروحة في ظل حالة الإمعان في الانتهاكات وكان آخرها في يوم 21 فبراير ولا تزال مستمرة وفي ظل عدم وضع معالجات ملموسة لرفع آثار حرب 94 على أبناء شعبنا وهذه خطوات بديهية لمن يريد المضي نحو الحوار والحل .
إلى أي مدى تعتقدون أن مؤتمر الحوار يمكن أن يحل مشاكل البلد؟
لا يمكن إلا أن نعول على الحوار لحل مشاكل البلد، لكن الحوار الجاد والمسؤول والمتوافر على شروطه السياسية والاقتصادية والأمنية والمستند إلى مرجعية واضحة في حال وصلت الأمور أو بعضها إلى طريق مسدود، وتوفير الضمانات اللازمة التي تحفظ لكافة الخيارات حالة من السلم وعدم الانجرار إلى العنف .
ما برأيكم المعوقات والصعوبات التي تنتظر مؤتمر الحوار؟
المعوقات عديدة وأهمها عدم إشراك بعض الأطراف وعدم التوصل إلى حل في هذا الخصوص، وهناك صعوبات أمنية تكشفها الوقائع على الأرض، والمهم ان تتوافر النوايا الصادقة لمعالجة الأزمات التي تمر بها البلاد والعباد وألا يكون مصير الحوار ونتائجه مصير وثيقة العد والاتفاق في عمان عام 1994 التي وقعت عليها كافة الاطراف والقوى الوطنية وجرى التراجع عنها ولم تر طريقها إلى النور وحلت لغة السلاح محل لغة الحوار التي أدت إلى حرب ،1994 ومازلنا ندفع ثمن نتائجها السلبية والمدمرة حتى اليوم .
* * *
القيادي في "المؤتمر الشعبي" سلطان البركاني: دولة واحدة لا مركزية متعددة الأقاليم
صنعاء - “الخليج”:أكد الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي العام سلطان البركاني أن حزبه يؤيد إعادة صياغة شكل الوحدة اليمنية عبر اعتماد خيار الدولة اللامركزية المرتكزة على تعدد الأقاليم، وأن هذا الموقف سيتبناه الحزب في مؤتمر الحوار الذي ينطلق الاثنين المقبل .
وأكد القيادي البارز في حزب المؤتمر الشعبي العام في حوار مع “الخليج” أن الرئيس السابق علي عبدالله صالح باق في اليمن ولن يغادرها، كما حمل السفير الأمريكي بصنعاء جيرالد فايرستاين والمبعوث الدولي جمال بن عمر مسؤولية فشل مؤتمر الحوار الوطني، داعياً إياهما إلى عدم التحول إلى حاكمين لليمن، وتالياً نص الحوار:
بداية كيف تقيمون التحضيرات النهائية لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني الذي تنطلق جلساته بعد ايام قليلة؟
التحضيرات لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني جيدة وأعتقد أن الوقت الذي استغرقناه في التحضير والمشاورات والمداولات كان كافياً، وحان موعد الحوار وإن تباطأ الموعد عما حدد سيصبح بعد ذلك أمرا ميئوسا منه .
لقد حان بالفعل وقت الحوار ونأمل أن يكون الجميع عند مستوى هذا الحدث ويبدأون بالاقبال على مؤتمر الحوار بقلب وعقل مفتوح .
هل هناك رؤى سيقدمها حزب المؤتمر في مؤتمر الحوار حول تسوية بعض القضايا والملفات المعقدة؟
لدينا العديد من الرؤى التى تم إعدادها من قبل الحزب لتقديمها في مؤتمر الحوار الوطني، واللجنة العامة للحزب ستجتمع نهاية الاسبوع لمناقشة كافة مشاريع الرؤى المطروحة أمام مؤتمر الحوار .
ماذا عن الرؤية المتعلقة بتسوية القضية الجنوبية، هل ستؤيدون خيار الدولة الاتحادية في حال اقرارها من قبل المشاركين في مؤتمر الحوار؟
بالنسبة لنا في حزب المؤتمر الشعبي العام نحن مع خيار اللامركزية القائمة على تعدد الاقاليم، هذا موقفنا، وهو موقف ثابت وهذا الخيار يلبي مطالب اخواننا في المناطق الجنوبية، فالقضية الجنوبية لا تخص طرفاً دون آخر بل ملك لكل الاطراف وعليهم ان يجمعوا عليها وبشكل كامل .
