أقبل رمضان.. وارتفعت الأيدي إلى السماء.. تناجي رب العزة جل وعلا.. الكل يطلب ويسأل من لا يُسأل غيره السميع العليم مجيب الدعاء.. الكل يدعو ويلح في الدعاء.. كيف لا، ورمضان شهر كريم يستجاب فيه الدعاء.. فقد كان الصحابة رضوان الله عليهم يركزون في رمضان على أدعية محددة ومخصوصة.. ويرددونها في كل الأوقات ويقولون: “فوالله ما يأتي رمضان الذي يليه إلا و قد استجيبت كلها”.. فلنكثر من الدعاء مع اليقين بالإجابة.. ولا يستعجل الإنسان استجابة دعائه.. فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ما من رجل يدعو بدعاء إلا استجيب له.. فإما أن يعجل له في الدنيا، وإما أن يؤخر له في الآخرة.. وإما أن يكفر عنه ذنوبه بقدر ما دعا.. فكله خير للمسلم.. ولا يقول الإنسان: لقد دعوت الله كثيرا بصدق وخشوع والتزمت بآداب الدعاء، ولكن الله لم يستجب لي.. فالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام أخبرنا أن الله تعالى يحب سماع صوت عبده المومن الصادق الطائع.. فإذا دعائه قال الله لجبريل وهو الموكّل بحوائج بني آدم: يا جبريل، احبس حاجته فإني أحب سماع دعائه.. وإذا دعاه الكافر الجاحد يقول تعالى لجبريل: اقضِ حاجته فإني لا أحب سماع دعائه..!! فلا يمل الإنسان المؤمن من دعاء ربه أبدا أبدا.. ولنكتب أدعيتنا ولنرددها، ولندعو لدنيانا ولا ننسى الدعاء لآخرتنا.. فما من إنسان على وجه الأرض إلا وله حاجات ومسائل عند رب العالمين ، فأنت تسأل مديرك.. وتسأل كل من له نفوذ ومنصب.. فكيف لا تسأل وتطلب من رب العالمين وهو بيده الأمر كله.. مالك الملك.. القادر على كل شيء... ربنا.. أخبرنا نبينا وحبيبنا محمد عليه الصلاة والسلام أنك حيي كريم.. تستحي إذا رفع الرجل إليك يديه أن تردهما خائبين.. فتقبل منا دعائنا يا رب العالمين.. ولا تردنا خائبين.. اللهم آمين. كل عام وأنتم بخير كل رمضان وأنتم إلى الله أقرب