لم يكن الخميس المنصرم عادياً ويوماً عابراً كأمثاله من الأيام الأخرى ولكنه كان عصيباً ومساؤه منغصاً ولا يطاق أو يحتمله أحد ممن وصلت لمسامعه وحواسه ولم تكن أخبار مفجعة كالتي تعودنا عليها فمساء الخميس الفائت حمل معه خبراً مفجعاً بل وصدمة لم تكن بالحسبان فالأغلبية لم تصدق ما قيل وتناقلته صفحات شبكة التواصل الاجتماعي (face book) من تفاصيل أوليه وعاجله مفادها مقتل واغتيال ومصرع ووفاة أحد المشايخ الشباب والرائعين والمحبوبين لدينا إنه الشيخ المتواضع والخلوق محمد بن حميد دارس أحد مشايخ إب وأعضاء اللجنة الدائمة الرئيسية للمؤتمر الشعبي العام جراء تعرضه لطلق ناري أثناء تواجده في احدى خيام استراحة فندق الملكة اروى بمدينة إب وفي ظروف غامضة لتباشر أجهزة الأمن باتخاذ الإجراءات فور تبلغها وبشكل مكثف وجهد كبير. أثناء البحث والتحري في الواقعة الغامضة كانت وسائل الإعلام المختلفة ليلتها وصباح اليوم التالي تنشر وتتداول خبر مقتل الشيخ محمد حميد دارس وكل حسب مصادره ومعلوماته ومزاجه منها من قالت تم اغتياله وحددت طريقة الاغتيال بمسدس كاتم للصوت وبأكثر من طلقة نارية ومنها من ذكرت نفس الطريقة وجعلتها حادثة سياسية وأخرى اتهمت جهات إرهابية وحددت الفاعل ومنفذ العملية وجميعها لم تتأكد أو تتأن أو تصبر لحين تواصل أجهزة الأمن وبمقدمتها إدارة البحث الجنائي للنتائج الحقيقية وكشف الستار عن الحادثة وتفاصيلها.. كان فريقان من البحث الجنائي والأدلة الجنائية مكونان من العقيد عبدالعزيز الشعري رئيس قسم الاعتداء والقتل ونائبه العقيد محمد القحطاني والملازمين حميد الصيادي وعبدالرحمن الطبيب وعبدالله السعيدي وعبدالسلام النقروس وخبراء الأدلة الجنائية الرائد محيي الدين الفلاحي مدير الأدلة الجنائية والرائد علي النصافي وعلي هادي عبيد وبإشراف مباشر من الأخوين العميد الركن فؤاد محمد العطاب مدير عام امن محافظة إب ونائبه النشط العقيد عبده محمد فرحان والعقيد أنور عبدالحميد حاتم مدير البحث الجنائي وسط ضغط وشد وجذب من أسرة الشيخ دارس ومحبيه وأصدقائه الذين ينتظرون الخبر ويطالبون بالجناة والقتلة وهو ما كان قد وجه فيه الأجهزة الأمنية فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في برقية عزائه لأسرة وأشقاء الشيخ محمد دارس .. وكان مساء الجمعة الماضية حسب المصدر الأمني الخاص الذي كان قد أوضح ل (الجمهورية) هو الفاصل والمؤكد لما كان قد توصل إليه خبراء الأدلة الجنائية الذي جاء الطبيب الشرعي بعد تواصل بين الأخوين القاضي أحمد سيف مغلس وكيل نيابة البحث والأمن والمحامي العام رئيس نيابة استئناف إب القاضي عبدالرحمن القدسي لطلب الطبيب الشرعي رسمياً ووصوله إلى محافظة إب وباشر مهامه وإخراجه (الطلقة النارية) التي استقرت بقلبه وكانت النتيجة أنها لسلاح آلي عكس ما تداولته وسائل الإعلام أنه قتل بسلاح مسدس كاتم صوت الأمر الذي دعاء إليه المصدر الأمني كافة وسائل الإعلام التي تداولت الخبر إلى ضرورة تحري المصداقية والدقة المتناهية في تداول ونشر أي خبر وفق مصادر مؤكدة وموثوق منها لما فيه المصلحة العامة والقضايا كافة. وعودةً إلى نتيجة الطبيب الشرعي المرتبطة بما توصل إليه خبراء الأدلة الجنائية من خلال معاينة مكان الحادث وتحديداً الخيمة التي كان فيها الشيخ دارس وقت إصابته واتضح أن الخيمة فيها ثقب وكذا بعض أوراق الشجرة المطلة عليها والثقب بشكل مستقيم ومسار واحد من أوراق الشجرة والخيمة بمعنى أن الطلقة التي أصابت الشيخ محمد حميد قد تكون راجعة.. هكذا كانت النتيجة في تقرير الطبيب الشرعي الذي جلس مع أقرباء الشيخ محمد رحمه الله وشرح لهم ذلك بالتفصيل... تقرير الطبيب الشرعي ونتيجته أطفأت النار الملتهبة والمشتعلة التي كانت تحرق قلوب الجميع وكل من أتى إلى محافظه إب وعاصمة المحافظة.. وكانت منطقة السحول (مسقط راس الشيخ محمد حميد) قد شهدت دفن جثمانه الأحد الماضي وسط حضور كبير من أسرته وأقاربه ومحبيه وأصدقائه وأصحابه وجمع غفير وكبير جداً وتم دفنه ورحمة الله تغشاه .. فقد فقدت إب واليمن كله شخصية عظيمة أحبه الجميع وفقده الجميع.. لقد كانت هذه الحادثة فاجعة هزت محافظة إب واليمن كافة فقد ودعت اللواء الأخضر الشيخ محمد حميد دارس وداعا أخيرا وداع محب ومحبين ولا حول ولا قوة إلا بالله .. تغريدة حزينة: عزائي إلى أسرة وأهل وأصدقاء الفقيد محمد دارس والى إخوانه صدام حميد دارس والملازم أحمد حميد دارس.. إنا لله وأنا إليه راجعون. [email protected]