إذاً انتم مع ما تردد عن تقديم مشروع بتقسيم اليمن إلى ستة أقاليم أعد من قبل السفير الأمريكي بصنعاء والمبعوث الدولي لليمن جمال بن عمر؟
على جمال بن عمر والسفير الامريكي جيرالد فاير ستاين ألا يتحولا إلى حاكمين في اليمن، هذان الرجلان هم مصيبة اليمن، وأعتقد انه اذا فشل مؤتمر الحوار الوطني سيكون سببه السفير الأمريكي وجمال بن عمر والأخير بشكل اكبر .
في حال تم اثارة قضية مغادرة الرئيس السابق ورئيس حزب المؤتمر الشعبي حاليا علي عبدالله صالح، وهذا وارد إلى حد كبير ماذا سيكون موقفكم؟
علي عبدالله صالح ابن اليمن ورئيس دولة سابق ورئيس حزب حالي ولا يستطيع أحداً في العالم أن يقول له غادر اليمن لأنه ساكن في قلوب الجماهير ودعهم يقولون ما يشاءون .
* * *
رئيس مجلس عدن الأهلي خالد عبدالواحد: لا مفر من الحوار للوصول إلى دولة اتحادية
عدن - “الخليج”:
يؤكد رئيس مجلس عدن الأهلي خالد عبدالواحد في حوار مع “الخليج”، أن الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجة القضايا التي يعانيها اليمن في الوقت الحاضر، معتبراً أن الدولة الاتحادية اللامركزية والدولة المدنية هي الأمل الأخير لليمنيين في هذه المرحلة الصعبة .
ويشير عبدالواحد إلى أن عقلية إقصاء الآخرين ما زالت قائمة، وأن من يدعون للانفصال ليس لديهم حل للوضع القائم، وتالياً الحوار:
تجاه الوضع الصعب الذي يعيشه اليمن، تؤكدون في مجلس عدن الأهلي ان الحوار هو الوسيلة لحل المشكلات التي تعصف بالبلاد، الى أي مدى تعولون على الحوار؟
لا يوجد أي خيار أمام الشعب اليمني سوى الحوار، ولا مفر من الحوار بعدما شهده من حروب ومآس وآلام وتدهور الأوضاع حتى وصل البلد الى مرحلة الدولة القابلة للانهيار في أي وقت، وهي أصلاً دولة هشة وكل أوضاعها صعبة، الاقتصادية منها والتنموية والاجتماعية .
من هنا نحن نعول على مؤتمر الحوار الوطني، وهذا التعويل في محله، لأنه ليس هناك مجال آخر إلا أن تتحاور كل القوى لإخراج البلاد الى وضع أفضل وحل مشكلاتها، وقد أعلنا في مجلس عدن الأهلي تأييدنا ومؤازرتنا لدور الرئيس عبدربه منصور هادي في مسعاه النبيل، وندعو الى أهمية الالتفاف الوطني الفاعل معه من أجل تحقيق وإنجاح مسار آمن وسلمي للوصول الى تحقيق أهداف ثورة الشباب وطموحات الوطن والمواطنين الذين عانوا وما زالوا من المظالم والوضع الاقتصادي المنهار في عموم اليمن شماله وجنوبه، شرقه وغربه، وذلك من خلال مسار الحوار الوطني الشامل، ونكرر الدعوة لجميع القوى الى المشاركة الفاعلة والانخراط في عملية الحوار .
ممانعة الحراك
بتقديركم الى أي حد تشكل ممانعة الحراك الجنوبي الذي يدعو الى الانفصال عقبة أمام مشاركة الجنوب في مؤتمر الحوار الوطني؟
هؤلاء لا يمثلون كل الجنوب، هم فصائل مختلفة ورؤاهم مختلفة، وقناعاتهم مبنية على أمور مغلوطة وغير صحيحة، يتحدثون عن “استعمار”، فأين هو الاستعمار؟ نحن نناضل منذ خمسين سنة من أجل الوحدة اليمنية، حدثت أخطاء وحدثت مظالم، الكل معترف بها، وكلنا يجب أن نحلها، لكن حلها لا يمكن أن يتم إلا من خلال الحوار بيننا . وأنا هنا أسال هل بالقوة سيتحقق الانفصال، وأين مقومات الدولة التي يريدها هؤلاء؟ هم لن يستطيعوا حسم الأمور بتوتير الوضع أو المظاهرات، الأمور لن تحسم بهذه الطريقة، طريقة العنف والتهديد بالعنف وفرض العصيان بالقوة، لن تنجح هذه الطريقة، وأقول إنهم لا يمثلون الأغلبية .
