افتتح رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة أمس عدداً من المنشآت الصناعية الجديدة في مجمع 22 مايو الصناعي العسكري. وعقب الافتتاح طاف الأخ رئيس الوزراء، ومعه وزراء الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد، والتخطيط والتعاون الدولي الدكتور محمد السعدي، والإعلام علي العمراني، ورئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن أحمد علي الأشول، بالمنشآت الصناعية الجديدة التي دخلت ضمن منظومة المنشآت الصناعية في مجمع 22 مايو الصناعي. واستمع الأخ باسندوة أثناء زيارته لعدد من منشآت ومعامل المجمع إلى شرح من مدير المجمع والمختصين والفنيين حول آلية العمل في صنع وإنتاج قطع الغيار المختلفة، وعدد من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وقطع غيارها، والزوارق البحرية.. موضحين طبيعة المهام والأعمال الإنتاجية التي تقدمها المنشآت الصناعية المختلفة في مجال التصنيع الحربي، والذي يتوافق مع مجريات التطور والتحديث. واطلع رئيس الوزراء ومرافقوه على نماذج متعددة من إنتاج المجمع في المعرض المصغر، وشاهدوا عرضاً إيضاحياً للتجارب التي أجريت على منتجات المجمع بالذخيرة الحية. وعبر الأخ باسندوة عن إعجابه الشديد بالمستوى الذي وصل إليه مجمع 22 مايو الصناعي في مواكبة التطور التكنولوجي الحديث.. معرباً عن أمله في أن تعمل المنشآت الصناعية الجديدة بالمجمع على تلبية احتياجات القوات المسلحة من قطع الغيار والذخائر والأسلحة المتنوعة. وفي الفعالية الاحتفائية التي أقيمت بالمناسبة ألقى رئيس مجلس الوزراء الأخ محمد سالم باسندوة كلمة عبر في مستهلها عن سعادته بحضور افتتاح المنشآت الجديدة في مجمع 22 مايو الصناعي العسكري.. مهنئاً وزارة الدفاع على بناء هذا المنجز. وأكد الأخ رئيس الوزراء أن إنشاء هذا المجمع الصناعي العسكري يشكل خطوة هامة على طريق ولوج اليمن مجال التصنيع العسكري؛ لعلها تستطيع أن تصبح قادرة على الاعتماد على نفسها في تصنيع احتياجاتها من الأسلحة والذخائر في المدى المنظور بدلاً من الاستمرار في شرائها واستيرادها من الخارج. وقال: «إن دور القوات المسلحة في العديد من دول العالم المتقدمة والنامية لم يعد مقتصراً على الدفاع عن السيادة الوطنية فقط، وإنما امتد ليشمل المساهمة في البناء والعمران من خلال أحد أهم أسلحتها، ذلكم هو سلاح المهندسين». وأضاف: وهذا لا ينفي حقيقة أن سلاح المهندسين في قواتنا المسلحة قد ساهم هو الآخر في تنفيذ بعض المشاريع العمرانية كالإنفاق والجسور والطرقات، وبالرغم من ذلك فإن عليه أن يقوم بدور أكبر تجسيداً لشعار (الجيش للحرب والبناء)». ودعا الأخ باسندوة قادة وضباط وصف وجنود القوات المسلحة والأمن إلى الاضطلاع بواجبهم الوطني في وضع حد للاعتداءات التي تتعرض لها محطات وأبراج الكهرباء، وأنابيب النفط والغاز، وملاحقة من يقترفون هذه الأعمال التخريبية والإجرامية، لاسيما أن معاناة الملايين من أبناء شعبنا جراء انقطاع التيار الكهربائي قد أصبحت لا تطاق، خاصة في عدن والحديدة وحضرموت وغيرها من المدن والمناطق الحارة. كما دعاهم إلى بسط سيطرة الدولة على كل جزء من أجزاء الوطن.. وقال: «من المعيب أن تعجز الدولة عن فرض سلطتها في بعض المناطق، أو أن تخضع للابتزاز من قبل عدد من المخربين ومن يقفون وراءهم، فمن ضيع الحزم في أوقاته ندم». وناشد رئيس الوزراء في الوقت نفسه كل المشائخ والمواطنين الشرفاء في مأرب ونهم وغيرها أن يتصدوا هم الآخرون للمخربين الذين يسيئون إلى سمعة قبائلهم الأبية، وإلى سمعة اليمن.. معرباً عن ثقته في أن قيم وشيم قبائل اليمن الأصيلة لا تسمح مطلقاً بالإضرار بحياة أبناء شعبهم الذي عانى كثيراً وصبر طويلاً على ظلم وفساد وعبث النظام السابق. وشدد الأخ باسندوة على أهمية بناء يمن جديد حتى لو دفعنا حياتنا ثمناً في سبيل تحقيق ذلك.. وقال: «لقد آن الأوان ليعيش أبناؤنا وأحفادنا حياة أفضل من التي عشناها، وأن تكون اليمن مستقرة ومتطورة ومزدهرة». وأضاف: «يجب علينا جميعاً أن نبني اليمن الجديد وأن نبذل الجهود لنضمن حياة كريمة لأبناء الشعب كافة وتحقيق الأمن والاستقرار والحكم الرشيد الملبي