أقامت مؤسسة التسهيل للتنمية ومكتبة تريم الحديثة بالتنسيق مع مكتب وزارة الثقافة بوادي وصحراء حضرموت الأسبوع الفائت معرض الكتاب المتنقل الأول “اقراء واعتمر” بثانوية الخنساء للبنات بمديرية القطن، زواره أتوا من مختلف مدارس البنات بالمديرية لاقتناء ما يشبع رغباتهم الفكرية من الكتب التي امتلأت بها القاعات المخصصة، حيث ضم أكثر من (5000) عنوان من الكتب الأدبية والثقافية والدينية والفقهية والعلمية، وكتب المرأة والطفل، موزعة على ثلاثة أجنحة، المعرض أعاد إلى الأذهان تلك المعارض التي افتقدناها، وأعاد للكتاب مكانته وجعله قريباٌ من القراء الذين ابتعدوا عنه كثيراٌ.. نحن بدورنا كنا حاضرين، وتعرفنا على أهداف وفكرة المعرض من خلال المسئولين والقائمين عليه، وكذا رصدنا انطباعات عدد من الزائرين.. معارض مصغرة كان أول المتحدثين الأستاذ/ أحمد عبدالله بن دويس المدير العام لمكتب وزارة الثقافة بوادي وصحراء حضرموت حيث قال: الهدف من هذا المعرض هو العودة إلى الكتاب نتيجة لطغيان وسائل المعرفة الحديثة ومنها الوسائل الإلكترونية كذلك كانت فكرة إقامة المعرض بالمدارس لتسهيل حصول الطالب على الكتاب وأن يكون قريبا منه لكي نعوده على اقتناء الكتاب وتكوين مكتبه, مؤكدا في حديثه استعداد المكتب على إقامة الكثير من الفعاليات مستقبلا إن شاء الله بتعاون أبناء هذه المديرية والمنتديات وخصوصا منتدى أنصار القلم للإبداع الذي نطمع في إقامة فعالية بالشراكة معه. مؤكداً أن المعرض أقيم في إطار الشراكة في العمل الثقافي بين المؤسسات الرسمية والمؤسسات الشعبية والمدنية. - من جهته الأستاذ/ أحمد محفوظ بارفيد رئيس مؤسسة التسهيل للتنمية أوضح في حديثه أن المؤسسة منذ تأسيسها كانت عازمة على إقامة العديد من الأنشطة واختارت أن يكون معرض الكتاب الأول المتنقل أول عمل تقوم به على مستوى وادي حضرموت, وهذا العمل يعد المحطة الأولى التي كانت في مدينة تريم عاصمة الثقافة الإسلامية لعام2010م حيث أقمنا في عدد من المدارس معارض مصغرة ليس بالصورة التي تشاهدونها اليوم, وتوجد لدينا خطة لإقامة معارض مستقبلا في مدينة سيئون وبحسب ظروف المنطقة وظروف المدارس حيث إن هذه المدارس التي أقمنا فيها تلك المعارض كانت ظروفها مهيأة ومستقرة. أساس كل شيء محمد عوض بلعجم (الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية القطن) تحدث إلينا بالقول: زيارتنا للمعرض صراحة أذهلتنا في وقت غاب الاهتمام بالكتاب والعناية به والاطلاع واكتفاء الناس بما هو موجود من أنترنت ووسائل حديثة، والكتاب أساس كل شيء الكتاب فهو خير جليس.. - من جهته عبد الحكيم طالب الحضرمي مدير إدارة التربية والتعليم بمديرية القطن، قال: إن هذا المعرض دليل على حرص السلطة المحلية بالوادي والصحراء واهتمام القائمين عليه بنشر الوعي والثقافة بين أوساط المجتمع لما يحتويه من كتب قيمة ونادرة وهي ما نحتاج