إلى أرض الحجاز شددت رحلي وقلبي لم يعد لي لم يعد لي وكيف يعود وهو رهين أرضٍ على جنباتها فارقت خلي وأماً لم تزل ترنو طريقي وعيناها تراقب خطو رجلي وتدعو لي فترتعش الأيادي وتذرف دمعها فيزيد شغلي ووالدي الذي قد كان طوداً بكى من حزنه كبكاء طفلي وطفلتي الحزينة من فراقي جرحت لأجلها قلبي وعقلي أيا رباه كيف ظلمت نفسي وكيف عققت مذ سافرت أهلي وأُشرِبت الهموم بكأس ظلمٍ ومالي حيلة وأنا المصلي إلهي كيف كوني دون أهلٍ أنا لك يا إلهي فلتكن لي أخي يا من زرعتك في الحنايا ومن بهواك قد ألقحت نخلي حلمنا أن نرى يمناً سعيداً فهل حلمي بسعدي عين جهلي متى نلقى السعيدة ذات سعدٍ فقد مليت من سفري ورحلي وقد عذبت نفسي باغترابي فهل سيكفر الرحمن فعلي؟! وهل ستكون أماً أم تراها لأولاد البِغاء وكل نذلِ طردت الطائعين بغير ذنبٍ وكرمت اللصوص بكل وصلٍ لماذا تقبلين لكل عاقٍ ولا ترضين من رفعوك مثلي ألستِ الأم أم ماذا أجيبي ؟! لماذا حبُك الكذاب تملي وهبتك مهجتي وعفاف نفسٍ وشعراً طاهراً من مزن بذلي وأنتِ منحتهم أرضاً وسهلاً لك الويلات مذ أكثرت ويلي قتلتُ لأجلك الشهوات زهداً فكانت هجرتي حكماً بقتلي أجيبيني متى سيعود جسمي وأمَّا القلب حقاً لم يُعد لي متى ألقاك أماً يا بلادي فقد أنهكتُ بالأسفار خيلي