من النادر في مجتمعنا المحاط بثالوث (العادات – العيب – الأمية )أن تجد امرأة تستشعر مسؤوليتها تجاه المجتمع وخاصة الأسرة التي تعتبر النواة الأولي لبناء المجتمع ، في مجتمع لا كلمة فيه إلا للرجل ولا يمكن للمرأة أن تتجاوز حدود الرضوخ ،إنها لا كلمة لها في وجود الرجل، والويل لها أن تجاوزت الخط الأحمر وقالت كلمتها في ظل وجود “سي السيد” أو “أبو الشوارب” فلا كلمة لها مادام والرجل موجوداً، تلك هي الصورة القاتمة في المجتمع عن المرأة حتى وإن كانت تملك من الشهادات والمؤهلات العلمية ما يمكن بها أن تشعل النار في ألف رجل. ويوم أن تجد امرأة تتمرد على تلك الصورة القاتمة صورة العبودية الهوجاء والعمياء للرجل حتى وإن كان اجهل من امرأة، يوم أن تجد المرأة فرصتها وتنطلق تمسح قتامة تلك السوداوية المطبوعة في ذهن البعض عن المرأة تظل في نفس الوقت تعاني وتجاهد لتقنع الرجل أنها صاحبة حق وأنها تملك مشروعها في الحياة يجب أن تواصل السير فيها، كم من النساء قتلت إبداعاتهن وقتلت مواهبهن بسبب موقف أخ أو أب أو زوج أو أم كل يرى المرأة أنها عنصر ضعيف يجب أن يخاف عليها من السقوط في أول موقف أو امتحان صعب يواجهها. لكن من يتتبع سير بعض النساء اليمنيات في العصر الحديث يجد أن هناك ثلة منهن بمليون شنب بل يعملن مالم يعمله الرجال العتاولة في المجتمع تجد لهن أعمالاً تجبر الجميع على احترامهن والوقوف إلى جانبهن ودعمهن لما لديهن من أفكار ورؤى تفوق كثيراً من أفكار الرجل المستبد بهن. من تلك النماذج الرائعة والتي تركت بصمة واضحة على الواقع تؤكد أنها تحمل هم كل أسرة في كل بيت وتتمنى أن تسود المحبة والسعادة كل منزل وان يعيش الجميع في وئام وسلام، هذه المرأة التي نتحدث عنها خلال السطور المتاحة هي المدربة والمربية وفاء الصلاحي – مدير نادي الأسرة السعيدة والذي وضعت لبنته في تعز ومن خلاله استطاعت أن تعمل على حل كثير من قضايا البيت اليمني والأسرة اليمنية وكم من قضاياها التي تحتاج إلى مرشدين ومرشدات يعمل كل وفق تخصصه في حلها تحول النادي إلى محضن دافئ يستقبل كل من يشكو من قساوة برد الحياة وتعبها، هذا النادي الذي تديره المتميزة وفاء الصلاحي استطاع أن يقدم الاستشارات ويعالج القضايا وفق إمكاناته المتاحة ووفق كادره البشري من الجنسين. وفاء الصلاحي بدأت التدريب منذ سبع سنوات وركزت على التدريب الأسري نظراً للأهمية التي تحتاجها الأسرة في ذلك الجانب. تقول: التدريب أعطاني مساحه اكبر للعطاء وتبادل الخبرات والاستفادة من الآخرين، ومن خلال التدريب حققت جزءاً كبيراً مما اطمح إليه تمثل في نشر للثقافة الأسرية. وعن أهم وأغلى إنجاز لها تقول : هو إعداد كادر مؤهل للتدريب الأسر ي كما أننا خرّجنا 150مدرباً ومدربة في التنمية البشرية من فئة الشباب، وطبعاً المرأة رائده في التدريب كما هي رائده في كل شيء ولكن ربما فرص التدريب تقدم للرجال أكثر بحكم سهوله حركتهم وتنقلاتهم وهناك الكثير من المدربات الممتازات وقليل من المدربين الأكفاء، وفي اعتقادي أنا أن التدريب رسالة وليس تجارة لا بأس من الكسب منه لكن الأهم هو الجودة واحترام التخصص، وتختم الصلاحي بقولها: رسالتي الأولي والأهم في مجال التدريب هي تأهيل قيادات اجتماعيه وتنموية ونشر الثقافة الأسرية. [email protected]