من يقول إنه يريد ان يستعيد جمهورية اليمن الديمقراطية عليه ان يسأل ما الذي حدث فيها، كنا نتقاتل بالهوية وكل ممارسات الحكم كانت إقصائية سيئة، لذلك يجب أن نفكر تفكيراً عقلانياً .
* * *
أحمد مبارك أمين عام لجنة الحوار الوطني: استكملنا كل مستلزمات انعقاد المؤتمر
صنعاء - عادل الصلوي:
أكد الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد عوض بن مبارك إقرار اللجنة الفنية لكل القوائم الممثلة للأحزاب والقوى والفعاليات الأخرى المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني . وأشار في حوار أجرته معه “الخليج” إلى أن كل الأقليات الدينية والطائفية كاليهود والفئات التي لم تحصل على نسبة تمثيل مناسبة في القوائم المقدمة للجنة الفنية التي تم استلامها سوف يكون لها تمثيل في “قائمة الرئيس هادي”، واصفاً الأخيرة بأنها قائمة وطنية ستعالج القصور في نسب التمثيل بالمؤتمر . وكشف الدكتور مبارك عن تأكيد عدد من القيادات الجنوبية في الخارج مشاركتها في مؤتمر الحوار الوطني وأن المساعي لاتزال تبذل لإقناع قيادات أخرى بالمشاركة، منوهاً الى أن استلام قوائم ممثلي فصائل الحراك الجنوبي السلمي أنيط بمؤسسة الرئاسة وأن الرئيس هادي يتولى الإشراف شخصياً على ملف الفصائل الجنوبية، وتالياً الحوار:
ما الذي تم إنجازه تفصيلاً على صعيد التحضيرات النهائية لانعقاد مؤتمر الحوار الوطني؟
- كل الإدارات المكون منها الأمانة العامة لمؤتمر الحوار الوطني بدأت بشكل مباشر بإعداد خطة شاملة تتضمن كافة فعاليات المؤتمر الذي سينعقد اليوم (الاثنين) كل في مجال اختصاصه، حيث تم تشكيل فرق ميدانية والبدء بتنفيذ الخطة الإعلامية ونشر الإعلانات الترويجية التوعوية بأهمية مؤتمر الحوار في الشوارع والأحياء كافة .
وعلى الصعيد نفسه تم إنتاج فلاشات توعوية والبدء بالإعداد لأوبريت غنائي معبر سيتم عرضه في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر واستكمال إنجاز وإعداد دليل المشاركين في مؤتمر الحوار وتشكيل فرق للمتطوعين، والبدء بتنفيذ برنامج المشاركة المجتمعية الذي يهدف بصفة رئيسة الى إشراك كل منظمات المجتمع المدني وعموم الناس في الرقابة على المؤتمر وإيصال أصواتهم الى المؤتمر وإيصال ما يعتمل فيه اليهم .
أماكن انعقاد المؤتمر
هل تم حسم خيار تحديد مكان انعقاد المؤتمر، المدينة التي ستستضيف انطلاق فعالياته والجلسة الافتتاحية؟
- نعم، سيتم عقد الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار في القاعة الكبرى بدار الرئاسة بصنعاء، وقد تم حسم هذا الأمر بشكل نهائي .
ما حقيقة أنه تم اختيار خمس مدن رئيسة لاحتضان جلسات المؤتمر التي ستستمر ستة أشهر؟
- المدن الخمس التي تم اختيارها وتحديدها ليست لانعقاد جلسات المؤتمر، وانما كمواقع لفرق العمل الخاصة بالمؤتمر.
هناك جدل وتضارب حول من سيرأس مؤتمر الحوار الوطني هل الرئيس هادي أم إحدى القيادات الجنوبية البارزة كالرئيس الأسبق علي ناصر محمد؟
- تم إقرار رئاسة المؤتمر من قبل اللجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار، وستتشكل الرئاسة من تسعة أعضاء، رئيس المؤتمر وهو الرئيس هادي بصفته رئيساً للجمهورية إلى جانب ستة نواب ومقرر ومساعد مقرر .
