علي جرو على قارعة الحياة غسل الشارع وجهه للمرة الرابعة هذا اليوم . زخات مطر الربيع كانت تعبث بوجه سعيد و بشعره الطويل من جهة واحدة ليغطي صلعته التي باغتته لأسباب يعتقد أنها تتعلق بالذكاء و شيء من سوء طالع وراثي.. طرد من المطعم الذي يعمل فيه لأنه اعترض على نوعية اللحوم التي تقدم للزبائن فعمل بائع بناطيل جينز على الرصيف فداهمته البلدية و سلبته بضاعته الممنوعة فراح المورد يطالبه بثمنها. عمل سعيد بعقد مؤقت في البلدية قسم اصطياد الكلاب الضالة فطرد بعد عشرين يوماً لأنه لم يتمكن من الضغط على الزناد وقتل كلبة ترضع صغارها.. باع قرط ابنته الذهبي و اشترى ترمساً أزرق ليبيع المثلجات في حافلات النقل .. أفلت الترمس من يده أثناء تسلقه إحدى تلك الحافلات فتناثر الحطام و المثلجات .. شعر سعيد أن روحه سالت وراء الترمس و تدحرجت كثيراً حتى أنهكتها الجراح. التقرير الذي أعدّه الدكتور عبد الحميد يونس مدير مشفى الأمراض العقلية أفاد بأن المدعو سعيد شوّاخ مدعٍ للجنون و لا حاجة لبقائه في المصحة. آخر ما أعلمه عن سعيد أنه دخل السجن بتهمة المتاجرة بأعضاء بشرية فقد باع كليته لأحد التجار وأصر على قبض الثمن كاملاً. Farah Ali سئمتُ الطرق التقليدية للتعبير عن الحب والتي لم تعد جديرة بحائطي الفيسبوكي فتثير دهشة أو تحظى بإعحاب أو تفوز بتعليق وااااو ، مذهل ربما عليَ أن أبتدع طريقة جديدة وجريئة وبها نوع من المجازفة أيضاً كأن أجتاز موكب زعيم عربي ذاهب لإلقاء خطاب في مناسبة وطنية يهنىء فيها شعبه وأسبقه إلى المنصة وإن سألوني من أنتِ وماذا تفعلين هنا؟ سأقول أني عاملة نظافة وأثناء حديثه سأضرم الحب ، في ورقة الخطاب الذي لن يكون سوى مجرد باعث قوي للتقيوء ، كعادته في المناسبات السابقة لن تتحول الكلمات إلى أوراق نقدية تتوزع بيننا بالتساوي كما نحلم لكنها ستلمع مثل فرصة ذهبية أحدهم سيفكر بإنتهازها للتعبير ربما عن حالة مشابهه.