الأسبوع الماضي قدم إلى الصحيفة أحد المدرسين في تعز يحمل في جعبته قهراً وباطلاً يُثقل الجبال طالباً نشر مظلمته عبر الصحيفة ليطلّع عليها النائب العام ومحافظ محافظة تعز وأرفق وثائق يزيد عددها على “300” ورقة ثم مضى يكتب مأساته بخطّه الجميل وصياغته الأجمل في أربع قوائم “ بياض” ظاناً بأنه قد اختزل حكايتها وسهل على المحرر كتابتها.. لكن حرص الأخير على سرعة وصول واستيعاب المعنيين بإنصافه استدعت إيجازها فيما يلي رغم متعة وتراجيدية أسطره الحزينة: في العام 2008 بدأ خلاف بين “المدرس” جميل هزاع سيف وبين إدارة مكتب التربية والتعليم بفرع صبر الموادم لأسباب عدة أهمها إنه لم يجد مبرراً مقنعاً وقانونياً لنقله التعسفي حد وصفه من إحدى مدارس مديرية صبر الموادم الواقعة خلف المعهد التقني بالحوبان “اللجم صبر الموادم” إلى العمل في رأس قمة جبل صبر بمدرسة الفقيد محمد عبدالله صالح وقد تعزّز موقفه هذا بتوجيهات مرفقة من الشئون القانونية وتوجيهات وكلاء المحافظة أحمد سعيد والشاعري والجنيد، غير أن الأخ/عبدالباري الحمودي، مدير عام مديرية صبر الموادم أيّد مدير التربية في المديرية الأخ/أحمد علي ناجي في تجاهل التوجيهات واشتراط النقل وفق القوانين واللوائح، وما زاد الطين بلة حد قول الشاكي أن مدير أمن المديرية وأفراد أمن مديرية صالة تكالبوا عليه لإيداعه في سجن مديرية صبر الموادم بإيعاز من غرمائه حد ظنه من ناحية ولإرغامه على الموافقة على النقل ونقض التوجيهات بعدم النقل وتوالت الأشهر وراتبه موقف بحجة عدم وجود مباشرة عمل من المدرسة الواقعة في رأس الجبل وظل جميل بلا راتب حتى العام 2010م. وفي العام 2010م استمر الحال وتطورت الأحداث بعراك بين شقيقيه في قريتهم “عبدان / شرقي صبر مديرية المسراخ” وبعد أن قتل أحدهما الآخر وجد جميل نفسه مقيداً في السلاسل الحديدية في سجن مديرية المسراخ لاتهامه من قبل والده بالتواطؤ والتستر على شقيقه القاتل، دخل السجن المركزي لمدة عامين وأربعة أشهر دون أن يتمكن أحد من تسليم راتبه لأولاده ولإعانته على محنته في السجن، وبعد أن خرج من السجن قبل نحو شهرين بعد اعتراف شقيقه بجريمته وبراءة جميل اكتشف الأخير بأن والده حصل “بطريقة أو بأخرى” على أمر باستلام راتبه، من قبل مديرية صبر الموادم، ولم ينفق على أسرته طيلة مكوثه في السجن. وبعد شق الأنفس وإدانة التوجيهات من قيادة المحافظة لإدارة عموم مديرية صبر بأن الراتب لا يوقف أو يورد أو يحول إلى شخص آخر إلا بحكم قضائي.. استعاد أخيراً “ جميل” راتبه لكنه منقوص من العلاوات السنوية وبلا استراتيجية أو فوارق ،فزملاؤه من أقرانه يتقاضون “65000” وراتبه فقط “56000” وبجملة ما سلف يتقدم الشاكي إلى فضيلة النائب العام وإلى الأخ/شوقي أحمد هائل محافظ محافظة تعز لإنصافه ممن ظلموه في مصادرة راتبه أكثر من أربع سنوات كما يناشد وزيرالخدمة المدنية بتسوية وضعه المالي.. ويناشد النائب العام بالتحقيق مع مدير عام مديرية صبر الموادم ومدير مكتب التربية في المديرية ومدير عام مكتب البريد كونهم شركاء في اختراق القانون وتحويل راتبه للغير حتى وإن كان والده دون حكم قضائي.