مشاركة الجنوب
ماذا عن حجم مشاركة فصائل الحراك الجنوبي في ضوء الإعلان عن تدشين المؤتمر بقوائم ناقصة لممثلي الحراك؟
- هناك جهود ومساعٍ كثيرة من قبل رئيس الجمهورية ومن قبل المبعوث الدولي لليمن جمال بن عمر التي كان آخرها اللقاء الذي عقد قبل ايام في دبي بالإمارات العربية المتحدة، وهناك مجموعة من فصائل الحراك سلمت قوائم ممثليها وهناك جهود ومساعٍ لاتزال تبذل مع فصائل أخرى لإقناعها بتقديم قوائم ممثليها، ويوجد حرص بالغ وكبير على مشاركة كل فعاليات الحراك الجنوبي السلمي في مؤتمر الحوار وأحد أبرز القضايا التي سيناقشها المؤتمر هي القضية الجنوبية وهي قضية عادلة بامتياز، وهناك حرص شامل على إيلائها الاهتمام المطلوب .
ما القوى أو الفعاليات التي سيتم تمثيلها في قائمة الرئيس هادي؟
- سيتم تمثيل كل القوى والفعاليات التي لم تحصل على نسبة تمثيل مناسبة في القوائم المقدمة من المكونات المشاركة في المؤتمر، ووفقاً للآلية المقرة من قبل اللجنة الفنية فإن قائمة الرئيس هادي ستشمل تمثيل كوادر أكاديمية مميزة وشخصيات وقيادات اجتماعية وأيضاً الأقليات الدينية والطائفية التي لم تحظ بتمثيل في القوائم الأخرى، ويمكن أن نطلق على قائمة الرئيس هادي بأنها ستكون قائمة وطنية التي ستحرص على معالجة أي قصور في التمثيل في أية قائمة من القوائم الأخرى .
هل يعني هذا أن الطائفة اليهودية وهي تمثل أقلية دينية في اليمن ستكون ممثلة في قائمة الرئيس هادي وليس في قائمة مستقلة؟
- نعم، اليهود سيكونون ممثلين في قائمة الرئيس هادي وأية أقلية دينية او طائفية ستكون ممثلة في هذه القائمة .
المرأة والقبائل
كم نسبة تمثيل المرأة في مؤتمر الحوار في ظل ما يتردد عن رفض بعض المكونات المتشددة المشاركة في المؤتمر إعطاء مساحة مشاركة أوسع للمرأة في المؤتمر؟
- نسبة مشاركة المرأة لا تقل عن 30%، وهذه النسبة أقرت من قبل اللجنة الفنية لدى تحديد نسب مشاركة المكونات السياسية والمجتمعية، حيث تم إقرار نسب تمثيل 50% لأبناء المناطق الجنوبية و30% للمرأة و20% للشباب .
المؤتمر العام لقبائل اليمن الذي عقد مؤخراً طالب اللجنة الفنية بتخصيص نسبة تمثيل للقبائل وذات المطلب صعده هيئة علماء اليمن التي يرأسها الشيخ الزنداني هل تم تلبية مثل هذا المطالب؟
- القبائل وعلماء الدين ممثلون في كل القوائم المقدمة من كافة المكونات المشاركة في المؤتمر، وعلى سبيل المثال قوائم ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام وحزب التجمع اليمني للإصلاح تضمنت تمثيلاً للعديد من الوجاهات القبلية والشخصيات الدينية والعلماء، كما أن قائمة الرئيس هادي في اعتقادي ستحتوي على مجموعة من هذه الوجاهات والشخصيات الدينية .
ما حقيقة ما تردد عن تقديم الولايات المتحدة دعماً أمنيا بشكل سري لتأمين مؤتمر الحوار الوطني؟
- ليس هناك أي دعم أمني قدم لمؤتمر الحوار من أية جهة أجنبية والرئيس هادي كلف اللجنة الفنية بتولي الإشراف على مهام تأمين مؤتمر الحوار والجانب اليمني هو من يضطلع بهذه المهمة من الألف إلى الياء .