إليها بشكل دائم, والكتاب لايزال يحتل مكانة هامة ويستطيع الإنسان أن ينمي قدراته ومهاراته المختلفة, وهو يجب أن يكون إلى جانب كل إنسان والاستفادة منه وحب الاطلاع, لقد كان المعرض فرصة لنا جميعا.. - الشخصية التربوية الأستاذ/ عمر علي بن وبر لم يخف انطباعه وشعوره عن المعرض وتحدث قائلا: بصراحة الفعالية اليوم تثلج الصدر؛ لأنها تحقق أغراضا كبيرة جدا كبيرة؛ لما كانت المدارس بعيدة كل البعد عن هذا الواقع ومعرض الكتاب يشكل نقلة نوعية في مديرية القطن؛ لأن هذه بداية من البدايات حيث كانت المديرية تفتقد إلى مثل هذا النمط وبالتالي فان هذا يشكل جزءا لا يتجزأ من آليات الإعلام (الإعلام التربوي, الإعلام الثقافي، والإعلام الإذاعي) كل هذه ستشكل رافدا قويا لتمكين الطلاب من تطوير جانب القدرات في مجال اللغة العربية التي تعاني أزمة كبيرة خانقة.. ونأمل إن شاء الله أن تتطور مثل هذه الفعاليات على مستوى وادي حضرموت لكي تحدث نقلة في واقع التعليم لأن البيت الأساسي هو إحداث نهضة في التعليم وبناء المكتبة المدرسية التي ستشكل رافدا أساسيا في تطوير القدرات والمهارات لطلابنا. - الأستاذة لونا علي الهدار مديرة ثانوية الخنساء للبنات، تحدثت قائلة: انطباعنا حول المعرض ممتاز جدا، وفرحنا بهذه الفكرة وباختيار مدرستنا من بين مدارس المديرية, إنها لفتة طيبة من قبل مؤسسة التسهيل للتنمية نحو هذه الفكرة والتي بالفعل نحن بحاجة لها؛ لأن القراءة في الكتاب كادت تختفي من البيوت, ونسبة الإقبال جيدة والقدرة الشرائية عالية جدا وكتب المرأة والطفل الأكثر مبيعا وهذا شيء طبيعي؛ لأننا في مدرسة بنات وضيوفنا وزوارنا من النساء وبذلك فالمعرض سهل على الطالبة الحصول على الكتاب بدلا من أن تبحث عنه خارج المدرسة أو المديرية بسبب قلة المكتبات وأيضا صعوبة تنقل الفتاة إلى خارج المديرية. يعيد الأمل وللطالبات انطباعات حول المعرض حيث تحدثت الطالبة فاطمه حامد بن الشيخ ابوبكر: لم أعرف أن للكتاب أهمية كبيرة قبل اليوم، حقا إن للكتاب أهمية عظيمة في حياتنا, وأنا أعلم أن الإحصائيات التي أقيمت لإحصاء عدد القراء العرب أبدا لا تبشر بالخير حيث إن ثقافة شخص أجنبي تعادل ثقافة (2800) عربي, ولكن إن شاء الله نحن الجيل الصاعد صناع الغد سنقوم بقلب الموازين وسنجعل ثقافة طفلنا تعادل ثقافة شبابهم وشيخهم فأنا حقا استمتعت كثيرا واكتسبت فائدة عظيمة من قراءتي لبعض الكتب وتزودي ببعض المعلومات التي لم أكن اعرفها ولم اسمع عنها في حياتي ونحن نقرأ لان في القراءة متعة للنفس وغذاء للعقل, نحن نقرأ لان القراءة سياحة العقل البشري. نحن نقرأ لأن في القراءة ينابيع صافية لخبرة كل مجرب. - الزائرات للمعرض كانت لهن كلمة، راوية محمد باسواد، قالت: المعرض كان متميزا ونأمل أن يعيد الأمل إلى أمة اقرأ، وأن يوجهم نحو المجال والمصدر الأساسي للتعلم والثقافة وهو الكتاب خير جليس في كل زمان..