الإهداء : إليه شاعراً لا يقولب ولا يحتويه إطار (1) إلى أين يمضي بك الحرف هذا المساء ؟ إلى أين تمضي بنا ؟ أما أتعبتك فجاج الأماني وطيش المعاني وطول المسير ؟ أما أسكتتك المدينة ؟ في جبِّها يوأد الحرف قبل الولادة وقبل اكتمال المساء وأنت بحرفك لا ترعوي ولا يحتويك بما تبتغيه المدينة أيُّ ارعواء !! إلى أين ؟ كل المدينة حرب عليك كل الحراب أشارت إليك إلى أين ؟ خالفت قانونها وأعلنت حربك هنالك .. لا أحد يضعُ الحبلَ أو ينزع الحبل إن لفّه هنالك .. لا أحد ينكر السير إن صار حتمية للوراء وأنت لوحدك خالفت قانونها !! خالفت فارجع إلى الرشد يا هكذا مذنب وسبح بحمد الضياع !! وإن شفَّك الوجدُ للفعلةِ الأمس فاركض إلى الخلف أركض وبالغ ولا تستجب للنداء . ( 2) أمرُّ على ما تصوغ يداك أمرُّ ويأخذني الزهو يأخذني الزهو يأخذني الزهو 00حتى الثمالة وأهوى المرور !! وما أسعفتني العبارة أن أرسم الزهو أو أحتوي قدره وأهوى المرور . أهوى المرور 00 وأخشى المدينة ! على شاطئ الحرف أرخيت للانبهار الزمام وصرت أزم حواجب زهوي علِّي إذا ما انتهيت أرى طرف الحرف لكن محال! على متنه يلتقي الحبر ..والتبر والذكر.. والفكر والطب .. والحب والسعد .. والبعد تماهٍ عجيب !! ( 3) سلعة الدهر باقيةٌ ما بقي الحرف حياً وهذا البقاء المطرز بالوجد والعمق والصدق باق أشهد أنك لست نبياً ولست غوياً أشهد.. أشهد أنك شاعر تلك المعاني العصيّة أعرفها لا تدين لراقصة البار لا تستدين الموائد من صولجان القصور معانيك من رحم الأرض نعرف نكهتها فنشتم ّمنها الطبيعة طيناً وماء معانيك نعرفها لحاف الفقير إذا مرّ من كوخه مهرجان الشتاء وظل الفقير إذا مرّت الشمس من فوقه بامتلاء معانيك نعرفها خامة من أصيل اصطفاء فدندن على وقعها ما بدا لك دندّن وزدنا من الكأس زدنا من الشهد حتى انبلاج الصباح (4) ما الذي قلتُ ؟ أستغفر الله !! سحرُك أثَّر بي فقلت الحقيقة !! كيف أعود المدينة من أي باب أتوب ؟ وتلك المدينة لا تقبل العذر أو تغفر الذنب يا لَضياعيَ بين حدودك يا ملكَ الحرف وبين حدود المدينة !!