* * *
القيادي في "اللقاء المشترك" محمد الصبري:
اليمنيون انتصروا بالانتقال إلى الحوار
اعتبر القيادي في أحزاب تكتل اللقاء المشترك محمد الصبري أن مؤتمر الحوار، الذي تبدأ أعماله بعد أيام انتصار لمبدأ الحوار الذي اتفق عليه اليمنيون جميعاً لحل مشاكلهم، لكنه أبدى مخاوف من محاولة دعاة العنف لإفشاله .
وأوضح الصبري في حوار مع “الخليج” أن أحزاب اللقاء المشترك لديها رؤية موحدة لبناء الدولة المؤسسي، وستقدمها إلى مؤتمر الحوار، وتالياً نص الحوار:
كيف تنظرون إلى مؤتمر الحوار وإلى القضايا التي سيناقشها، وأيضاً التوقعات لنتائجه؟
الحوار الوطني بالنسبة لنا قضية مركزية طوال الفترة الماضية وشكّل العنوان الأبرز لجهود سياسية تعلمها قبل الثورة وأثناءها والآن أستطيع القول إن الطابع السلمي للثورة والتمسك به ثمرة من ثمار إشاعة ثقافة الحوار والنضال السلمي من 2005 تقريباً، بل إن النص على الحوار الوطني الشامل في الآلية التنفيذية والمبادرة الخليجية المنظمة للفترة الانتقالية الراهنة لم تأت من فراغ كما يعتقد بعض من ينظرون للأحداث بطريقة الإعلانات الترويجية، وإنما تمثل نتيجة لهذه الجهود الوطنية فيما غيرنا من مجتمعات ثورات الربيع العربي تبحث اليوم عن هذا الطريق .
اليوم نستطيع أن نقول إننا بالوصول إلى مؤتمر الحوار انتصر اليمنيون جميعاً لهذا المبدأ وتجاوزنا بالثورة السلمية أهم وأخطر المعوقات النظامية التي كانت تحول دونه أو تسيء اليه وهو النظام السابق مجسد بالمخلوع صالح ومؤتمر الحوار، نريد له إن شاء الله أن يكون الخاتمة المؤسسية لثورة سلمية عظيمة وللعملية السياسية الانتقالية .
حل أزمات اليمن
إلى أي مدى يمكن أن يحل مؤتمر الحوار الأزمات التي يعيشها اليمنيون، وهل هناك توافق بين الأحزاب السياسية لبناء عهد جديد يقوم على مبادئ دولة يمنية حديثة؟
المؤتمر في اعتقادي، وكما هو مبين في وثائق تنظيمه، إطار للبحث وليس اطاراً للحل، بمعنى آخر وسيلة اليمنيين للقول بشكل جماعي وعبر الوفاق الوطني ما هي الحلول المتاحة والممكنة للأزمات والمشاكل، وهناك بندان محوريان في جدول اعمال المؤتمر نعتقد أنهما مفتاح الحلول هما بناء الدولة ونظام الحكم الرشيد، فكل مشاكل اليمن جاءت نتيجة غياب دوله ونظام حكم رشيد .
كيف تنظرون إلى معالجة القضية الجنوبية، وما المشروع المقدم من قبلكم لهذه القضية، وهل لديكم مخاوف من دفع الأمور نحو الانفصال من قبل بعض الأطراف السياسية في البلاد؟
اعترفنا منذ وقت مبكر بوجود القضية الوطنيه الجنوبية ومن قبل أن يكتبها أو يقول من يدعون أنهم يحملونها رؤيتهم فيها ومن عام ،2005 وما يجري في الجنوب من ظلم وتهميش وإقصاء لا نتجادل بشأنه وإنما بشأن الحل الأمثل للوضع المتفجر منذ سنوات .
