تمشي على خيط رفيع، خطواتها واثقة ومتوازنة فقد اعتادت المشي على هذا النحو منذ كانت صغيرة... بالأسفل كانت الهاوية عميقة جدا.. ومخيفة جدا.. بينما هي تمشي تذكرت وشوشة بعض النسوة في صباح ذلك اليوم كن يتهامسن عن صديقتها “ميرا” التي وقعت في الهاوية منذ أيام عندما لفت نظرها شيطان بشري على حد قولهن..ترددت تلك الوشوشات في رأسها دون توقف: - شتت انتباهها فحلت عليها اللعنة ووقعت في تلك الهاوية التي بعثرت أجزائها كالبلور - ربما تلك الموتة تكفر عن خطيئتها فلو غضت بصرها لما وقعت - بالتأكيد ليس هناك سبب آخر تهز رأسها لتبعد عنة تلك الوشوشات.. تفقد تركيزها وهي تتأرجح على الخيط الرفيع.. تحاول التشبث دون فائدة.. وقعت.. تمزقت إلى أشلاء... لم تقترف خطيئة لتكفر عنها... تدوس نفس النسوة على أجزائها ويتهامسن: - هؤلاء الشياطين البشرية لم يتركوا فتاة في المدينة إلا وجروها إلى الخطيئة - لا بد أن أحدهم قد سلب عقلها فوقعت ... موتها أفضل من أن تعيش وتحمل العار لأهلها - لعل موتتها هذه تكفر عن خطيئتها .. بعد أيام امتلأت الهاوية بأجزاء البلور... أصبحت المدينة خاوية وكأنها مدينة للأشباح لا يسمع فيها سوى همس تلك النسوة... تلعن الفتيات وتلعن الشياطين البشرية..