لآمال وتطلعات اليمنيين».. وحيا الأخ باسندوة في ختام كلمته جميع أفراد القوات المسلحة والأمن.. متمنياً لهم التوفيق والنجاح أن يكونوا ذراعنا القوية والقاصمة لكل مخرب ومن لا يريد الخير والرخاء لهذا الشعب العظيم. من جانبه أشار وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد إلى أن افتتاح المجمع الصناعي العسكري 22 مايو بقدر ما يعد تعبيراً عن عظمة الوحدة اليمنية وتشريفاً بحمل اسمها فإنه يمثل نواة حقيقية لمستقبل صناعة عسكرية طموحة وتجسيداً حقيقياً لخطط وبرامج إعادة البناء والتنظيم العسكري النوعي على أرض الواقع؛ وذلك في ظل اهتمام ورعاية ودعم القيادة السياسية والعسكرية ممثلة بالأخ المشير عبدربه منصور هادي - رئيس الجمهورية - القائد الأعلى للقوات المسلحة. وأكد وزير الدفاع حرص قيادة الوزارة ورئاسة هيئة الأركان العامة على توسيع وتطوير مجمع 22 مايو الصناعي العسكري، بما يمكنه من تلبية متطلبات القوات المسلحة واحتياجاتها الضرورية من المعدات القتالية وقطع غيار الأسلحة المختلفة.. لافتاً إلى أن دعم القيادة السياسية والعسكرية واهتمامها بمجمع 22 مايو الصناعي هو ما سيحول هذه النواة إلى مؤسسة صناعية عسكرية متكاملة قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي للمؤسسة الدفاعية وتجنباً للوقوع في مأزق الاحتكار والتبعية وإشكاليات الاستيراد بالعملات الصعبة، كما سيفسح المجال الواسع للكوادر والكفاءات العسكرية الوطنية لإثبات جدارتها وتطوير خبراتها ومهاراتها في التقليد والابتكار الصناعي الذي سارت عليه كثير من الدول التي تجاوزت بصناعاتها العسكرية حدود الاكتفاء الذاتي إلى مستوى التصدير الخارجي. وقال: «إننا في القوات المسلحة نستلهم من عزيمة وإصرار القيادة وأبناء الشعب وتطلعاته المشروعة واستمرار مسيرته في نهج التغيير وما يصنعه من إنجازات على أرض الواقع، ونستمد منه النموذج الذي يحتذى به للتغلب على نقاط الضعف واكتساب مقومات القوة، وبما يجعل من المؤسسة الدفاعية نموذجاً يقتدى به في اقتلاع الفساد وتجسيد التغيير والتحديث، وهي المثل الأعلى للوحدة الوطنية وقوة التلاحم الوطني مع الشعب، وجعل مبدأ الحياد ضميراً دائم الحضور في وجه كافة الاستقطابات والانحيازات المحظورة». كما ألقى مساعد وزير الدفاع للتكنولوجيا اللواء الركن أبوبكر الغزالي كلمة رحّب فيها بالأخ رئيس مجلس الوزراء في افتتاح المعامل والمنشآت الصناعية الجديدة.. مستعرضاً خطوات التصنيع العسكري والرؤية المستقبلية لتطويره وتحديثه بما يلبي احتياجات القوات المسلحة والأمن، بما في ذلك جوانب التدريب والتأهيل للكوادر الفنية والاهتمام بمجالات البحث العلمي والتطور التكنولوجي في جميع المجالات الصناعية العسكرية. وأكد الغزالي ضرورة توحيد وتجميع الوسائل والقدرات والإمكانيات والكوادر الصناعية لتغطية احتياجات القوات المسلحة.. مشيراً إلى أن القاعدة الصناعية في القوات المسلحة لن تقتصر على الصناعات الدفاعية بل ستشمل جميع الصناعات التي تلبي احتياجات القوات المسلحة وصولاً إلى التسويق الإقليمي، بما يسهم في رفع مستوى القوات المسلحة اقتصادياً والمساهمة في التنمية الوطنية المستدامة وتغيير القوات المسلحة من قوات مستهلكة إلى قوات منتجة. فيما تناولت كلمة مدير المجمع العميد الركن سعد راجح مراحل إنشاء وتطور مجمع 22 مايو الصناعي العسكري وما يحتويه من خطوط إنتاجية ومنشآت صناعية تمثل مكسباً عظيماً في مجال التصنيع العسكري.. معبراً عن الشكر والتقدير للقيادة السياسية والعسكرية وقيادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة على الدعم والاهتمام بهذا المشروع الصناعي العسكري. وفي نهاية الحفل قام رئيس مجلس الوزراء ومعه وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة بتكريم عدد من الوحدات العسكرية والشركات التي أسهمت في تجهيز وبناء المجمع وتكريم عدد من المبرزين من المهندسين والفنيين في مختلف منشآت ومعامل وورش مجمع 22 مايو. هذا وكان منتسبو المجمع والمعهد الفني للقوات المسلحة قد قدموا عرضاً عسكرياً متميزاً جسدوا من خلاله مستواهم العالي وروحهم المعنوية والانضباطية العسكرية العالية.