وفي وثيقة الإنقاذ وما جاء فيها بشأن القضية الجنوبية كأول قضيه تمس الوحدة الوطنيه والنظام السياسي والاستقرار، ولنا مواقف ثابتة وصلبة من القضية الجنوبية والاعتراف بها كقضية عادلة، وهي التزام على أحزاب المشترك وشركائهم وفي المقدمة التنظيم الوحدوي الناصري والاشتراكي والإصلاح كونهم أطرافاً تجري محاكمة مواقفهم، تحملت أعباء الدفاع عن هذه القضية في عهد المخلوع وأثناء الثورة وفي الوقت الراهن . ولدينا مبادئ وأسس ننطلق منها على أرضية الاعتراف الوطني بها وثانيها النقاط العشرون وثالثها الحلول على قاعدة اللامركزية والفيدرالية لشكل الدولة وتوزيع السلطة والثروة طبقاً لمعايير موضوعية تحفظ لليمنيين أمنهم واستقرارهم وكرامتهم ووحدتهم الوطنية، ولسنا مطالبين بإسماع من لايريد الاستماع وإفهام من لايريد الفهم .
* * *
أمين عام "مجلس تحرير الجنوب": لا علاقة لنا بحوار صنعاء وحراكنا سلمي
جدد القيادي في المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب تمسك المجلس بخيار الاستقلال والتحرير واستعادة الدولة في الجنوب، قائلاً إن مؤتمر الحوار في صنعاء لا يعني الجنوبيين لا من قريب ولا من بعيد، وأنه جاء من أجل حل الخلافات بين المتصارعين في الشمال .
وبارك أمين عام المجلس الأعلى للحراك السلمي قاسم عسكر في حوار مع “الخليج” اللقاءات التي عقدت مؤخراً في دبي لعدد من القيادات الجنوبية ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر، قائلاً إنها تأتي في إطار معالجة توحيد القيادة الجنوبية لمواجهة المستقبل، وتالياً الحوار:
عدن - عبدالرحمن أحمد عبده:
المشاركة في الحوار الوطني، كانت محور لقاء دبي الذي جمع عدداً من القيادات الجنوبية برعاية الأمم المتحدة، ما هو الموقف الذي تشكل لديكم تجاه ما توصل اليه هذا اللقاء؟
لقاء دبي شكل نقطة البداية في ما يتعلق بوحدة القوى الجنوبية ونعتقد أنها مبادرة طيبة من الإخوة في الإمارات العربية المتحدة لاحتضان اللقاء، والإمارات لها تاريخ عريق في العلاقات مع الجنوب وقدمت الكثير من المساعدات لهذا الشعب، ونحن نأمل أن يكون هذا اللقاء فاتحة خير على طريق لقاءات قادمة، سوف تأتي ثمارها في المستقبل .
ما نتج عن هذا اللقاء يشكل لما بعده، فهناك آفاق قادمة تبشر بالخير لوحدة القوى الجنوبية من كافة مكوناتها، خاصة وأن هناك اجتماعاً قادماً سوف يضم كل القوى الجنوبية نتوقع أن يكون بعد 20 مارس، وهذا يشكل لبنة اساسية وحرصاً كبيراً من القوى التي حضرت هذا اللقاء، على أن كل ابناء الجنوب مشاركون في ما يتعلق برسم مستقبل قضية شعب الجنوب وحقوقه الكاملة في التحرير والاستقلال، لأن لا حديث عن اية حوارات أو مفاوضات مع أي قوى كانت، قوى الاحتلال اليمني أو أي جهات اخرى ما لم تكن هناك قيادة تمثل هذا الشعب وتستمد مشروعيتها من ارادة الشعب الذي خرج في مليونيات كثيرة خلال الفترة الماضية .
هل يمكن القول إن القوى الجنوبية، ابتعدت عن مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل؟
ما يمكن أن نؤكد عليه مراراً وتكراراً، أنه ليس لنا علاقة بما يجري في هذا الحوار، وقلنا لأصدقائنا ولإخواننا في دول الخليج إن ما يجري هو حل مشكلة صنعاء في المعارضة والنظام، أما ما يتعلق بحل مشكلة الجنوب، فمازال العمل يجري والأمل ايضاً معلق على المجتمع الدولي ودول مجلس التعاون الخليجي لتقديم الجديد تجاه هذه القضية .
تصريحات عدد من القيادات الجنوبية التي شاركت في لقاء دبي أوحت بتقارب بينها، وفقاً لذلك هل يمكن القول إنه تبلورت رؤية متقاربة بين هذه القيادات والقوى التي تمثلها؟
بالتأكيد، ونحن بنينا ذلك على عاملين اساسيين نتج عن هذا اللقاء، الأول هو حرص هذه القيادات التي حضرت لقاء دبي على أنه لا يمكن أن يكون هناك نجاح لأي لقاء أو توحيد لقوى الثورة السلمية الجنوبية، مالم تكن كل القوى وعلى رأسها الحراك السلمي في الداخل هي الفاعل الأساس في الحوارات المقبلة .
