د.عبدالله المقالح الكهرباء...حد الإيذاء لم يعد الحديث عن الكهرباء نقداً يومياً بهدف المناكفة، بل صارت مسألة الكهرباء إيذاءً يومياً يحس به الجميع،أحسه في بيتي ويلامس أشيائي، ومقتنيات عمري. هذا اليوم،انتظرت الكهرباء بعد انقطاع لمدة أربع ساعات، عادت وهتفت كعادتي عندما تعود:هييييي، لكن للأسف لم تكن عودتها مثل كل مرة ..ضغطت على مفتاح (اللمبةالميل)فلم تستجب حتى ولو( طفطفة)،بل بعثت ومضة يتيمة بدون أدنى صوت وماتت،فضغطت على مفتاح (اللمبة العادية )فاستجابت من( حال روحها )باعثة ضوءاً خافتاً أصفر، يشبه ضوء الشمس في لحظة الغروب الأخير لها، نسميه في قريتنا (شمس الميتين) . تحركت نحو الكمبيوتر، فتحته كالعادة، وكانت المفاجأة ،حيث استجاب لبرهة ثم ولى حانقاً واطفأ نفسه.. أطفأت التلفاز واللمبة العادية علّ الكمبيوتر يعمل لكنه أبى..أطفأت السخانة علّه يعمل إلا أنه أبى مرة ثانية. قد يتبادر إلى ذهن أحدكم متسائلاً: ولم هذا الإلحاح على تشغيل الكمبيوتر؟ فأقول للأسف بأن إعتمادي على الكمبيوتر صار ضرورة،تفرضها حاجة أستاذ الجامعة وارتباطه بعمله،إضافة إلى أني أحتاجه في كتابة مقالتي الاسبوعية وإرسالها عبر الإميل خاصة وقد قارب موعد إرسالها. وعليكم أن تلاحظوا حجم الإيذاء الذي تعرضت له مع وجود التيار الكهربائي، فالغرف مظلمة والتلفاز مقفل والسخانة مقفلة والكمبيوتر مقفل ،وتفقدت الثلاجة فإذا بالأشياء ذائبة ذلك مع وجود التيار،فكيف سيكون الأمر بدونه!!!!!! يقول المثل اليمني: السراج (المطفطف) ولا الغدرة،فأقول :حتى السراج المطفطف لم يعد مطفطفاً،فقد صارت الحالة غدرة على غدرة،بوجود التيار أو بدونه. ليست مقالتي شكوى أوجهها إلى الحكومة،أو إلى رئيس الدولة،ففاقد الشيء لا يُعطيه، بل آهات أفرغ مافي صدري من ألم، وأقول أمر الجميع إلى الله،ولا حول ولا قوة إلا بالله. عبدالرحمن الظفري بينما كان الفيلسوف فولتير على فراش الموت حضر إليه رجل الدين الكهنوتي يطالبه بالاعتراف ليحقق له الغفران وبما أن فولتير قضى عمره الطويل في العمل في فضح الدجل الكنسي ، وتعرية الاستغلال الكهنوتي ، فقد رفض هذا الإجراء . رفض هذا الإجراء الذي لو قبله لكان تضحية فضائحية بمسيرة عمره التنويري المليء بالصراع مع عالم الخرافة ... كان رجال الكهنوت الكنسي قد حكموا على فولتير بالإلحاد لا لأنه ينكر وجود الله - فلم يكن كذلك - وإنما لأنه ينكر حق الكهنوت في النيابة عن الله في الأرض. ولذلك كان حضور رجل الدين إلى فولتير في ساعة الاحتضار يكاد أن يكون تربصاً به للاعتراف بالكهنوت وليس مجرد طلب بريء للغفران كما يقول رجل الدين الكهنوتي. ولما كان رد فولتير على العرض الكهنوتي رداً حاسماً بالرفض فقد خاطبه رجل الكهنوت بقوله أتيتك من عند الله لكن فولتير لم يسلم له بالحق الالهي الذي يدعيه الرجل الكهنوتي فكان رده: أين أوراق اعتمادك ؟ أين أوراق اعتمادك؟ سؤال طرحه فولتير على الكهنوتي الذي يزعم أنه متحدث بلسان الله في الأرض . وهذا السؤال البريء هو أبلغ جواب على الادعاءات الكهنوتية ، في أي دين وبأية صورة كانت سؤال لا بد أن يقذف به في وجه كل مدع يريد أن يستعبد الناس لأفكاره العمياء والخرافية باسم الله ويتحكم في العلاقة بين الخالق والمخلوق.