هل يمكن فهم أن الجميع اتفق على التحرير والاستقلال كما تقول؟
نحن نعتبر أن تقرير المصير هو هدف مطاط، غير محدد وأصبح متعدد التعريفات في الأمم المتحدة وهناك تقرير مصير للأقليات وللشعوب ما قبل الاستعمار وما بعد السيادة، ونحن نريد أن نوضح بأن هذا الشعب وهذه الأرض احتلت في عام 1994 ويجب أن يخرج هذا الاحتلال من اجل تقرير مصير هذا الشعب .
هناك قيادات وتكتلات جنوبية أشارت إلى أنها ستشارك في مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء، ما رأيكم؟
هناك أنباء عن ذلك، لكن بالمقابل كان هناك نفي من عدد من الشخصيات الفاعلة والمقررة داخل هذا التيار، وأعتقد أن أي فصيل أو جماعات تذهب إلى هذا المؤتمر عليها أن تتحمل مسؤولية تاريخية تجاه شعب الجنوب، وأعتقد جازماً أنه ليس من حق القوى السياسية طالما أكدت حتى وثائقها أنه لا حوار ولا مفاوضات إلا ثنائياً، فأعتقد أن هناك مزيداً من الخلط ومن التناقضات داخل هذا التيار .
لكن إلى أي مدى يمكن أن يؤثر ذلك في التوجه العام لعموم القوى الجنوبية؟
نحن نؤمن بأن أي مشاركة جنوبية هي عرقلة ووضع عقبات، لكنها لن تكون حاسمة، ممكن أن تشكل عقبات وصعوبات في طريق نضال شعب الجنوب، لكنها لن تكون حاسمة في النتيجة وبالهدف النهائي وتقرير مصير هذا الشعب وبنفس الوقت استعادة دولته المستقلة كاملة السيادة وتحريره من الاحتلال .
هناك قوى سياسية تقول إنكم وحدكم من يتواجد في ساحة الجنوب لتدعوا تمثيله وحدكم؟
شعبنا يصنع تاريخاً عظيماً، صنع تاريخ التصالح والتسامح وهذا المبدأ نحن نطبقه ونرسخه على ارض الواقع بين الأجيال من قبل الاستقلال وبعد الاستقلال، وفي مرحلة ما بعد 22 مايو ،1990 وهذا التصالح والتسامح يقوم على عدم التهميش وعدم الإقصاء للأطراف الأخرى .
نحن ندعو هذه القوى أن تقول برامجها لشعب الجنوب، ليست لدينا مشكلة في ذلك، وإذا يرضى شعب الجنوب بهذه الطريقة التي هم سائرون فيها؛ فنحن معهم، ولكن عليهم أن يحترموا ارادة شعب الجنوب إذا قال في أغلبيته إنه يريد هذا المستقبل الذي ندعو اليه نحن، عليهم أن يحترمونه .
هناك من يتهمكم في هذا الاتجاه بتوتير الشارع الجنوبي من خلال اللجوء إلى السلاح لفرض رؤيتكم، كما تتهمون بالارتباط بأجندة خارجية والحديث عن دعم إيران لكم، ما ردكم على ذلك؟
أنا أؤكد أننا ملتزمون ببرنامج سياسي وهو مقر من قبل الهيئات القيادية ونوقش في ساحات شعبية، يقول إن خيارنا الاستراتيجي هو الخيار السلمي لاستعادة كامل حقوق شعب الجنوب في التحرير والاستقلال، ولن نحيد عن هذا الخيار، ومازال هذا الخيار لم يستنفد كل أوراقه ومقوماته نحن لم ندخل بعد في الانتفاضة ولم ندخل بعد في أوراق كثيرة من درجات العمل السلمي .
وماذا عن إيران؟
ليس لدينا حتى هذه اللحظة أية علاقة مع إيران، ويتواجد الرئيس علي سالم البيض في بيروت، لأن هناك مناخاً لكي يتحرك، نحن ندعو دول الخليج أن تستقبل البيض وتسمح له بالنشاط السياسي ليعبر عن مأساة شعبنا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.